أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
المساجد أصبحوا غير قادرين على إصلاح المسلمين المنحرفين ولا بد من
نبي من
الله
تعالى للقيام بهذه المهمة العظيمة فلا يوجد اختلاف بيننا
وبين هذا الشيخ في الإجابة على هذا السؤال.
ويرى هذا الشيخ وزملاؤه أن احترام المصطفى يقتضي بأن لا يوهب أحد من خدامه مقام النبوة مهما وصلت طاعته الله ولرسوله محمد ، بل يبعث نبي قديم من الماضي ومن أمة أخرى لسد حاجات أمة المصطفى ولحل مشاكل العصر الحاضر ولكن الجماعة الإسلامية الأحمدية لا ترى هذا الحل حلا مناسبا وإنما تعتبره فكرة صبيانية لا تزيد
شيئا في شرف الرسول الله وفضله بل تنقص من قدره واحترامه. ولقد قدم لنا القرآن الكريم حلا واضحا وسديدا لهذه المسألة في
قوله تعالى:
ومَن يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُوْلَئِكَ مَعَ الَّذِينِ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِّنَ النَّبيِّينَ والصَّدِّيقين والشُّهَدَاءِ وَالصَّالحينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (سورة
النساء: ٧٠).
إن مقام النبوة والصديقية والشهادة والصالحية يوهب لمن أطاع الله ورسوله حق الطاعة، وكل واحد ينال من هذه المراتب حسب مواهبه. فالذي يكون أهلا لنيل مقام النبوة التابعة للرسول صلى الله عليه وسلم بسبب طاعته الكاملة يهبه الله تعالى هذا المقام لإحياء دين الإسلام وإقامة شريعة خير الأنام في العالم مرة أخرى. وبهذا الحل لا يكون سيدنا المصطفى مدينا لنبي من أمة إسرائيلية ومبعوث إلى بني إسرائيل فقط حسب قول الله تعالى: وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيل.. (سورة آل عمران: ٥٠).
۱۷
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
والآن هناك حلان بين يدي القارئ وكل لبيب يدرك بلا تردد بأن عودة أي نبي قديم من خارج أمة المصطفى ينافي مفهوم ختم النبوة مخالفة صريحة ويمس بخاتمية الرسول الله مساسا واضحا. ولا ينتهي الأمر إلى هذا الحد بل يسبب إهانة لأمة المصطفى وكأنها أصبحت عقيمة لا تستطيع أن تنجب فردا أهلا لنيل منصب نبي من داخل الأمة ليدفع عن الإسلام هجمات الشيطان والأعداء ويتغلب عليهم ويسد حاجات هذا العصر.
هل من المعقول أن تكون الحاجة لبعث نبي باقية بعد أن يرسل العليم سبحانه آخر الأنبياء؟؟ وواضح لكل عاقل أن مثل هذه العقيدة إهانة، والعياذ بالله الله سبحانه وتعالى ولمحمد ، لأن إغلاق باب النبوة مع حاجة الناس إليها لا يلائم الحكمة الإلهية.
وإذا أصبح من المتفق عليه بين الجماعة الإسلامية الأحمدية وغيرها بأنه لم تبقى هناك حاجة لمجيء نبي تشريعي جديد فنتوصل إلى نتيجة حتمية طبيعية بأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان آخر نبي صاحب شريعة ولم يعد بعده بنو نوع الإنسان بحاجة إلى شريعة غير شريعته إلى الأبد. ولا يقبل العقل قولا آخر غيره، إذ من الواضح بأنه مادامت شريعتنا شريعة
أحد
متكاملة محفوظة فإذا تصور رغم ذلك بمجيء شريعة أخرى بعدها فتصوره باطل ومرفوض بالبداهة. فالأهم في الأمر أن نقرر من هو الأخير من حيث تلقي النبوة، لأن مجيء أحد أو ولادة أحد قبل غيره أو بعده لا يغير في الأمر شيئا. وعلى سبيل المثال إذا وهب أي نبي نبوة في الماضي وبقيت ضرورة عودته مرة ثانية فمن الطبيعي بأن الذي يسد حاجات العصر هو النبي الأخير بحسب الزمن. فجماعتنا لا ترى أنه لا
۱۸
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
فضيلة أو امتياز لمحمد الله و بسبب مجيئه في الأخير بل أفضليته تكمن في كونه النبي الأخير الذي جاء بالشريعة الأخيرة المتكاملة الدائمة حسب مقتضيات العصر، ولن يأتي بعده عصر يقتضي شريعة جديدة، وهذه هي الفضيلة العظيمة التي يمتلكها نبينا محمد ، ونتوصل من هذا البحث أيضا إلى النتيجة الثانية بأن كونه صاحب الشريعة الأخيرة يجعل عملته الروحانية هي التي ستستعمل إلى الأبد ولا يمكن أن يأتي نبي يخرج عن أمره ويغير حكمه، لأن العقل يتطلب بأن الذي عنده قانون أبدي هو الذي يحكم إلى الأبد. وبهذا المعنى كان النبي صلى الله عليه وسلم النبي الأخير وهنا تكمل أفضليته العظمى. هذه هي عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية. ولكن الشيخ اللدهيانوي وزملاءه يعتقدون بأن النبي صلى الله عليه وسلم أفضل بسبب ظهوره في آخر سلسلة الأنبياء أجمعين. وهذه العقيدة سخيفة لأن ظهور المسيح عليه السلام في آخر الزمان يجعله هو النبي الأخير زمنا وبالتالي الأفضل، معاذ الله بحسب تعريف الشيخ، لأنه وأن كان ظهر قبل
النبي
النبي ولكنه سيظهر بعد الرسول الله أيضا لسد حاجات هذا العصر.
من هو الأفضل؟
يقول الشيخ اللدهيانوي: "إذا قلت بأن فلانا هو آخر أولاد فلان فيعني ذلك أنه ولد عند أبويه بعد أن ولد كل أخوته وأخواته الآخرين و لم يولد لهما بعده أحد. ولا يعني كونه آخر الأولاد أن يموت أيضا بعد جميع اخوته وأخواته بل أحيانا يولد أحد بعد اخوته وأخواته جميعا، ولكنه يموت قبلهم ومع ذلك يسمى آخرهم مولدا. ولطالما سمعتم الناس يقولون: كان آخر أولادي هذا الذي توفي". (ص ١٠و١١).
۱۹
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
إن المقارنة التي قدمها الشيخ اللدهيانوي للأول والأخير بضرب مولد طفل يمكن أن تقدم بطرق متعددة وليس من العقل في شيء أن نأخذ وجهة نظر واحدة لمثال ونتوصل بها إلى نتيجة حتمية صحيحة. ففيما يتعلق بالمنصب والمقام لا يقال لأحد أنه هو الأخير مقاما إلا إذا عاش في هذا المنصب حتى بعد وفاة غيره ولا يدخلون في نقاش حول مولده. مثلا إذا قيل أن الملك بهادر" "شاه كان آخر الملوك المغول في الهند، والمجنون هو الذي سيقول أنني لا أقبله آخر الملوك المغول إلا بعد التحقيق في تاريخ ولادته هكذا الحال بالنسبة لأهل المناصب. فالطبيب الأخير أو المفكر الأخير أو المفسر الأخير يعتبر بحسب تاريخ وفاته وليس بحسب تاريخ ولادته.
والخطأ الآخر الذي يصر على ارتكابه هذا الشيخ أنه يتمسك فقط بكلمة الأخير، ولا يرى إلى السياق. إننا لا نرى من الفضل والشرف شيئا أن يكون الإنسان أخيرا فقط من حيث الزمن فيجب ألا نرى إلى هذا المثال ما إذا كان هذا المولود ولد أولا أو أخيرا أو مات أولا أو أخيرا وإنما يجب أن ننظر إلى نواحي الفضل والعظمة في ولادته وفي وفاته. فبدلا من إضاعة الوقت في تقديم أمثلة غامضة مبهمة على الشيخ أن يقارن نظريته ونظريتنا بالنسبة لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وعيسى العلية الا. وعندئذ سيدرك كل من عنده شيء من العدل بأن موقفنا هو الذي يعتبر موقف التكريم والاحترام للرسول الله وليس موقفه هو . يقول الشيخ أن عيسى عليه السلام ولد قبل النبي صلى الله عليه وسلم بزمن طويل ونال النبوة قبله أيضا، وسوف يموت بعده أيضا وأن النبي ! الأخير الذي سوف يمارس النبوة ويؤدي واجباتها في الدنيا هو عيسى عليه السلام.
هذه
هي
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الصورة التي يقدمها هذا الشيخ بإصراره على كون النبي هو
الأفضل لمجيئه في آخر سلسلة الأنبياء.
ونحن نقول أن هذا الاعتقاد ليس تكريما للنبي صلى الله عليه وسلم بل هو إهانة صارخة له، والعياذ بالله. فأولا يعتقد الشيخ بأن مجيء أحد الأنبياء في الأول أو الأخير هو السبب لتفضيله على الآخرين، ثم يعتقد أن الأنبياء الآخرين كانوا بعثوا قبله منصبا ومولدا وبحسب موقف الشيخ هذا يكون سيدنا عيسى عليه السلام قد نال أفضلية مزدوجة حيث جاء قبله وسوف يموت بعده. لقد بعث نبيا قبل نبينا ثم سوف يبعث نبيا في آخر الزمان بعد الرسول صلى الله عليه وسلم، وليس هذا فحسب بل له فضيلة ثالثة، وهي أن النبي كان نبيا لأمته وأما عيسى فلم يكن نبيا لأمة موسى، بني إسرائيل، فحسب، بل أيضا سيكون نبيا لأمة محمد . إننا نعتقد بأن المصطفى هو النبي الوحيد الذي بعث لكل العالمين وليس له مثيل في هذا الفضل، ولكن الشيخ يعتقد اعتقادا راسخا بأن عيسى عليه السلام شريكه الله في هذا الفضل، وليس هذا فحسب بل له فضيلة أخرى وهي كونه رسولا إلى بني إسرائيل أيضا إلي جانب كونه رسولا إلى المسلمين والناس أجمعين . إذا فلم يبق النبي حسب اعتقاد الشيخ، ونعوذ بالله بهذا الاعتقاد، لم يبق النبي الأخير ولا النبي الأول. فبأي وجه سيقابل الشيخ ربه يوم القيامة؟ وأما موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية التي لا ترى أي أفضلية في مجيء أحدا أولا أو أخيرا من حيث الزمان وإنما ترى أن الأفضلية تكمن في مرتبته، فلا يمكن أن يرد اعتراض عليه فلو بعث قبل النبي الله من حيث الزمن ملايين الأنبياء لم ينقص ذلك من أفضليته الله شيئا لأنه الأول والأخير أي الأفضل بين
۲۱
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الأنبياء عند الله. ولو أن هؤلاء الأنبياء بعثوا بعده زمنا كان لا بد أن يكونوا مطيعين وتابعين له ،ولشريعته فبالتالي لم يضر مجيئهم بعده زمنا بخاتميته شيئا، بل كان خاتمهم أيضا. وأما هذا الشيخ فهو أيضا يعتقد نفس الاعتقاد إذ يرى أن مجيء عيسى عليه السلام مرة أخرى بعد ا الرسول الله لا ينال من ختم نبوته شيئا لأنه سيصبح من أمته ويكون مطيعا له ولشريعته . فتبين من ذلك لكل عاقل أن بعث نبي من حيث
الزمن أولا أو آخرا لا يزيد في فضليته شيئا وإنما الفضل يعرف من حيث مكانته ومرتبته الروحانية عند الله.
آخر.
وإذا لم يستوعب الشيخ الحقيقة من هذا البحث فنقدم له مثال
لا بد أن يكون هناك إنسان يعتبر أول الناس خلقا على الكرة الأرضية. فهل يعتقد الشيخ بأن هذا الذي خلق أولا وفي البداية من ناحية الزمان كان أفضل من جميع الناس الذين خلقوا بعده. ثم إذا قامت القيامة فلا بد أن إنسانا أو بعض الناس يموتون في آخر لحظة فيكون هو أو هم آخر الناس مغادرة لهذه الدنيا وبالتالي يكونون آخر الناس بقاء فيها. فهل ذلك الذي يكون آخر أهل الدنيا بقاء يكون أفضل من جميع الناس الذين غادروا الدنيا قبله مرتبة ومقاما؟ كلا. وليس الأمر هكذا بل العكس هو الصحيح. فلقد أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم بأن القيامة تأتي على شرار الناس حيث ورد في الحديث: "ولا تقوم الساعة إلا على شرار الناس. ابن ماجة كتاب الفتن باب شدة الزمان). فآخر من يغادر الدنيا يكون أشقى الناس ومن شرارهم. قل لنا أيها الشيخ بعد
11
۲۲
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
هذا التوضيح: أما زلت تعتقد بأن الفضيلة تتعلق بالزمان؟ وأن الذي جاء في الأخير يحتل مقام الأفضلية بسبب قدومه في النهاية؟
آخرهم.
وعلاوة على هذا فحينما نبحث عن مقام الرجل أو درجته فلا يأخذ بعين الاعتبار ومتى ولد ومتى مات فعلى سبيل المثال كان آخر خليفة لبني أمية مروان التاني بن محمد بن مروان. فهل يقول الشيخ أو أحد زملائه أن مروان الثاني كان خاتم الخلفاء الأمويين لأنه كان كذلك هل يستطيع أحد أن يطلق كلمة "خاتم الخلفاء" العباسيين على المعتصم بالله الذي كان آخر خليفة لبني العباس؟ كلا لأن كلمة "خاتم" لا تقتضي كون المرء آخرهم بل أعلاهم مرتبة ومقاما، إذن فحسب تفسير الشيخ لا يجوز أن تقوم القيامة على أشرار الناس بل تقوم على أفضل الناس، لأن الشيخ يعتقد بأن الذي جاء في الأخير أو بقي في الأخير هو الأفضل. أيها الشيخ حاول أن تفهم مثال آخر فأينما تقرأ فضائل الصحابة أو مناقب الخلفاء هل تفحص عمن كان أولهم مولدا ومن كان آخرهم وفاة لتقرر لهم الفضيلة حسب ذلك. وعلى سبيل المثال هل تعطي مقام الأفضلية لأبي بكر أو لعلي رضي عنهما حسب تاريخ ولادتهما ووفاتهما أو حسب المقام والمرتبة في الروحانية؟ إننا لم نسمع ولا مرة أن فلانا من الصحابة أو من الخلفاء كان أفضل من جميع الصحابة لأنه
مات بعد غيره.
الله
فأيها الشيخ عليك أن تتعقل وافتح عينيك واقرأ ما كتب مؤسس
طائفتك مولانا محمد قاسم النانوتوي، وحاول لاستيعاب الحقيقة في كلامه فهو يقول:
۲۳
11
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
يحسب عامة الناس بأن الرسول الله كان خاتم النبيين، لأن عصره كان بعد الأنبياء السابقين، وكان آخر نبي مبعثا. ولكن فليكن واضحا لأصحاب الفهم، بأنه لا توجد أية أفضلية في التقدم أو التأخر الزمني في حد ذاتها. فإذا كان الأمر كما تقولون فكيف يصح القول بأن قوله تعالى .. وَلَكن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبيين.. (سورة الأحزاب) ورد في مدح رسول الله . نعم، إذا كنتم لا تعتبرون هذا الوصف الرباني مدحا للرسول، ففي هذه الحالة تكون خاتميته صحيحة باعتبار التأخر الزمني. ولكنني أعرف بأنه لن يقبل هذا القول أحد من المسلمين." (تحذير الناس للشيخ محمد ،قاسم مطبعة قاسمي، ديوبند،
:
الهند ص ٣). فتدبر يا شيخ قول مرشدك "لن يقبل أحد من المسلمين"، وتقبل نصيحة مرشدك ومعلمك، واقبل عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية أعمالك وعاقبتك، لأن في هذه العقيدة احتراما وإكراما أكثر
لإصلاح
لسيدنا محمد .
تأثير خاتم النبيين
يقول الشيخ اللدهيانوي:
يقول القاديانيون بأن كون الرسول الله "خاتم النبيين" لا يعني أنه كان آخر بي وأن باب النبوة مغلق بعده، بل يرون أن خاتم الرسول
سوف يصنع الأنبياء" (ص ۱۱).
إن موقف الجماعة الإسلامية الإحمدية الذي أورده الشيخ المذكور
بأسلوبه الخاص قد تم تشويهه ولو كان فيه قليل من التقوى لقال بأن
٢٤
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الجماعة الإسلامية الأحمدية تفسر "خاتم النبيين" كما فسرته أم المؤمنين الله عنها، في أحد أقوالها: "قولوا" خاتم النبيين ولا تقولوا لا
عائشة
ني
رضي
بعده الدر المنثور للعلامة جلال الدين السيوطي، دار المعرفة
الله عنها،
للطباعة والنشر، بيروت ،لبنان المجلد الخامس، ص ٢٠٤). أي كان علي الشيخ أن يقر بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتبر مسلك عائشة رضي الله عنها هو الصحيح.. أي لا يجوز الاستنباط من "خاتم النبيين" بأنه لا يأتي أي نبي بعد سيدنا محمد المصطفى ، وإنما المقصود منه أنه هو النبي الذي حظي بالمقام الأعلى والمرتبة العليا بين الرسل، وليس هناك فضل في كونه في آخر سلسلة الأنبياء والرسل. وإذا كان الشيخ لم يقرأ هذا القول عن عائشة رضي فكان من المستحسن أن يبين موقف الجماعة الإسلامية الأحمدية عن خاتم النبيين بلسان معلمه ومرشده، ويكتب بأنها تفسر "خاتم النبيين" كما أورده مولانا النانوتوي بنفسه في قوله : "يحسب عامة الناس بأن الرسول الله كان خاتم النبيين، لأن عصره كان بعد الأنبياء السابقين، وكان آخر ني مبعثًا. ولكن فليكن واضحا لأصحاب الفهم، بأنه لا توجد أية أفضلية في التقدم أو التأخر الزمني في حد ذاتها. فإذا كان الأمر كما تقولون فكيف يصح القول بأن قوله تعالى .. ولكن رَّسُولَ الله وَخَاتَمَ النَّبيين .. ورد في مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم. نعم، إذا كنتم لا تعتبرون هذا الوصف الرباني مدحا للرسول، ففي هذه الحالة تكون خاتميته صحيحة باعتبار التأخر الزمني. ولكنني أعرف بأنه لن يقبل هذا القول أحد المسلمين" تحذير الناس للشيخ محمد قاسم، مطبعة
من
قاسمي، دیوبند، الهند ص (۳).
٢٥
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
وبعد تقديم هذا الاقتباس كان من المسموح له أن يتهجم على الجماعة الإسلامية الأحمدية كما يشاء. وإذا كان يستحيي أن يعرض قول معلمه ومرشده أو خاف من انتقاد زملائه فكان عليه على الأقل أن يعرض أمام الناس عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية بلسان المحدث شاه ولي الله الدهلوي إمام الهند ومجدد القرن الثاني عشر حيث قال: "ختم به النبييون أي لا يوجد بعده من يأمره الله سبحانه بالتشريع على الناس. (التفهيمات الإلهية، المطبعة الحيدرية ١٣٨٧هـ، ١٩٦٧م).
خاتم لجميع الأنبياء
لقد تحدث الشيخ بسخرية شديدة وقال بأن الأحمديين يعتقدون: "... بأن محمد يختم على عشاق الأنبياء ويجعلهم أنبياء. وقبل ذلك كان الله تعلى يهب النبوة بنفسه أما الآن فقد فوض هذا الأمر إلى محمد بأن يختم هو ويصنع الأنبياء..." (ص۱۲).
فليكن واضحا للشيخ بأن محمد الله قال مخاطبا جابر : "يا جابر، إن الله خلق قبل الأشياء نور نبيك." (المواهب الدينية، أحمد بن محمد الخطيب القسطلاني، المطبعة الشرقية ۱۹۰۸م، المجلد الأول ص ۹) فنحن على يقين بأن الأنبياء السالفين نالوا النبوة ببركة محمد
المصطفى ، وبعد مجيئه أيضا توزع كل أنواع الأنوار من بيت نبوته. أيها الشيخ، يبدو من كلامك أنك أصبت بالجنون عند هجومك على الأحمدية حتى فقدت الوعي فتمردت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فمن أخبرك كذبا بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية تقول بأن سيدنا محمد المصطفى لو كان خاتما فقط للذين جاءوا بعده؟ فاعلم أننا نؤمن إيمانا
٢٦
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
راسخا بأن نبينا محمد ا ل كان خاتم الأولين والآخرين ولن يزال كذلك. لقد أدركنا من كتابك اليوم بأنه من المستحيل أن يكون محمد خاتما للآخرين ولا للأولين، ولم يكن هناك نبي لم يصدقه النبي صلى الله عليه وسلم بختم نبوته. إنك تسخر وتجعل كلمة "خاتم" عرضة لهجومك حتى تجاهلت مضمونها الحقيقي. فليكن واضحا بأن الله سبحانه وتعالى مادام قال لسيدنا محمد الله أنه "خاتم النبيين" فلم يبق إنسان يحمل اسم لم يختمه محمد بختم نبوته فعقيدتك بأنه لم يكن لخاتم محمد أثر على الأنبياء السالفين عقيدة باطلة ومرفوضة.
الواقع
"النبي"
أن كلمة "خاتم" لا تدل على أن كونه أفضل الرسل
يزعم بعض
فحسب، بل أيضا على كونه مصدقا للنبيين الآخرين. وإذا قيل بأن محمد كان "خاتم"، فليس معناه أنه مثل ختم البريد، كما المشايخ منكم، بل أن نقوش نبوة محمد صلى الله عليه وسلم هي التي سميت "بخاتم". أي أن نقوش أي نبي، سواء كان من الأولين أو الآخرين، إذا كانت معاكسة لنقوش نبوة محمد المصطفى الله، فإنه لن يحصل على تصديق
C
محمد . نعم إذا حمل أحدهم نقوش نبوته ، سواء كانت هذه النقوش ضئيلة أو جلية، فإنه ينال بحسب مستواه تصديق محمد . وطبق هذا المفهوم فإن خاتمية محمد تفوق حدود الزمان، ولا يسمى أحد نبيا بين السابقين أيضا إلا إذا كانت عليه نقوش خاتم سيدنا محمد أي كان مصدقا من قبله وإلا فلا نسميهم أنبياء. وبهذا المعنى ورد هذا الحديث للرسول الله حيث قال: "إن عبد الله في أم الكتاب لخاتم النبيين وإن آدم لمنجدل في "طينه" (مسند أحمد بن حنبل، ج ٤ ص ٥٨،
المكتبة الإسلامية للطباعة والنشر بيروت).
۲۷
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
فيا أيها الشيخ إذا أردت ذكر عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية في مسألة ما، وقد ذكر كبار علماء فرقتك نفس العقيدة بأمانة أكثر منك، فبدل أن تذكرها بلغتك الناقصة، عليك أن تذكرها كما ذكروها هم، قائلا بأن الجماعة الإسلامية الأحمدية تعتقد في هذه المسألة كما كان يعتقد عالمنا فلان، أو مرشدنا فلان وعلى سبيل المثال عن "خاتم النبيين كان بإمكانك أن تقول بلا خوف ولا تردد: تعتقد الجماعة الإسلامية الأحمدية كما كان يعتقد عالمان من طائفتنا، السيد محمود الحسن، والعلامة شبير أحمد عثماني حيث كتبا في حاشية ترجمة القرآن
المجيد
"حسب هذا يجوز أن نقول بأنه أي" محمد " كان خاتم النبيين من ناحيتي المرتبة والزمن كلتيهما. وكل نبي حصل على النبوة بعد أن ختم عليها سيدنا محمد المصطفى محمد " (ترجمة القرآن آية خاتم النبيين، الناشر باك قرآن لاهور ص ٥٥). فلو كان الشيخ أمينا لكان بوسعه أن يكتب بأنني ذكرت عقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية حسب ما كان يعتقد بعض علمائنا الكبار وبحسب ما ورد في حاشية ترجمة القرآن الكريم. بل كان على الشيخ أن يقول بأن بعض علمائنا الكبار قد تقدموا خطوة أبعد من ذلك إذ قالوا بأنه إذا كان هناك إنسان يحمل استعدادا وصلاحية للنبوة وقابل سيدنا محمدا المصطفى الله فمن الممكن أن يصبح نبيا. فقد قال أحد علماء
طائفته القارئ محمد طيب مدير دار العلوم بمدينة ديوبند، الهند: "لا يظهر شان نبوة محمد صلى الله عليه وسلم من نبوته فحسب بل يظهر من قدرته على أنه يهب النبوة للآخرين أيضا. فكل من كان فيه استعدادا
۲۸
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
11
للنبوة إذا قابل النبي محمد صلى الله عليه وسلم لجعله نبيا . آفتاب نبوت، للقارئ محمد الطيب، الناشر إدارة إسلامية، الطبعة الأولى سنة ۱۹۸۰م، مطبعة
وفاق، لاهور).
نبوة المسيح الموعود
أضاف الشيخ اللدهيانوي قائلا:
"من أعطى القاديانيين الحق بأن يحسبوا غلام أحمد القادياني نبيا ورسولا ، ويدَّعوا، مع ذلك بالإسلام." (ص ۱۳).
أيها الشيخ لم يمنح هذا الحق للقاديانيين إلا الله عز وجل، لأنه هو وحده الذي يعطي الحق لأحد أن يقال عنه "نبي". وليس من منصب المشايخ أن يمنحوا هذا الحق لأحد. لأن الله رب العالمين الذي منح الحق لجميع بني نوع الإنسان أن يؤمنوا بالأنبياء والرسل، وهو الذي أعطى الحق للأحمديين بأن يؤمنوا بالمسيح الموعود والمهدي المعهود كونه "نبيا من الأمة".
أيها الشيخ، ألا تعتقد بأن عيسى عليه السلام يأتي بعد وفاة محمد بمئات السنين بجسمه السابق وبصفته "نبي الله". . ومن المدهش جدا، أنك مستعد بأن تؤمن بني إسرائيلي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تحسب نفسك مسلما ولو قرأت الاقتباسات التالية قبل أن تتفوه بالكلام المذكور فربما لم تسأل هذا السؤال.
*
قال الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي (رحمه الله): "عيسى
العلا ينزل فينا حكما من غير تشريع وهو نبي بلا شك" (الفتوحات
المكية، ج ١ ص ٥٤٥ ، مطبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر).
۲۹
*
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
وكتب المفتي الشهير الديوبندي (وهو من فرقتك) محمد شفيع
ما تعريبه والذي يرفض" نبوة عيسى عليه السلام فهو كافر، إذ يظل حكم نبوته بعد نزوله ساري المفعول. وعقيدة كونه نبيا ورسولا تكون من الفرائض، وحينما يأتي إلى هذه الأمة إماما لها، فيكون من الواجب أحكامه. وقصارى القول إن عيسى عليه السلام يظل نبيا ورسولا بعد نزوله، ونبوته تظل سارية كما كان في الماضي." (سجل الفتاوى الف، ص ٤٩).
اتباع
والآن نعيد سؤالك عليك ونسألك: نفترض أن عیسی اللي نزل
نفسك
في حياتك وآمنت به كونه ،نبیا فمن يعطيك الحق بأن تسمي مسلما بعد الإيمان بالنبي الإسرائيلي؟ فالذي يعطيك هذا الحق هو الذي يعطينا إياه أيضا. إننا نحاول توضيح هذا الموضوع بطرق شتى، عسى أن تستوعب الحقيقة، فربما لا تكون جميع أبواب فؤادك مغلقة، وقد تدخل الحقيقة في وجدانك. والآن نعرضه أمامك بأسلوب آخر.
ليكن واضحا بأنه لو يدعي أحدا كونه"المسيح الموعود" الذي تنبأ عنه سيدنا محمد المصطفى ، فادعائه كونه نبيا يكون برهانا على صدقه وليس على كذبه ، وإذا رفض كونه نبيا وجرد نفسه عن أي نوع من النبوة، فرفضه هذا يكون دليل على كذبه وافترائه. ذلك لأنه حينما
يدعي
بأنني هو المسيح الموعود الذي تنبأ عن ظهوره محمد المصطفى في العصر الأخير، وذلك في حديثه المذكور في صحيح مسلم الذي يأكد فيه كونه نبيا، ولم يأتي هذا التأكيد مرة واحدة فحسب، بل أربعة مرات حيث جاء في الحديث ".. ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه... فيرغب نبي
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الله
عيسى وأصحابه... ثم يهبط نبي
الله
عيسى وأصحابه إلى عيسى وأصحابه إلى الله..." (صحيح مسلم،
الله
الأرض... فيرغب نبي كتاب الفتن). نقول: أيها الشيخ إذا ادعى الرجل كونه "المسيح الموعود" ومع ذلك قال: ولكني لست نبيا أيظهر افتراؤه على الملأ أم لا؟
لأن سيدنا محمد الله قال عنه أربع مرات نبي الله" ولكنه يرفض ذلك. فما دامت الجماعة الإسلامية الأحمدية قد آمنت بمرزا غلام أحمد كونه "المسيح الموعود" فقد آمنت أيضا بكونه نبيا تابعا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي منحنا هذا الحق أن نؤمن بالمسيح الموعود بصفته نبيا من الأمة. ولم يبق هنالك مجالا للانحراف عن هذا الحق أو الأمر، فالذي يمنحه محمد صلى الله عليه وسلم الحق في تسمية المسيح الموعود نبيا لا يمكن أن يسلب أحد
منه حقه في تسمية نفسه مسلما.
الله
فليس لك أيها الشيخ أي حق في أن تقول هذا "مسلم" وذاك "لا". يجب أن تعرف قدرك وأن تخشى نخشى أن لا تستوعب هذه الحقيقة ولكن علماء الأمة المحمدية و منصفيها قد استوعبوها وبينوها للناس، وقالوا الحق أنه لا يوجد فرق بين عقيدتهم وعقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية عن نبوة "المسيح الموعود. فلقد قال العالم الشهير المنصف المرحوم مولانا عبد الماجد
الدرياآبادي جزاه الله أحسن الجزاء بسبب قوله السديد هذا: "إذا قال السيد
الميرزا غلام أحمد (مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية بكونه نبي فحسب هذا المعنى كل مسلم ينتظر "المسيح"، (لأنه عندما ينزل يكون نبيا ومن الواضح بأن هذه العقيدة ليست مناقضة لعقيدة ختم النبوة. وإذا كانت الأحمدية كما عرفناها من
هي
۳۱
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
كتابات السيد المرزا "غلام" أحمد عليه السلام" فمن الظلم اعتبارها ارتدادا عن الإسلام" (صحيفة "الفضل" بتاريخ ٢١ آذار ١٩٢٥). وكتب العلامة نياز الفتحبوري عن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ما يلى: "إن أكبر تهمة تنسب إليه هي أنه لم يكن يؤمن بكونه خاتم النبيين. إنني لا أرى اتهاما لغوا وباطلا وعبثا أكبر من هذا الاتهام. لقد كان يؤمن بخاتم النبيين بكل حب وقوة كما يجب أن يؤمن به كل عاشق صادق للرسول " .
ثم أضاف قائلا: "مما لا شك فيه أنه كان يدعي كونه نبيا تابعا للرسول ، أو مهديا موعودا ولكن ادعائه هذا ليس مناقضا لعقيدة "خاتم النبيين"، لأن النبوة الأخيرة التى كان يعتبرها "النبوة النهائية" فلم يدع انه نالها وإنما ادعى كونه حصل على نعمة النبوة التابعة للرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا الشيء لم يكن جديدا ملاحظات نياز الفتح بوري ص ١١٣ وص ۲۹، نقلا عن مجلة "نكار لكهنو، نوفمبر ١٩٥٩م، المرتب: محمد
11
أجمل شاهد الناشر : الجماعة الإسلامية الأحمدية، كراتشي).
شيخ يعرف ما تخفي الصدور
نسب الشيخ اللدهيانوي اتهاما آخر إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها ألغت كلمة الشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"، وحاول أن يقنع القارئ بذلك قائلا: بأنهم عندما ينطقون بكلمة "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"،
۳۲
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
فإنما يقصدون من "محمد"، ميرزا غلام
ذلك.
وتدعي
أحمد القادياني، والعياذ بالله من
أيها الشيخ كنت تعترض أولا على كون مؤسس الجماعة "نبيا من الأمة"، والآن قفزت قفزة بعيدة وادعيت بقولك هذا كونك "عالم الغيب"، ولا تخاف ربك. إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يدع كونه عالم الغيب، أنت بأنك عالم الغيب، وتعرف ما تخفي صدور الأحمديين، بل أنت أعلم بها منهم وليس جوابنا إلا أن نقول بكلمات القرآن: لعنة الله على الكاذبين). وإذا كان الكاذبون يستحقون اللعنة فإننا نسأل الله القدير أن ينزل أشد اللعنة على الكاذبين أمثالك الذين أصبحوا "شركاء" في علم الله العليم الخبير.
أيها الشيخ، أين أنت من صحابة محمد الذين ظن أحدهم مرة أن رجلا واحد وليس رجالا، أو جماعة، إنما رجل واحد فقط لم ينطق بالشهادة من القلب وإنما باللسان فقط. فغضب عليه سيدنا محمد غضبا شديدا لدرجة أن ذلك الصحابي لم ينس خطأه هذا طوال حياته، وكان يتندم عليه ولكنك أيها الشيخ تتجرأ إلى هذا الحد، فلا تفتري على رجل واحد، وإنما على جماعة يبلغ عددها مئات الآلاف، بأنهم عندما ينطقون "أشهد أن محمد رسول الله" فإنما يقصدون بذلك مرزا غلام أحمد لقد ارتكبت بقولك هذا جريمة تزيد شناعة على جريمة ذلك الصحابي ملايين المرات أقرأ الحديث التالي وحاول رؤية صورة قلبك الكريهة في مرآة هذا الحديث تدعي بأنك تعلم ما يدور في الملايين، ولكن هل شاهدت ما في قلبك وفي باطنك. اقرأ حديث
الرسول :
أفئدة
۳۳
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
"يقول أسامة بن زيد : "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَريَّة. فصبحنا الحرقات من جهينة. فأدركت رجلا فقال: "لا إله إلا الله" فطعنته. فوقع في نفسي من ذلك. فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقال: لا إله ألا الله وقتلته؟" قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا". فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ . " (مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله).
لقد ولدت في بيت أحمدي كمسلم أحمدي وترعرعت في الأحمدية وشخت فيها الآن، وإنني أقسم بالله الجبار القهار، بأنني كلما نطقت "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"، لم يخطر في بالي قط ولا مرة واحدة بأن المقصود من "محمد" هو "مرزا غلام
أحمد" مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، وإنما نطق لساني "محمد" من عمق فؤادي. وعليَّ لعنة الله في الدنيا والآخرة إن كنت كاذبا في هذا القول. دعك يا شيخ من بقية أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وتكلم مع صاحب هذه الكراسة هل تستطيع أن تحلف باليمين قائلا: أنا يوسف اللدهيانوي أقسم بالله عالم الغيب والشهادة، بأن ا.س. موسى مؤلف كتاب "أليس الأحمديون مسلمين صادقين" حينما ينطق بكلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فبكلمة "محمد" إنما يقصد في قلبه مؤسس الأحمدية وإن كنت كاذبا في هذا البيان فعلى لعنة الله
في هذه الدنيا والآخرة.
14
٣٤
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الأدلة والبراهين لا تنتهي، ولكن بعد اليمين هذا سيصل النقاش
إلى النهاية، وتتحول قضيتنا إلى محكمة أحكم الحاكمين، فهو الذي
سيعاقب الكافر من المفتري. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية منتشرة ومتوطدة الآن في ١٥٠
دولة، وكل واحد من أفراد الجماعة يلعنك على ادعائك الباطل بأنهم حينما يقولون أشهد أن محمدا رسول الله، فإنما يقصدون في القلوب "أحمد" مؤسس الجماعة، ويعلنون بأنه ليس أحد يرتكب هذه
الجريمة النكراء.
منهم
فلست عالم الغيب ولذلك لا يجوز لك أن تتهجم على الجماعة الإسلامية الأحمدية ونخبرك بأنك لست عالم الشاهدة أيضا، فلو كنت
عالم الشهادة لأخذت بعين الاعتبار شهادة مرشدك حيت قال: أشرف علي، رسول الله" مجلة "الإمداد" صفر سنة ١٣٣٦هـ ص ٣٤ و٣٥. مؤلف: مولانا أشرف علي التهانوي. مطبعة: إمداد المطابع،
هون).
تفحص القول المذكور بنظر عميق. لقد اتهمت الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن أفرادها عندما ينطقون أشهد أن محمدا رسول الله" فهم يقصدون "أحمد" ال. اقرأ قول مرشدك: "أشرف علي رسول الله". فكلمة الشهادة هنا .محرفة والعبارة واضحة غير خافية. فلماذا غاب عن بالك هذا القول؟ لماذا لا تتبرأ من طائفتك الديوبندية، وتنضم إلى الطائفة البريلوية الذين سلكوا مسلكك المعوج وأصدروا فتوى بحق جميع أفراد طائفتك الديوبندية بأنهم أصبحوا مشركين بناء على القول المذكور الذي كتبه واحد منكم بدون النظر في العواقب. أفلا يعلم البريلويون
۳۵
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
بأن الشهادة الديوبندية مختلفة تماما عن شهادة جميع المسلمين؟ فهم حينما ينطقون "أشهد أن لا إله إلا الله محمد رسوا الله" فإنما يقصدون
من "محمد" أشرف على التهانوي".
لقد أسس الشيخ اللدهيانوي عمارة الكذب والافتراء هذه على
اقتباس من أحد مؤلفات مرزا بشير أحمد . والاقتباس كالآتي: "إن "بعثة" المسيح الموعود هي البعثة الثانية لسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فلأجل ذلك لسنا بحاجة لكلمة شهادة جديدة نعم، لو كان جاء غير
النبي
لكانت الحاجة .." (كلمة الفصل ص ١٥٧).
أي أن المسيح الموعود جاء تابعا للنبي ، وبعثته هي بمثابة البعثة
الثانية لرسوا الله ، بحسب قوله تعالى في سورة الجمعة:
هو الذي بَعَثَ في الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُم يَتْلُوا عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِم وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالَ مُّبِين وَآخَرِينَ مِنهُم لَمَّا يَلْحَقُوا بهمْ. وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ)) (الجمعة:
(٣،٤
فما دام النبي الحقيقي لنا هو
جديدة، وإنما كلمة شهادة الرسول
النبي ، فلا حاجة لنا لكلمة شهادة
هي
شهادتنا.
أيها القارئ الكريم.. لقد كتب السيد مرزا بشير أحمد هذه العبارة ردا على أحد المعترضين الذي قال : بأن لكل نبي كلمة شهادة ومادامت لا توجد كلمة شهادة منفصلة لمرزا غلام أحمد، فهو ليس نبيا، وإذا وجدت فإنه أسس أمة جديدة. وهكذا نصب المعترض فخ للأحتيال، فرد عليه حضرة مرزا بشير أحمد هذا الرد المفحم بأنه لم يأت هناك أي نبي جديد حتى تكون هناك كلمة شهادة جديدة. ولكن الشيخ
٣٦
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
اللدهيانوي جعل هذا القول عرضة لانتقاده. فجواب مرزا بشير أحمد يعتبر جوابا عن كل فرد احمدي الآن أيضا .. أي لا توجد للجماعة الإسلامية الأحمدية كلمة شهادة منفصلة أبدا وإنما هم يشهدون من أن لا أله إلا الله محمد رسول الله. ولا يعتبر واحد منهم
أفئدتهم صميم
مرزا غلام أحمد العليا "كنبي مستقل، بل نبي خادم وتابع لسيده وسيدنا محمد ومن أمته فلا داعي ولا حاجة لصاحب منصب كهذا أن يكون له كلمة شهادة منفصلة، لأن كلمة "لا اله إلا الله محمد رسول الله " ستبقى وتضل شهادة للأبد دون تغيير ولا تبديل.
كما اختار مصنف كتاب "كلمة الفصل" حضرة مرزا بشير أحمد أسلوب آخر ليرد على المعترضين، وكتب بأن اسم "محمد" ومقام "محمد" عظيمان جدا ولا يغطيان الأنبياء السالفين فحسب، بل الأزمنة المقبلة أيضا. فكما القول بأن أسماء يصح جميع الأنبياء آدم،
نوح، ،موسی ،عیسى وغيرهم عليهم السلام تابعة لاسم محمد وتشملها شهادته الله كذلك يصح القول بأن أحدا من أتباع الأمة
الإسلامية إذا نال مقام النبوة التابعة لمحمد الا الله وذلك بحسب نبوءته فإن اسم محمد وشهادته أيضا يغطيانه, وهذا الاستدلال ليس نابع من الدوق فقط، بل مبني على الحقائق الثابتة التي لم يصل إليها فهم المشايخ القصير مع الأسف الشديد. ونوضح هذه النقطة العميقة أكثر فيما يلي. إن تصديق محمد المصطفى الله يتطلب ويتضمن التصديق بالأنبياء الآخرين بما فيهم المسيح الموعود، ذلك لأن القرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي فرض على المؤمنين به أيضا الإيمان بجميع الأنبياء الآخرين لأن الإسلام هو الدين الوحيد الذي فرض على المؤمنين بمحمد صلى الله عليه وسلم أن
۳۷
جميع
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
،
يؤمنوا أيضا بجميع الأنبياء الآخرين، وهذه في الحقيقة إحسان ومنة عظيمة لسيدنا محمد الا الله على جميع الأنبياء حيث اصبح مصدقا لهم بغض النظر عن أماكن ولادتهم وعصور بعثتهم وسيدنا المصطفى صلى الله عليه وسلم هو الوحيد بين الأنبياء الذي نال هذا المقام والامتياز. ولقد حاول مصنف كتاب "كلمة الفصل" أن يفهم المعترض هذه النقطة ذات الأهمية أي أن سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم نبي ذو شأن عظيم وأن تصديق اسمه يتضمن تصديق الأنبياء. والفرق بيننا وبينكم أنكم تقولون بأن تصديق المصطفى يتضمن تصديق جميع الأنبياء السابقين فقط، ولكننا نؤمن بأن المسيح الموعود والمهدي المعهود كونه "نبيا من "الأمة" أيضا يدخل في تصديق محمد . فالذي نطق بكلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد محمد رسول رسول الله" أصبح في غنى عن شهادة أخرى للإيمان بالمسيح الموعود لأنها تتضمن شهادات التصديق للأنبياء الآخرين أيضا. وعلى سبيل المثال يوجب الإيمان بمحمد علينا أن نؤمن بإبراهيم وموسى وعيسى وغيرهم من الأنبياء والرسل، ولكننا لسنا بحاجة لأن نقول "لا إله إلا الله إبراهيم رسول الله" أو "لا إله إلا الله موسى رسول الله" وإلخ .. كذلك تماما ليس على الأحمديين أن يشهدوا شهادة منفصلة وعلى حدة عند الإيمان بالمسيح الموعود عليه السلام وكما أسلفنا كانت هذه النقطة ذات الأهمية هي التي حاول مؤلف كتاب "كلمة الفصل" أن يفهمها المعترض خاصة والناس عامة، ولكنه نسي أن هناك بعض الأغبياء المتعصبين أيضا الذين لا يقبلون هذه النقاط بحسن النية، بل دائما يظلون بالمرصاد كي يجعلوه عرضة للانتقاد، ولا يهمهم إذا كان الاعتراض صحيحا أم لا، والشيخ اللدهيانوي واحد منهم.
جميع
۳۸
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
أيها الشيخ عليك أن تدرك ما نحاول تفهيمك إياه، وأن تتوب إلى بارئك، فإن هذه العقيدة، كما أسلفنا مبنية على القرآن الكريم والحديث الذين يقولان بأن سيدنا محمد مصدق لجميع الأنبياء. وهذا هو أهم تفسير من تفاسير كلمة "خاتم النبيين". فمن صدق محمد وآمن به فقد صدق جميع الأنبياء، بغض النظر إن جاءوا قبله أو
بعده.
وبعد هذا الإيضاح إذا أراد الشيخ أن يختار طريق التمرد وأسلوب
العناد، فلا حاجة أن نتحدث معه. لقد أتممنا الحجة عليه. وبعد هذا البحث والنقاش أصبحت الصورة واضحة كالشمس، بأنه ليس للجماعة الإسلامية الأحمدية كلمة شهادة منفصلة، وأن كلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حاوية على جميع الأنبياء وبها يصدق الإنسان بعثهم وهذا هو إيماننا، وقد اعترف أغلب معارضى
الأحمدية بإيماننا وعقيدتنا هذه.
ولكن عقيدة الشيخ اللدهيانوي عقيدة ملحدة. وربما لأجل ذلك
اختار معلمه و مرشده
كلمة شهادة منفصلة واحتاج مريدوه أن يهتفوا
أشرف على رسول الله" (والعياذ بالله).
إن تفسيره للاقتباس المذكور، تفسير مضل
تعليقات
إرسال تعليق