نبوة المسيح الموعود
أضاف الشيخ اللدهيانوي قائلا:
"من أعطى القاديانيين الحق بأن يحسبوا غلام أحمد القادياني نبيا ورسولا ، ويدَّعوا، مع ذلك بالإسلام." (ص ۱۳).
أيها الشيخ لم يمنح هذا الحق للقاديانيين إلا الله عز وجل، لأنه هو وحده الذي يعطي الحق لأحد أن يقال عنه "نبي". وليس من منصب المشايخ أن يمنحوا هذا الحق لأحد. لأن الله رب العالمين الذي منح الحق لجميع بني نوع الإنسان أن يؤمنوا بالأنبياء والرسل، وهو الذي أعطى الحق للأحمديين بأن يؤمنوا بالمسيح الموعود والمهدي المعهود كونه "نبيا من الأمة".
أيها الشيخ، ألا تعتقد بأن عيسى عليه السلام يأتي بعد وفاة محمد بمئات السنين بجسمه السابق وبصفته "نبي الله". . ومن المدهش جدا، أنك مستعد بأن تؤمن بني إسرائيلي بعد محمد صلى الله عليه وسلم ومع ذلك تحسب نفسك مسلما ولو قرأت الاقتباسات التالية قبل أن تتفوه بالكلام المذكور فربما لم تسأل هذا السؤال.
*
قال الشيخ الأكبر محي الدين بن عربي (رحمه الله): "عيسى
العلا ينزل فينا حكما من غير تشريع وهو نبي بلا شك" (الفتوحات
المكية، ج ١ ص ٥٤٥ ، مطبعة دار الكتب العربية الكبرى بمصر).
۲۹
*
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
وكتب المفتي الشهير الديوبندي (وهو من فرقتك) محمد شفيع
ما تعريبه والذي يرفض" نبوة عيسى عليه السلام فهو كافر، إذ يظل حكم نبوته بعد نزوله ساري المفعول. وعقيدة كونه نبيا ورسولا تكون من الفرائض، وحينما يأتي إلى هذه الأمة إماما لها، فيكون من الواجب أحكامه. وقصارى القول إن عيسى عليه السلام يظل نبيا ورسولا بعد نزوله، ونبوته تظل سارية كما كان في الماضي." (سجل الفتاوى الف، ص ٤٩).
اتباع
والآن نعيد سؤالك عليك ونسألك: نفترض أن عیسی اللي نزل
نفسك
في حياتك وآمنت به كونه ،نبیا فمن يعطيك الحق بأن تسمي مسلما بعد الإيمان بالنبي الإسرائيلي؟ فالذي يعطيك هذا الحق هو الذي يعطينا إياه أيضا. إننا نحاول توضيح هذا الموضوع بطرق شتى، عسى أن تستوعب الحقيقة، فربما لا تكون جميع أبواب فؤادك مغلقة، وقد تدخل الحقيقة في وجدانك. والآن نعرضه أمامك بأسلوب آخر.
ليكن واضحا بأنه لو يدعي أحدا كونه"المسيح الموعود" الذي تنبأ عنه سيدنا محمد المصطفى ، فادعائه كونه نبيا يكون برهانا على صدقه وليس على كذبه ، وإذا رفض كونه نبيا وجرد نفسه عن أي نوع من النبوة، فرفضه هذا يكون دليل على كذبه وافترائه. ذلك لأنه حينما
يدعي
بأنني هو المسيح الموعود الذي تنبأ عن ظهوره محمد المصطفى في العصر الأخير، وذلك في حديثه المذكور في صحيح مسلم الذي يأكد فيه كونه نبيا، ولم يأتي هذا التأكيد مرة واحدة فحسب، بل أربعة مرات حيث جاء في الحديث ".. ويحصر نبي الله عيسى وأصحابه... فيرغب نبي
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الله
عيسى وأصحابه... ثم يهبط نبي
الله
عيسى وأصحابه إلى عيسى وأصحابه إلى الله..." (صحيح مسلم،
الله
الأرض... فيرغب نبي كتاب الفتن). نقول: أيها الشيخ إذا ادعى الرجل كونه "المسيح الموعود" ومع ذلك قال: ولكني لست نبيا أيظهر افتراؤه على الملأ أم لا؟
لأن سيدنا محمد الله قال عنه أربع مرات نبي الله" ولكنه يرفض ذلك. فما دامت الجماعة الإسلامية الأحمدية قد آمنت بمرزا غلام أحمد كونه "المسيح الموعود" فقد آمنت أيضا بكونه نبيا تابعا للنبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي منحنا هذا الحق أن نؤمن بالمسيح الموعود بصفته نبيا من الأمة. ولم يبق هنالك مجالا للانحراف عن هذا الحق أو الأمر، فالذي يمنحه محمد صلى الله عليه وسلم الحق في تسمية المسيح الموعود نبيا لا يمكن أن يسلب أحد
منه حقه في تسمية نفسه مسلما.
الله
فليس لك أيها الشيخ أي حق في أن تقول هذا "مسلم" وذاك "لا". يجب أن تعرف قدرك وأن تخشى نخشى أن لا تستوعب هذه الحقيقة ولكن علماء الأمة المحمدية و منصفيها قد استوعبوها وبينوها للناس، وقالوا الحق أنه لا يوجد فرق بين عقيدتهم وعقيدة الجماعة الإسلامية الأحمدية عن نبوة "المسيح الموعود. فلقد قال العالم الشهير المنصف المرحوم مولانا عبد الماجد
الدرياآبادي جزاه الله أحسن الجزاء بسبب قوله السديد هذا: "إذا قال السيد
الميرزا غلام أحمد (مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية بكونه نبي فحسب هذا المعنى كل مسلم ينتظر "المسيح"، (لأنه عندما ينزل يكون نبيا ومن الواضح بأن هذه العقيدة ليست مناقضة لعقيدة ختم النبوة. وإذا كانت الأحمدية كما عرفناها من
هي
۳۱
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
كتابات السيد المرزا "غلام" أحمد عليه السلام" فمن الظلم اعتبارها ارتدادا عن الإسلام" (صحيفة "الفضل" بتاريخ ٢١ آذار ١٩٢٥). وكتب العلامة نياز الفتحبوري عن مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ما يلى: "إن أكبر تهمة تنسب إليه هي أنه لم يكن يؤمن بكونه خاتم النبيين. إنني لا أرى اتهاما لغوا وباطلا وعبثا أكبر من هذا الاتهام. لقد كان يؤمن بخاتم النبيين بكل حب وقوة كما يجب أن يؤمن به كل عاشق صادق للرسول " .
ثم أضاف قائلا: "مما لا شك فيه أنه كان يدعي كونه نبيا تابعا للرسول ، أو مهديا موعودا ولكن ادعائه هذا ليس مناقضا لعقيدة "خاتم النبيين"، لأن النبوة الأخيرة التى كان يعتبرها "النبوة النهائية" فلم يدع انه نالها وإنما ادعى كونه حصل على نعمة النبوة التابعة للرسول صلى الله عليه وسلم . وهذا الشيء لم يكن جديدا ملاحظات نياز الفتح بوري ص ١١٣ وص ۲۹، نقلا عن مجلة "نكار لكهنو، نوفمبر ١٩٥٩م، المرتب: محمد
11
أجمل شاهد الناشر : الجماعة الإسلامية الأحمدية، كراتشي).
شيخ يعرف ما تخفي الصدور
نسب الشيخ اللدهيانوي اتهاما آخر إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية بأنها ألغت كلمة الشهادة "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"، وحاول أن يقنع القارئ بذلك قائلا: بأنهم عندما ينطقون بكلمة "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"،
۳۲
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
فإنما يقصدون من "محمد"، ميرزا غلام
ذلك.
وتدعي
أحمد القادياني، والعياذ بالله من
أيها الشيخ كنت تعترض أولا على كون مؤسس الجماعة "نبيا من الأمة"، والآن قفزت قفزة بعيدة وادعيت بقولك هذا كونك "عالم الغيب"، ولا تخاف ربك. إن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لم يدع كونه عالم الغيب، أنت بأنك عالم الغيب، وتعرف ما تخفي صدور الأحمديين، بل أنت أعلم بها منهم وليس جوابنا إلا أن نقول بكلمات القرآن: لعنة الله على الكاذبين). وإذا كان الكاذبون يستحقون اللعنة فإننا نسأل الله القدير أن ينزل أشد اللعنة على الكاذبين أمثالك الذين أصبحوا "شركاء" في علم الله العليم الخبير.
أيها الشيخ، أين أنت من صحابة محمد الذين ظن أحدهم مرة أن رجلا واحد وليس رجالا، أو جماعة، إنما رجل واحد فقط لم ينطق بالشهادة من القلب وإنما باللسان فقط. فغضب عليه سيدنا محمد غضبا شديدا لدرجة أن ذلك الصحابي لم ينس خطأه هذا طوال حياته، وكان يتندم عليه ولكنك أيها الشيخ تتجرأ إلى هذا الحد، فلا تفتري على رجل واحد، وإنما على جماعة يبلغ عددها مئات الآلاف، بأنهم عندما ينطقون "أشهد أن محمد رسول الله" فإنما يقصدون بذلك مرزا غلام أحمد لقد ارتكبت بقولك هذا جريمة تزيد شناعة على جريمة ذلك الصحابي ملايين المرات أقرأ الحديث التالي وحاول رؤية صورة قلبك الكريهة في مرآة هذا الحديث تدعي بأنك تعلم ما يدور في الملايين، ولكن هل شاهدت ما في قلبك وفي باطنك. اقرأ حديث
الرسول :
أفئدة
۳۳
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
"يقول أسامة بن زيد : "بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سَريَّة. فصبحنا الحرقات من جهينة. فأدركت رجلا فقال: "لا إله إلا الله" فطعنته. فوقع في نفسي من ذلك. فذكرته للنبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أقال: لا إله ألا الله وقتلته؟" قال: قلت يا رسول الله إنما قالها خوفا من السلاح. قال: "أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا". فمازال يكررها علي حتى تمنيت أني أسلمت يومئذ . " (مسلم، كتاب الإيمان، باب تحريم قتل الكافر بعد قوله لا إله إلا الله).
لقد ولدت في بيت أحمدي كمسلم أحمدي وترعرعت في الأحمدية وشخت فيها الآن، وإنني أقسم بالله الجبار القهار، بأنني كلما نطقت "أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمد رسول الله"، لم يخطر في بالي قط ولا مرة واحدة بأن المقصود من "محمد" هو "مرزا غلام
أحمد" مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية، وإنما نطق لساني "محمد" من عمق فؤادي. وعليَّ لعنة الله في الدنيا والآخرة إن كنت كاذبا في هذا القول. دعك يا شيخ من بقية أفراد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وتكلم مع صاحب هذه الكراسة هل تستطيع أن تحلف باليمين قائلا: أنا يوسف اللدهيانوي أقسم بالله عالم الغيب والشهادة، بأن ا.س. موسى مؤلف كتاب "أليس الأحمديون مسلمين صادقين" حينما ينطق بكلمة الشهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" فبكلمة "محمد" إنما يقصد في قلبه مؤسس الأحمدية وإن كنت كاذبا في هذا البيان فعلى لعنة الله
في هذه الدنيا والآخرة.
14
٣٤
أليست الأحمدية جماعة مسلمة؟
الأدلة والبراهين لا تنتهي، ولكن بعد اليمين هذا سيصل النقاش
إلى النهاية، وتتحول قضيتنا إلى محكمة أحكم الحاكمين، فهو الذي
سيعاقب الكافر من المفتري. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية منتشرة ومتوطدة الآن في ١٥٠
دولة، وكل واحد من أفراد الجماعة يلعنك على ادعائك الباطل بأنهم حينما يقولون أشهد أن محمدا رسول الله، فإنما يقصدون في القلوب "أحمد" مؤسس الجماعة، ويعلنون بأنه ليس أحد يرتكب هذه
الجريمة النكراء.
منهم
فلست عالم الغيب ولذلك لا يجوز لك أن تتهجم على الجماعة الإسلامية الأحمدية ونخبرك بأنك لست عالم الشاهدة أيضا، فلو كنت
عالم الشهادة لأخذت بعين الاعتبار شهادة مرشدك حيت قال: أشرف علي، رسول الله" مجلة "الإمداد" صفر سنة ١٣٣٦هـ ص ٣٤ و٣٥. مؤلف: مولانا أشرف علي التهانوي. مطبعة: إمداد المطابع،
هون).
تفحص القول المذكور بنظر عميق. لقد اتهمت الجماعة الإسلامية الأحمدية بأن أفرادها عندما ينطقون أشهد أن محمدا رسول الله" فهم يقصدون "أحمد" ال. اقرأ قول مرشدك: "أشرف علي رسول الله". فكلمة الشهادة هنا .محرفة والعبارة واضحة غير خافية. فلماذا غاب عن بالك هذا القول؟ لماذا لا تتبرأ من طائفتك الديوبندية، وتنضم إلى الطائفة البريلوية الذين سلكوا مسلكك المعوج وأصدروا فتوى بحق جميع أفراد طائفتك الديوبندية بأنهم أصبحوا مشركين بناء على القول المذكور الذي كتبه واحد منكم بدون النظر في العواقب. أفلا يعلم البريلويون
۳۵
تعليقات
إرسال تعليق