التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من فبراير, ٢٠٢٤

ΛΕ والدتي

تحقق الرؤيا  أصبح "السير شادي لال" رئيس قضاة محكمة لاهور العليا عام ۱۹۱۹ ، وقد كان ماهرًا جدًا وبعيد النظر. أقنعتني بعض المؤشرات أنه مصمّم على عرقلة حياتي المهنية قدر استطاعته. وفي بداية ربيع عام ۱۹۳۰، أخبرني السير فضل حسين أن الحاكم، السير جيفري دي مونتمورينسي، بذل كل جهده لإقناع السير شادي لال رئيس القضاة ليوصي بتعييني في هيئة المحكمة العليا، ولكنه لم يوافق. وفي الوقت نفسه تقريبا، كتب لي أخي أسد الله خان الذي كان يدرس الاختصاص في القانون في إنجلترا، أن السيد جستيس هاريسون ، وهو واحد من كبار القضاة في محكمة لاهور العليا ، وكان في إجازة في إنجلترا، قال له: إن  السير شادي لال لن يوصي بتعييني في مقعد هيئة المحكمة العليا.  عين السير شادي لال عضوًا في اللجنة القضائية التابعة لمجلس الملكة السري في ربيع ١٩٣٤ ، وكان عليه مغادرة المحكمة العليا في أيار/ مايو من ذلك العام. وفي نيسان/إبريل أرسل في طلبي، وكان هناك في ذلك الوقت مكان شاغر في هيئة المحكمة العليا، وشعرت أن رئيس المحكمة العليا يميل الآن للتوصية بتعييني فيه، وأكد لي هذا تشودري شهاب الدين، وحثني على أن أمرّ على السير شادي لال ا
 ΛΕ والدتي تحقق الرؤيا (أ) القضاة أصبح "السير شادي لال" رئيس قضاة محكمة لاهور العليا عام ۱۹۱۹ ، وقد كان ماهرًا جدًا وبعيد النظر أقنعتني بعض المؤشرات أنه مصمّم على عرقلة حياتي المهنية قدر استطاعته. وفي بداية ربيع عام ۱۹۳۰ أخبرني السير فضل حسين أن الحاكم، السير جيفري دي مونتمورينسي بذل كل جهده لإقناع السير شادي لال رئيس ليوصي بتعييني في هيئة المحكمة العليا، ولكنه لم يوافق. وفي الوقت نفسه تقريبا كتب لي أخي أسد الله خان الذي كان يدرس الاختصاص في القانون في إنجلترا، أن السيد جستيس هاريسون وهو واحد من كبار القضاة في محكمة لاهور العليا وكان في إجازة في إنجلترا، قال له إن السير شادي لال لن يوصي بتعييني في مقعد هيئة المحكمة العليا. عين السير شادي لال عضوًا في اللجنة القضائية التابعة لمجلس الملكة السري في ربيع ١٩٣٤ ، وكان عليه مغادرة المحكمة العليا في أيار/ مايو من ذلك العام. وفي نيسان/إبريل أرسل في طلبي، وكان هناك في ذلك الوقت مكان شاغر في هيئة المحكمة العليا، وشعرت أن رئيس المحكمة العليا يميل الآن للتوصية بتعييني فيه، وأكد لي هذا تشودري شهاب الدين، وحثني على أن أمرّ على السير شادي لا
  إقامة والدتي معي: كانت رغبة والدي أن تعيش والدتي معي بعد وفاته، وأثناء  مرضه  الأخير، أبلغ أمي بذلك ؛ وكانت هذه رغبتها أيضًا؛ أما أنا فلم يخطر ببالي أي احتمال آخر ؛ فلقد كنا قريبين على الدوام، وقد زادتنا وفاة والدي قربا. وهكذا اعتبرتُ نفسي محظوظًا جدًا لأني سأتمكن من خدمتها حتى يوم في حياتها. كانت زوجتي مخلصة لها بقدر إخلاصي، ولم يحدث في أي وقت أدنى خلاف بينهما. كان جميع إخواني يعرفون جيدا أنه لن تطيق أمي ولا أنا الانفصال، وأنها ستكون أسعد ما يمكن بصحبتي، ولم  يشعر  أي  منهم بالغيرة مني حيال ذلك أبدًا. وكان كل واحد منهم يرحب بها دائما في منزله إذا ما اختارت زيارة أحدهم، وكانت تزورهم كثيرًا؛ وكانت ترحب بهم وبزوجاتهم وأطفالهم عندما يأتون لزيارتها، لقد كان ذلك ترتيبًا مناسبًا بفضل الله تعالى. في ذلك الوقت كنت قد بنيتُ منزلاً في منطقة "مودل تاؤن"، على بعد أميال من لاهور. كان لوالدتي غرفة خاصة بها مع حمام، وحيث إنني كنت أمضي معظم وقتي في مكتبي الذي كان في المدينة، فقد اعتدتُ قضاء جزء من المساء معها في غرفتها، حتى في المناسبات التي كنت أضطر أن أتأخر فيها عن البيت بسبب عشاء أو مشا
الأم المخلصة إن العلاقة الرائعة العجيبة بين الأم وطفلها هي نعمة إلهية؛ فرغم انفصالهما الجسدي عند الولادة ، تزداد هذه العلاقة قوة ومتانة بمرور الوقت. إن ابنها يبقى طفلا بالنسبة لها مهما بلغ من العمر ومهما نال من وظيفة أو رتبة. هذه العلاقة تشُدّ حبال قلب الابن حتى من وراء القبر، فعندما تغادر الأم هذه الحياة تمتز جميع أسس حياة الابن وتفقد الحياة لذتها. العلاقة التي تربطني بوالدتي كانت قوية بصفة خاصة، وقد كانت تمتلك قلبا حساسًا ليّنًا معطاءً، وقد أصبحتُ الهدف الرئيس لحنانها ومحبتها، ويُعزى ذلك إلى خسارتها مواليدها الأوائل وبقائي أنا على قيد الحياة حتى عمر الصبا، كما أني كنت أعاني من بثور شديدة على أجفاني العليا، وهذا ما عانيت منه باستمرار منذ العاشرة حتى السادسة عشر من عمري، وكانت أمي شريكتي في هذه المعاناة. لقد كنت مرغمًا بسبب هذا المرض على قضاء الجزء الأكبر من أيام الصيف في غرفة مظلمة؛ وكانت أمي تشاركني ذلك السجن غالبية الأيام، ثم أصبح مرضي خطيرًا جدا؛ حيث إن الرموش بدأت تنمو تحت أجفاني العليا، وكان لا بد من قطع جزء من كل جفن جراحيا، وكانت أمي تحيطني في تلك الفترة بكثير من الرعاية والعطا
  التدريب الروحاني: كان جدي، تشودري اسكندر خان متدينا تقيا، وفي عام ١٨٩٧ حج إلى مكة المكرمة، وزار المدينة المنورة أيضًا، وقد دوّن كامل أحداث رحلته التي كانت في تلك الأيام عسيرة جدًا؛ فقد سافر جدي في قافلة من جدة إلى المدينة عن طريق البحر إلى ينبع، ثم سافر برا إلى المدينة، وعاد بنفس الطريق. وبعد عودته إلى بلاده، قال لجدتي إنه قد دعا لي في كل الأوقات. لم يكن الحج في ذلك الوقت مجرد مشقة جسدية، بل كان يشكل خطرًا جسيمًا على الصحة والحياة، وقد أودى مرض الزحار بحياة العديدين، وبدأ أحد رفاق جدي يعاني من الزحار قبل الوصول إلى مومباي، وتوفي بعد وقت قصير من وصوله إلى الوطن، أما المرافق الآخر، فقد بدأت تظهر عليه أعراض المرض بعد فترة قصيرة من عودته للوطن وتوفي بعد أيام قليلة. أما جدي فبقى بصحة جيدة لعدة أشهر بعد عودته ثم مرض بالزحار، وفي غضون بضعة أيام أصبحت حالته خطيرة، فانتاب والدي القلق وداوم على زيارته كل مساء. الطريق من سيالكوت إلى دسكه تبلغ ستة عشر ميلا، ولم تكن معبدة بعد، فكان والدي يقود حصانه إلى دسكه بعد ظهر كل يوم بعد انتهاء ساعات عمله في المحكمة، ويعود إلى سيالكوت في صباح اليوم التالي، و