التخطي إلى المحتوى الرئيسي

المشاركات

عرض المشاركات من مارس, ٢٠٢٤
   الملفوظات ١٩٦ المجلد الأول الذرات والأرواح أزلية وقائمة بذاتها، فتركيب بعضها ببعض ليس إلا عملا أدنى، ويمكن أن تتركب بنفسها. كذلك حين يقول لنا الآريون أن من تعاليمهم أن إلههم يأمرهم في أن إلههم يأمرهم في كتابهم "الفيدا" بأن المرأة إذا لم تقدر على الإنجاب من زوجها، فعليها أن تضاجع رجلا أجنبيا لتنجب الأولاد، فماذا عسى أن يقال عن مثل هذا الإله؟ أو لو قالوا أن من تعاليمهم بأن الإله لا يعطي النجاة الأبدية أيًا من محبيه الصالحين، بل لا بد له عند القيامة الكبرى من إلقاء الناجين في دورة التناسخ مرة أخرى أو لو قالوا أن إلههم لا يعطي أحدًا أي شيء فضلا منه وكرما ، بل ينال كل إنسان نتائج أعماله فقط، فما الحاجة إلى مثل هذا الإله أصلا؟ باختصار إن الذي يؤمن بمثل هذا الإله يتعرض لندم شديد. تصور الإله عند المسيحيين كذلك عندما يقول المسيحيون بأن إلههم هو يسوع، ثم يقولون أنه ضُرب على أيدي اليهود، وظل يُختبر على يد الشيطان ويقاسي آلام الجوع والعطش، وفي النهاية عُلّق على الصليب فاشلا، فهل من عاقل سيرضى بمثل هذا الإله؟ ذكرهم باختصار، إن كل الأمم تتعرض للندم والخجل على هذا النحو عند آلهتهم، ولكن
 الفساد، سواء في العقائد أو الأعمال. وكما أن جسد الإنسان لا يكون في حالة الصلاحية إلا إذا كانت جميع في حد الاعتدال، دون نقص أو زيادة، إذ لو تجاوز شيء منها حد الاعتدال مرِضَ الجسدُ ، كذلك فإن صلاح روح الإنسان أيضا متوقف على الاعتدال، وهو الصراط المستقيم في مصطلح القرآن الكريم. في حالة الصلاح يصبح الإنسان الله فقط مثل سيدنا أبي بكر الصديق . ثم يتطور الإنسان الصالح رويدا رويدا ويبلغ مقام النفس المطمئنة، وهنالك يتيسر الصدر، كما قال الله تعالى لرسوله : أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ (الشرح: ٢). غير أنه ليس بوسعنا بيان كيفية انشراح الصدر بالكلمات. صدرُ الإنسان بيت الله وقلبه الحجر الأسود له انشراح تذكروا بقلوب واعية أنه كما أن الحجر الأسود موضوع في بيت الله كذلك القلب موضوع في الصدر. لقد جاء على بيت الله زمان وضعَ فيه الكفار الأصنام. وكان من الممكن ألا يأتي ذلك الزمان على بيت الله ولكن الله تعالى سمح بذلك ليكون نظيرا ومثالا للناس إن قلب الإنسان أيضا يشبه الحجر الأسود، وصدره يشبه بيت الله، وإن أفكار ما سوى الله هي بمنزلة الأصنام الموضوعة في الكعبة، وقد كُسرت أصنام مكة حين ذهب إليها رسول الله
 الملفوظات ۱۸۹۸/۱/۱۸ خطاب  سيدنا المسيح الموعود القدر: القدر نوعان: معلق ومبرم. والمعلّق يمكن أن يزول بالدعاء والصدقات، ويبدل  الله تعالى قدره هذا بفضله، أما المبرم، فلا ينفع فيه الدعاء والصدقات شيئا، غير أن تلك الصدقات والدعوات لا تذهب سدى، لأن ضياعها يتنافى مع عظمة الله تعالى، بل يُري الله تعالى الإنسان تأثير ونتائج أدعيته وصدقاته تلك بشكل آخر. وأحيانا يؤجل الله قدره ويؤخره إلى وقت آخر. ونجد أصل القضاء المعلق والقضاء المبرم في القرآن الكريم، وهذا الذكر لم يرد نصا بل ورد معنى، حيث قال الله تعالى: ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ)) (غافر: ٦١). فيتبين من هنا أن الدعاء يمكن أن يجاب وأن العذاب يمكن أن يلغي بالدعاء. ليس آلاف الأعمال، بل كل الأعمال يمكن أن تُنجز بالدعاء. اعلموا أن الله يتصرف في الأشياء كلها تصرُّف قدرة وسلطان، ويفعل ما يشاء. وسواء اطلع الناس على هذه التصرفات الإلهية الخفية أم لا ، إلا أن الخبرات الواسعة لآلاف الناس والنتائج الصريحة لأدعية آلاف الداعين بحرقة وألم، تدلُّ على أن   لله تصرفًا خفيًّا في الأشياء، فيمحو ما يشاء ويثبت ما يشاء. وليس لزاما علينا أن نتعمّق في تلك التصرفات