التخطي إلى المحتوى الرئيسي

 الخاتمة:

لقد اخترت لهذا المقال تسمية "المؤامرة الكبرى" لاعتقادي أن الفتنة الحالية التي تواجهها الأحمدية في العالم الإسلامي اليوم قد بلغت الذروة، وأملي أن تكون هي ضربة اليأس الأخيرة، لأن علماء الشر قد نجحوا الآن في تأليب القوى الحكومية العلمانية، بالإضافة إلى تجنيد القوى الدينية لضرب الأحمدية. واتحاد القوى الدينية والدنيوية ضد الأحمدية هو منتهى ما يمكن أن يكون العدوان فيه عاما وشاملا وشديدا. لكننا نؤمن ونوقن بأن هذا العداء وهذا الاضطهاد القائم المنافي لأبسط مبادئ الحق والعدل والإنسانية لا بد أن يزول حتما، ولن يبقى في الأرض إلا الحق والصدق وما ينفع الناس كما حصل من قبل في تاريخ هذه الأمة، وأن هؤلاء المشايخ الذين أشعلوا هذه الفتنة يصدقون بأعمالهم هذه ما قد أنبأ به عنهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قائلا: "علماؤهم شر من شرُّ من تحت أديم السماء.. من عندهم تخرج الفتنة وفيهم تعود، وأنهم سوف يلقون من الله جزاءهم، وتعود فتنهم إلى نحورهم. أما السواد الأعظم من المسلمين، فسوف يتنبهون إلى هذه المؤامرة الخبيثة، ويتفهمون أبعادها، ويدركون الأسباب والدوافع الظاهرة منها والخفية التي أدت إليها عاجلا أم آجلا بل عاجلا، وستظهر لهم الحقيقة واضحةً وضوح الشمس، وأعني بها حقيقة الأحمدية ودعوة الإمام المهدي الذي - كما تشير المصادر الإسلامية – سيكون هو وحده على طريق الهداية والصواب، وإلا ، فلا يصح أن يكون هو المهدي ، أي الذي هداه الله من عنده والذي سينصره من عنده تعالى ، حيث أوحى إليه سبحانه بقوله: إني معك ، إني ناصرك ، إني مهين من أراد إهانتك.



نبذة من تعاليم ومعتقدات الأحمدية:
ولقد رأيت أن أختم مقالتي بأقوال لمؤسس هذه الجماعة ، كما وعدت، لتستبين حقيقة دعواه ومصير مهمته أكثر للقارئ المنصف الذي لا يخشى إلا الله ، ويبحث عن الحق ليتبعه ابتغاء مرضاة الله غير خائف لومة لائم. علمًا أن بعض هذه النصوص مقتبسة مما كتبه بالعربية، وبعضها مترجمة من اللغة الأردية. لقد بعث الله سيدنا ميرزا غلام أحمد القادياني  (١٨٣٥- وعمل ۱۹۰۸)، فأسس بأمر الله تعالى جماعته الإسلامية الأحمدية عام ۱۸۸۹، لتحمل على عاتقها مهمة تقديم تعاليم الإسلام نقية من شوائب الإسرائيليات والبدعات كما كانت في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وخلفائه الراشدين، وإعلاء كلمة الإسلام، وإظهاره على الأديان كلها بالحكمة والموعظة الحسنة وبالتي هي أحسن. وقد شرح في كتبه التي هي بالعربية والأردية والفارسية، والتي تربو على ٨٠ كتابًا – ، منصبه وتعليمه والهدف من تأسيس جماعته ومستقبلها.


دعواه :
لقد قال حضرته  مبينا دعواه ومنصبه بما نصه:
"إني امرؤ ربَّاني الله برحمة من عنده، وأنعم علي بإنعام تام، وما ألتني من شيء، وجعلني من المكلمين الملهمين. وعلّمني من لدنه علما، وهداني مسالك مرضاته... وكشف علي أسراره العليا. فطَوْرًا أيدني بالمكالمات التي لا غبار عليها ولا شبهة فيها ولا خفاء، وتارةً نورني بنور الكشوف التي تُشبه الضحى. ومن أعظم المنن أنه جعلني لهذا العصر ولهذا الزمان إمامًا وخليفةً، وبعثني على رأس هذه المائة مجددًا، لأُخرج الناس إلى النور من الدُّجَى...
ومن آياته المباركة العظيمة أنه إذا وجد فساد المتنصرين ورآهم أنهم يصدون عن الدين صدودًا، ورأى أنهم يؤذون رسول الله ويحتقرونه، ويُطرون ابن مريم إطراء كبيرًا.. فاشتد غضبه غيرةً 
من عنده، وناداني وقال: "إني جاعلك عيسى ابن مريم"، وكان الله على كل شيء مقتدرا . فأنا غيرة الله التي فارت في وقتها، لكي يعلم الذين أن غلوا في عيسى أن عيسى ما تفرَّدَ كتفرد الله، وأن الله قادر على أن يجعل عيسى واحدا من أمة نبيه،  وكان هذا وعدًا مفعولا." 
(آئينه (أي مرآة كمالات الإسلام، الخزائن الروحانية مجلد ٥ ص ٤٢٢-٤٢٦).


وقال ما تعريبه:
"إنني أنا ذلك الشخص الذي كان سيُبعث من عند الله على رأس هذا القرن لتجديد الدين، لأقيم في الأرض من جديد الإيمان الذي كان قد ارتفع منها، وأجذب العالم، بعون الله وبجاذبية يده هو، إلى الإصلاح والتقوى والصدق ، وأصحح أخطاءهم العقائدية والعملية".
 (تذكرة الشهادتين الخزائن الروحانية مجلد ٢٠ ص ٣)

 وقال ما نصه:
"قد بينت مرارًا وأظهرتُ للناس إظهارًا أني أنا المسيح الموعود والمهدي المعهود، وكذلك أُمرتُ وما كان لي أن أعصي أمر ربي وألْحَق بالمجرمين. فلا تعجلوا علي، وتدبّروا أمري حق التدبر إن كنتم متقين. وعسى أن تكذبوا امرءا وهو من عند الله، وعسى أن تفسقوا رجلا وهو من الصالحين."
 (إعجاز المسيح، الخزائن الروحانية مجلد ۱۸ ص ۷-۹)



وفاة عيسى:
وأعلن بناء على إلهام من الله تعالى أن عقيدة حياة عيسى بن مريم عليهما السلام ونزوله من السماء بجسده العنصري،
 كما يحملها المسيحيون وكثير من المسلمين إنما هي عقيدة باطلة ومخالفة للقرآن والسنة والعقل والواقع، وأن المسيح قد مات كالأنبياء الآخرين عليهم السلام.
 وزاد الأمر توضيحا حيث قال:
"إن قضية حياة عيسى كانت في الأوائل بمثابة خطأ فحسب، أما اليوم فقد تحول هذا الخطأ إلى أفعى تريد أن تبتلع الإسلام... فمنذ أن تم خروج المسيحية، واعتبر المسيحيون حياة المسيح دليلاً كبيرًا وقويا على حياته، قد أصبح هذا الخطأ خطرًا مهددًا؛ إذ يقول هؤلاء بكل شدة وتكرار: لو لم يكن المسيح إنها فكيف صعد وجلس على العرش؛ وإذا كان بإمكان بشر أن يصعد إلى السماء حيًّا ، فلماذا لم يصعد إليها أحد من البشر منذ آدم إلى اليوم....

إن الإسلام اليوم في ضعف وانحطاط، وقضية حياة المسيح 
هي السلاح الذي حملته المسيحية للهجوم على الإسلام، وبسببها أصبحت ذرية المسلمين صيدًا للمسيحية . "
 الملفوظات مجلد ٨ ص ٣٣٧ - ٣٤٥)

 أما نزول المسيح الوارد ذكره في الأحاديث ،فقال: إنما المراد من نزوله ظهور شخص من أمة المصطفى يشبه المسيح في صفاته وأخلاقه وروحانيته وأعماله، لأن نبأ نزول عيسى في المسلمين يشبه تماما نبأ نزول إيليا مرة أخرى في اليهود الذين كانوا ينتظرون نزول إيليا من السماء بجسده المادي قبل ظهور المسيح بينهم كما كان مسجلا في أسفارهم، فقال لهم المسيح لدى سؤالهم عن نزول إيليا: إن إيليا السابق لم يكن لينزل من السماء كما ينتظرون، بل قد ظهر على الأرض ظهورًا تمثيليا، وذلك في شخص النبي يوحنا أي يحيى . 

وأضاف سيدنا أحمد قائلا ما تعريبه:
اعلموا جيدًا أنه لن ينزل من السماء أحد. 
إن جميع معارضينا الموجودين اليوم سوف يموتون، ولن يرى أحد منهم عيسى بن مريم نازلاً من السماء أبدًا. ثم يموت أولادهم الذين يخلفونهم، ولن يرى أحد منهم أيضا عیسی بن مریم نازلاً من السماء. ثم يموت أولاد أولادهم، ولكنهم أيضا لن يروا ابن مريم نازلاً من السماء. وعندها ، سوف يُلقي الله في قلوبهم القلق، فيقولون في أنفسهم: إن أيام غلبة الصليب قد انقضت، وأن العالم قد تغيّر تماماً، ولكن عيسى بن مريم لم ينزل بعد؟ فحينئذ سوف يتنفّر العقلاء من هذه العقيدة دفعةً واحدة، ولن ينقضي القرن الثالث من هذا اليوم إلا ويستولي اليأس والقنوط الشديدان على كل من ينتظر نزول عيسى، سواء كان مسلما أو مسيحيا، فيرفضون هذه العقيدة الباطلة ، وسيكون في العالم دين واحد وسيد واحد. وإنني ما جئت إلا لزرع البذرة، وقد زرعت هذه البذرة بيدي، والآن سوف تنمو هذه البذرة وتزدهر، ولن يقدر أحد على أن يعرقل طريقها.
 تذكرة الشهادتين الخزائن الروحانية ج ٢٠ ص ٦٧


معتقداته:
ويقول مبينا معتقداته ما نصه:
"وأما عقائدنا التي ثبتنا الله عليها،
 فاعلم يا أخي، أنا آمنا بالله ربا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ، وآمنا بأنه خاتم النبيين، وآمنا بالفرقان أنه من الله الرحمن، ولا نقبل كلَّ ما يعارض الفرقانَ ويخالف بيناته ومحكماته وقصصه، ولو كان أمرًا عقليًّا أو كان من الآثار التي سماها أهل الحديث حديثا، أو كان من أقوال الصحابة أو التابعين؛ لأن الفرقان الكريم كتاب قد ثبت تواتره لفظا لفظًا، وهو وحي متلو قطعي يقيني، ومَن شك في قطعيته فهو كافر مردود عندنا ومن الفاسقين. والقرآن مخصوص بالقطعية التامة، وله مرتبة فوق مرتبة كل كتاب وكل وحي. ما مسه أيدي الناس. وأما غيره من الكتب والآثار ، فلا يبلغ هذا المقامَ. ومن آثَرَ غيرَه عليه،  فقد آثر الشك على اليقين."
 (تحفة بغداد، الخزائن الروحانية مجلد ۷ ص ٣١)
وقال أيضا ما نصه:
ونعتقد بأن الصلاة والصوم والزكاة والحج من فرائض الله الجليل، فمن تركها متعمدا غير مُعتذر عند الله ، فقد ضل سواء السبيل."
مواهب الرحمن ، الخزائن الروحانية مجلد ۱۹ ص ۲۸۹.

وقال أيضا ما نصه:
"ونعتقد أن الجنة حق والنار حق، وحَشر الأجساد حق، ومعجزاتِ الأنبياء حق. ونعتقد أن النجاة في الإسلام واتباع نبينا سيّدِ الوَرَى. وكلُّ ما هو خلافُ الإسلام فنحن بَرِيُّون منها، ونؤمن بكل ما جاء به رسولنا وإن لم نعلم حقيقته العليا". (مرآة كمالات الإسلام الخزائن الروحانية مجلد ۵ ص ۳۸۷-۳۸۸)


وقال أيضا ما نصه:
"إنا مسلمون.. نؤمن بكتاب الله الفرقان، ونؤمن بأن سيدنا محمدا نبيه ورسوله، وأنه جاء بخير الأديان، ونؤمن بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده، إلا الذي رُبِّي من فيضه وأظهره وعده. ولله مكالمات ومخاطبات مع أوليائه في هذه الأمَّة، وإنهم يُعطون صبغة الأنبياء وليسوا نبيين في الحقيقة، فإنَّ القرآن أكمَلَ وَطَرَ الشريعة، ولا يُعْطُونَ إِلا فهم القرآنِ، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقص فأولئك من الشياطين الفجرة.
ونعني بختم النبوة ختم كمالاتها على نبينا الذي هو أفضلُ رسل الله
وأنبيائه، ونعتقد بأنه لا نبي بعده إلا الذي هو من أمته ومن أكمل أتباعه، الذي وَجَدَ الفيض كلَّه من رُوحانيته وأضاء بضيائه. فهناك لا غَيرَ ولا مقامَ الغيرة، وليست بنبوة أخرى ولا محلَّ للحيرة....

وإنه خاتم النبيين وعَلَمُ المقبولين. 
ولا يدخلُ الحضرة أبدا إلا الذي معه نقش خاتمه وآثارُ سُنّته، ولن يُقبل عمل ولا عبادة إلا بعد الإقرار برسالته، والثبات على دينه وملته. وقد هلك من تركه، وما تبعه سُنَنه، على قَدْر وُسعه وطاقته. ولا شريعة بعده، ولا ناسخ ووصيته، ولا مبدل لكلمته، ولا قطر كمُزنته.
 ومن خرج مثقال ذرة من القرآن ، فقد خرج من الإيمان. ولن يفلح أحد حتى يتبع كل ما ثبت من نبينا المصطفى . ومن ترك مقدار ذرة من وصاياه فقد هَوَى...
لا نبي لنا تحت السماء من دون نبينا المجتبى، ولا كتاب لنا من دونِ القرآن، وكلُّ مَن خالفه فقد جرَّ نفسه إلى اللظَّى. ومَن أنكر أحاديث نبينا التي قد نُقدَت ولا تُعارِضُ القرآن فهو أخو إبليس ، وإنه ابتاع لنفسه اللعنة وأضاعَ الإيمان. وإن القرآن مقدم على كل شيء." 
مواهب الرحمن الخزائن الروحانية مجلد ۱۹ ص ۲۸۵-۲۸۸.



أفكاره السامية عن الله :
قال ما تعريبه:
إن" فردوسنا إلهنا، وإن مُتَعَنا السامية في ربنا، لأننا رأيناه ووجدنا فيه الحُسنَ كله. هذا الكنز جدير بالاقتناء ولو بفداء النفس، وهذه الجوهرة حَريَّة بالشراء ولو ضحى الإنسان في طلبها كل وجوده.
 أيها المحرومون، هلموا سراعًا إلى هذا الينبوع ليرويكم. إنه ينبوع الحياة الذي ينقذكم. ماذا أفعل، وكيف أقرُّ هذه البشارة في القلوب؟ بأي دف أنادي في الأسواق بأن هذا هو إلهكم حتى يسمع الناس؟ وبأي دواء أعالج حتى تنفتح للسمع آذان الناس؟"
(سفينة نوح، الخزائن الروحانية مجلد ۱۹ ص ۲۱-۲۲)


وقال ما تعريبه:
"إن إلهنا هو ذلك الإله الذي هو حي الآن كما كان حيًّا من قبل، ويتكلم الآن كما كان يتكلم من قبل، ويسمع الآن كما كان يسمع من قبل. إنه لظن باطل بأنه يسمع الآن ولكنه لم يعد يتكلم. كلا، بل إنه يسمع ويتكلم أيضًا. إن صفاته كلها أزلية أبدية، لم تتعطل منها أية صفة قط، ولن تتعطل أبدًا. إنه ذلك الأحد الذي لا شريك له، ولا ولد له، ولا صاحبة له. وإنه ذلك الفريد الذي لا كفو له... إنه قريب مع بعده، وبعيد مع قربه، وإنه يمكن أن يُظهر نفسه لأهل الكشف على سبيل التمثل، إلا أنه لا جسم له ولا شكل. وإنه فوق الجميع، ولكن لا يمكن القول إن أحدًا تحته، وإنه على العرش، ولكن لا يمكن القول إنه ليس على الأرض. 
(الوصية الخزائن الروحانية مجلد ٢٠ ص۳۱۰ - ۳۰۹



مكانة النبي صلى الله عليه وسلم:
وقال في مدح المصطفى ما تعريبه :
إن ذلك النور الأجلى الذي وهب للإنسان، أعني للإنسان الكامل، لم يكن ذلك النور في الملائكة، ولا النجوم ولا القمر، ولا الشمس، و لم يكن في بحار الأرض ولا أنهارها، ولا في اللغل، ولا الياقوت، ولا الزمرد ، ولا الماس، ولا اللؤلؤ؛ وبالاختصار، لم يكن ذلك النور في أي شيء من الأرض أو السماء، وإنما كان في إنسان كامل، ذلك الإنسان الذي كان أتم وأكمل وأعلى وأرفع فرد من نوع البشر، وهو سيدنا ومولانا سيد الأنبياء، سيد الأحياء محمد المصطفى " 
(آئينه (أي (مرآة كمالات الإسلام الخزائن الروحانية مجلد ٥ ص ١٦٠-١٦١)

وقال أيضًا ما تعريبه:
"إنني دائما أنظر بعين الإعجاب إلى هذا النبي العربي الذي اسمه محمد – عليه ألف ألف صلاة وسلام - ما أرفع شأنه! لا يمكن إدراك سمو مقامه العالي، وليس بوسع الإنسان تقدير تأثيره القدسي. من المؤسف أن الدنيا لم تقدر مكانته حق قدرها. إنه هو البطل الوحيد الذي أعاد التوحيد إلى الدنيا بعد أن غاب عنها. لقد أحب الله غاية الحب، وذابت نفسه تماما شفقةً على خلق الله، لذلك فإن الله العالم بسريرته ،فضله على الأنبياء كافةً، وعلى الأولين والآخرين جميعا، وحقق له في حياته كل ما أراد." 
(حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية مجلد ۲۲ ص ۱۱۸-۱۱۹)

وقال، ردًّا على بعض القسس الذين سبّوا نبينا ، ما نصه :
 نَحتُوا للرسول الكريم بهتانات، وأضلُّوا خلقا كثيرًا بذلك الافتراء. وما آذى قلبي شيء كاستهزائهم في شأن المصطفى، وجرحهم في عرض خير الوَرى. ووالله لو قُتلت جميع صبياني وأولادي وأحفادي بأعينني، وقُطِّعت أيدي وأرجُلي، وأُخرجت الحَدَقةُ من عيني، و أبعدتُ من كلِّ مرادي وأوْني وأَرَني.. ما كان عليّ أشَقَّ من ذلك.
 مرآة كمالات الإسلام الخزائن الروحانية مجلد ٥ ص ١٥).


وقال في شعره:
وإن إمامي سيد الرسل أحمدا
 رضيناه متبوعا وربي ينظُرُ

ولا شك أن محمدا شمس الهدى
 إليه رغبنا مؤمنين فنشكرُ

له درجات فوق كـــل مــــدارجِ 
له لمعات لا يليها تصوّر

أبعد نبي 
الله شيئ يروقني
 أبعد رسول الله وجه منور

دَعُوا كل فخر للنبي محمد
 أمام جلالة شأنه الشمس أحقرُ

 ووالله إني قد تبعت محمدًا
 وفي كل آن من سَناه أنور 

ورثتُ علوم المصطفى فأخذتُها 
وكيف أردّ عطاء ربي وأفجُرُ

حمامة البشرى الخزائن الروحانية مجلد ۷ ص ۳۳۱ - ۳۳۲)

وقال أيضا:
وَصَلْنا إلى المولى بهدي نبينا
 فدَعْ ما يقول الكافر المتنصر

 وفي كل أقوام ظلام مدمر 
وإن رسول الله بدر منور

وإن رسول الله مُهْجةٌ مُهجتي
 ومن ذكره الأحلى كأني مُتمِرُ

 فدَع كل ملفوظ بقول محمد
 وقلد رسول الله تَنْجُ وتُغفَرُ 

وليس طريق الهدي إلا اتباعه
 ومن قال قولاً غيره فيُتَبَّرُ 

ونؤثر في الدارين سنن رسولنا
 وسنة خير الرسل خير وأزهَرُ

 ووالله يُثنى في البلاد إمامنا 
إمام الأنام المصطفى المتخيّرُ 

كرامات الصادقين - الخزائن الروحانية مجلد ۷ ص ۷۸ - ۷۹.


وقال في قصيدة أخرى:
شريعته الغرّاءُ مَـورٌ معبدٌ 
غيور فأحرق كل دير وجَلْسَــــدا
 
وفوضني 
ربي إلى فيض نوره 
فأصبحتُ مِن فيضان أحمدَ أَحمَدا

ووالله هذا كله من محمد
 ويعلم ربي أنه كان مرشدا 

وأكفرني قومي فجئتك لاهفا
 وكيف يكفر من يوالي محمــدا

ووالله لولا حُبُّ وجه محمد
لما كان لي حول لأمدح أحمدا

وموتي بسبل المصطفى خير ميتة
 فإن فُرَتها فسأُحْشَرَن بالمقتدى

سأدخلُ من عشقي بروضة قبره 
وما تعلم هذا السر يا تارك الهدى

كرامات الصادقين - الخزائن الروحانية مجلد ۷ ص ۹۱ - ٩٥)


ونقتبس الآن من قصيدة له طويلة ما يلي:
يا عينَ فيض الله والعرفان
 يسعى إليكَ الخَلْقُ كالظُّمْآن

 يا بَحْرَ فَضلِ الْمُنعِمِ المَنانِ تَ
هوِي إِليكَ الزمْرُ بِالْكَيزَان

 يا شَمْسَ مُلكِ الْحُسنِ والإحسانِ
 نَوَّرت وجهَ البَرِّ وَالعُمْران 

قوم رأوك وأمة قد أخبرت 
من ذلك البدر الذي أصباني 

قَد أَثَرُوكَ وفارَقُوا أحبابَهُمْ
 وتَباعَدُوا مِن حَلْقة الإخوان

 قَد وَدَّعُوا أَهْوَاءَهُمْ ونُفوسَهُمْ 
وتبرؤوا من كل نشب فان

 ظَهَرت عليهم بَيِّنَاتُ رسولهمْ 
فتَمزَّقَ الأهواء كالأوثــــــان 

جاءُوكَ مَنهُوبينَ كَالعُرْيان
 فسترتهم بملاحف الإيمان

 صادَفْتَهُم قَوْمًا كَرَوْث ذِلَّةٌ 
فجعلتَهُم كَسَبِيكَةِ الْعِقْيانِ

 حتى انثنَى بَر كَمِثْلِ حديقة
 عَذْبِ الْمَوَارِدِ مُثْمِرِ الْأَغصَانِ

 عادت بلاد العُرْب نحو نَضارة 
بعد الوَجَى والمَحْلِ والخُسران

 كمْ شارب بالرَّشف دَنَّا طافحًا
 فجعلته في الدين كالنَّشوان

 كمْ مُحْدِث مُسْتَنطِقِ العِيدَانِ
 قد صار منك مُحدَّث الرحمن

 كُمْ مُسْتَهامِ لِلرَّسُوفَ تعشقا
 فجذبتَه جَذبًا إلى الفُرقان

 أَحْيَيتَ أمواتَ الْقُرُونِ بِجَلُوةٍ 
ماذا يماثلك بهذا الشان 

تَرَكُوا الغَبوق وبدَّلوا من ذوقه 
ذَوْقَ الدعاء بليلة الأحزان

 يا للفَتَى مَا حُسْنُه وجَمَالُهُ 
رَيَّاهُ يُصبي القَلبَ كالرَّيحان

وَجْهُ المُهيمن ظاهر في وجهه
 شُئونُهُ لَمَعَتْ بهذا الشان

 لا شَكٍّ أن مُحمَّدًا خَيرُ الْوَرى 
رَيْقُ الْكِرَامِ ونُخْبةُ الأعيـــانِ 

تَمَّتْ عليه صفاتُ كُلِّ مَزية 
ختمت به نَعْمَاءُ كُلِّ زمان

 والله إن محمدًا كَرَدافة
 وبهِ الْوُصولُ بِسُدّةِ السُّلطانِ 

هو فَخرُ كُلِّ مُطهَّرٍ ومُقدَّس
 وبه يُباهي الْعَسكَرُ الرُّوحَانِي

 هو خيرُ كُلِّ مُقرَّب مُتقدِّمٍ 
والفَضْلُ بالخيرات لا بِزَمانِ 

ورأيتُ في ريعان عُمْرِي وَجْهَهُ
 ثُمَّ النبي بيقضتي لاقاني 

إني لقد أُحييت من إحيائه
 واها لإعجاز فما أَحْياني !

 يَا رَبِّ صَلِّ عَلى نَبِيِّك دائما
 في هذه الدنيا وبعث ثـان

 يا سيدي قد جنتُ بابَكَ لاهفا 
والقومُ بالإكفار قد آذاني 

انْظُرْ إِلي برحمــة وتـــــــحنـــن 
يا سيدي أنا أحقَرُ الغلمان 

يا حب إنك قد دَخَلْتَ مَحبّةً
 في مُهْجَتي ومَدارِكي وجَناني

 من ذِكرِ وَجْهِكَ يا حديقةً بَهجَتي
 لَمْ أَخْلُ فِي لَحْظ ولا في آنِ 

جسمي يَطِيرُ إِليكَ من شوق عَلا
 يا ليت كانت قوة الطيران

مرآة كمالات الإسلام الخزائن الروحانية ج ٥ ص ٥٩٠ - ٥٩٤)



مكانة القرآن الكريم:
وقال في وصف القرآن الكريم ما نصه:

"والله إنه دُرِّةٌ يتيمةٌ. ظاهرُه نورٌ، وباطنه نور، وفوقه نور، وتحته نور، وفي كلِّ لفظه وكلمته نورٌ. جَنّةٌ روحانية، ذللت قطوفها تذليلاً، وتجري من تحته الأنهار. كل ثمرة السعادة توجد فيه، وكلُّ قَبَسٍ يُقتبَس منه، ومن دونه خَرْطُ القَتاد . مَواردُ فيضه سائغة، فطوبى للشاربين. وقد قُذِفَ في قلبي أنوار منه . ما كان لي أن أستحصلها بطريق آخر. ووالله لو لا القرآنُ ما كان لي لُطْفُ حياتي. رأَيتُ حُسنَه أَزيَدَ من مائة ألف يوسف، فملت إلي أَشَدَّ ميلي، وأُشرِبَ هو في قلبي. هو ربّاني كما يُرَبَّى الجنين. وله في قلبي أثر عجيب، وحُسنُه يُراودني عن نفسي. وإني أدركتُ بالكشف أن حظيرةَ القُدْس تُسقى بماء القرآن."

(مرآة كمالات الإسلام الخزائن الروحانية ج ٥ ص ٥٤٥ - ٥٤٦)


وقال أيضا:
"لا تتركوا القرآن مهجورًا، لأن فيه وحده حياتكم. والذين يُعظمون القرآن سوف يلقون في السماء الإكرام..... ألا لا كتاب على الأرض لبني الإنسان إلا القرآن.
 (سفينة نوح، الخزائن الروحانية ج ۱۹ ص ۱۳)



حبه للعرب:
لقد كان سيدنا أحمد يحب العرب حبًّا جما، لقول رسول الله : 
"حب العرب من الإيمان. 
ولقد مدحهم في مقامات عديدة من كتبه. ومن ذلك قوله:
السلام عليكم أيها الأتقياء الأصفياء، من العَرَب العُرَباء. السلام عليكم، يا أَهْلَ أرض النبوّة وجيران بيت الله العظمى. أنتم خير أمم الإسلام وخيرُ الله الأعلى. ما كان لقوم أن يبلغ شأنكم. قد زدتم شَرَفًا ومجدًا ومَنزِلاً. وكافيكم من فخرِ أن الله افتتح وحيه من آدم وختم على نبي كان منكم ومن أرضكم وَطَنَّا ومَأوى ومولدًا. وما أدراكم من ذلك النبيُّ ! محمد المصطفى، سيّد الأصفياء وفخرُ الأنبياء، وخاتم الرسل وإمامُ الوَرى. قد ثبت إحسانه على كل من دَبَّ على رجلين ومَشَى. وقد أدركَ وحيُه كُلَّ فائت مِن رموز ومعان ونكات عُلَى. وأَحيَا دِينُه كُلَّ ما كان ميتًا مِن معارف الحق وسُنَنِ الهدى. اللهمّ فصَلِّ وسلِّمْ وبَارِك عليه بعدد كل ما في الأرض من القطرات والذرّات والأحياء والأموات وبعدد كل ما في السماوات، وبعدد كلّ ما ظهر واختفى، وبلغه منا سلامًا يَملأُ أَرجاء السماء. طُوبَى لقوم يحمل نير نير محمد على رقبته، وطُوبَى لقلب أفضَى إليه وخالطه وفي حُبِّه فنى.


   یا سكان أرض أوطأته قَدَمُ المصطفى.. رَحِمَكم الله ورَضِيَ عنكم أَرْضَى.. إن ظني فيكم جليل، وفي روحي للقائكم غليل، يا عباد الله. وإني أَحِنُّ إلى عيان بلادكم، وبركات سوادِكم، لأزورَ مَوطِئَ أقدام خير الورى، وأجعل كُحْل عيني تلك الثرى، ولأزور صلاحها وصلحاءها، ومعالمها وعُلماءها، وتَقَرَّ عيني برؤية أوليائها، ومشاهدها الكبرى. فَأَسْأَل الله تعالى أن يرزُقَني رؤيةً تراكم، ويَسُرَّني بمرآكم، بعنايته العظمى.

يا إخوان.. إني أُحِبُّكم، وأُحِبُّ بلادكم، وأُحِبُّ رَمْلَ طُرُقكم
وأحجار سكككم، وأُوثركم على كلّ ما في الدنيا. 

يا أكباد العرب.. قد خصكم الله ببركات أثيرة، ومزايا كثيرة، ومَراحِمِه الكبرى. فيكم بيت الله التي بُورِكَ بها، أُمُّ القُرَى، وفيكم روضة النبي المبارك الذي أشاع التوحيد في أقطار العالم وأَظهَرَ جلال الله وجَلَّى. وكان منكم قومٌ نصروا الله ورسوله بكل القلب، وبكل الروح، وبكل النُّهَى. وبذلوا أموالهم وأنفسهم لإشاعة دينِ الله وكتابه الأَزْكَى. فأنتم المخصوصون بتلك الفضائل، ومَن لم يُكرمكم فقد جارَ واعتَدَى مرآة) كمالات الإسلام الخزائن الروحانية ج ٥ ص ٤١٩ -٤٢٢


وقال ناصحًا لهم ما نصه:
"إني معكم يا نجباء العرب بالقلب والروح. وإن ربي قد بشرني في العرب، وأهمني أن أُمونهم وأُرِيَهم طريقهم، وأصلح لهم شؤونهم، وستجدونني في هذا الأمر إن شاء الله من الفائزين.

أيها الأعزة، إن الرب تبارك وتعالى ، قد تجلّى عليَّ لتأييد الإسلام وتجديده بأخص التجليات، ومَنَحَ علي وابل البركات، وأنعم علي بأنواع الإنعامات بشرني في وقت عبوس للإسلام وعيش بؤس لأمة الأنام بالتفضلات والفتوحات والتأييدات؛ فصبَوتُ إلى إشراككم، يا معشر العرب، في هذه النعم، وكنت لهذا اليوم من المتشوفين. فهل ترغبون أن تلحقوا بي لله رب العالمين؟"
 (حمامة البشرى، الخزائن الروحانية ج ۷ ص ۱۸۲ و ۱۸۳).


تعليمه لجماعته:
وفي الشروط العشرة التي وضعها مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية لكل من يرغب في الانضمام إليها تعبير صادق ودلالة واضحة على أن الأحمدية هي الإسلام بعينه، ولا هدف ولا غاية لها سوى عزة الإسلام وكرامته، وهذه الشروط هي:

شروط الانضمام إلى الأحمدية:

أولا: أن يعاهد المبايع بصدق القلب على أن يتجنب الشرك حتى الممات.

ثانيًا: أن يجتنب قول الزور، ولا يقرب الزنى وخيانة الأعين، ويتنكب جميع طرق الفسق والفجور والظلم والخيانة والبغي والفساد؛ وألا يَدَعَ الثوائرَ النفسانية تغلبه مهما كان الداعي إليها قويًّا وهاما. 

ثالثًا: أن يواظب على إقامة الصلوات الخمس بلا انقطاع تبعًا لأوامر الله ورسوله، وأن يداوم جهد المستطاع على أداء صلاة التهجد، والصلاة على النبي ، والاستغفار وطلب العفو من ربه على ذنوبه كل يوم؛ وأن يذكر نعم الله ومننه بخلوص القلب كل يوم، ثم يتخذ من حمده وشكره عليها وردًا له.

رابعًا: ألا يؤذي، بغير حق، أحدًا من خلق الله عموما والمسلمين خصوصا من جراء ثوائره النَّفْسية .. لا بيده ولا بلسانه ولا بأي طريق
آخر.

خامسا : أن يكون وفيًّا لله تعالى وراضيًا بقضائه في جميع الأحوال: حالة الترح والفَرح، والعسر واليسر، والضنك والنعم؛ وأن يكون مستعدا لقبول كل ذلة وأذى في سبيله تعالى، وألا يُعرض عنه عند حلول مصيبة، بل يمشي إليه قدمًا.
سادسًا: أن يكُفَّ عن اتباع التقاليد الفارغة والأهواء النفسانية والأماني الكاذبة، ويقبل حكومة القرآن المجيد على نفسه بكل معنى الكلمة، ويتخذ قول الله وقول الرسول دستورا لعمله في جميع مناهج حياته.

سابعًا: أن يُطلق الكبر والزهو طلاقًا باتا، ويقضي أيام حياته بالتواضع والانكسار ودَماثة الأخلاق والحلم والرفق.

ثامنا : أن يكونَ الدِّينُ وعزّه ومواساة الإسلام أعزّ عليه من نفسه وماله وأولاده ومن كل ما هو عزيز عليه.

تاسعا : أن يظلّ مشغولاً في مواساة خلق الله عامة لوجه الله تعالى خالصة، وأن ينفع أبناء جنسه قدر المستطاع بكل ما رزقه الله من القوى والنعم.

عاشرا: أن يعقد مع هذا العبد عهد الأخوة خالصا لوجه الله.. 
على أن يطيعني في كل ما آمره به من المعروف، ثم لا يحيد عنه ولا ينكثه حتى الممات، ويكون في هذا العقد بصورة لا تعدلها العلاقات الدنيوية.. سواء كانت علاقات قرابة أو صداقة أو خدمة.
إعلان "تكميل التبليغ " ، المنشور في يناير ۱۸۸۹ - مجموعة الإعلانات ج ۱ ص ۱۸۹ (۱۹۰


وقال ما نصه:
"لا يدخل في جماعتنا إلا الذي دخل في دين الإسلام، واتبع كتاب الله وسُنن سيدنا خير الأنام، وآمن بالله ورسوله الكريم الرحيم؛ وبالحشر والنشر والجنة والجحيم؛ ويَعِدُ ويُقرّ بأنه لن يبتغي دينًا غير دين الإسلام؛ ويموتُ على هذا الدين.. دين الفطرة.. متمسكا بكتاب الله العلام، ويعمل بكلِّ ما ثَبَتَ من السنة والقرآن وإجماع الصحابة الكرام. ومن ترك هذه الثلاثة فقد ترك نفسه في النار، وكان ماله التباب والتبار . 
مواهب الرحمن الخزائن الروحانية مجلد ١٩ ص ٣١٥)

وقال ما تعريبه:
 الآن لا رسولَ ولا شفيع لبني آدم كلهم إلا محمد المصطفى . فعليكم أن تسعوا جاهدين لإنشاء رابطة حب صادق بهذا النبي ذي الجاه والجلال، ولا تفضّلوا عليه غيره بشكل من الأشكال، لكي تكتبوا في السماء من الناجين. وتذكروا أن النجاة ليست شيئا يظهر بعد الموت، وإنما النجاة الحقيقية هي تلك التي تكشف نورها في هذه الدنيا نفسها".
 (سفينة نوح، الخزائن الروحانية مجلد ۱۹ ص ١٣-١٤)


مستقبل جماعته:
وقال في صدد ازدهار جماعته ما تعريبه
"اسمعوا جيدًا أيها الناس جميعًا! إنه لمما أنبأ به خالق السماوات
والأرض أنه سوف ينشر جماعته هذه في البلاد كلها، ويجعلهم غالبين على الجميع بالحجة والبرهان، ولسوف تأتي أيام، بل إنها لقريبة، حين تكون هذه هي الجماعة الوحيدة التي تُذكر في العالم بالعز والشرف. إن الله سوف يبارك في هذه الجماعة والدعوة بركات كبرى خارقة للعادة، ويخيب كلِّ من يفكر في القضاء عليها، وسوف تستمر هذه الغلبة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
 تذكرة الشهادتين، الخزائن الروحانية مجلد ۲۰ ص (77


وقال ما تعريبه:
"لقد أخبرني الله تعالى مراراً وتكرارًا أنه سيرزقني العظمة الخارقة، سيُلقي حبي في القلوب؛ وينشر جماعتي في الأرض كلها، ويجعلها غالبة على الفرق الأخرى كلها؛ وسيُحرز أبناء جماعتي الكمال في العلم والمعرفة بحيث يُفحمون الجميع بقوة نور صدقهم وبالبراهين والآيات. وكل قوم سيرتوي من هذا الينبوع ، وسوف تنمو هذه الجماعة وتزدهر بقوة خارقة حتى تحيط بالأرض كلها .
 ستكون هناك كثير من العراقيل والابتلاءات، ولكن الله سوف يزيلها جميعًا من الطريق، وسوف يتم وعده. ولقد قال الله لي : سوف أرزقك البركة تلو البركة حتى إن الملوك سوف يتبركون بثيابك.
فيا أيها المستمعون ، اسمعوا وعُوا واحتفظوا بهذه الأنباء في صناديقكم، لأنها كلام الله الذي سوف يتحقق حتما في يوم من الأيام" .
 (التجليات الإلهية الخزائن الروحانية ج ٢٠ ص ٤٠٩-٤١٠)


وقال أيضًا ما تعريبه:
الدنيا لا تعرفني، ولكن يعرفني من بعثني. إنهم بسبب خطئهم
و شقاوتهم البالغة يريدون إبادتي. إنني ذلك الغراس الذي غرسه المالك الحقيقي بيده...

أيها الناس، تَيَقَّنُوا أن معي يداً لن تزال وفيَّةٌ بي إلى آخر الأمر. ولئن اجتمع رجالكم ونساؤكم، وشبابكم وشيوخكم، وصغاركم وكباركم 
كلهم، وابتَهَلُوا إلى الله تعالى، ودَعَوا لهلاكي في خشوع وابتهال، حتى تتأكل أنوفهم وتشلّ أيديهم، فلن يستجيب الله لهم، ولن يبرح حتى يتم ما أراد... فلا تظلموا أنفسكم.
 إن للكاذبين وجوهاً غير وجوه الصادقين. والله تعالى لا يترك أمراً دون أن يحسمه... فكما أن الله حكم بين أنبيائه ومكذبيهم في الماضي، فإنه تعالى سوف يحكم الآن أيضًا. 
إن لمجيء أنبياء الله موسماً ولرحيلهم موسماً كذلك. فتيقنوا أنني لم آت بدون موسم ، ولن أذهب بدون موسم.
 فلا تختصموا مع الله، فلن تستطيعوا إبادتي". 
(ضميمة التحفة الجولروية الخزائن الروحانية مجلد ١٧ ص ٤٩ -٥٠)



جماعته اليوم:
كانت ولا تزال جماعته، رغم المعارضة والصعاب، تحرز بعون الله تعالى إقبالاً وازدهارا وانتشارًا حتى توطدت في ١٨٢ بلدا من بلاد العالم خلال قرن من الزمان ، وتجاوز عدد أتباعها الملايين، وحققت تحت رعاية وتوجيه خلفائها الكرام إنجازات عظيمة بما فيها تشييد آلاف من المساجد ومراكز الدعوة في مختلف ربوع العالم لنشر الإسلام وتمكينه. كما وُفِّقت لنشر القرآن الكريم وتراجم معانيه إلى ٦٢ لغة عالمية. وبالرغم من قلة مواردها - علمًا أنها لا تقبل أي دعم من أي شخص أو جهة أو جماعة أو حكومة إلا ما يتبرع به أبناؤها المخلصون من أموالهم وأوقاتهم ابتغاء وجه الله - فهي تعمل جاهدة على خدمة الإنسانية المنكوبة والنهوض بالبائسين الفقراء، دون النظر إلى فوارق العرق أو الدين، في مختلف بقاع العالم. وخاصة بأفريقيا حيث أنشأت عديدا من المستشفيات والمدارس والكليات. كما فتحت بعون الله تعالى أول قناة فضائية إسلامية MTA، وغايتها الوحيدة هي تبليغ رسالة الإسلام نقيّةً من شوائب البدعات والإسرائيليات إلى سائر ربوع العالم، وهي تبث برامجها على مدار الساعة بمختلف اللغات العالمية وإلى القارات الخمس. ونقول تحديثًا بنعمة الله ، إن هذه الإنجازات الجليلة فاقت كيفا وكما كلَّ ما قامت به الدول الإسلامية وهيئاتها جميعا. وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم.
إن هذه الجماعة المباركة يقود مسيرتها اليوم الخليفة الخامس للإمام
المهدي والمسيح الموعود سيدنا مرزا مسرور أحمد، بارك الله تعالى في عمره وأمره، وأيده ونصره نصرا عزيزا، آمين.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الردود على الأسئلة التي يطرحها الناس عادة السؤال ١: أين يثبت موت المسيح ابن مريم من القرآن الكريم؟ بل إن قوله تعالى: ﴿رَافِعُكَ إِلَيَّ" و"بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ" يدلّ على أن المسيح رفع إلى السماء بجسده. وكذلك الآية: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ؟ تدل على أن المسيح لم يُقتل ولم يمت على الصليب. الجواب: فليتضح أن معنى الرفع إلى الله هو الموت، كذلك إن لقول الله : ارْجِعِي إِلَى رَبِّك"، وقوله: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" المعنى  نفسه. إضافة إلى ذلك إن الوضوح والجلاء والتفصيل الذي ورد به ذكر موت المسيح في القرآن الكريم لا يتصور أكثر منه؛ لأن الله قد بين وفاة المسيح بوجه عام وبوجه خاص أيضا، كما يقول مثلا على وجه العموم: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " . إن هذه الآية التي قدّمتُها للاستدلال تدل بصراحة متناهية أن الموت قد  أصاب  جميع الرُّسُل، سواء أكان بالموت الطبيعي أو بالقتل، ولم يسلم من الموت نبي من الأنبياء السابقي...

شرح وتفسير: "وكان عرشه على الماء".

 شرح وتفسير: "وكان عرشه على الماء". النقاش عن كون العرش مخلوقا أو غير مخلوق عبث:  فقال عليه السلام:  الناس يتفننون في آرائهم حول هذا الموضوع، بعضهم يصفونه بالمخلوق وبعضهم يصفونه بغير المخلوق، ولكن لو لم نصفه بغير المخلوق لبطل الاستواء. لا شك في أن النقاش حول كون العرش مخلوقا أو غير مخلوق عبث أصلا، هذه استعارة، حيث بين الله فيه رفعته العالية، أي هو مقام منزه عن كل جسم ونقص، ويقابله هذه الدنيا وهذا العالم كله. وليس للإنسان اطلاع كامل عليه. هذا المقام يمكن أن يسمى قديم، فالناس يستغربون من ذلك ويحسبونه شيئًا ماديا. وانطلاقا من القدم يرد الاعتراض على ورود الحرف "ثم". فالحقيقة أن القدم يشمل "ثم" أيضًا. كما عندما يكون القلم بيد الإنسان فتتحرك اليد أيضًا حيثما يتحرك القلم، لكن يكون التقدُّم لليد. يعترض الآريون على المسلمين عن قدم الله، ويقولون إن إله المسلمين موجود منذ ستة أو سبعة آلاف سنة. وهذا خطؤهم، فمن الغباوة أن يقدر عمر الله بالنظر إلى هذا المخلوق. فلا نعلم ما الذي كان قبل آدم ومن أي نوع كان ذلك المخلوق. والله الله أعلم بذلك الوقت: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْ...
لا بد من التقوى من أجل الفتح: وما دام الأمر هكذا، فاعلموا أن التقوى ضرورية للمرء لكي تنفتح عليه أبواب الحقائق والمعارف فاتقوا الله ، لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل (۱۲۹) . ولا أستطيع أن أحصي لكم كم مرة تلقيت هذه الآية في الوحي، إذ أوحيت إلي مرات كثيرة جدا. لو أننا اكتفينا بالأقوال دون الأفعال، فاعلموا أن لا جدوى من ذلك. إن النصر  يتطلب التقوى، فكونوا متقين إن أردتم النصر. ضرورة التضحيات المالية لنشر الإسلام أرى أن نساء الهندوس والنصارى أيضا يوصين بعقارات كبيرة وأموال طائلة لنشر  دعوتهم، ولكن لا نجد نظير ذلك في المسلمين في هذه الأيام. إن أكبر مشكلتنا  هي  الحاجة إلى النصرة المالية لنشر الإسلام. اعلموا أن الله  تعالى هو الذي أراد تأسيس هذه الجماعة بيده وسوف يكون حاميها وناصرها، ولكنه يريد أن يؤتي عباده الأجر والثواب، ومن أجل ذلك قد اضطر الأنبياء لطلب المساعدة المالية. لقد طلب رسول الله النصرة المالية ، وعلى نفس المنهاج ، الذي هو منهاج النبوة، نذكر أحبابنا بحاجات الجماعة من حين لآخر. ومع ذلك أقول: إ...