التخطي إلى المحتوى الرئيسي

تهمة تحالف الأحمدية مع الصهيونية والماسونية:

بالإضافة إلى التهمة الكبرى أن الأحمدية والبهائية حليفتان وشريكتان في عدائهما للإسلام.. هناك تهمة حديثة جدا لا بد أن نتطرق إليها ،ونحن نتحدث عن الفتنة القائمة. هذا الاتهام الجديد لم يلوح به أعداء الأحمدية في شعاراتهم السابقة حين أقاموا الدنيا وأقعدوها بأن الأحمدية غراس الإنجليز. ولكن الأيام مرت ومن ورائها السنون أيضًا، وارتحل الاستعمار البريطاني عن البلدان الإسلامية واضمحلت معه هذه التهمة، وظلت الأحمدية بعد ارتحاله أيضا ثابتة راسخة ماضية في جهادها المقدس ومن نصر إلى نصر، و لم يزل نفوذها يتسع ويقوى يوما بعد يوم. فأذهل ذلك أعداء الأحمدية ، حتى فقدوا كل الضوابط العقلية والفكرية، فراحوا يضربون الأحمدية بكل سهم متاح وبكل حجر ممكن، ويتهمونها بكل التهم، دون أن يكلّفوا أنفسهم أدنى حد من عناء التحقيق والتأكد من صحة هذه التهم، كما يأمر الله سبحانه وتعالى قائلاً: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين. سورة الحجرات: 
 يحاولون أن يزجوا بالأحمدية في مجالات غريبة عليها، بعيدة كل البعد عن أهدافها وغاياتها. يحاولون الآن أن يغمسوا الجماعة الإسلامية الأحمدية بتهمة التحالف مع حركات سياسية كي يؤلبوا عليها الأوساط السياسية في العالم الإسلامي، ويوسعوا مجال الحرب عليها والمقاومة لها، لتنضم إليهم الحكومات الإسلامية، بالإضافة إلى الأوساط الدينية التي أفلست في حربها ضد الأحمدية ، ولم تعد تقوى على الصمود أمامها على المستوى الديني. ومن أهم هذه التهم الحديثة أن الأحمدية تتآمر مع الصهيونية لضرب الإسلام والمسلمين، وذلك بعد أن قامت دولة إسرائيل الصهيونية في قلب العالم الإسلامي ١٩٤٨. فقالوا بأن طموحات الأحمدية في العالم الإسلامي كطموحات الصهيونية. وقد تذرع هؤلاء الأعداء بمجرد وجود مركز للجماعة الإسلامية الأحمدية في ذلك الجزء الذي قامت عليه دولة إسرائيل من فلسطين، رغم أن وجود هذا المركز في فلسطين قد أنشئ قبل قيام دولة الصهيونية بعشرين سنة. إلى هذا الحد، فقدوا كل الضوابط سواء في القول أو العمل، حتى راحوا يضربون الأحمدية ضرب عشواء.
ولتوضيح الصورة إليكم ما نشرته بعض الصحف عن هذه التهمة العقيمة الظالمة. تقول مجلة "رابطة العالم الإسلامي" آب سنة ١٩٧٤ في مقال عنوانه : (القاديانية حرب على الإسلام-:
إن الصلة المشتركة بين الاستعمار من جهة وبين كل من القاديانية والصهيونية من جهة أخرى، يجعل من الطبيعي والمتوقع أن يكون للقاديانية صلة وثيقة بالصهيونية. فللقاديانية مركز في فلسطين المحتلة في حيفا على جبل الكرمل، حيث لهم هناك نشاط كبير. فعندهم دار للبعثة القاديانية، ومكتبة ومستودع للكتب يوزعون منه منشوراتهم، ومدرسة. وهم يصدرون في إسرائيل نشرة شهرية بالعربية تدعى "البشرى"، تُرسل من إسرائيل إلى ثلاثين دولة إسلامية. وإن نشاطهم هناك في توسع وتزايد مستمرين. وهنا يتبين لنا مرة أخرى أن القاديانيين قد باعوا أنفسهم للشيطان، ومن مهامهم الأساسية إضعاف المسلمين المقيمين في إسرائيل، وتشتيت وحدتهم. وإن هناك زيارات و اجتماعات بينهم وبين الشخصيات البارزة حتى مع رئيس دولة إسرائيل".

"ومن مستلزمات الأمن الضرورية لدول الشرق الأوسط أن تقضي على الحركة القاديانية حيثما وُجدت، وتمنع القاديانيين من دخول البلاد الإسلامية والعربية".

وقد صرح الشيخ علي مختار الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي: "أن هناك تنسيقا خفيًا بين الكيان الصهيوني وبين زعماء النحلة القاديانية".

كما كتبت مجلة اللواء الإسلامي في عدد شباط ١٩٨٦ تحت عنوان: "الماسونية والبهائية وجهان لعملة واحدة هي الصهيونية العالمية" :
"إن اليهود هم الذين صنعوا البهائية. وهناك علاقة وثيقة فعلا ووطيدة بين البهائية وبين القوى التي لا تزال حتى الآن تساند البهائية والأحمدية القاديانية".

كذلك جاء في اللواء الإسلامي نيسان ١٩٨٦: "إن ظاهرة المهدي نمت في أرض بعيدة عن موطن الإسلام الأصلي.. في الهند وفي إيران. بدأت برفع شعار البابية فالبهائية ثم القاديانية، واستغلها الاستعمار والصهيونية، وروّج لها كوسيلة لضرب الإسلام من الداخل في عقيدته. المسألة أن الفكر الإسلامي المعاصر يصاغ صياغة نهائية من مفرزات الصهيونية، لأن الصهيونية لم تعد بحاجة إلى التبشير بأرض الميعاد، وإنما إلى إعادة صياغة الفكر الإسلامي".

ونشرت مجلة "الأمة الإسلامية" الأزهرية أيلول ۱۹۸۷ تقريرا لمراسلها في الخرطوم بعنوان: "مؤامرة قاديانية إسرائيلية لتحريف القرآن الكريم" جاء فيه:
"كان المركز الإسلامي الأفريقي قد أعلن مؤخرًا أنه تم العثور على ترجمات خاطئة لمعاني القرآن الكريم في ١١ لغة عالمية ومحلية هي الإنجليزية والأردية والفرنسية والسواحلية والهولندية والدانمركية والأوغندية والألمانية. وأكد المركز أن هذه الترجمات الخاطئة قام بنشرها أعضاء النحلة القديانية بهدف تشويه كتاب الله تعالى، وأن هذه النسخ تم طبعها في إنجلترا وإسرائيل."




رد الجماعة الأحمدية على ما نشر:
لقد أرسلت جماعتنا ردًّا على ما نُشر في تلك المجلة، فلم تنشر ردنا أبدًا. ومما جاء في ردنا، أنه قد اعترف المنصفون الذين لم تؤثر فيهم هذه الدعاية السامة المضللة أن تراجم الجماعة الأحمدية لمعاني القرآن الكريم هي أفضل وأصح التراجم التي صدرت حتى الآن. فقد جاء في جريدة "وكالة الأنباء العربية تحت عنوان بارز: "ترجمة القرآن الكريم
:
 "عمان،
 تلقى فضيلة الميرزا رشيد أحمد جغتائي المبشر الإسلامي المعروف وعضو الجماعة الأحمدية والمقيم حاليا بعمان نسخةً من الكتاب القيم الذي أصدرته الجماعة في الهند باللغة الإنكليزية ، حاويا ترجمة القرآن المجيد. ويقع الكتاب في ٩٦٨ صفحة تضم ترجمة السور المجيدة الفاتحة والبقرة وآل عمران والنساء والمائدة والأنعام والأعراف والأنفال والتوبة. وقد قدّم لها بمقدمة قيمة تقع في ثلاثمائة صفحة كتبها إمام الجماعة حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد تضم مصادر الكتاب وبحوثا قيمة عن قيمة القرآن المجيد وسيرة الرسول الأعظم وشخصيته وكيفية جمع القرآن وغيرها.
والترجمة الإنكليزية تفوق كل ترجمة سبقتها من حيث الإتقان
وجودة الورقة والطبع والانسجام وصدق الترجمة الحرفية، وتفسيرها تفسيرًا مسهبًا بأسلوب جديد يدل على علم غزير واطلاع واسع على حقائق الدين الإسلامي الحنيف وتعاليمه السامية.
والكتاب الثمين في مجموعه دفاع عن الإسلام، ورد على خصومه وخاصة المستشرقين.. يُبطل مزاعمهم بأسلوب علمي رائع. وقد علمنا من حضرة الأستاذ ميرزا رشيد أحمد أنه سيضع هذا الكتاب القيم في مكان عام بحيث يتيسر لجميع طلاب العلم والمعرفة الاطلاع عليه وقراءته.
ومما يجدر ذكره بأن "المسز زمرمان الكاتبة الهولندية المعروفة،  قامت بترجمة القرآن المجيد من الإنكليزية إلى الهولندية، وما كادت تفرغ من ترجمتها حتى كانت قد اعتنقت الإسلام". 
(جريدة "وكالة الأنباء العربية" الصادرة في عمان والقاهرة في عددها ١/٢٠٥ بتاريخ ١٩٤٩/٢/٦م الموافق ٨ ربيع الثاني ١٣٦٨ هـ).

أما فيما يتعلق بشهادة علماء "الأزهر"، فقد نشرت "مجلة الأزهر" تحت عنوان: "نقد الكتب .. القرآن "المقدس"، تعليق الدكتور محمد عبد الله ماضي على تراجم الجماعة بما يلي:
"هذه الترجمة أو هذا الكتاب يحتوي على مقدمة مفصلة وعلى ترجمة معاني القرآن باللغة الألمانية. والمقدمة كتبها رئيس الطائفة الأحمدية الحالي حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد.

أما الترجمة نفسها فقد اختبرتُها في مواضع مختلفة وفي كثير من الآيات في مختلف السور، فوجدتها من خير الترجمات التي ظهرت للقرآن الكريم في أسلوب دقيق محتاط ، ومحاولة بارعة لأداء المعنى الذي يدل عليه التعبير العربي المنزل لآيات القرآن الكريم. وقد نبه المترجم إلى أنه ليس في الاستطاعة نقلُ ما يؤديه الأسلوب العربي المحكم من الروعة البلاغية وسمات الإعجاز التي هي من خصائص القرآن إلى لغة أخرى، فهي خصائص انفرد بها كتاب الله المنزل في أسلوبه العربي، الذي نزل به من عند الله على نبيه المرسل، والذي لا تبديل فيه ولا تحريف، فهو يمثل كلام الله في معناه وفي مبناه، ولهذا ، فمن باب الاحتياط جُعل النص العربي بجوار الترجمة الألمانية، حتى يستطيع القارئ أن يقارن ويختار بنفسه المعنى الذي تطمئن نفسه إلى صحته .
وعلى وجه الخصوص ، اختبرتُ ترجمة الآيات التي تتعلق بالقتال والجهاد في سبيل الله، بحثًا عما عساه يكون قد ضمن الترجمة مما يتصل بما يراه الأحمدية في الجهاد، ويخالفون به جماعة المسلمين، حيث إنهم يقولون: "إن الجهاد يجب ألا يقوم على امتشاق الحسام، بل يجب أن يقوم على وسائل سلمية ......
اختبرت ترجمة هذه الآيات المشار إليها ، فوجدتها سليمة لا تتضمن
أدنى الإشارات إلى هذا الذي كنت أخشى أن تتضمنه.

وفي المقدمة أورد كاتبها بحوثاً إسلامية فلسفية قيمة، وقسمها إلى قسمين: تحدث في القسم الأول منهما عن حاجة البشرية التي اقتضت نزول القرآن، وبيّن أن الإسلام كان من تعاليمه وحدة الإله، وكان من عوامل توحيد البشرية. فذكر أنه لما ارتقت البشرية وأصبح الناس على اتصال، يكونون جماعة واحدة، أصبحوا في حاجة إلى تعاليم سماوية شاملة تشمل الناس جميعًا، وتصلح لهم في كل زمان ومكان، وتدلّهم على قدرة الله وعظمة رب الناس كافة؛ فكان القرآن هو الذي أدى تلك الرسالة جميعها.
كما تحدث عن كتاب العهد القديم (التوراة) وكتاب العهد الجديد (الإنجيل)، وبين أنه نالهما التحريف والتبديل، فأصبحا معه لا يمثلان كتب الله المنزلة. وذكر بعض المتناقضات فيهما، وبعض المبادئ التي تخالف العقل، وبعض الخرافات، وبعض القواعد الخلقية غير الثابتة. كما تحدث عما ورد في التوراة والإنجيل من التبشير بظهور النبي 
محمد ، إلى غير ذلك مما أورده صاحب المقدمة في القسم الأول. وفي القسم الثاني من المقدمة ، كان الحديث عن بناء القرآن، فذكر المؤلف ما سبق أن تعرض له من بيان أن القرآن هو الكتاب المقدس الذي يمثل كلام الله المنزل ، والذي حفظه الله من كل تحريف وتبديل، وتحدث في هذا الصدد عن المحافظة على القرآن بكل الوسائل المختلفة في عهد الرسول من كتابة الوحي وتقييده، ومن وعي الحفاظ له. وتحدث كذلك عن ترتيب الآيات والسور، مبينًا أن ذلك كان بوحي من الله نزل على نبيه. وتابع الحديث عن الأمور الآتية:" (هنا يورد هذه المواضيع في قائمة طويلة، ثم يقول:
"وإذا صرفنا النظر عن بعض التلميحات العامة غير الصريحة المتصلة بمذهب الأحمدية في الجهاد، والتي وردت في صحيفة (١٣٤) من المقدمة تحت عنوان: المنازعات الدينية . فإننا نجد أن المقدمة بقسميها، اشتملت في الجملة على بحوث إسلامية رائعة، ونقلت صورةً من الأفكار والتعاليم الإسلامية المتعلقة بالقرآن في ثوب وإطار إسلامي إلى اللغة الألمانية."
 بعدها يقول المعلق:
"ولكن، نعم ولكن مع الأسف الشديد ،ختمت هذه المقدمة بفصل عن المسيح المنتظر (مرزا غلام أحمد ) ....... وحبذا لو كان من المستطاع فصلُ هذا الجزء الأخير عن الترجمة وعن المقدمة، والعمل على نشرها دون هذا الجزء، فإنه لو أمكن ذلك لكان فيه خير 
كثير .
"مجلة الأزهر" الجزء الثامن، القاهرة، شعبان سنة ١٣٧٨- فبراير (شباط) سنة ١٩٥٩ - المجلد الثلاثون

فثبت بشهادة علماء الأزهر أنفسهم أنه فيما يتعلق بصحة ترجمات جماعتنا لمعاني القرآن فلا غبار عليها مطلقا، إذ لم يجدوا فيها رغم البحث أي تحريف أبدًا، بل على العكس ،ؤوجدوها خيرًا كله، وأنها أفضل الترجمات وأدقها وأحوطها على الإطلاق. كل ما يريدونه هو أن تخلو المقدمة من أي ذكر لمؤسس الجماعة! 

وكتبت جريدة أخرى تحت عنوان: "الجماعة الأحمدية وترجمة القرآن المجيد" ما يلي:
"بدأ الناس يُعجبون، بالرغم من انهماكهم في أمور دنياهم، بنشاط الحركة الأحمدية وجهادها لنشر الإسلام في القارات الخمس. ومن أعظم ما قام به الأحمديون في السنوات التي تلت الحرب ترجمتهم القرآن المجيد للغات الأجنبية الحية كالإنكليزية والألمانية والأفرنسية والروسية والإيطالية والأسبانية ،وغيرها تحت إرشاد إمام الجماعة الأحمدية حضرة ميرزا بشير الدين محمود أحمد.
وقد طبعت الترجمة الإنكليزية، فرأيناها تفوق كل ترجمة سبقتها من حيث الإتقان وجودة الورق والطبع والترتيب والانسجام وصدق الترجمة الحرفية وتفسيرها تفسيرًا مسهبًا ، بأسلوب جديد يدل على علم غزير واطلاع واسع على حقائق الدين وروحه وتعاليمه السامية.

وقد كتبت الآيات القرآنية في أعلى الصفحات بالعربية في الجانب الأيمن وترجمتها بالإنكليزية في الجانب الأيسر، وتحت ذلك التفسير بلغة إنكليزية راقية.
وإن المطالع لهذا التفسير الجديد، يرى أن حضرة إمام الجماعة الأحمدية في دفاعه عن الإسلام إنما يدافع عن الدين الحي الذي يجد الناس كافة فيه السبيل القاصد للقاء ربهم، وخاصة في الوقت الذي تعددت فيه الطرق على السالكين، فابتعدوا بها عنه.
وحضرته يرد في تفسيره هذا على خصوم الإسلام وبالخاصة المستشرقين، ويُبطل مزاعمهم ومطاعنهم بأسلوب علمي منقطع النظير.

وقد بين في تفسيره هذا علاقة السور ببعضها، وكذلك الآيات وأسباب النزول وملخص مضامين السور في أوائلها ليزيد القراء علما وإيضاحا لحقيقة المعاني. ولإتمام الفائدة ألحق هذه الترجمة النفيسة بسيرة مسهبة للنبي صلى الله عليه وسلم بقلمه، فجاءت هذه السيرة غاية في الإتقان والأسلوب والمواضيع . 
" جريدة "الأردن" عمان ٢٠ محرم ١٣٦٨ الموافق (٢١ / ١١ /١٩٤٨


هذا ما قاله العلماء العرب أنفسهم من أهل التقوى وخشية الله. وجزاهم الله أحسن الجزاء.

وأما ما قيل من قبل خصومنا، بأن هذه التراجم تطبع وتنشر في إسرائيل فالهدف منه واضح وهو إيهام ذوي العقول البسيطة بأن هناك فعلا مؤامرة أو ما يشبه ذلك بين الأحمديين وإسرائيل. ولكن ليست الدنيا جنة الحمقاء، بل لا يزال أهلها بخير ويتمتعون بالعقل والذكاء.
 والسؤال الذي يفرض نفسه هنا: ما هو المانع الديني والأخلاقي بأن تصدر الجماعة من مركزها في إسرائيل تراجم للقرآن والمطبوعات الأخرى، ما دام لدى ذلك المركز الوسائل لذلك، وما دام يتمتع بحرية النشر. هل تصبح ترجمة معاني القرآن محرفة بمجرد كونها قد طبعت في إسرائيل؟ ألا تطبع المؤسسات الإسلامية الأخرى في إسرائيل المصاحف وكتب التفسير والحديث وغيرهما من كتب التراث؟
ثم بإمكانكم أن تكلّفوا سفارة مصر العربية المسلمة في إسرائيل – حيث قد اعترف علماء الأزهر بهذه الدولة وأجرت مصر معها معاهدة سلام باركتها مشيخة الأزهر - لتتحرى السفارة المصرية عن ذلك قبل أن تتهمونا بأنواع التهم الباطلة والخبيثة. ولا مانع عندنا أن من يتوجه إلى مركزنا من محققي وباحثي الأزهر وسنرحب بهم أجمل ترحيب.

هؤلاء المناوئون يبالغون في كذبهم كلما وجدوا أنفسهم بعيدين عن مركز الأحداث، ظنا منهم أن هذا الكذب قد لا يصل إلى القريبين
الذين يعلمون ما يجري حقًا. فالعملية باختصار هي عملية كذب وغش وخداع على أناس لا يعلمون عن الحقيقة شيئًا، أو يتعذر عليهم أن يصلوا إلى معلومات حقيقية. 
هذه القيادات الدينية تعمل بهذا الأسلوب الذي يشبه أسلوب الدعاية النازية كي يظل الناس في معزل وجهل بالحقائق، فيسهل عليهم بذلك الاستمرار في دعايتهم الكاذبة المضللة، وبالتالي، يسدّوا أمام الأحمدية كلَّ طريق ومنفذ يمكن أن تدخل منه إلى النفوس البريئة في العالم الإسلامي. وحبذا لو يعرف أولئك الذين انتحلوا لأنفسهم لقب القادة الدينيين، أن جريمة أولئك العامة الذين أخفوا عنهم حقيقة الأحمدية تقع على كواهلهم، لأنهم ضلوا وأضلوا، وسيحملون أوزارهم يوم القيامة ومن أوزار الذين يُضلّونهم.



تاريخ مركز الأحمدية بحيفا:
إن كل ما في الأمر هو مجرد وجود مركز للأحمدية في قرية "الكبابير" (بحيفا) التي كانت دخلت كلها الأحمدية في وسط العشرينيات، وقد أقيم هذا المركز عام ١٩٢٨. أي قبل قيام دولة إسرائيل بعشرين سنة. وعندما نشبت الحرب الفلسطينية بين العرب واليهود سنة ١٩٤٨، استسلمت الكبابير مع مدينة حيفا والمدن العربية الأخرى ، ورأى أهلها، الذين لم يتجاوز عددهم آنذاك مئات، أن بضع يظلوا في بيوتهم وعلى أرضهم وأن لا يتركوا وطنهم ليصبحوا لاجئين في بلاد الغُربة. وهكذا فعل كثيرون غيرهم من أهل القرى والمدن العربية، وبقي داخل حدود دولة إسرائيل حوالي مائتي 
ألف مسلم، واليوم يراوح عددهم المليون.


ولكن هؤلاء الظالمون، قد اتخذوا من تمسك المسلمين الأحمديين فقط بأرضهم وديارهم حجة، ليتهموهم بالتآمر مع الصهيونية ضد الإسلام والمسلمين. فإذا كان التمسك بأرض الوطن جريمة ومؤامرةً مع الصهاينة، فلماذا لا يعتبرون المسلمين العرب الآخرين المتمسكين هنالك بأرضهم وديارهم أيضا خونةً للإسلام وعملاء للصهاينة؟ لقد فقد هؤلاء الحياء لدرجة أنهم نشروا في الصحف سنة ١٩٨٤ كذبا وزورا أن أبناء الأحمدية يحاربون في صفوف الجيش الإسرائيلي، ويقتلون إخوانهم المسلمين، ويتدرب المئات منهم في معسكرات الجيش الإسرائيلي. وردا على هذه الاتهامات نشرت الجماعة في مجلتها العالمية Review of Religion (نقد الأديان - نيسان سنة ١٩٨٥ عشر وثائق من شخصيات مسلمة معروفة في إسرائيل تدحض هذه الادعاءات الكاذبة. وهذه الشخصيات العشر هي:

١ - الشيخ محمد حبيشي – قاضي عكا وحيفا الشرعي.
٢- الشيخ فريد وجدي الطبري - قاضي يافا والقدس الغؤبية.
٣- السيد محمد وتد – نائب برلمان من جت.
4- الدكتور سامي مرعي  - أستاذ محاضر في جامعة حيفا من عرعرة.
5: الدكتور محمود طبعوني من الناصرة - مهندس بناء ومحاضر في
التخنيون بحيفا.
٦ - السيد محمد مصاروة - محام ورئيس المجلس المحلي في كفر قرع. 7- السيد إبراهيم نمر حسين - رئيس بلدية شفا عمرو ، 
ورئيس لجنة السلطات المحلية العربية في إسرائيل.
8- السيد سمير درويش - رئيس المجلس المحلي باقة الغربية.
۹ - الدكتور محمود مصالحة - مدير المدرسة الثانوية دبوريه. 
١٠ - السيد فتحي فوراني - سيكرتير جمعية المبادرة الإسلامية بحيفا (انظر هذه الشهادات في الملحق).


ألا يخجل هؤلاء الظالمون من إذاعة هذه الأخبار الكاذبة، أم يظنون أنهم يخدمون الإسلام بذلك، ويحسنون صُنعًا؟ كلا سيعلمون، ثم كلا سيعلمون حين يقفون أمام الله ليحاسبهم يوم القيامة.

الواقع ، أنه لم ينخرط في الجيش الإسرائيلي ولا أحمدي واحد منذ تأسيس الدولة الإسرائيلية حتى ولا في سلك الشرطة. وإننا نتحداهم أن يأتوا بمثال واحد عن أحمدي انخرط في الجيش أو الشرطة الإسرائيلية، ولكن لن يستطيعوا ذلك إلى يوم القيامة ، ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا، لأن هذا كذب بواح، وما نملك إزاءه إلا أن نقول: لعنة الله على الكاذبين؛ وأن نشكو بثنا وحزننا إلى الله بدموع جارية وقلوب دامية، والله المستعان على ما تصفون.
بل إننا لا ننخرط حتى في الأحزاب السياسية. بينما نرى الكثيرين من إخواننا المسلمين في إسرائيل نشيطين في مجال السياسة، ينخرطون بحرية تامة في الأحزاب الصهيونية منها وغير الصهيونية. ومنهم أعضاء في البرلمان الإسرائيلي، وكثير منهم يخدمون في قوات الشرطة وفي الجيش. والأهم من كل ذلك أن الذين يعملون منهم في الخدمات الدينية، سواء القضاة والأئمة أو غيرهم من المسلمين، يتقاضون مرتبات من الحكومة الإسرائيلية، بل ومنهم الماسونيون. ولكن يبدو 
أن معارضي الأحمدية لا يرون من الحق ولا من العدالة والذوق أن يوجهوا إلى هؤلاء الإخوة المسلمين أصبع الاتهام، ويكفي أن يوجهوها ضد المسلمين الأحمديين فقط، رغم أنهم بريئون من كل هذه الأمور. وكأن الأحمديين في نظر هؤلاء الأعداء كَفَّارةً عن غيرهم، أو أنهم وحدهم يمثلون الإسلام؟ إن هذا لعمري أعجب العجائب وأغرب الغرائب، وأترك للقارئ أن يقرر لنفسه الموقف المناسب من كل ذلك. ومما تجدر الإشارة إليه أن رئيس الدولة في إسرائيل يدعو، من حين لآخر وحسب المناسبات العامة، ممثلي الطوائف ورجال الدين والفكر لمقابلات تعارفية. ويحضر هذه المقابلات جميع الطوائف من المسلمين وغيرهم في البلاد ، ويحضرها أحيانًا ممثل الجماعة الإسلامية الأحمدية في إسرائيل أيضًا. وفي إحدى المناسبات ظهرت في الصحف الإسرائيلية - ضمن ما ظهر من الصور للمشايخ والعلماء المسلمين – صورة لممثل الجماعة الإسلامية الأحمدية وهو يقابل رئيس الدولة. هذه الصورة اختطفت وأحيلت إلى أعداء الجماعة في باكستان؛ فاتخذوها "قميص عثمان"، وراحوا ينشرونها في الصحف الباكستانية ويروجون لها، محتجين بها على تعاون الأحمدية مع الصهيونية، مما تسبب في مضايقات الأحمديين هناك. وفي الوقت ذاته، يتغاضى هؤلاء العلماء المغرضون عن حضور المسلمين الآخرين هذه المناسبات سواء من قضاة أو أئمة أو مشايخ ووجهاء آخرين الذين يتصدرون هذه اللقاءات المتكررة كل عام ، كونهم يمثلون أكبر عدد من المسلمين. وكأن مقابلة رئيس الدولة الإسرائيلية واجب وحلال على رجال الدين المسلمين الآخرين وحرام على الأحمديين بل هي خيانة عظمى. أنظروا إلى هذه السخافة وعقم هذه الدعاية؟ كيف يستخفون بعقول الناس ظانين أن مثل هذه الدعاية الرخيصة تنطلي على الناس جميعًا وحتى على العقلاء. وانظروا إلى مدى جسارتهم على الدجل والكذب، ونعم ما قال الرسول الكريم لمثل هؤلاء: "إذا لم تَسْتَحْيِ فاصنع ما شئت".

هذه هي علاقة الأحمديين مع الدولة الصهيونية! بالإضافة إلى الموقف
العام المعلن، وهو أن الأحمديين مكلفون بموجب التعاليم الإسلامية أن يكونوا مواطنين صالحين مسالمين في الدولة التى يعيشون فيها، سواء كانت تلك الدولة إسلامية أو غير إسلامية، وممنوع عليهم أن يعيثوا في الأرض فسادًا، أو أن يخرجوا على قوانين البلاد.
ولا بد أن نذكر هنا أن للجماعة مركزًا ومسجدًا جميلا شامخا على إحدى قمم جبل الكرمل المطل على البحر الأبيض المتوسط، ويؤم هذا المركز يوميًّا العشراتُ وأحيانًا المئات من الزوار المسلمين والمسيحيين واليهود.
وما دام الحديث عن الصهيونية، فليسمح لي هؤلاء المناوئون الحاقدون أن أسألهم رأيهم -
علما أن صاحب المقال يسرد هنا الأحداث التي تمت لغاية ١٩٨٨ زمن تحضير المقال، أما اليوم فقد أصبحت هذه الأمور قصة من الماضي، وانقلب الوضع رأسًا على عقب، بعد أن تم ما تم، وظهر ما ظهر. ندعو الله تعالى أن يرحم هذه الأمة بوجه حبيبه المصطفى ويصلح حالها، آمين. (الناشر)- في تصريح الجنرال ضياء الحق الذي كان ابن أحد أولئك المشايخ الباكستانيين ، والذي قام بإجراءات تعسفية ظالمة ضد الأحمدية ودعم المشايخ لنشر هذه الدعاية المضلة ضد الأحمدية بين مسلمي العالم وخاصة العرب منهم – فقد صرح لصحيفة "ال ميدل إيست ريبورت M.E. Report، أثناء وجوده في نيويورك في شهر آب سنة ١٩٨٦ حين قال:

"نحن لسنا ضد إسرائيل، ولا يسعنا عمليا أن ننكر وجودها على الأرض التي احتلتها، وليس ممكنا أن يُلقَى بثلاثة ملايين في البحر. لذا فإن إسرائيل جاءت لتبقى، وإن اعتراف العرب وغيرهم بها هو مسألة وقت فقط ".
ثم ماذا عسى هؤلاء العلماء يقولون في الصلح الذي أجراه السادات رئيس جمهورية مصر مع إسرائيل الدولة الصهيونية.. ذلك الصلح الذي باركته مشيخة الأزهر؟ وما رأي هؤلاء المشايخ وعلى رأسهم رابطة العالم الإسلام مما تناقلته الصحف الإسرائيلية من أن رئيس رابطة العالم الإسلامي الشيخ عبد الله ناصيف قام بزيارة لإسرائيل في الأسبوع المبتدئ في ۱۹۸۷/۱۱/۸ ليطلع عن كثب على كيفية صرف ملايين الدولارات التي تخصصها الرابطة لمسلمي إسرائيل كل سنة؟ أم أنه ذهب يا تُرى، للعمالة للصهيونية؟



حرب الأحمدية على الماسونية:
بقي أن أذكر شيئا وبمنتهى الاختصار عن الماسونية التي يكثر
الحديث عنها في الآونة الأخيرة أيضًا ،والتي يقال بأن الأحمدية تتعاون معها لهدم العقيدة الإسلامية، معاذ الله.
إننا لا نملك إزاء هذه التهمة أيضًا إلا أن نقول: ألا إن لعنة الله على الكاذبين، لأن الواقع هو عكس ذلك تمامًا. 
وليكن معلوما أن إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية حضرة ميرزا محمود أحمد، الخليفة لمؤسس الأحمدية  - كان من أوائل من كشفوا الستار عن
خفايا الماسونية وأخطارها، وذلك في وقت كان أبرز زعماء المسلمين وقادتهم الروحيين أعضاء في هذه المنظمة، ومنهم من لا يزالون يرأسون محافل الماسونية في بلادهم. لقد تصدت الجماعة الإسلامية الأحمدية للحركـة الماسونية زمنا طويلاً قبل قيام دولة باكستان. 
يوم كان كبار العلماء المناوئين في باكستان اليوم وعلى رأسهم المودودي، يعملون في صفوف الحزب الهندوسي "المؤتمر الهندي" ضد فكرة إقامة باكستان كدولة إسلامية مستقلة.
 صحيح أنه كثر الحديث مؤخرًا عن هذه الحركة السرية وبأنها صنيعة الصهيونية، وحذر مؤتمر المنظمات الإسلامية سنة ١٩٧٤ من خطرها، ومن قبول أي مسلم ينتمي إلى هذه الحركة لمنصب إسلامي أيا كان. ولكن ما الذي حدث؟ هل طهرت المراكز الدينية والسياسية والثقافية في الدول الإسلامية من الماسونية؟ كلا ثم كلا، إنه لا زال المسلمون الكثيرون من قادة الفكر وكبار السياسيين ورجال الدين من قضاة وغيرهم ماسونيين. وأعتذر عن ذكر الأسماء لأني لا أبغي الضرر بأحد.

وكما قلت، لقد حذرت الجماعة الإسلامية الأحمدية 
من هذه الحركة الهدامة للدين في الثلاثينات من القرن الماضي.
 (راجع مجلة البشرى الكبابير كانون الأول سنة ١٩٣٤ .

 لا، بل قبل ذلك بكثير، حيث حذر الله تعالى سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بواسطة الإلهام من خطر الماسونية على العالم، وذلك في وقت لم تكن الدنيا على علم بأهداف وأسرار الحركة الماسونية الهدامة. والإلهام المشار إليه هو باللغة الأردية وتعريبه:
لن يُسمَح للماسونيين ليتسلَّطوا فيُهلكوه". 
(التذكرة مجموعة، إلهامات مؤسس الأحمدية - ص ٤١١).

فالواقع أن الأحمدية لم تكن يوما من الأيام مناصرة أو مؤيدة للمأسونية أو متعاونة معها. 

إن الماسونية في الأساس قامت ضد الأديان السماوية، ولذا كيف يمكن أن تكون الأحمدية مع العدو الذي حذر منه مؤسسها بالوحي !؟ كلا، ليس هناك ولا أحمدي واحد عضوا في هذه الحركة. ومن ثبت أنه منضم إليها، فلا يبقى عضوا في الجماعة الإسلامية الأحمدية بل يُطرد منها. وإننا لنتحدى جميع من يتهمنا بأننا حلفاء للمأسونية أن يأتوا ولو بمثال واحد لأحمدي انضم إلى هذه الحركة. بينما هناك العشرات بل المئات من المسلمين من الرؤساء والملوك والعلماء والقضاة والزعماء الذين هم أعضاء رسميون في الماسونية إلى يومنا هذا.
لذا، فإننا نشيد بهؤلاء المشايخ الأعداء أن يظهروا أنفسهم وصفوفهم أولاً من الماسونية التي غزتهم ، وأصبحت جذورها عميقةً راسخة فيهم. ولست أدرى إن كان بمقدورهم فعلا الخلاص منها والتنكر لها؟




تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الزمان يدعو مصلحا سماويا:

الزمان يدعو مصلحا سماويا: الزمان يدعو مصلحا سماويا: الزمان يدعو مصلحا سماويا: وفيما يتعلق بكون القرآن غير مبدل وغير محرف فنؤمن نحن الأحمديين بذلك إيمانا أقوى من غيرنا. أما قولهم بأنه لا حاجة إلى مصلح إطلاقا بسبب كون القرآن غير مبدّل فهذا ما يرفضه القرآن بنفسه رفضا باتا. يقول الله : وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ  مَهْجُورًا . (الفرقان: ۳۱)  كم هي  أليمة الشكوى التي يرفعها النبي الى الله تعالى عن  الذين  يأتون في أمته لاحقا إذ يقول: يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا.   كم هي موجعة هذه الشكوى التي يشكوها النبي من قومه!  والمعلوم قطعا من هذه الآية أن النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الذي هو سيد البشر وأفضل الأنبياء يشكوا إلى الله ولا فيما يتعلق بهذا الكتاب الكامل. ما المراد من هذه الآية، وكيف سيهجر الناسُ القرآن الكريم؟  يوضح  النبي  هذا الأمر أيضا بنفسه فيقول: يأتي على الناس زمان لا يبقى من الإسلام إلا اسمه، ولا من القرآن إلا رسمه . "  (مشكاة المصابيح كتاب العلم الفصل الثالث، ورواه البيهقي في شعب الإيمان، وكنز العمال ج ۱۱ باب تتمة الفتن من
لا بد من التقوى من أجل الفتح: وما دام الأمر هكذا، فاعلموا أن التقوى ضرورية للمرء لكي تنفتح عليه أبواب الحقائق والمعارف فاتقوا الله ، لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل (۱۲۹) . ولا أستطيع أن أحصي لكم كم مرة تلقيت هذه الآية في الوحي، إذ أوحيت إلي مرات كثيرة جدا. لو أننا اكتفينا بالأقوال دون الأفعال، فاعلموا أن لا جدوى من ذلك. إن النصر  يتطلب التقوى، فكونوا متقين إن أردتم النصر. ضرورة التضحيات المالية لنشر الإسلام أرى أن نساء الهندوس والنصارى أيضا يوصين بعقارات كبيرة وأموال طائلة لنشر  دعوتهم، ولكن لا نجد نظير ذلك في المسلمين في هذه الأيام. إن أكبر مشكلتنا  هي  الحاجة إلى النصرة المالية لنشر الإسلام. اعلموا أن الله  تعالى هو الذي أراد تأسيس هذه الجماعة بيده وسوف يكون حاميها وناصرها، ولكنه يريد أن يؤتي عباده الأجر والثواب، ومن أجل ذلك قد اضطر الأنبياء لطلب المساعدة المالية. لقد طلب رسول الله النصرة المالية ، وعلى نفس المنهاج ، الذي هو منهاج النبوة، نذكر أحبابنا بحاجات الجماعة من حين لآخر. ومع ذلك أقول: إننا مهما جمعنا من الأموا