المقالة الأخيرة
بقلم:
الأستاذ عبد المؤمن طاهر
دحض شبهات وسوسوا بها على الإنترنت
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم، وعلى عبد المسيح الموعود، بفضل الله ورحمته – هو الناصر:
حين توفي سيدنا الحكيم مولانا نور الدين الخليفة الأول للإمام المهدي والمسيح الموعود، ألبس الله تعالى سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد خلعة الخلافة. فبايع على يده جميع المسلمين الأحمديين إلا فئة قليلة، فإنهم لم يبايعوا الخليفة الجديد فحسب، بل غادروا قاديان نهائيا متوجهين إلى مدينة لاهور التي اتخذوها مركزا لهم. ومن هناك قاموا بحملة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ظلت موالية لنظام الخلافة الإسلامية الراشدة. ومنذ فترة بدأت هذه الفئة حملة شرسة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وذلك ببث وساوسها على شبكة الإنترنت، مدعيةً أنها تنشر دعاوي سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بصورتها الأصلية، وتقدم تعاليمه بشكل صحيح، في حين أن الجماعة الأحمدية التابعة للخلافة قامت بعرض هذه الدعاوي والتعاليم بصورة مشوهة، والعياذ بالله. وفيما يلي نجمل ردًّا على هذه الوساوس الباطلة، والله الموفق.
بقلم:
الأستاذ عبد المؤمن طاهر
دحض شبهات وسوسوا بها على الإنترنت
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
نحمده ونصلي على رسوله الكريم، وعلى عبد المسيح الموعود، بفضل الله ورحمته – هو الناصر:
حين توفي سيدنا الحكيم مولانا نور الدين الخليفة الأول للإمام المهدي والمسيح الموعود، ألبس الله تعالى سيدنا مرزا بشير الدين محمود أحمد خلعة الخلافة. فبايع على يده جميع المسلمين الأحمديين إلا فئة قليلة، فإنهم لم يبايعوا الخليفة الجديد فحسب، بل غادروا قاديان نهائيا متوجهين إلى مدينة لاهور التي اتخذوها مركزا لهم. ومن هناك قاموا بحملة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية التي ظلت موالية لنظام الخلافة الإسلامية الراشدة. ومنذ فترة بدأت هذه الفئة حملة شرسة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، وذلك ببث وساوسها على شبكة الإنترنت، مدعيةً أنها تنشر دعاوي سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود بصورتها الأصلية، وتقدم تعاليمه بشكل صحيح، في حين أن الجماعة الأحمدية التابعة للخلافة قامت بعرض هذه الدعاوي والتعاليم بصورة مشوهة، والعياذ بالله. وفيما يلي نجمل ردًّا على هذه الوساوس الباطلة، والله الموفق.
إنه مما يبعث على الأسف الشديد أن الذي أثار هذه الوساوس على الإنترنت قد نسي حتى أولى مبادئ العقل والعدل والدين، وخالف المنطق السليم والحديث الشريف والقرآن الكريم، رغم ادعائه في مقالته أنه يريد السير مع الله ومع رسوله ومع العقل. لقد خالف العقل، لأن العاقل لا يصدق على الفور كل ما يقال له، وإنما يفحص الأمر جيدا. وخالف الحديث الشريف، لأن نبينا المصطفى صلى الله عليه وسلم قال: "كفى بالمرء كذبا أن يحدّث بكل ما سمع . (مسلم، كتاب المقدمة)، وفي رواية: "كفى بالمرء إنما " . (سنن أبي داود، كتاب الأدب). وقد أمرنا ألا نحكم لأحد حتى نسمع من الفريقين، حيث ورد في الحديث النبوي ما معناه أنه إذا جاءك أحد وقد فقئت عينه، وشكا إليك أن فلانًا قد فقاً عيني، فلا تحكم له حتى تسمع من خصمه، فلعله قد فقأ عينيه كلتيهما. وقد خالف القرآن الكريم، لأن الله يأمرنا صراحة أنه إذا جاءنا فاسق بنبأ فعلينا أن نتثبت قبل تصديقه: يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبيَّنوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين (سورة الحجرات: ٧).
الوسوسة الأولى:
إن أول ما يقوله هؤلاء هو أن سيدنا أحمد لم يكن نبيا بشكل من الأشكال، ولم يعلن في أي مكان عن أي نوع من النبوة، بل قال: إنني محدث فحسب، أي الذي يكلّمه الله بكثرة؛ ولكن جماعة قاديان أي الجماعة الإسلامية الأحمدية اتخذته نبيًّا دونما سبب.
مما لا شك فيه أن سيدنا أحمد كان، حتى سنة ١٩٠١، يؤمن مثل جمهور المسلمين أن حتم النبوة يعني أنه لن يأتي بعد سيدنا ومولانا محمد المصطفى أي نبي إطلاقًا، قديما أو جديدا، لذلك، كان يؤول كلمة النبي الواردة في إلهاماته، ويقول إن المراد به هو المحدَّث فحسب، كما صرح بذلك في أماكن كثيرة، منها قوله:
"إن القرآن لا يسمح بمجيء أي نبي بعد خاتم النبيين، قديما أو جديدًا، لأن كل رسول يتلقى علم الدين بواسطة جبريل، وباب نزول جبريل بوحي الرسالة مسدود".
"إن القرآن لا يسمح بمجيء أي نبي بعد خاتم النبيين، قديما أو جديدًا، لأن كل رسول يتلقى علم الدين بواسطة جبريل، وباب نزول جبريل بوحي الرسالة مسدود".
(إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية ج ۳ ص ٥١١)
ولكن بعد أن تواتر على سيدنا أحمد وحي الله وكشف عليه الحقيقة، صرح أنه نبي ولكنه ليس بني مستقل، وليس بأي شرع جديد. ومن ثم لم يزل يؤكد – لكل من زعم بأنه ليس بنبي - على نبوته التابعة للنبي وغير التشريعية، موضحا أنه ليس المراد من نبوته إلا كثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية فحسب، وأنه لم يحظ بهذه المرتبة السامية إلا بفضل كونه تلميذا للنبي الأكرم وببركة طاعته الكاملة له وحيثما أنكر حضرته نبوته، فإنما أنكر كونه نبيا مستقلا غير تابع للنبي و ذا شرع جديد لأن ذلك كان هو مفهوم النبوة السائد المترسخ في أذهان جمهور المسلمين. ولقد ذكر هذا الأمر في أماكن كثيرة، وشرح بإسهاب ذلك التعديل الذي قام به في المفهوم السائد للنبوة على ضوء ما كشف الله عليه بوحيه.
لقد ذكر سيدنا أحمد هذا الأمر في كتابه "حقيقة الوحي" حيث أورد أولاً طعن أحد المعترضين الذي زعم أن هناك تناقضاً في أقواله ، ثم أجاب حضرته على مزاعم المعترض. وإليك بیانه:
ولكن بعد أن تواتر على سيدنا أحمد وحي الله وكشف عليه الحقيقة، صرح أنه نبي ولكنه ليس بني مستقل، وليس بأي شرع جديد. ومن ثم لم يزل يؤكد – لكل من زعم بأنه ليس بنبي - على نبوته التابعة للنبي وغير التشريعية، موضحا أنه ليس المراد من نبوته إلا كثرة المكالمة والمخاطبة الإلهية فحسب، وأنه لم يحظ بهذه المرتبة السامية إلا بفضل كونه تلميذا للنبي الأكرم وببركة طاعته الكاملة له وحيثما أنكر حضرته نبوته، فإنما أنكر كونه نبيا مستقلا غير تابع للنبي و ذا شرع جديد لأن ذلك كان هو مفهوم النبوة السائد المترسخ في أذهان جمهور المسلمين. ولقد ذكر هذا الأمر في أماكن كثيرة، وشرح بإسهاب ذلك التعديل الذي قام به في المفهوم السائد للنبوة على ضوء ما كشف الله عليه بوحيه.
لقد ذكر سيدنا أحمد هذا الأمر في كتابه "حقيقة الوحي" حيث أورد أولاً طعن أحد المعترضين الذي زعم أن هناك تناقضاً في أقواله ، ثم أجاب حضرته على مزاعم المعترض. وإليك بیانه:
الاعتراض:
ورد في "ترياق القلوب ص ١٥٧: لا يتوهمنّ أحد هنا عني ، فيظن أنني بهذا البيان قد فضّلتُ نفسي على المسيح. لأن هذا الفضل فضل جزئي، إذ يمكن أن يكون لغير النبي فضل جزئي على النبي.
ولكن جاء في "ريفيو" آف ريليجنز" المجلد الأول العدد ٦ ص ٢٥٧: "لقد بعث الله في الأمة المسيح الموعود الذي هو أعظم شأنًا من المسيح الأول من جميع النواحي.
كذلك ورد في "ريفيو" صفحة ٤٧٨: "والذي نفسي بيده، لو كان المسيح ابن مريم في زمني لما استطاع أن ينجز الأعمال التي أستطيع إنجازها، ولما أرى تلك الآيات التي تظهر بواسطتي".
و ملخص الاعتراض أن هناك تناقضا بين القولين".
جواب المسيح الموعود:
هذا هو طعن المعترض كما نقله سيدنا أحمد في كتابه هذا. والآن نقدم لكم الرد عليه بكلماتهحيث يقول: وليكن معلوماً أن الله تعالى يعلم جيدا أنني لا أبالي ولا أفرح أبدًا لأن أدعى المسيح الموعود أو أن أفضل نفسي على المسيح ابن مريم . والله تعالى قد كشف بنفسه في وحيه المقدس عما ينطوي عليه ضميري حيث قال: "قُلْ أجرد نفسي من ضروب الخطاب".. أي قل لهم إنني في حال بحيث لا أبتغي لنفسي أي نوع من الألقاب، بمعنى أن مقصدي ومرادي أسمى من مثل هذه الأفكار، وأما منح الألقاب فهو من فعل الله تعالى، ولا دخل لي في ذلك.
أما الاعتراض: كيف كتبت هكذا؟ ولماذا حصل التناقض في أقوالك؟
فاسمعوا وعُوا: إن مَثَل هذا التناقض كمثل التناقض الموجود في "البراهين الأحمدية"، حيث كتبتُ فيه أن المسيح ابن مريم سوف ينزل من السماء، ثم كتبت فيما بعد أنني أنا المسيح الموعود ظهوره. وإنما سبب ذلك التعارض أنه بالرغم من أن الله تعالى قد سماني عيسى في "البراهين الأحمدية"، كما قال لي أيضًا: إن ورسوله قد أخبرا بمجيئك، إلا أن طائفة المسلمين - وكنتُ من بينهم - كانوا يعتقدون بكل شدة أن عيسى سوف ينزل من السماء، لذلك لم أرد حمل وحي الله على الظاهر، بل قمت بتأويله، وظللت متمسكًا بعقيدة جمهور المسلمين، ونشرتها في "البراهين الأحمدية"، ولكن بعد ذلك نزل علي وحي الله في هذا الشأن كالمطر قائلا: إنك أنت المسيح الموعود نزوله، كما ظهرت معه مئات الآيات أيضًا، وقامت السماء والأرض كلتاهما شاهدةً على صدقي، وإن آيات الله المشرقة اضطرتني إلى الاقتناع بأنني أنا ذلك المسيح الموعود مجيئه في الزمن الأخير. وإلا فلم تكن عقيدتي الشخصية إلا ما سجلته في "البراهين الأحمدية ..... كذلك تمامًا كنت أعتقد في أول الأمر وأقول: أين أنا المسيح ابن مريم؟ إذ إنه نبي ومن كبار المقربين عند الله تعالى، وكلما ظهر أمر يدل على فضلي كنت أعتبره فضلا جزئيا، ولكن وحي الله الذي نزل علي بعد ذلك كالمطر لم يتركني ثابتًا على العقيدة السابقة، وأُعطيتُ لقب "نبي" في صراحة تامة، بحيث إنني نبي من ناحية، وتابعا للنبي ومن أمته من ناحية ثانية.
وملخص القول ليس هناك من تناقض في كلامي. إنما أتبع وحي الله تعالى. فما لم يأتني منه علم، ظللت أقول نفس ما قلت في أول الأمر، ثم قلت خلافه بعد أن جاءني العلم منه . إنما أنا بشر، ولا أدعي معرفة الغيب .
وملخص القول ليس هناك من تناقض في كلامي. إنما أتبع وحي الله تعالى. فما لم يأتني منه علم، ظللت أقول نفس ما قلت في أول الأمر، ثم قلت خلافه بعد أن جاءني العلم منه . إنما أنا بشر، ولا أدعي معرفة الغيب .
حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ١٥٢ - ١٥٤)
لقد ثبت من هذا أن سيدنا أحمد كان قد عدّل موقفه حول تعريف النبوة عمومًا وحول نبوته خصوصاً بناء على توجيه وتفهيم من الله تعالى - حيث كان يعتقد في البداية أنه ليس بنبي في الواقع، وكان يؤول كلمة "النبي" الواردة في إلهاماته قائلا: إنني سمت نبيًّا بمعنى المحدَّث فحسب، ولكن لما كشف الله عليه الحقيقة، أعلن صراحةً أنه نبي بكل معنى الكلمة.
لقد ثبت من هذا أن سيدنا أحمد كان قد عدّل موقفه حول تعريف النبوة عمومًا وحول نبوته خصوصاً بناء على توجيه وتفهيم من الله تعالى - حيث كان يعتقد في البداية أنه ليس بنبي في الواقع، وكان يؤول كلمة "النبي" الواردة في إلهاماته قائلا: إنني سمت نبيًّا بمعنى المحدَّث فحسب، ولكن لما كشف الله عليه الحقيقة، أعلن صراحةً أنه نبي بكل معنى الكلمة.
ولكن أفراد الجمعية الأحمدية اللاهورية يتشبثون بما قاله في بداية الأمر، غاضين الطرف عما صرّح به وأصر عليه بعد تعديل موقفه. أليس ما يفعله هؤلاء هو نفس ما فعله البعض في زمن الرسول، فاستنكره الله تعالى وأدانه في قوله في القرآن الكريم : ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ) (سورة النساء: ١٥١).
أقوال أخرى عن النبوة:
وإليكم الآن بعض أقوال لسيدنا أحمد وبعضها بلسان عربي مبين، توضح قضية النبوة بكل جلاء، كما أنها تدل دلالة بينة على حبه الشديد لسيده ومطاعه محمد.
۱ - قال ما نصه:
"إنا مسلمون.. نؤمن بكتاب الله الفرقان، ونؤمن بأن سيدنا محمدا نبيه ورسوله، وأنه جاء بخير الأديان، ونؤمن بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده ، إلا الذي رُبِّي من فيضه وأظهره وعده. ولله مكالمات ومخاطبات مع أوليائه في هذه الأمة، وإنهم يُعطون صبغة وليسوا نبيين في الحقيقة، فإنَّ القرآن أكمَلَ وَطَرَ الشريعة، ولا يُعطونَ إلا فهم القرآن، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقص، فأولئك من الشياطين الفَجَرة.
وإليكم الآن بعض أقوال لسيدنا أحمد وبعضها بلسان عربي مبين، توضح قضية النبوة بكل جلاء، كما أنها تدل دلالة بينة على حبه الشديد لسيده ومطاعه محمد.
۱ - قال ما نصه:
"إنا مسلمون.. نؤمن بكتاب الله الفرقان، ونؤمن بأن سيدنا محمدا نبيه ورسوله، وأنه جاء بخير الأديان، ونؤمن بأنه خاتم الأنبياء لا نبي بعده ، إلا الذي رُبِّي من فيضه وأظهره وعده. ولله مكالمات ومخاطبات مع أوليائه في هذه الأمة، وإنهم يُعطون صبغة وليسوا نبيين في الحقيقة، فإنَّ القرآن أكمَلَ وَطَرَ الشريعة، ولا يُعطونَ إلا فهم القرآن، ولا يزيدون عليه ولا ينقصون منه، ومن زاد أو نقص، فأولئك من الشياطين الفَجَرة.
ونعني بختم النبوة ختم كمالاتها على نبينا الذي هو أفضل رسل الله وأنبيائه، ونعتقد بأنه لا نبي بعده إلا الذي هو من أمته ومن أكمل أتباعه، الذي وَجَدَ الفيض كلَّه من روحانيته وأضاء بضيائه. فهناك لا غَيْرَ .. ولا مقامَ الغيرة، وليست بنبوة أخرى ولا محل للحيرة، بل هو أحمد تجلى في سَجَنْجَل آخَرَ، وَلا يَغَارُ رجلٌ على صورته التي أراه الله في مرآة وأظهَرَ. فإن الغيرة لا تهيج على التلامذة والأبناء، فمَن كان من النبي.. وفي النبي.. فإنما هُوَ هُوَ، لأنه في أَتَم مقام الفناء، ومُصبَّغ بصبغته ومُرتَد بتلك الرداء، وقد وجد الوجودَ منهُ وبلغ منه كمالَ النُّشُو والنماء. وهذا هو الحق الذي يشهد على بركات نبينا، ويُري الناسَ حُسنه في حُلل التابعين الفانين فيه بكمال المحبَّة والصفاء. ومِنَ الجهلِ أنْ يقوم أحدٌ للمراء، بل هذا ه ثبوت من الله لنفي كَوْنه أبتر، ولا حاجة إلى تفصيل لمن تدبر . وإنه ما كان أبا أحد من الرجال من حيث الجسمانية، ولكنه أب من حيث فيض الرسالة لمن كُمّل في الروحانية. وإنه خاتم النبيين وعَلَمُ المقبولين ، ولا يدخل الحضرة أبدا إلا الذي معه نقش خاتمه، وآثارُ سُنّته، ولن يُقبل عمل ولا عبادة إلا بعد الإقرار رسالته، والثبات على دينه وملّته. وقد هلك من تركه وما تبعه في جميع سُننه، على قَدْر وُسعه وطاقته. ولا شريعة بعده، ولا ناسخ لكتابه ووَصيَّته، ولا مُبدِّلَ لكلمته، ولا قَطْرَ كَمُزنته. ومن خرج مثقال ذرة من القرآن فقد خرج من الإيمان. ولن يُفلح أحد حتى يتبع كل ما ثبت من نبينا المصطفى، ومن ترك مقدار ذرّة من وصاياه فقد هوى. ومَن ادَّعَى النبوَّةَ من هذه الأمة، وما اعتقد بأنه ربي من سيدنا محمد خير البرية، وبأنه ليس هو شيئا من دون هذه الأُسْوَة، وأنَّ القرآن خاتَمُ الشريعة، فقد هلك وألحق نفسه بالكَفَرَة الفَجَرَة. ومَن ادّعى النبوة ولم يعتقد بأنَّه من أمته، وبأنه إنما وجد كل ما وجد من فيضانه، وأنه ثمرةٌ من بستانه، وقطرة من تهتانه، وشَعشَعٌ مِن لَمَعَانه، فهو ملعون ولعنة الله عليه وعلى أنصاره وأتباعه وأعوانه" .
مواهب الرحمن الخزائن الروحانية ج ٥ ص ٢٨٥ - ٢٨٧)
٢- قال حضرته ال مخاطبًا القسيس الأمريكي "دوئي" - الذي هلك نتيجة المباهلة مع المسيح الموعود - ما نصه : "ووالله إني أنا المسيح الموعود الذي وعد مجيئه في آخر الزمن وأيام شيوع الضلالة. وإن عيسى قد مات، وإن مذهب التثليث باطل، وإنك تفتري على الله في دعوى النبوة. والنبوة قد انقطعت بعد نبينا ، ولا كتاب بعد الفرقان الذي هو خير الصحف السابقة، ولا شريعة بعد الشريعة المحمدية، بَيْدَ أني سُمِّيتُ نبيًّا على لسان خير البرية، وذلك أمر ظلّي من بركات المتابعة، وما أرى في نفسي خيرا، ووجدتُ كل ما وجدتُ من هذه النفس المقدّسة. وما عَنَى الله من نبوّتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، ولعنة الله على من أراد فوق ذلك، أو حسب نفسه شيئًا، أو أخرج عُنقه الربقة النبوية. وإنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلة المرسلين. فليس حقُّ أحد أن يدعي النبوة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة، وهو بشرط الاتباع لا بغير متابعة خير البرية. ووالله ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوار اتباع الأشعة المصطفوية، وسُمّيت نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أربى تحت جناح النبي، وقدمي هذه تحت الأقدام النبوية. ثم ما قلتُ من نفسي شيئًا، بل اتبعتُ ما أُوحِيَ إلي من ربي. وما أخاف بعد ذلك تهديد الخليقة، وكل أحد يُسأل عن عمله يوم القيامة، ولا يخفى على الله خافية".
(الاستفتاء، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٦٨٨ - ٦٨٩)
٣- وقال ما نصه:
"أيها الفتيان وفقهاء الزمان وعلماء الدهر وفضلاء البلدان.. أفتوني في رجل قال إنه من الله، وظهرت له حماية الله كشمس الضحى، وتجلت أنوار صدقه كبدر الدّجى، وأرى الله له آيات باهرات، وقام لنصرته في كل أمر قضى ، واستجاب دعواته في الأحباب وفي العدا. ولا يقول هذا العبد إلا ما قال النبي ، ولا يُخرج قدما من الهدى. ويقولُ إن الله سماني نبيا بوحيه، وكذلك سُمِّيتُ من قبل على لسان رسولنا المصطفى"-الحاشية: وإن قال قائل: كيف يكون نبي من هذه الأمة وقد ختم النبوة؟ فالجواب: إنه كل ما سمى هذا الرجل نبيّا إلا لإثبات كمال نبوة سيدنا خير البرية، فإن ثبوت كمال النبي لا يتحقق إلا بثبوت كمال الأمة، ومن دون ذلك ادّعاء محض لا دليل عليه عند أهل الفطنة. ولا معنى لختم النبوّة على فرد من غير أن تُختتم كمالاتُ النبوة على ذلك الفرد ومن الكمالات العظمى كمال النبي في الإفاضة وهو لا يثبت من غير نموذج يوجد في الأمة. ثم مع ذلك ذكرتُ غير مرة أن الله ما أراد من نبوّتي إلا كثرة المكالمة والمخاطبة، وهو مُسَلَّم عند أكابر أهل السنة. فالنزاع ليس إلا نزاعا لفظيًّا. فلا تستعجلوا يا أهل العقل والفطنة. ولعنة الله على من ادعى خلاف ذلك مثقال ذرّة، ومعها لعنة الناس والملائكة. منه.-. وليس مُراده من النبوة إلا كثرة مكالمة الله وكثرة أنباء من الله وكثرة ما يُوحَى. ويقول: ما نعني من النبوة ما يُعْنَى في الصحف الأولى، بل هي درجةً لا تُعطى إلا من أتباع نبينا خير الورى. وكل مَنْ حَصُلَت له هذه الدرجة.. يُكلّم الله ذلك الرجلَ بكلام أكثر وأجلى، والشريعةُ تبقى بحالها .. لا يُنقصُ منها حكم ولا تزيدُ هُدًى.
ويقول إني أحدٌ من الأمة النبوية، ثم مع ذلك سماني الله نبيًّا تحت فيض النبوة المحمدية، وأوحى إلي ما أوحى. فليست نبوتي إلا نبوته، وليس في جُبَّتي إلا أنواره وأَشعته، ولولاه لما كنتُ شيئًا يُذكَرُ أو يُسمَّى . وإن النبي يُعرَفُ بإفاضته، فكيف نبينا الذي هو أفضل الأنبياء وأزيَدُهم في الفيض، وأرفَعُهم في الدرجة وأعلى؟ وأي شيء دين لا يضيء قلبا نوره، ولا يُسكِّن الغليلَ وُجُورُه، ولا يتغلغل في الصدور صدورُه ، ولا يُثْنَى عليه بوصف يتم الحجة ظهوره؟ وأي شيء دينٌ لا يُميز المؤمن من الذي كفر وأبى، ومن دخله يكون كمثل من خرج منه، والفرق بينهما لا يُرى؟ وأي شيء دين لا يُميتُ حيَّا من هواه، ولا يُحيي بحياة أخرى؟ ومَن كان لله كان الله له.. كذلك خلت سنته في أمم أولى. والنبي الذي ليس فيه صفة الإفاضة.. لا يقوم دليلٌ على صدقه، ولا يعرفه من أتى، وليس مثله إلا كمثل راع لا يهُشُ على غَنَمِه ولا يسقي ويُبعدها عن الماء والمرعى.
وتعلمون أن ديننا دين حي، ونبينا يُحيي الموتى، وأنه جاء كصيب من السماء ببركات عظمى، وليس لدين أن يُنافس معه بهذه الصفات العليا. ولا يحطّ عن إنسان ثقل حجابه، ولا يُوصلُ إلى قصر الله وبابه إلا هذا الدين الأجلى ، ومَن شك في هذه فليس هو إلا أعمى".
وتعلمون أن ديننا دين حي، ونبينا يُحيي الموتى، وأنه جاء كصيب من السماء ببركات عظمى، وليس لدين أن يُنافس معه بهذه الصفات العليا. ولا يحطّ عن إنسان ثقل حجابه، ولا يُوصلُ إلى قصر الله وبابه إلا هذا الدين الأجلى ، ومَن شك في هذه فليس هو إلا أعمى".
الاستفتاء، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٦٣٦ - ٦٣٨)
٤- ثم يقول ما تعريبه:
"وإنني أقسم به أنه تعالى كما شرف بالمكالمة والمخاطبة إبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى والمسيح ابن مريم، ثم في الأخير كلم نبينا - بحيث كان الوحي النازل عليه أوضح وأطهر ما يكون - كذلك تمامًا شرَّفني أنا أيضًا بمكالمته ومخاطبته. ولكن ما أُعطيتُ هذا الشرف إلا بسبب اقتدائي الكامل بسيدنا محمد فلو لم أكن من أمته وما اقتديت به لما نلت شرف المكالمة والمخاطبة أبدًا، وإن كانت أعمالي مثل جبال الدنيا كلها. لأن النبوات كلها قد انقطعت ما عدا النبوة المحمدية. لا يمكن أن يأتي نبي بشرع جديد ولكن يمكن أن يكون نبي بغير شرع جديد ولكن بشرط أن يكون من الأمة أولا. فبناءً على ذلك أنا من الأمة ونبي أيضًا. وإن نبوتي.. أعني المكالمة والمخاطبة الإلهية.. لهي ظل لنبوة النبي ، وليست نبوتي بشيء أكثر من ذلك، بل إنها تلك النبوة المحمدية التي ظهرت في. وبما أنني مجرد ظلّ ومن الأمة لذا لا يسبب ذلك نيلاً من شأنه .
"وإنني أقسم به أنه تعالى كما شرف بالمكالمة والمخاطبة إبراهيم وإسحاق وإسماعيل ويعقوب ويوسف وموسى والمسيح ابن مريم، ثم في الأخير كلم نبينا - بحيث كان الوحي النازل عليه أوضح وأطهر ما يكون - كذلك تمامًا شرَّفني أنا أيضًا بمكالمته ومخاطبته. ولكن ما أُعطيتُ هذا الشرف إلا بسبب اقتدائي الكامل بسيدنا محمد فلو لم أكن من أمته وما اقتديت به لما نلت شرف المكالمة والمخاطبة أبدًا، وإن كانت أعمالي مثل جبال الدنيا كلها. لأن النبوات كلها قد انقطعت ما عدا النبوة المحمدية. لا يمكن أن يأتي نبي بشرع جديد ولكن يمكن أن يكون نبي بغير شرع جديد ولكن بشرط أن يكون من الأمة أولا. فبناءً على ذلك أنا من الأمة ونبي أيضًا. وإن نبوتي.. أعني المكالمة والمخاطبة الإلهية.. لهي ظل لنبوة النبي ، وليست نبوتي بشيء أكثر من ذلك، بل إنها تلك النبوة المحمدية التي ظهرت في. وبما أنني مجرد ظلّ ومن الأمة لذا لا يسبب ذلك نيلاً من شأنه .
التجليات الإلهية، الخزائن الروحانية ج ٢٠، ص ٤١١ - ٤١٢ تم تأليفه في ١٩٠٦ وتم طبعه في ١٩٢٢)
5 - وقال أيضًا ما تعريبه:
ولا يغيب عن البال أن كثيرًا من الناس ينخدعون لدى سماع كلمة "نبي" في دعواي، ظانين وكأنني قد ادعيت تلك النبوة التي نالها الأنبياء في الأزمنة الخالية بشكل مباشر. إنهم على خطأ في هذا الظن. أنا لم أدع بذلك قط، بل - تدليلا على كمال الفيوض الروحانية للنبي - قد وهبت لي الحكمة الإلهية هذه المرتبة، حيث أوصلتني إلى درجة النبوة ببركة فيوضه . لذلك لا يمكن أن أُدعى نبيًّا فقط، بل نبيًّا من جهة، وتابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أُمته. وإن نبوتي ظل لنبوة النبي ، وليست بنبوة أصلية. ولذلك فكما أنني سُمِّيتُ - في الحديث الشريف وفي إلهاماتي – نبيًّا كذلك سُمِّيتُ تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أمته أيضًا، إيذانًا بأن كل ما يوجد في من كمال إنما كان بسبب اتباعي للنبي و بواسطته".
ولا يغيب عن البال أن كثيرًا من الناس ينخدعون لدى سماع كلمة "نبي" في دعواي، ظانين وكأنني قد ادعيت تلك النبوة التي نالها الأنبياء في الأزمنة الخالية بشكل مباشر. إنهم على خطأ في هذا الظن. أنا لم أدع بذلك قط، بل - تدليلا على كمال الفيوض الروحانية للنبي - قد وهبت لي الحكمة الإلهية هذه المرتبة، حيث أوصلتني إلى درجة النبوة ببركة فيوضه . لذلك لا يمكن أن أُدعى نبيًّا فقط، بل نبيًّا من جهة، وتابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أُمته. وإن نبوتي ظل لنبوة النبي ، وليست بنبوة أصلية. ولذلك فكما أنني سُمِّيتُ - في الحديث الشريف وفي إلهاماتي – نبيًّا كذلك سُمِّيتُ تابعا للنبي صلى الله عليه وسلم ومن أمته أيضًا، إيذانًا بأن كل ما يوجد في من كمال إنما كان بسبب اتباعي للنبي و بواسطته".
(حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج ۲۲ ، ص ١٥٤ ، الهامش، طبعة ١٩٠٧)
٦- وقال ما تعريبه:
"إنما الإله الحق من بَعث رسوله في قاديان".
"إنما الإله الحق من بَعث رسوله في قاديان".
(دافع البلاء، الخزائن الروحانية ج ۱۸ ص ۲۳۱
٧- يقول حضرته الا ما تعريبه:
"لم يسبق في الدنيا نبي إلا وقد أُعطيتُ اسمه. فكما سماني الله في "البراهين الأحمدية فإني ،آدم وإني نوح، وإني إبراهيم، وإني إسحاق، وإني يعقوب، وإني إسماعيل، وإني موسى، وإني داود، وإني عيسى بن مريم وإني محمد .. أي بصورة ظلية. لقد سماني الله في الكتاب نفسه بالأسماء المذكورة كلها وقال عني: "جَريُّ الله في حلل الأنبياء".. فلا بد أن يوجد في نفسى شأن كل نبي.
حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٥٢١)
۸- وقال ما تعريبه:
"لقد استخدم الله تعالى في وحيه كلمة النبوة والرسالة في حقي
مئات المرات، ولكن المراد من هذه الكلمات هو تلك المكالمات والمخاطبات الإلهية التي هي كثيرة ومشتملة على أنباء الغيب، لا أكثر من ذلك ولا أقل. لكل أن يختار في حديثه مصطلحا، لقولهم: لكل أن يصطلح. فهذا مصطلح إلهي حيث أطلق هو كلمة النبوة على كثرة المكالمة والمخاطبة، أي تلك المكالمات التي تحتوي على أخبار غيبية كثيرة. واللعنة على من يدعي النبوة متخلّيا عن فيض النبي . ولكن نبوتي هذه ليست بنبوة جديدة، بل هي نبوة النبي في الحقيقة، وتهدف إلى نفس الهدف وهو إظهار صدق الإسلام على الدنيا" .
"لقد استخدم الله تعالى في وحيه كلمة النبوة والرسالة في حقي
مئات المرات، ولكن المراد من هذه الكلمات هو تلك المكالمات والمخاطبات الإلهية التي هي كثيرة ومشتملة على أنباء الغيب، لا أكثر من ذلك ولا أقل. لكل أن يختار في حديثه مصطلحا، لقولهم: لكل أن يصطلح. فهذا مصطلح إلهي حيث أطلق هو كلمة النبوة على كثرة المكالمة والمخاطبة، أي تلك المكالمات التي تحتوي على أخبار غيبية كثيرة. واللعنة على من يدعي النبوة متخلّيا عن فيض النبي . ولكن نبوتي هذه ليست بنبوة جديدة، بل هي نبوة النبي في الحقيقة، وتهدف إلى نفس الهدف وهو إظهار صدق الإسلام على الدنيا" .
جشمه معرفت (أي عين المعرفة)، الخزائن الروحانية ج ٢٣ ص ٣٤١)
٩- ثم يقول الا ما تعريبه :
"إنني أؤمن برسوله (أي محمد، بصدق القلب، وأعلم أن النبوات كلها قد ختمت عليه، وأن شريعته خاتمة الشرائع، إلا أن هناك نبوة لم تنقطع ، أي النبوة التي توهب نتيجة الاقتداء الكامل به والتي تستنير بمصباحه، فإنها لم تنقطع لأنها نبوة محمد أي ظلها، وهي بواسطتها وهي مظهرها ومستقاة بفيضها".
(جشمه معرفت، الخزائن الروحانية ج ۲۳ ص ٣٤٠، طبعة ١٩٠٨)
١٠ - ثم لماذا تخفي الجمعية اللاهورية عن الناس أن سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود قد ألف كتابه "إزالة خطأ" خصيصًا لتوضيح هذه القضية، ولم يكن ثمة هدف من تأليف هذا الكتاب سوى تدارك هذا الخطأ. فقد وضح فيه قائلا: "حيثما أنكرت نبوتي ورسالتي فبمعنى أنني لست حامل شرع مستقل، كما أنني لست بنبي مستقل. ولكن حيث إني قد تلقيت علم الغيب من الله تعالى بواسطة رسولي المقتدى ، مستفيضا بفيوضه الباطنة، ونائلا اسمه -أي اسم محمد وأحمد-، فإنني رسول ونبي، ولكن بدون أي شرع جديد. و لم أنكر أبدًا كوني نبيًّا من هذا المنطلق، بل إن الله تعالى قد ناداني نبيًّا ورسولاً بنفس هذا المعنى. لذلك لا أنكر الآن أيضا كوني نبيًّا ورسولاً بهذا المفهوم .
إزالة خطأ، الخزائن الروحانية ج ۱۸ ص ۲۱۰ - ۲۱۱)
وأضاف قائلا:
"لا بد من أن تتذكروا أمرًا هامًا ولا تنسوه أبدًا ، وهو أنه بالرغم من أنني قد نوديتُ بكلمات "نبي" و"رسول"، إلا أنني قد أُخبرتُ من عند الله تعالى أن كل هذه الفيوض لم تنزل علي مباشرة، وإنما ببركة الإفاضة الروحانية من شخصية مقدسة في السماء.. أعني محمدا المصطفى . فبالنظر إلى هذه الوسيلة، ومن خلالها، وبفضل نيلي اسميه محمد وأحمد .. فأنا رسول ونبي أيضًا. أي أنني مرسل وأتلقى أنباء الغيب من الله تعالى. وهكذا بقي خاتم "ختم النبوة" مصونًا، لأنني حظيت بذلك الاسم على سبيل الانعكاس والظلية من خلال مرآة المحبة. ولو أن أحدا غضب من هذا الوحي الإلهي وقال : لماذا سماني الله نبياً ورسولاً فلا شك أن هذا يدل على حمقه".
"لا بد من أن تتذكروا أمرًا هامًا ولا تنسوه أبدًا ، وهو أنه بالرغم من أنني قد نوديتُ بكلمات "نبي" و"رسول"، إلا أنني قد أُخبرتُ من عند الله تعالى أن كل هذه الفيوض لم تنزل علي مباشرة، وإنما ببركة الإفاضة الروحانية من شخصية مقدسة في السماء.. أعني محمدا المصطفى . فبالنظر إلى هذه الوسيلة، ومن خلالها، وبفضل نيلي اسميه محمد وأحمد .. فأنا رسول ونبي أيضًا. أي أنني مرسل وأتلقى أنباء الغيب من الله تعالى. وهكذا بقي خاتم "ختم النبوة" مصونًا، لأنني حظيت بذلك الاسم على سبيل الانعكاس والظلية من خلال مرآة المحبة. ولو أن أحدا غضب من هذا الوحي الإلهي وقال : لماذا سماني الله نبياً ورسولاً فلا شك أن هذا يدل على حمقه".
(إزالة خطأ، الخزائن الروحانية ج ١٨ ص ٢١١)
11 لماذا تتناسى الجمعية اللاهورية إعلان المسيح الموعود الذي صدع به من بلدتهم ردا على المحرفين من سكانها، وتوضيحا لمسألة النبوة نفسها؟
لقد دعا سيدنا أحمد خلال سفره الأخير إلى مدينة لاهور وقبل وفاته ببضعة أيام فقط - بعض الشخصيات المحترمة والبارزة على العشاء، حيث ألقى خطابا أيضا. ونشرت جريدة "أخبار عام الصادرة في لاهور قبل ثلاثة أيام من وفاته خبراً بأنه قد أنكر نبوته في خطابه المذكور. فلما علم حضرته كتب رسالة توضيحية علمًا أن حضرته قد حرر هذه الرسالة في ٢٣ مايو/ أيار ۱۹۰۸م، ونُشرت في جريدة "أخبار عام نفسها في ٢٦ مايو/ أيار ۱۹۰۸م أي يوم وفاته. فقال في هذه الرسالة:
وَلْيَكُنْ واضحًا، أن كل ما قلت أثناء خطابي في هذا المجلس إنما هو أنني لم أزل أخبر الناس بواسطة كتبي - وها إني أكشف لهم الآن أيضًا - أنني أتهم باطلاً بأني قد ادعيتُ النبوة بحيث لا علاقة لي بالإسلام، أي وكأني أعتبر نفسي نبيًّا مستقلا بحيث لا أرى من حاجة لاتباع القرآن الكريم، وأتخذ لي شهادةً مستقلة، وقبلةً مستقلة، وأنسَخ شرع الإسلام، وأخرج عن طاعة النبي صلى الله عليه وسلم والاقتداء به. إنها لتهمة باطلة تمامًا . وإن دعوى النبوة كهذه كفر عندي. وليس اليوم، بل لم أزل أسجل في كل كتاب لي أنني لا أدعي بمثل هذه النبوة أبدًا، وأنها تهمة باطلة توجه إلي. والأساس الذي أدّعي النبوة بناء عليه إنما هو أننى أتشرف بكلام الله تعالى. إنه يحاورني ويكلمني بكثرة، ويجيب على أسئلتي، ويُظهرني على كثير من أنباء الغيب، ويكشف لي أسرار المستقبل بحيث إنه لا يكشفها لأحد ما لم يكن محظوظًا بقرب خاص من عنده. وبسبب كثرة هذه الأمور، فقد سماني نبيًّا.
وإنني نبي وفق حكم الله تعالى. ولو أنني أنكرت ذلك لكنت عاصيا. وما دام الله هو الذي سماني نبيا، فكيف يمكنني أن أنكر ذلك. ولسوف أبقى ثابتًا على هذا الموقف إلى أن أرحل من الدنيا. غير أنني لست بحيث أنفصل عن الإسلام أو أنسخ حكمًا من أحكامه. كلا، بل إن رقبتي تحت نير القرآن الكريم، وليس لأحد أن ينسخ حتى نقطة أو حركة من القرآن الكريم".
احتجاجهم بكلمة "نبي على سبيل المجاز والاستعارة":
أما فيما يتعلق بكلمة المجاز والاستعارة، فهذه الخدعة يمكن أن تنطلي على من لم يقرأ كل ما كتبه سيدنا أحمدُ الحَكَمُ العَدْلُ ، لا على الذين قرؤوا وآمنوا بكل كلمة خرجت من فمه أو قلمه المباركين. فهو بنفسه قد فسر في مثل هذه الأماكن كلها مراده من كونه نبيًّا غير مستقل أو نبيًّا على سبيل المجاز والاستعارة.
كما يتضح ذلك من المرجع المذكور آنفا، وأيضًا مما قاله في العبارة التالية ما نصه:
"إنّ رسولَنا خاتَمُ النبيين، وعليه انقطعت سلسلة المرسلين. فليس حقُّ أحد أن يدعي النبوّة بعد رسولنا المصطفى على الطريقة المستقلة، وما بقي بعده إلا كثرة المكالمة وهو بشرط الاتباع لا بغير متابعة خير البرية. ووالله ما حصل لي هذا المقام إلا من أنوار أتباع الأشعة المصطفوية، وسُمّيت نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة. فلا تهيج ههنا غيرةُ الله ولا غيرةُ رسوله، فإني أربَّى تحت جناح النبي، وقدمي هذه تحت الأقدام النبويّة".
(الاستفتاء، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٦٨٩، طبعة ١٩٠٧)
أفلا يرون أنه بنفسه قام بتوضيح مراده من المجاز والاستعارة في المكان نفسه، ألا وهو أنه ليس بنبي مستقل عن النبي ولا صاحب شرع جديد ولا يعني من نبوته إلا كثرة المكالمة، وأنه من أمته وتابع له ، وأنه يربّى تحت جناح النبي وأنه تلميذه ، فلا تهيج غيره الله غيرة الله ولا غيرة نبيه على كونه نبيا تابعا له ؟
فما دام حضرته قد فسر بنفسه وبكل وضوح مراده من كونه نبيًّا غير مستقل أو نبيًّا على سبيل المجاز والاستعارة، فلا يحق لهم أن يفسروها بحسب أهوائهم، ولا حاجة أن يُقولوه ما لم يقل.
"شهد شاهد من أهلها":
وإذا كانوا لا يرون الكفاية فيما بينا إلى الآن، فليقرؤوا ما قاله الشيخ عبد الرحمن المصري - قبل أن يُطرد من نظام الجماعة التابعة للخلافة، ويلتحق بالجمعية الأحمدية اللاهورية - مفسرا كونه "نبيًّا على سبيل المجاز"، في شهادة خطية أدلى بها في إحدى المناسبات:
"أعتبر حضرته الآن أيضًا نبيًّا على سبيل المجاز.. أي نبيًّا بدون أي شرع جديد، ونبيًّا حصل على درجة النبوة بفضل اتباعه للنبي وببركة تفانيه في طاعته ، وبصفته بروزا كاملا له . وإن عقيدتي هذه تتأسس على أقوال وكتابات سيدنا الإمام المهدي وعلى العقيدة المتفق عليها لدى الجماعة الأحمدية".
فما دام حضرته قد فسر بنفسه وبكل وضوح مراده من كونه نبيًّا غير مستقل أو نبيًّا على سبيل المجاز والاستعارة، فلا يحق لهم أن يفسروها بحسب أهوائهم، ولا حاجة أن يُقولوه ما لم يقل.
"شهد شاهد من أهلها":
وإذا كانوا لا يرون الكفاية فيما بينا إلى الآن، فليقرؤوا ما قاله الشيخ عبد الرحمن المصري - قبل أن يُطرد من نظام الجماعة التابعة للخلافة، ويلتحق بالجمعية الأحمدية اللاهورية - مفسرا كونه "نبيًّا على سبيل المجاز"، في شهادة خطية أدلى بها في إحدى المناسبات:
"أعتبر حضرته الآن أيضًا نبيًّا على سبيل المجاز.. أي نبيًّا بدون أي شرع جديد، ونبيًّا حصل على درجة النبوة بفضل اتباعه للنبي وببركة تفانيه في طاعته ، وبصفته بروزا كاملا له . وإن عقيدتي هذه تتأسس على أقوال وكتابات سيدنا الإمام المهدي وعلى العقيدة المتفق عليها لدى الجماعة الأحمدية".
(بقلم: عبد الرحمن، مدير المدرسة الأحمدية (بقاديان)، ٢٤ أغسطس/ آب ١٩٣٥
ثم إن المجاز والحقيقة أمر نسبي، فكل شيء في حد ذاته حقيقة، ولكنه قد لا يُعتبر حقيقةً بالمقارنة مع شيء آخر، بل يصير إزاءه مجازا. علما أن سيدنا أحمد قد استخدم في كتبه كلمة النبي الحقيقي أحيانًا بمعنى النبي التشريعي والمستقل، وأحيانًا أخرى بمعنى النبي التشريعي فحسب. وإننا لا نعتبره نبيا حقيقيا بهذا المعنى والمصطلح، ولكنه نبي ظلي كامل لكونه ظلا أي انعكاسا كاملا للنبي . والنبوة الظلية الكاملة في حد ذاتها حقيقة وهي أحد أنواع النبوة، كما صرح بذلك سيدنا أحمد بقوله:
"هناك نبوة لم تنقطع، أي النبوة التي توهب نتيجة الاقتداء الكامل به والتي تستنير بمصباحه، فإنها لم تنقطع لأنها نبوة محمد أي ظلها".
(جشمه معرفت الخزائن الروحانية ج ٢٣ ص ٣٤٠)
ونستطيع القول إنه كان يقصد بالحقيقي في النبوة أو غيرها هو ما بلغ ما بلغ حد الكمال. وتبسيطا لموقفنا نورد هنا استخدامات سيدنا أحمد لكلمتي "الحقيقي" و"المجازي". يقول حضرته:
۱ - لاشك أن نبينا كان آدم الثاني من حيث توطيد الروحانية، بل الحق إنه هو آدم الحقيقي، الذي بواسطته وبفضله، بلغت سائر الفضائل الإنسانية حدَّ الكمال".
(ليكجر سيالكوت، (أي محاضرة سيالكوت الخزائن الروحانية ج ۲۰ ص ۲۰۷)
٢- ويقول حضرته مقارنا الكتب السابقة مع القرآن الكريم :
"لم تكن تلك الأسفار كتبًا حقيقية، وإنما كانت بمثابة عجالة لسد الحاجات الوقتية. لم ينزل إلى الدنيا كتاب حقيقي لخير الناس إلى الأبد إلا كتابًا واحد.
منن الرحمن الخزائن الروحانية ج ٩ ص ١٥٢)
هنا نسأل أعضاء الجمعية الأحمدية اللاهورية: ما دام النبي صلى الله عليه وسلم هو آدم الحقيقي عند المسيح الموعود ، أفلم يكن سيدنا آدم في حد ذاته آدم في الحقيقة؟ ثم ما دامت التوراة والزبور والإنجيل ليست كتبًا حقيقية عند سيدنا أحمد، فما هي إذا يا ترى؟ وإذا كان الأنبياء من غير سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليسوا بأنبياء حقيقيين فما هي صفتهم إذا؟
الواقع أنها كانت كتبًا حقيقية في حد ذاتها، كما كان آدم وموسى وداود وعيسى وغيرهم في حد ذاتهم رسلا في الحقيقة، ولكن لم تكن تلك الأسفار كتبًا حقيقية إزاء القرآن العظيم، كما لم يكن هؤلاء رسلا حقيقيين مقارنة بنبينا ، وما داموا ليسوا رسلا حقيقيين إزاءه ، فهم رسل مجازيون. وهذا هو المراد من كون سيدنا المسيح الموعود نبيا مجازيًّا.
الواقع أنها كانت كتبًا حقيقية في حد ذاتها، كما كان آدم وموسى وداود وعيسى وغيرهم في حد ذاتهم رسلا في الحقيقة، ولكن لم تكن تلك الأسفار كتبًا حقيقية إزاء القرآن العظيم، كما لم يكن هؤلاء رسلا حقيقيين مقارنة بنبينا ، وما داموا ليسوا رسلا حقيقيين إزاءه ، فهم رسل مجازيون. وهذا هو المراد من كون سيدنا المسيح الموعود نبيا مجازيًّا.
ويقول سيدنا أحمد:
"ليس في الدنيا مهدي كامل حقيقي إلا واحد، أعني محمدًا المصطفى الذي كان أميًّا محضا .
(أربعين رقم ٢، الخزائن الروحانية ج ١٧ ص ٣٦٠)
٤ - "لم يأت في الدنيا مهدي كامل وحقيقي إلا واحد لم يتعلم ولا حرفًا واحدًا من أي معلم سوى ربه".
(تحفة جولروية، الخزائن الروحانية ج ١٧ ص ٢٥٥)
مما لا شك فيه أن سيدنا المسيح الموعود في حد ذاته مهدي حقيقي، ولكنه ليس بمهدي حقيقي إزاء النبي الكريم شأن الأنبياء الآخرين. وبالمثل كان حضرته في حد ذاته نبيًّا كاملا حقيقيًّا، ولكن كل ما ناله من درجة إنما كان مجازا وظلا، بالنظر إلى النبي الكريم. ومن أجل ذلك أعلن حضرته : "سُمّيت نبيًّا من الله على طريق المجاز لا على وجه الحقيقة". فلا ينبغي لأحد أن ينخدع أو يخدع بكلمة "المجاز" الواردة هنا، فيكذب الواقع، فالمجاز هنا أمر نسبي، لأن كل ما يناله أحد من الأمة من درجة فهي رغم كونها في حد ذاتها حقيقةً، ولكنها بالنظر إلى مقام النبي الكريم لتصبح مجازا، أي ظلا وانعكاسا، لأن التابع للنبي الذي هو من أمته أيضا، لم يحظ بهذه الدرجة إلا
ببركة اتباعه للنبي ، كما صرح بذلك سيدنا أحمد قائلا: " من المحال كلية أن نحصل على أية درجة من الكمال والشرف، أو نحرز أي مقام من العزة والقربة إلا باتباع صادق و كامل لنبينا الكريم .. إن كل ما نحصل عليه إنما نحظى به على سبيل الظلية وبواسطته.
إزالة أوهام الخزائن الروحانية ج ۳ ص ١٧٠)
إن العبارة صريحة في معناها بأن كل مؤمن من الأمة إنما هو مؤمن على سبيل الظلية، وأن كل ولي أو غوث أو قطب أو محدث إنما يتشرف بهذه الدرجة على سبيل الظلية. إذا، فكما أن كلمة على سبيل الظلية لا تنفي كون كون أحد من الأمة مؤمنًا أو وليا أو غوثا أو محدثًا في الحقيقة والواقع، وإنما تشير إلى الواسطة التي نال بها هذه الدرجة، كذلك تمامًا فإن تعبيرات كمثل "نبي ظلي "نبي على سبيل الظلية لا تنفي كون سيدنا أحمد نبيا في
الحقيقة، وإنما تشير إلى الواسطة المحمدية التي نال بها هذه الدرجة.
محدث حقيقي أم مجازي ؟
انتبهوا يا أبناء الجمعية الأحمدية اللاهورية، فبحسب هذه العبارة لا ينال أحد من الأمة أي درجة حتى درجة "المحدث" أيضًا إلا على سبيل الظلية. فهل تعتبرون سيدنا أحمد محدثًا سبيل الحقيقة، أم على الظلية فقط - أي محدثًا مجازيًّا لا علاقة له عندكم بالمحدث الحقيقي إطلاقًا؟!
الحقيقة، وإنما تشير إلى الواسطة المحمدية التي نال بها هذه الدرجة.
محدث حقيقي أم مجازي ؟
انتبهوا يا أبناء الجمعية الأحمدية اللاهورية، فبحسب هذه العبارة لا ينال أحد من الأمة أي درجة حتى درجة "المحدث" أيضًا إلا على سبيل الظلية. فهل تعتبرون سيدنا أحمد محدثًا سبيل الحقيقة، أم على الظلية فقط - أي محدثًا مجازيًّا لا علاقة له عندكم بالمحدث الحقيقي إطلاقًا؟!
مسیح موعود حقيقي أم مجازي ؟
كما نرجو من هؤلاء أن يقرؤوا القول التالي لسيدنا أحمد:
"إن هذا العبد المتواضع هو نفس المسيح الموعود – على سبيل المجاز والروحانية – الذي أخبر عنه القرآن والحديث".
(إزالة الأوهام، الخزائن الروحانية ج ۳ ص (۲۳۱)
أفلا ترون أنه الله قد استخدم عن مسيحيته أيضًا كلمة المجاز تماما كما استخدمها عن نبوته؟ فهل تؤمنون بكونه المسيح الموعود في الواقع والحقيقة أم أنه ليس – عندكم – المسيح الموعود حقيقةً، وإنما على سبيل المجاز والظلية فقط؟! واعلموا أنه لا مناص لكم من أن تؤمنوا بأنه المسيح الموعود في الواقع والحقيقة، لأنه قد أعلن: "إن الذي لا يؤمن بأنني أنا المسيح الموعود والمهدي المعهود في الواقع فليس من جماعتي".
كشتى نوح - أي سفينة نوح الخزائن الروحانية ج ۱۹ ص ۱۹)
لقد ثبت مما أسلفنا أن المسيح الموعود لم يستخدم تعبيرات مثل "نبي تابع"، "نبي ظلي"، "نبي مجازي"، "نبي "بروزي" نبي طفيلي" "نبي غير حقيقي" و"نبي ناقص" إلا ليؤكد على أنه ليس بنبي مستقل، ولا صاحب شرع جديد، وإنما هو نبي تابع للمصطفى كامل الاتباع، وأنه لم يحظ بهذه الدرجة إلا ببركة اتباعه للنبي الكريم ، وبواسطة الفيوض الروحانية المحمدية، وأنها موهبة إلهية فحسب، ودليل واضح على عظمة الفيوض المحمدية، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم. (الجمعة: ٥).
سؤالان هامان:
أولاً - إذا لم يكن سيدنا أحمد نبيا في الواقع والحقيقة، فلماذا أثار القلاقل والمشاكل ضد نفسه، وأقام الدنيا وأقعدها بإعلاناته المتكررة والملحة بأنه نبي؟ لماذا قال بشيء لا وجود له ولا حقيقة له؟ هذا لا يفعله أي رجل رشيد سليم العقل، ناهيك عن رجل اختاره الله على علم لهداية القوم! ألم تعلموا يا أبناء الجمعية اللاهورية أن إعلانه عن نبوته هو الذي حال كأكبر سد عائق دون تصديق الناس به ؟ ألم تقرؤوا أن المشايخ، بما فيهم الشيخ البطالوي، طالبوه مرارًا أن يسحب دعوى النبوة فيصدقونه؟ فسؤالنا إليكم: لماذا نفّر العالم هكذا من تصديقه، وبالتالي أخر أيام غلبة الإسلام؟ لم لم يسحب دعوى النبوة – التي هي عندكم مجرد وهم فحسب وليست حقيقةً – حتى يجتمع المشايخ وأتباعهم تحت لوائه أفواجًا، كما تمنيتم وحاولتم عبثا بعد انشقاقكم؟
وثانيا - إذا كان حضرتُه لا يصر على نبوته، أيا كان شكلها وحقيقتها - لهذه الدرجة وبهذه الصراحة وبهذا الإلحاح وبهذا التكرار، فلم لا تفعلون كما فعل ولم لا تقولون كما قال، و لم لا تُعلنون نبوته كما أعلن، ولم لا تصرون عليها كما أصر؟ لم لا تقولون الحق كله كما فعل هو؟ تبدون منه قليلا وتخفون كثيرًا؟ ما برح سيدكم حتى آخر لحظة من حياته يعلن: "إني نبي وفق حكم الله تعالى ولو أنكرت ذلك لكنت عاصيا"، ولكن عجيب أمركم تدعون طاعته أكثر من الآخرين، ومع ذلك تنكرون نبوته بهذه الجسارة؟ أنفعتكم هذه المداهنة عند أهل الدنيا؟ أم ستنفعكم عند الله تعالى؟ كلا، ثم كلا، فالله لا يحب المداهنين.
لقد ظننتم أن المسلمين الآخرين سوف يقبلونكم في صفوفهم بسبب هذه الخطوة، فكفرتم بنبوة المسيح الموعود والمهدي المعهود لكي تُرضوهم، والله ورسوله أحق أن تُرضوه لو كنتم تعلمون. فلم تنفعكم هذه المداهنة شيئًا، إذ لا تزالون كافرين في أعينهم، وأصبحتم مذبذبين بين ذلك، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء!
رجاء لوجه الله:
وأخيرًا وليس آخراً، أرجو من هؤلاء رجاء لوجه الله تعالى أن يفكّروا مليا وبهدوء فيما يقولون ويفعلون. يمكن أن تقرءوا كل ما أوحي إلى المسيح الموعود من إلهامات، فلن تجدوا فيها إلهاما واحدًا يقول إنك لست نبيًّا ولا رسولا إنما تجدون فيها إنك نبي، إنك رسول، إنك من المرسلين، إنك نذير - علمًا أن كلمة "نذير" قد وردت في القرآن الكريم ٤٤ مرة، وفي كل مرة جاءت بمعنى النبي والرسول، ولم تُستخدم لغير الرسول قط. نعم هناك إلهاماته التي تخبر أن أعداءه سوف ينكرون نبوته، حيث ورد:
١ - وقالوا لست مرسلا، قل كفى بالله شهيدًا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب".
رجاء لوجه الله:
وأخيرًا وليس آخراً، أرجو من هؤلاء رجاء لوجه الله تعالى أن يفكّروا مليا وبهدوء فيما يقولون ويفعلون. يمكن أن تقرءوا كل ما أوحي إلى المسيح الموعود من إلهامات، فلن تجدوا فيها إلهاما واحدًا يقول إنك لست نبيًّا ولا رسولا إنما تجدون فيها إنك نبي، إنك رسول، إنك من المرسلين، إنك نذير - علمًا أن كلمة "نذير" قد وردت في القرآن الكريم ٤٤ مرة، وفي كل مرة جاءت بمعنى النبي والرسول، ولم تُستخدم لغير الرسول قط. نعم هناك إلهاماته التي تخبر أن أعداءه سوف ينكرون نبوته، حيث ورد:
١ - وقالوا لست مرسلا، قل كفى بالله شهيدًا بيني وبينكم ومن عنده علم الكتاب".
حقيقة الوحي، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٩٤).
٢- "سيقول العدو لست مرسَلا. سنأخذه من مارن أو خرطوم" .
(ضميمة تحفة غولروية ٢، الخزائن ج ۱۷ ص ۷۰).
كما أناشدهم الله تعالى أن يعيدوا قراءة هذه الآية القرآنية قراءة متأنية مع خشية الله :
إن الذين يكفرون بالله ورسله، ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله، ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض، ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا ،أولئك هم الكافرون حقا، وأعتدنا للكافرين عذابًا أليما. (سورة النساء: ١٥١ - ١٥٢).
تعليقات
إرسال تعليق