المحاضرة الثالثة
المحاضر:
الأستاذ سيد مير محمود أحمد ناصر
موقف أهل بيغام“ - الجمعية الأحمدية اللاهورية - من النبوة والخلافة قبل ۱۳ مارس/ آذار ١٩١٤
أولا: بعد وفاة الخليفة الأول يوم ۱۳ مارس/ آذار ١٩١٤ ، أراد قادة الجمعية الأحمدية اللاهورية أن يُحدثوا تغييرًا في عقائد الأحمدية وتعاليمها، وحاولوا جاهدين القضاء على نظام الخلافة فيها. ولكي يعرقلوا عملية انتخاب الخليفة حينئذ، جاءوا بفكرة غريبة بأنه إذا لم يكن بد من انتخاب أمير أو خليفة في أي حال، فيجب ألا تُعتبر بيعته فرضًا على الأحمديين القدامى، وإنما يبايع على يده الأحمديون الجدد الذين يريدون الانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. فقد نشرت جريدة "بيغام صلح" مقالا للمولوي محمد علي تحت عنوان "إعلان هام للغاية"، ومما قال فيه:
و الأمر الثاني الذي أودّ لفت أنظار الإخوة إليه هو أنه لا يوجد أبدًا أبدًا (هكذا في الأصل !! في كتيب "الوصية" أو في مكان آخر أية أوامر لسيدنا المسيح الموعود تلزم من دخلوا في الأحمدية على يده أن يبايعوا مرة أخرى على يد أي شخص.
المحاضر:
الأستاذ سيد مير محمود أحمد ناصر
موقف أهل بيغام“ - الجمعية الأحمدية اللاهورية - من النبوة والخلافة قبل ۱۳ مارس/ آذار ١٩١٤
أولا: بعد وفاة الخليفة الأول يوم ۱۳ مارس/ آذار ١٩١٤ ، أراد قادة الجمعية الأحمدية اللاهورية أن يُحدثوا تغييرًا في عقائد الأحمدية وتعاليمها، وحاولوا جاهدين القضاء على نظام الخلافة فيها. ولكي يعرقلوا عملية انتخاب الخليفة حينئذ، جاءوا بفكرة غريبة بأنه إذا لم يكن بد من انتخاب أمير أو خليفة في أي حال، فيجب ألا تُعتبر بيعته فرضًا على الأحمديين القدامى، وإنما يبايع على يده الأحمديون الجدد الذين يريدون الانضمام إلى الجماعة الإسلامية الأحمدية. فقد نشرت جريدة "بيغام صلح" مقالا للمولوي محمد علي تحت عنوان "إعلان هام للغاية"، ومما قال فيه:
و الأمر الثاني الذي أودّ لفت أنظار الإخوة إليه هو أنه لا يوجد أبدًا أبدًا (هكذا في الأصل !! في كتيب "الوصية" أو في مكان آخر أية أوامر لسيدنا المسيح الموعود تلزم من دخلوا في الأحمدية على يده أن يبايعوا مرة أخرى على يد أي شخص.
جريدة يبغام صلح يوم ١٥ مارس/ آذار ١٩١٤)
مع أن ادعاءه هذا، يتنافى تمامًا مع موقفه وسلوكه السابق -حيث بايع على يد الخليفة الأول رغم كونه أحمديًا منذ زمن المسيح الموعود.(المترجم)-
كانت الجماعة كلها قد أجمعت بعد وفاة سيدنا أحمد، على ضرورة البيعة على يد خليفته الأول ، وفقًا لتعليماته الواردة في كتيب "الوصية"، ولكن المولوي محمد علي بعد أن انفصل عن جماعة قاديان راح يؤوّل هذا الإجماع قائلا:
"إنني على يقين أن الله تعالى قد منّ علينا، من أجل تكميلنا الروحاني بعد المسيح الموعود، بهذا الإنسان المقدس الذي اسمه المولوي نور الدين، والذي سُمّي الخليفة الأول للمسيح الموعود، والذي هو الوحيد الذي يستحق أن يسمّى "خليفة المسيح" بمعنى الكلمة. لقد كان إنسانًا مقدسًا، متواضعًا ومتوكلا بحيث لا يوجد له اليوم نظير على وجه الأرض. لا يوجد في جماعتنا أحد بمثل درجته في الروحانية والعلم والفضل. يمكن أن يخلق الله آلافا مثله إذا شاء، ولكني أتحدث عن الواقع الحاضر. لقد بلغ في مجالي العلم والفضل وحدهما درجةً بحيث لم يكن هناك بد أن من تعنو له أعناق القوم كلهم وإن لم يبايعوا على يده. ولكن تقوية للجماعة لدى وفاة المسيح الموعود، قد أُلقي بحسب المشيئة الإلهية في قلوب الجميع أن يُنشئوا علاقتهم الروحانية مع هذا الإنسان المقدس المتواضع المتواجد بينهم باسم نور الدين. لذلك لم يتم انتخابه من قبل ٤٠ فردًا، بل خضعت أمامه – بالمشيئة الإلهية - أعناق القوم كلهم أجمعين وبايع على يده حوالي ألف وخمس مائة شخص في وقت واحد ولم يبق أي فرد خارجًا عن بيعته، سواء من الرجال أو النساء".
والظاهر أن هذا التأويل أيضًا لا يؤيد موقف الجمعية اللاهورية، وإنما يفنّده. إذ يتضح منه بكل جلاء أنه لدى وفاة سيدنا المسيح الموعود ، انعقد إجماع كل الجماعة الإسلامية الأحمدية على أن يختاروا واحدًا منهم خليفة واجب الطاعة. وكان ذلك مطابقًا للمشيئة الإلهية تمامًا.
ولكن المولوي محمد علي اختلق بعد انتخاب الخليفة الثاني تأويلا جديدا، حيث نشر مقالا طويلا في جريدة "بيغام صلح" بعنوان: "رسالة مفتوحة إلى المولوي شير علي"، نقتبس منه ما يلي: " بالله عليكم لا تقلّدوا تقليدًا أعمى. لو قلنا إن سيدنا ومولانا المولوي نور الدين المحترم لم يعمل بحسب ما ورد في "الوصية"، أو أن القوم نسُوا ووقعوا في خطأ، فلا يقدح ذلك في قداسته ومقامه، إذ لم يزل الناس يقعون في مثل هذه الأخطاء. كما أن حضرة مولانا المحترم أو القومَ ما ارتكبوا هذا الخطأ عمدًا".
والظاهر أن هذا التأويل أيضًا لا يؤيد موقف الجمعية اللاهورية، وإنما يفنّده. إذ يتضح منه بكل جلاء أنه لدى وفاة سيدنا المسيح الموعود ، انعقد إجماع كل الجماعة الإسلامية الأحمدية على أن يختاروا واحدًا منهم خليفة واجب الطاعة. وكان ذلك مطابقًا للمشيئة الإلهية تمامًا.
ولكن المولوي محمد علي اختلق بعد انتخاب الخليفة الثاني تأويلا جديدا، حيث نشر مقالا طويلا في جريدة "بيغام صلح" بعنوان: "رسالة مفتوحة إلى المولوي شير علي"، نقتبس منه ما يلي: " بالله عليكم لا تقلّدوا تقليدًا أعمى. لو قلنا إن سيدنا ومولانا المولوي نور الدين المحترم لم يعمل بحسب ما ورد في "الوصية"، أو أن القوم نسُوا ووقعوا في خطأ، فلا يقدح ذلك في قداسته ومقامه، إذ لم يزل الناس يقعون في مثل هذه الأخطاء. كما أن حضرة مولانا المحترم أو القومَ ما ارتكبوا هذا الخطأ عمدًا".
(جريدة "بيغام صلح ٢٢ أبريل/ نيسان ١٩١٤)
لقد تبين من هاتين العبارتين أن المرء إذا انحرف عن جادة الحق مرة، فلا تزال قدمه في الزلة والعثار. فقد قال المولوي محمد علي في بيانه يوم ١٥ مارس/ آذار ١٩١٤ أن بيعة الخليفة الأول كانت طبقًا لمشيئة الله تعالى، وأن القدر الإلهي هو الذي جعل كل الأعناق تخضع أمامه ، وأن شخصه كان بمنزلة شخص المسيح الموعود. ولكنه لم يرتدع - دعمًا لعقائده المنحرفة - عن أن يقول في يوم ۲۲ أبريل/ نيسان بأن الأمر الذي أجمع عليه كل فرد من الجماعة، بالانسجام مع مؤسسة صدر انجمن"، بعد وفاة المسيح الموعود وأمام جثمانه الطاهر، كان خلافا لوصيته، وأن الخليفة الأول كان شريكا في هذه المخالفة مشاركة تامة!!
ثانيا: والموقف المنحرف الثاني الذي اتخذه زعماء الجمعية اللاهورية لدى وفاة الخليفة الأول هو قولهم إنه إذا كان لا بد من انتخاب خليفة أو أمير في كل حال، فيجب ألا تعتبر مؤسسة صدر أنجمن" تابعةً له، وإنما تكون حرةً في اتخاذ القرارات، وتكون قراراتها هي النهائية والحاسمة ويُعتبر اجتهادها هو الناطق والحاسم، ولن يحق لأحد أن يوجه إليها أمراً، أو أن يلغي قرارًا من قراراتها. فقد قال قادة الجمعية اللاهورية في جريدتهم مشيرين إلى خلافاتهم مع الخليفة الثاني ما يلي: "إنه أي الخليفة الثاني ، يريد أن يتمتع بحرية مطلقة فيما يتعلق بمؤسسة "صدر" أنجمن أحمدية. وهذا ما لا نرضى به، لأن سيدنا المسيح الموعود قد اعتبر "الأنجمن" خليفةً لخليفة الله تعالى، وقد اعتبر قراراتها غير قابلة للنسخ ، إلا إذا تلقى أحد من المأمورين من الله تعالى إلهاما مخالفا لها".
ثانيا: والموقف المنحرف الثاني الذي اتخذه زعماء الجمعية اللاهورية لدى وفاة الخليفة الأول هو قولهم إنه إذا كان لا بد من انتخاب خليفة أو أمير في كل حال، فيجب ألا تعتبر مؤسسة صدر أنجمن" تابعةً له، وإنما تكون حرةً في اتخاذ القرارات، وتكون قراراتها هي النهائية والحاسمة ويُعتبر اجتهادها هو الناطق والحاسم، ولن يحق لأحد أن يوجه إليها أمراً، أو أن يلغي قرارًا من قراراتها. فقد قال قادة الجمعية اللاهورية في جريدتهم مشيرين إلى خلافاتهم مع الخليفة الثاني ما يلي: "إنه أي الخليفة الثاني ، يريد أن يتمتع بحرية مطلقة فيما يتعلق بمؤسسة "صدر" أنجمن أحمدية. وهذا ما لا نرضى به، لأن سيدنا المسيح الموعود قد اعتبر "الأنجمن" خليفةً لخليفة الله تعالى، وقد اعتبر قراراتها غير قابلة للنسخ ، إلا إذا تلقى أحد من المأمورين من الله تعالى إلهاما مخالفا لها".
(جريدة "بيغام صلح" ۲۲ مارس/ آذار 1914
الغريب أن زعماء الجمعية اللاهورية في تلك الأيام كانوا يرون أن صدر انجمن حرة مختارة تمام الخيار، وأن قراراتها يقينية، واجتهادها نافذ غير قابل للنسخ. ومن جهة أخرى، أتوا أعمالا تتعارض مع رأيهم هذا كل التعارض. ذلك أنهم لما وجدوا قرارات صدر" أنجمن" لا تتفق مع مآربهم ورغباتهم راحوا يضحكون عليها معرضين. وعلى سبيل المثال، لما اتخذ أعضاء "صدر أنجمن" قرارًا غير موافق لرغبات زعماء الجمعية اللاهورية، بدؤوا يطعنون في نفس تلك "الأنجمن" التي هي في رأيهم خليفة لخليفة الله تعالى، وتتمتع بكامل الحرية والخيار في قراراتها. فقد نشروا في جريدتهم "بيغام صلح" تقريراً عن أول جلسة لـ "صدر أنجمن" عُقدت بعد وفاة الخليفة الأول -أي بعد انتخاب الخليفة الثاني- ، ومما جاء في هذا التقرير :
"عقد اليوم - ١٠ أبريل/ نيسان – اجتماع لـ "صدر انجمن أحمدية"، اشترك فيه من أعضائها السادة الأفاضل: جناب صاحبزاده الميرزا محمود أحمد، ميان بشير أحمد، نواب محمد علي خان ، د مير محمد إسماعيل، د. خليفة رشيد الدين، حضرة المولوي محمد أحسن المولوي شير علي محدد الدين، المولوي محمد علي، شيخ رحمة الله، سيد محمد حسين شاه، د. الميرزا محمد يعقوب بك والمولوي صدر الدين، كما عُرضت في الاجتماع آراء خطية للسيد مير حامد علی شاه، والمولوي غلام حسن. وكان هذا أول اجتماع (للأنجمن) عُقد بعد وفاة سيدنا خليفة المسيح.
وباختصار، حضر في هذه الجلسة خمسة فقط من غير المبايعين -أي الذين لم يبايعوا الخليفة الثاني- ، وأما الباقون السبعة، فكانوا من المبايعين أو من أقاربه من أهل البيت. (وكأن زعماء الجمعية اللاهورية معترفون بأن أكثرية أعضاء "صدر" أنجمن أحمدية الحاضرين في هذه الجلسة كانت قد بايعت على يد الخليفة الثاني. ولذلك قرر هؤلاء ما شاءوا وكيفما أرادوا. حتى إنهم لما بدؤوا يقررون - على سبيل التحكم - بعض الأمور التي لم تكن في جدول الأعمال، اعترض عليه بعض الأعضاء، وطلبوا أن تسجل معارضتهم لاقتراح كذا وكذا، ولكنهم رفضوا تسجيل آرائهم.
هذه الأحداث تكشف بكل جلاء ماذا سيؤول إليه عن قريب أمر مؤسسة صدر" أنجمن أحمدية".. هذه المؤسسة التي هي خليفة لخليفة الله.
الغريب أن زعماء الجمعية اللاهورية في تلك الأيام كانوا يرون أن صدر انجمن حرة مختارة تمام الخيار، وأن قراراتها يقينية، واجتهادها نافذ غير قابل للنسخ. ومن جهة أخرى، أتوا أعمالا تتعارض مع رأيهم هذا كل التعارض. ذلك أنهم لما وجدوا قرارات صدر" أنجمن" لا تتفق مع مآربهم ورغباتهم راحوا يضحكون عليها معرضين. وعلى سبيل المثال، لما اتخذ أعضاء "صدر أنجمن" قرارًا غير موافق لرغبات زعماء الجمعية اللاهورية، بدؤوا يطعنون في نفس تلك "الأنجمن" التي هي في رأيهم خليفة لخليفة الله تعالى، وتتمتع بكامل الحرية والخيار في قراراتها. فقد نشروا في جريدتهم "بيغام صلح" تقريراً عن أول جلسة لـ "صدر أنجمن" عُقدت بعد وفاة الخليفة الأول -أي بعد انتخاب الخليفة الثاني- ، ومما جاء في هذا التقرير :
"عقد اليوم - ١٠ أبريل/ نيسان – اجتماع لـ "صدر انجمن أحمدية"، اشترك فيه من أعضائها السادة الأفاضل: جناب صاحبزاده الميرزا محمود أحمد، ميان بشير أحمد، نواب محمد علي خان ، د مير محمد إسماعيل، د. خليفة رشيد الدين، حضرة المولوي محمد أحسن المولوي شير علي محدد الدين، المولوي محمد علي، شيخ رحمة الله، سيد محمد حسين شاه، د. الميرزا محمد يعقوب بك والمولوي صدر الدين، كما عُرضت في الاجتماع آراء خطية للسيد مير حامد علی شاه، والمولوي غلام حسن. وكان هذا أول اجتماع (للأنجمن) عُقد بعد وفاة سيدنا خليفة المسيح.
وباختصار، حضر في هذه الجلسة خمسة فقط من غير المبايعين -أي الذين لم يبايعوا الخليفة الثاني- ، وأما الباقون السبعة، فكانوا من المبايعين أو من أقاربه من أهل البيت. (وكأن زعماء الجمعية اللاهورية معترفون بأن أكثرية أعضاء "صدر" أنجمن أحمدية الحاضرين في هذه الجلسة كانت قد بايعت على يد الخليفة الثاني. ولذلك قرر هؤلاء ما شاءوا وكيفما أرادوا. حتى إنهم لما بدؤوا يقررون - على سبيل التحكم - بعض الأمور التي لم تكن في جدول الأعمال، اعترض عليه بعض الأعضاء، وطلبوا أن تسجل معارضتهم لاقتراح كذا وكذا، ولكنهم رفضوا تسجيل آرائهم.
هذه الأحداث تكشف بكل جلاء ماذا سيؤول إليه عن قريب أمر مؤسسة صدر" أنجمن أحمدية".. هذه المؤسسة التي هي خليفة لخليفة الله.
وأضافوا قائلين:
"كان خليفة المسيح قد أمر المولوي شير علي بالسفر إلى إنجلترا، وكان حضرته قد أوصاه في أيامه الأخيرة مرة بعد أخرى بالذهاب إلى إنجلترا لمساعدة حضرة الخواجة المحترم -أي الخواجة كمال الدين الذي كان يعمل آنذاك كداعية في إنجلترا. (المترجم) . ولكن، واأسفاه! فإن وصيته أيضًا دفنت معه في القبر .... ومن المؤلم والمحزن للغاية أنه بالرغم من معارضة سبعة من أعضاء "الأنجمن"، الذين كانت أكثريتهم من أقارب الصاحبزاده - صاحبزاده يعني النجل، والمراد هنا مرزا بشير الدين محمود أحمد ابن الإمام المهدي والمسيح الموعود . (المترجم)-، والذين صار عددهم ثمانية بضم صوت رئيس "الأنجمن" إليهم - تمكنوا من اتخاذ هذا القرار غير المرضي، وبالتالي حرموا المولوي شير علي من هذا العمل المبارك. وهكذا ارتكبوا مخالفة لتعليمات خليفة المسيح الحق، وانتهكوا حرمتها. إنا لله وانا إليه راجعون.
ولما رأى السادة الأعضاء المسجّلة أسماؤهم أدناه أن أوامر خليفة المسيح تُنتهك بهذا الشكل المشين، لم يتمالكوا أنفسهم وانسحبوا من الاجتماع، كيلا تقع عليهم مسؤولية مخالفة هذا الإنسان المقدس
١ - مجدد الدين حضرة مولانا محمد علي،
۲- جناب شيخ رحمة الله
٣- جناب الميرزا يعقوب بك،
٤- جناب د. سيد محمد حسين".
(جريدة "بيغام صلح " ١٢ أبريل/ نيسان ١٩١٤)
هذه الأقوال لزعماء الجمعية اللاهورية تكشف بكل جلاء التعارض الغريب الموجود في موقفهم. فمن جهة، قالوا إن "صدر أنجمن أحمدية" أسمى من بيعة الخليفة وطاعته، وأن قراراتها حاسمة قطعية، وأن اجتهادها ناطق. ومن جهة أخرى، لما وجدوا قراراتها لا تتفق مع نياتهم وأهوائهم راحوا يطعنون فيها، وانسحبوا من جلستها.
ثالثا- إن إنكار المرء لحقيقة ما يؤدي إلى إنكاره لكثير من الحقائق الأخرى. وهذا بالضبط ما حدث مع الجمعية اللاهورية. فإنهم أنكروا بعد وفاة الخليفة الأول الخلافة الإسلامية الراشدة في الجماعة الإسلامية الأحمدية، ولما قيل لهم من قبل المبايعين للخليفة الثاني : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى المسيح الموعود نبيا، كما أنه قد سمي في الوحي النازل عليه نبيا بكل صراحة، والخلافة فرع للنبوة، وحكمُ الفرع كحكم أصله، كما صرح به سيدنا الخليفة الأول، لذا، فكيف يمكن أن تُنكروا لزوم الخليفة؟ فقام زعماء الجمعية اللاهورية - من جراء حماسهم لإنكار الخلافة – بإنكار نبوة سيدنا المسيح الموعود أصلا. إنهم لم يقدروا في بادئ الأمر على إنكار نبوته صراحةً، بل ظلوا في البداية يذكرونه بلقب "نبي" في بعض كتاباتهم، ففي ٢٢ مارس/ آذار ١٩١٤ كتبوا في افتتاحية جريدتهم "بيغام صلح" تحت عنوان بارز: "إننا أعضاء من جماعة نبي".
كما قالوا موجهين الخطاب للمولوي شير علي : "تتفوه الآن بهذا الكلام الدال على الغباء خلافًا لما قاله مرسل ومأمور من عند الله تعالى.
هذه الأقوال لزعماء الجمعية اللاهورية تكشف بكل جلاء التعارض الغريب الموجود في موقفهم. فمن جهة، قالوا إن "صدر أنجمن أحمدية" أسمى من بيعة الخليفة وطاعته، وأن قراراتها حاسمة قطعية، وأن اجتهادها ناطق. ومن جهة أخرى، لما وجدوا قراراتها لا تتفق مع نياتهم وأهوائهم راحوا يطعنون فيها، وانسحبوا من جلستها.
ثالثا- إن إنكار المرء لحقيقة ما يؤدي إلى إنكاره لكثير من الحقائق الأخرى. وهذا بالضبط ما حدث مع الجمعية اللاهورية. فإنهم أنكروا بعد وفاة الخليفة الأول الخلافة الإسلامية الراشدة في الجماعة الإسلامية الأحمدية، ولما قيل لهم من قبل المبايعين للخليفة الثاني : إن النبي صلى الله عليه وسلم قد سمى المسيح الموعود نبيا، كما أنه قد سمي في الوحي النازل عليه نبيا بكل صراحة، والخلافة فرع للنبوة، وحكمُ الفرع كحكم أصله، كما صرح به سيدنا الخليفة الأول، لذا، فكيف يمكن أن تُنكروا لزوم الخليفة؟ فقام زعماء الجمعية اللاهورية - من جراء حماسهم لإنكار الخلافة – بإنكار نبوة سيدنا المسيح الموعود أصلا. إنهم لم يقدروا في بادئ الأمر على إنكار نبوته صراحةً، بل ظلوا في البداية يذكرونه بلقب "نبي" في بعض كتاباتهم، ففي ٢٢ مارس/ آذار ١٩١٤ كتبوا في افتتاحية جريدتهم "بيغام صلح" تحت عنوان بارز: "إننا أعضاء من جماعة نبي".
كما قالوا موجهين الخطاب للمولوي شير علي : "تتفوه الآن بهذا الكلام الدال على الغباء خلافًا لما قاله مرسل ومأمور من عند الله تعالى.
(بیغام صلح ١٢ أبريل/ نيسان ١٩١٤)
ولكنهم بدؤوا شيئًا فشيئًا ينكرون نبوة سيدنا المسيح الموعود محتجين بمصطلحات "النبي الظلي" و"النبي البروزي"، ووضعوا الأساس لهذا الإنكار في جريدتهم على النحو التالي، حيث كتبوا:
"ورد" في جريدة "الفضل " -وهي لسان حال الجماعة الإسلامية الأحمدية التابعة للخلافة. المترجم- أن جريدة "كرزن غزت" قد كتبت أن السيد الميرزا غلام أحمد لم يكن نبيا، لذا، فيخلفه ابنه. وهذا خطأ منها. ذلك أن سيدنا الميرزا كان نبيًّا، ويجب حسم قضية خلافته على النحو الذي حُسمت به قضية خلافة الأنبياء الآخرين".
"ورد" في جريدة "الفضل " -وهي لسان حال الجماعة الإسلامية الأحمدية التابعة للخلافة. المترجم- أن جريدة "كرزن غزت" قد كتبت أن السيد الميرزا غلام أحمد لم يكن نبيا، لذا، فيخلفه ابنه. وهذا خطأ منها. ذلك أن سيدنا الميرزا كان نبيًّا، ويجب حسم قضية خلافته على النحو الذي حُسمت به قضية خلافة الأنبياء الآخرين".
كان بودنا أن نعلّق على هذا المقال (المنشور في "الفضل")، ولكن مقالتنا هذه قد طالت مسبقًا، لذا فإننا نكتفي في هذه العجالة بتسجيل ملاحظة مختصرة.
الغريب أن "الفضل" قد اعترفت في عددها السابق بأن حضرة المرزا صاحب كان نبيًّا ظلّيًّا، ولكنها كتبت الآن أن حضرة المرزا صاحب كان نبيًّا كالأنبياء الآخرين. هل جميع الأنبياء كانوا أنبياء مثل حضرة المرزا صاحب أم أنهم كلهم كانوا أنبياء ظلّيين؟
الغريب أن "الفضل" قد اعترفت في عددها السابق بأن حضرة المرزا صاحب كان نبيًّا ظلّيًّا، ولكنها كتبت الآن أن حضرة المرزا صاحب كان نبيًّا كالأنبياء الآخرين. هل جميع الأنبياء كانوا أنبياء مثل حضرة المرزا صاحب أم أنهم كلهم كانوا أنبياء ظلّيين؟
الحق أن مصطلح "الظلي" و"البروزي" مصطلح يخص جماعةً الصوفية، لا جماعة الأنبياء. هل هناك نبي جاء إلى الدنيا وقال إنه نبي ظلي أو بروزي، أو قام هكذا بشرح نبوته وتوضيحها، ووصف نبوته بهذه المواصفات؟ وقسم النبوة بهذا الشكل باستخدام كلمات مثل النبي المستقل، والنبي غير المستقل، والنبي الجزئي، والنبي الطفيلي، والنبي الشرعي، والنبي غير الشرعي، والنبوة الكاملة والنبوة غير الكاملة وما إلى ذلك؟ وهل فرّق بين نبوة أحد من الأنبياء؟
الحق أن كلمات مثل "الظلي" و"البروزي" إنما هي مصطلحات الصوفية. وهؤلاء الصلحاء هم الذين فرّقوا بين النبوة التشريعية وغير التشريعية بعض الشيء، ولكن لا توجد مثل هذه الكلمات في القرآن ولا في الحديث ولا في صحف الأنبياء".
الحق أن كلمات مثل "الظلي" و"البروزي" إنما هي مصطلحات الصوفية. وهؤلاء الصلحاء هم الذين فرّقوا بين النبوة التشريعية وغير التشريعية بعض الشيء، ولكن لا توجد مثل هذه الكلمات في القرآن ولا في الحديث ولا في صحف الأنبياء".
(جريدة "بيغام صلح ١٢ أبريل/ نيسان ١٩١٤)
فمجمل القول إن حماس الجمعية اللاهورية في إنكار الخلافة أدى بهم إلى إنكارهم نبوة سيدنا أحمد . لقد اتخذوا تعبيرات الظلي و " البروزي" - التي استخدمها إشارة إلى مقامه العالي حجة لإنكار نبوته نهائيا. مع أن هذه الكلمات لا تنفي نبوته، وإنما تدل على سمو مقامه. ذلك أن النبوة الحقيقية إنما هي نبوة نبينا محمد رسول الله ، أما سواها من النبوات والمقامات والدرجات الروحانية الأخرى، فليست إلا ظلا للنور المحمدي. ذلك أن نبينا هو الغاية من خلق هذا الكون، وأن النور المحمدي هو الذي خُلق قبل أي شيء، طبقا للحديث الشريف: "أولُ ما خلق الله نوري، وأن سائر النبوات والكمالات الروحانية إنما كانت انعكاسا وظلا للنور المحمدي في واقع الأمر. ولكن ما لم يظهر النبي بشخصه المبارك في هذه الدنيا، ولم ينزل الكتاب
الكامل القرآن الكريم، لم يستطع أحد أن يصبح ظلا للنبي بشكل أكمل وأتم، وبالتالي ، لم يسمَّ أي من الأنبياء نبيا ظليا. ولكن لما ظهر النبي فداه نفسي في العالم، ونزل الكتاب الكامل في شكل القرآن الكريم.. فالذي تفانى في الرسول الكريم تفانيا كاملا وصار ظلا له كاملا، استحق أن يُطلق عليه هذا اللقب العظيم: "النبي الظلّيّ". أما الأنبياء الذين كانوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينالوا لقب "النبي الظلي" لكونهم ظلا جزئيا له. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وبارك وسلّم إنك حميد مجيد.
الكامل القرآن الكريم، لم يستطع أحد أن يصبح ظلا للنبي بشكل أكمل وأتم، وبالتالي ، لم يسمَّ أي من الأنبياء نبيا ظليا. ولكن لما ظهر النبي فداه نفسي في العالم، ونزل الكتاب الكامل في شكل القرآن الكريم.. فالذي تفانى في الرسول الكريم تفانيا كاملا وصار ظلا له كاملا، استحق أن يُطلق عليه هذا اللقب العظيم: "النبي الظلّيّ". أما الأنبياء الذين كانوا قبل النبي صلى الله عليه وسلم، فلم ينالوا لقب "النبي الظلي" لكونهم ظلا جزئيا له. اللهم صلِّ على محمد وآل محمد وبارك وسلّم إنك حميد مجيد.
تعليقات
إرسال تعليق