المؤامرة الكبرى
بسم الله الرحمن الرحيم.
نحمده ونصلي على رسوله الكريم.
كلمة الناشر:
لقد قال سيدنا محمد المصطفى عن الصالحين من علماء أمته أنهم كأنبياء بني إسرائيل، ثم إن هذا النبي الصادق المصدوق نفسه قــــد أنذر أيضًا وقال: "يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقــى مـــن الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه. مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شرُّ مَنْ تحت أديم السماء؛ من عندهم تخرج الفتنةُ وفيهم تعود". (مشكاة المصابيح، كتاب العلم) .
كلمة الناشر:
لقد قال سيدنا محمد المصطفى عن الصالحين من علماء أمته أنهم كأنبياء بني إسرائيل، ثم إن هذا النبي الصادق المصدوق نفسه قــــد أنذر أيضًا وقال: "يوشك أن يأتي على الناس زمان لا يبقــى مـــن الإسلام إلا اسمه ولا يبقى من القرآن إلا رسمه. مساجدهم عامرة وهي خراب من الهدى، علماؤهم شرُّ مَنْ تحت أديم السماء؛ من عندهم تخرج الفتنةُ وفيهم تعود". (مشكاة المصابيح، كتاب العلم) .
وها نحن نرى اليوم هذه الأنباء النبوية تتحقق أمام أعيننا وفي كل مكان، إذ أصبح معظم مشائخ المسلمين وعلمائهم، إلا قليلا منهم، يهرولون وراء مآربهم الخاصة ووراء أهداف حكامهم وساستهم، الذين يغدقون عليهم الأموال ليشغلوا الشعوب المسلمة عنهم وعما يأتونه من المنكرات .
ومن أنكر ما يأتي به هؤلاء المشائخ هو فتاوى التكفير وإثارة الفتن ضد كل من يختلف معهم في قليل أو كثير. وأوضح مثال على ذلك ما يفعله هؤلاء ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية، التي اتخذها أولاً علماء الهند وباكستان عرضةً لتهم منكرة، وقد انضم إليهم اليوم المشائخ المستأجرون لدى رابطة العالم الإسلامي التابعة للحكومة السعودية. لقد آلى هؤلاء على أنفسهم أن لا يألوا جهدًا في سبيل تشويه وجه هذه الجماعة المباركة ومؤسسها عليه السلام.
ومن أهم ما يرمونها به من تهم باطلة أنها تتآمر مــــع الصهاينة والبهائيين، وأنها من تلك التيارات الهدامة مثل البهائية والماسونية. مع أن أول من تصادم مع البهائية هي الجماعة الإسلامية الأحمدية، وذلك من خلال مناظرات وكتابات ومنشورات أصدرتها ضد البهائيين. لقد تصدى المسلمون الأحمديون للبهائية في وقت كان فيه "ملوك الذهب الأسود" غارقين في سبات عميق، وحين لم يكن لديهم بعد أرصدة وأموال كالجبال لاستئجار المشائخ المغرضين ولبناء المراكز الإسلامية لتضليل المسلمين وتفريقهم.
ولما كانت التهمة القائلة بأن "الأحمدية ليست إلا وجها ثانيا للبهائية، والماسونية والصهيونية، قد اتخذت منحى خطيرًا ومتشددًا، رأينا من الضروري نشر كتاب يطلع المنصفون من خلاله على حقائق لا تُنكر ليتأكدوا من نوايا هؤلاء المتسترين بعباءة خدمة الحرمين الشريفين، والذين يمنعون أفراد جماعتنا الأحمدية حتى من زيارة بيت الحرام، متناسين قول الله تعالى : ومَن أَظْلَمُ مِمَّن منع مساجدَ الله أن يُذكر فيها اسْمُه) (البقرة: (۱۱۵) ، ومخالفين قول الرسول: "من صلى صلاتنا، واستقبل قبلتنا، وأكل ذبيحتنا، فذلك المسلم الذي لــــه ذمّة الله وذمة رسوله؛ فلا تخفروا الله في ذمته". (البخاري، كتــاب الصلاة).
وإليك أيها القارئ الكريم، نقدم بعض الحقائق في هذا الصدد، تاركين لك الحكم في الأمر. وعلى الله قصد السبيل.
لقد ساهم في مراجعة هذا العمل المبارك كل من السادة الأفاضل: محمد أعظم إكسير، تميم أبو دقة عوني الشريف، هاني طاهر، عبد المجيد عامر، محمد طاهر نديم وعبد المؤمن طاهر. جزاهم الله أحسن الجزاء.
نسأل الله تبارك وتعالى أن يجعل هذا الكتاب نافعا لعباده، وأن يوفق من يقرأه لمعرفة الحق واتباعه. آمين.
الناشر.
الناشر.
منذ أوائل السبعينيات، يقوم بعض المشايخ المغرضين بحملة مسعورة ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية في باكستان حملة لم يسبق لها مثيـل في تاريخ هذه الجماعة، تستهدف القضاء التام على الأحمدية بكل الوسائل المتاحة.
لقد سبق وقامت ضد الجماعة الإسلامية الأحمدية في الماضـي محاولات متكررة استهدفت هي الأخرى الحد من نشاطها والقضـــاء عليها، إلا أن هذه الحملة جاءت قمةً في ضراوتها وشراستها، واتسمت بطابع جديد، واتبعت استراتيجية جديدة. ومن أهم مميزاتها ما يلي:
أ: اقتحام الحكومة الباكستانية إلى جانب المشايخ في معركتهم ضد الأحمدية.
ب: تبنّي المملكة العربية السعودية بواسطة رابطة العالم الإسلامي، دعم مقاومة الأحمديين في باكستان وخارجها.
ب: تبنّي المملكة العربية السعودية بواسطة رابطة العالم الإسلامي، دعم مقاومة الأحمديين في باكستان وخارجها.
ج: عرض الأحمدية والبهائية وكأنهما عدو واحد مشترك للعــالم الإسلامي.
الواقع أن مقاومة الأحمدية منذ قيامها لم تتوقف ولم تنقطع يوما من الأيام، إلا أن هذه الحملة الأخيرة تستدعي التأمل والتفكير بشكل خاص، ذلك أنها جاءت بعد أربع هزات عنيفة تعرضت لها الجماعـــة منذ تأسيسها، على فترات تتراوح ما بين عشر أو عشرين سنة، وفي كل مرة كان الهدف تمزيق الجماعة والقضاء عليها، ولكن المهم في الأمر أن الأحمدية في هذه الحملات أو الهزات خرجت على الدوام قويةً معززة، وفي هذه الحملة الأخيرة أيضا ستخرج منتصرة معززة بعون الله.
وفيما يلي ذكر هذه الحملات بالاختصار عبرة لمن يعتبر.
الهزات الأربع:
الهزة الأولى حدثت سنة ١٩١٤ عندما نشأت في الجماعة حركة انفصالية استهدفت الإطاحة بنظام الخلافة، وكادت تمزق وحـــدة الجماعة. لكن هذه المحاولة الخبيثة فشلت وأحبطت تماما، واستمرت الخلافة في الجماعة قائمة راسخة كما أراد لها الله سبحانه وتعالى، وكما يريد لها بل ويفرض عليها نظام الحكم الإسلامي.
الهزة الثانية حدثت بعد عشرين عاما من الأولى في السنة ١٩٣٤، أثناء الحكم البريطاني بالهند، حين دبر حزب الأحرار - هم فئة من المشايخ المتطرفين وأتباعهم المتعصبين الذين هــــم أعـداء ألــداء للأحمدية. لقد عارضوا بشدة وعنف فكرة تأسيس باكستان، وانضموا إلى حزب الكونغرس الهندوسي المعارض لتأسيس باكستان. لقد سموا القائد الأعظم السيد محمد علی جناح بـ "الكافر الأعظم" حينما كان يرأس حزب "العصبة الإسلامية" أو "مسلم ليغ" الذي أيده واجتمع تحت لوائه المسلمون الهنود لتأسيس باكستان- في إقليم "البنجاب" مؤامرة خبيثة استهدفت تدمير مركز الجماعة والقضاء على مؤسساتها في "قاديان". وقد حالفهم الحظ حيث تواطأ معهم حاكم البنجاب البريطاني، ذلك الحاكم الذي كان هو الآخر يخشى نفوذ إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك الخليفة الثاني للإمام المهدي والمسيح الموعود. ولكنهم مع ذلك عادوا خائبين مخذولين دون أن ينالوا مـــــن الجماعة نيلاً . ومرة أخرى، خرجت الجماعة بفضل الله وتأييده عزيزة منتصرة رافعة الرأس.
الهزة الأولى حدثت سنة ١٩١٤ عندما نشأت في الجماعة حركة انفصالية استهدفت الإطاحة بنظام الخلافة، وكادت تمزق وحـــدة الجماعة. لكن هذه المحاولة الخبيثة فشلت وأحبطت تماما، واستمرت الخلافة في الجماعة قائمة راسخة كما أراد لها الله سبحانه وتعالى، وكما يريد لها بل ويفرض عليها نظام الحكم الإسلامي.
الهزة الثانية حدثت بعد عشرين عاما من الأولى في السنة ١٩٣٤، أثناء الحكم البريطاني بالهند، حين دبر حزب الأحرار - هم فئة من المشايخ المتطرفين وأتباعهم المتعصبين الذين هــــم أعـداء ألــداء للأحمدية. لقد عارضوا بشدة وعنف فكرة تأسيس باكستان، وانضموا إلى حزب الكونغرس الهندوسي المعارض لتأسيس باكستان. لقد سموا القائد الأعظم السيد محمد علی جناح بـ "الكافر الأعظم" حينما كان يرأس حزب "العصبة الإسلامية" أو "مسلم ليغ" الذي أيده واجتمع تحت لوائه المسلمون الهنود لتأسيس باكستان- في إقليم "البنجاب" مؤامرة خبيثة استهدفت تدمير مركز الجماعة والقضاء على مؤسساتها في "قاديان". وقد حالفهم الحظ حيث تواطأ معهم حاكم البنجاب البريطاني، ذلك الحاكم الذي كان هو الآخر يخشى نفوذ إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك الخليفة الثاني للإمام المهدي والمسيح الموعود. ولكنهم مع ذلك عادوا خائبين مخذولين دون أن ينالوا مـــــن الجماعة نيلاً . ومرة أخرى، خرجت الجماعة بفضل الله وتأييده عزيزة منتصرة رافعة الرأس.
الهزة الثالثة حدثت بعد ذلك بحوالي عشرين سنة أخـــرى، حـــين وقعت سنة ۱۹٥٣ في باكستان اضطرابات "البنجاب" الدموية ١٩٥٣ المعروفة، وثار بعض المتعصبين من رجال الدين مطالبين الحكومة بإبعاد الأحمديين عن المراكز الهامة والقيادية في الحكومة والجيش. وركزوا مطالبتهم على تنحية السير محمد ظفر الله خان الأحمدي عن منصبه كوزير للخارجية الباكستانية بعد أن ذاع صيته في الحلبــة الدوليــة وخاصة في أروقة الأمم المتحدة وبين الدول الإسلامية والعربية. وكان بين الذين قادوا تلك الحملة الشيخ أبو الأعلى المودودي أحد أعداء الأحمدية وقد أدت تلك الاضطرابات إلى استشهاد العديد من أبناء الأحمدية المسالمين. لكن الحكومة حينئذ لم تخضع لمطالب أولئك المشايخ المتطرفين حتى إنها اضطرت لإخمادها بواسطة الجيش. كما أقامت لجنة للتحقيق في أسباب الاضطرابات، وصدرت نتائج التحقيق في التقرير المشهور والمعروف بـ"تقرير منير". وقــــد أُديـــن الشيخ المودودي بخيانة الدولة وحُكم عليه بالإعدام، الذي خفف فيما بعد إلى السجن.
الهزة الرابعة حدثت بعد عشرين سنة أخرى، حين أشعل علماء السوء نارَ هذه الحملة التي بدأت سنة ١٩٧٤ وامتد أوارهــا حــتى اليوم - علما أن هذا المقال قد أعدَّ أول مرة عام ۱۹۸۸، ويُنشر الآن في صورة كتاب بعد تعديلات مناسبة وإضافات مفيدة.-، وبلغت أوجَها عام ١٩٨٤ في عهد إمامنا الراحل - رحمه الله - مولانا ميرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود. ومما يميز هذه الحملة:
الهزة الرابعة حدثت بعد عشرين سنة أخرى، حين أشعل علماء السوء نارَ هذه الحملة التي بدأت سنة ١٩٧٤ وامتد أوارهــا حــتى اليوم - علما أن هذا المقال قد أعدَّ أول مرة عام ۱۹۸۸، ويُنشر الآن في صورة كتاب بعد تعديلات مناسبة وإضافات مفيدة.-، وبلغت أوجَها عام ١٩٨٤ في عهد إمامنا الراحل - رحمه الله - مولانا ميرزا طاهر أحمد الخليفة الرابع للإمام المهدي والمسيح الموعود. ومما يميز هذه الحملة:
أولاً : : إنها فاقت جميع المحاولات السابقة في حدتها وضراوتها بحيـــــث يمكننا وبحق أن نطلق عليها "المؤامرة الكبرى".
ثانيًا : لقد أخذت هذه الحملة أوجها جديدة ونواحي غريبة عن الدين، وركزت على اتهامات لم تواجه الجماعة مثلها في الماضي.
ثالثًا: والأغرب والأهم من كل هذا مشاركة الحكومات الإسلامية ووقوفها إلى جانب المشايخ الأشرار ومثيري الفتنة ضد الجماعـــة الإسلامية الأحمدية، وخاصة في باكستان، بدل أن تتولى هذه الحكومات مهمة الحفاظ على سلامة وأمن وتقدم مواطنيها جميعا، الأمر الذي زاد الموقف حدة وخطورة.
وسأبين بالتفصيل هذه الأوجه قدر ما يتسنى لي، كي يقف القارئ الكريم على حقيقة هذه المؤامرة وخطورتها.
تولي الحكومة الباكستانية مقاومة الأحمدية:
لقد تصدّر المعارضة الأحمدية منذ قيامها وحتى اليوم بعض رجال الدين المغرضين والعلماء المتعصبين الذين يؤمنون بأن لا بأس من الكذب لحماية الحق، وكأن الحق لا يقدر على أن يدافع عن نفسه بقوة الصدق ويعلو بالحجة والبرهان، وإنما هو بحاجة إلى افتراءات هؤلاء الكاذبين. فأصدر هؤلاء على مر السنين عديدا من الفتاوى الباطلة والبيانات الزائفة ضد الأحمدية؛ لكنها لم تجدهم نفعًا، ولم تحقق لهم ما أرادوا من إساءة للأحمدية وكبح لنشاطها. فاتجهوا إلى ناحيــــة جديدة ، هي تحريض الحكومات الإسلامية وتجنيدها قدر الإمكـــان لضرب هذه الجماعة. فبعد أن يَئسوا من الوسائل الأخرى وأفلســوا دينيا ألقوا بكل ثقلهم في هذا الاتجاه الجديد. وستكون هذه – بإذن الله تعالى - آخر محاولة لهم وضربة اليأس الأخيرة منهم لمقاومة هذه الحركة الدينية حتى بوسائلهم اللادينية. فما داموا قد فشلوا في استخدام الوسائل الدينية فكم بالأحرى أن يفشلوا بلجوئهم إلى الوسائل اللادينية. ونحن واثقون من أنهم فاشلون لا محالة إن شاء الله، فإن الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون.
في نشر هذه الدعاية المسعورة ضد الأحمدية ، أخذت السعودية نصيب الأسد، بالإضافة إلى حكومة باكستان. كذلك قام مجلس الشعب بمصر بعقد دورة خاصة للبحث في أمر مدعي النبوة، وخلصوا مدعي النبوة يقام عليه حكم المرتد ، أي القتل. ولكن سنأتي على هذا التفصيل فيما بعد.
ولقد اتخذ أولئك المشايخ باكستان أول هدف لحملتهم هذه؛ إذ يقيم فيها أكبر مجموعة من الأحمديين وفيها قيادة الجماعة ومركزها العام. وظنوا أنهم إن أفلحوا في القضاء على الأحمدية في موطنها ومركزها الأكبر، فسوف تضعف وتتلاشى فروع الأحمدية المنتشرة في بلدان العالم، وتعجز عن المقاومة والصمود لوحدها.
في هذه الحملة الأخيرة، ركز هؤلاء العلماء، بقيادة الشيخ محمـــود يوسف الحسيني، ضغوطهم وجهودهم على حكومة باكستان، وبدعم وتشجيع من المملكة العربية السعودية حتى رضخت الحكومة لمطالبهم. فبعد أن أدانت الحكومة الباكستانية هؤلاء المشايخ سنة ١٩٥٣ بإثارة الشغب والفتنة وبالخيانة، أصدرت في سنة ١٩٧٤، نزولاً عند رغبــــة المشايخ أنفسهم، وفي عهد رئيس الوزراء ذو الفقار على "بوتو" قانونًا برلمانيًا لأول مرة يقضي بأن الأحمديين في باكستان أقلية غير مسلمة، وهو ما كان يطالب ويحلم بتحقيقه أولئك المشايخ منذ سنين. وهكذا أقحمت الحكومة الباكستانية نفسها ولأول مرة في هذا الصراع، فاتخذ العلماء منها مطية طيعة لتحقيق مآربهم الخبيثة وأهدافهم السيئة.
لقد كان موقف الضعف هذا من قبل حكومة باكستان حافزا شجّع أولئك المشايخ لمواصلة ضغوطهم على الحكومة بحيث لم يكتفوا بأن يظل ذلك القانون المشؤوم حبرًا على ورق، بل طالبوا بتنفيذه قولا وعملا من قبل السلطات الحكومية المختصة. ونزولاً عند رغبتهم، قام الجنرال ضياء الحق، حاكم باكستان، وهو ابن أحد هؤلاء المشايخ المناوئين للأحمدية سنة ١٩٨٤ بإصدار مرسوم رئاسي يقضي بمنع الأحمديين من ممارسة الطقوس والمراسيم الإسلامية باعتبارهم أقلية غير مسلمة. فمنعهم بالقانون العسكري من إعلان الشهادة والجهر بقراءة القرآن ورفع الأذان، ومَنَعَهم أيضًا من تسمية أماكن عبادتهم باســـم مساجد أو جوامع، والتوجه إلى الكعبة المشرفة في صلواتهم ومــا إلى ذلك. وتضمَّنَ ذلك المرسوم أيضا فرض عقوبات بالسجن والغرامات المالية للمخالفين.
لقد تسبب هذا الإجراء الحكومي التعسفي في مضايقات للأحمديين لا حد لها. فمنعوا من القيام بأي نشاط ديني، وأُغلقت دور النشر في المركز العام للجماعة بمدينة ربوة، وأقصوا عـــن المناصب القيادية سواء في الحكومة أو في الجيش، ولاقى أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية أبشع أنواع الظلم والاضطهاد الديني، واستشهد وسجن الكثيرون منهم لا لسبب إلا لأنهم رفضوا التنازل عن دينهم الإسلام، ولأنهم رفضوا خلعَ شارة التوحيد من على صدورهم.
لقد كان موقف الضعف هذا من قبل حكومة باكستان حافزا شجّع أولئك المشايخ لمواصلة ضغوطهم على الحكومة بحيث لم يكتفوا بأن يظل ذلك القانون المشؤوم حبرًا على ورق، بل طالبوا بتنفيذه قولا وعملا من قبل السلطات الحكومية المختصة. ونزولاً عند رغبتهم، قام الجنرال ضياء الحق، حاكم باكستان، وهو ابن أحد هؤلاء المشايخ المناوئين للأحمدية سنة ١٩٨٤ بإصدار مرسوم رئاسي يقضي بمنع الأحمديين من ممارسة الطقوس والمراسيم الإسلامية باعتبارهم أقلية غير مسلمة. فمنعهم بالقانون العسكري من إعلان الشهادة والجهر بقراءة القرآن ورفع الأذان، ومَنَعَهم أيضًا من تسمية أماكن عبادتهم باســـم مساجد أو جوامع، والتوجه إلى الكعبة المشرفة في صلواتهم ومــا إلى ذلك. وتضمَّنَ ذلك المرسوم أيضا فرض عقوبات بالسجن والغرامات المالية للمخالفين.
لقد تسبب هذا الإجراء الحكومي التعسفي في مضايقات للأحمديين لا حد لها. فمنعوا من القيام بأي نشاط ديني، وأُغلقت دور النشر في المركز العام للجماعة بمدينة ربوة، وأقصوا عـــن المناصب القيادية سواء في الحكومة أو في الجيش، ولاقى أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية أبشع أنواع الظلم والاضطهاد الديني، واستشهد وسجن الكثيرون منهم لا لسبب إلا لأنهم رفضوا التنازل عن دينهم الإسلام، ولأنهم رفضوا خلعَ شارة التوحيد من على صدورهم.
وفي هذا الجو المحموم والمحاولات المتواصلة لكبح نشاط إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك ، وهو الخليفة الرابع لمؤسس هذه الجماعة، والقيود التي فرضتها الحكومة عليه وعلى أفراد الجماعة، لم ير الخليفة بدا من أن يهاجر إلى خارج باكستان حيث يتمكن من تأدية واجبــــه بأمن وحرية ، وقد زادت هذه الهجرة من غيظ الحكومة واضطهاداتها للأحمدية.
لقد تجاوزت حكومة باكستان بعملها هذا كل الحدود، وهتكت كل القيم الإنسانية، وضربت بتعاليم الإسلام السمحة عُرض الحائط. وفيما يلى ما نشرته الصحف الباكستانية وهو تصريح من الشيخ "ملا تاج محمد" زعيم جمعية "ختم النبوة" في مقاطعة بلوشستان. علمًا أن هذه الجمعية هي التي تقف اليوم وراء حملة الاضطهاد ضـد الأحمديين. فأثناء محاكمة جرت لأحد الأحمديين الذي ضُرب وسُجن لأنه علّق شارة الشهادة على صدره قال هذا الشيخ أمام المحكمة بلا خجل وحياء: "صحيح أن ما نعامل به الأحمديين اليوم يشبه معاملة أهل مكة للنبي عندما كان يجهر أمام الناس بالشهادة".
لقد تطرق إمامنا الراحل الخليفة الرابع – رحمه الله – إلى هـذه الممارسات ضد الأحمديين في خطبة الجمعة ١٩٨٦/٦/١٣. ومما ذكره فيها ، أن وزير الأوقاف الباكستاني الحاج كريم ، وجـــه إلى الأحمديين في باكستان إنذارًا بأن يقبلوا قرار الحكومة الذي جاء على حد قوله ديمقراطيا ومعبرًا عن رغبة الشعب الباكستاني ،وأن يقلعوا عن ممارسة الطقوس الإسلامية والجهر بها، لأن القانون ألغى علاقتهم وصلتهم بالإسلام حسب زعمه، و كمواطنين باكستانيين عليهم يحترموا القانون ولا يكونوا من الخارجين عليه، ونَصَحَهم بأنهم إن لم يقبلوا بهذه النصيحة فسيتحملون النتائج.
لقد تجاوزت حكومة باكستان بعملها هذا كل الحدود، وهتكت كل القيم الإنسانية، وضربت بتعاليم الإسلام السمحة عُرض الحائط. وفيما يلى ما نشرته الصحف الباكستانية وهو تصريح من الشيخ "ملا تاج محمد" زعيم جمعية "ختم النبوة" في مقاطعة بلوشستان. علمًا أن هذه الجمعية هي التي تقف اليوم وراء حملة الاضطهاد ضـد الأحمديين. فأثناء محاكمة جرت لأحد الأحمديين الذي ضُرب وسُجن لأنه علّق شارة الشهادة على صدره قال هذا الشيخ أمام المحكمة بلا خجل وحياء: "صحيح أن ما نعامل به الأحمديين اليوم يشبه معاملة أهل مكة للنبي عندما كان يجهر أمام الناس بالشهادة".
لقد تطرق إمامنا الراحل الخليفة الرابع – رحمه الله – إلى هـذه الممارسات ضد الأحمديين في خطبة الجمعة ١٩٨٦/٦/١٣. ومما ذكره فيها ، أن وزير الأوقاف الباكستاني الحاج كريم ، وجـــه إلى الأحمديين في باكستان إنذارًا بأن يقبلوا قرار الحكومة الذي جاء على حد قوله ديمقراطيا ومعبرًا عن رغبة الشعب الباكستاني ،وأن يقلعوا عن ممارسة الطقوس الإسلامية والجهر بها، لأن القانون ألغى علاقتهم وصلتهم بالإسلام حسب زعمه، و كمواطنين باكستانيين عليهم يحترموا القانون ولا يكونوا من الخارجين عليه، ونَصَحَهم بأنهم إن لم يقبلوا بهذه النصيحة فسيتحملون النتائج.
إن ما يجري اليوم في باكستان يذكرنا بمحاكم التفتيش التي أُسست بأسبانيا لتنصير المسلمين واليهود قهرًا ، حيث يُروى في كتب الأدب عن أحد أمراء بني الأحمر من ملوك الأندلس ومؤسســــي مجـــدها وعظمتها، حين سيق ذليلا مُهانًا إلى المحكمة، ولما مثل أمام قضاة المحكمة، قال له الرئيس: "لن يُثبت براءتك إلا أمرٌ واحد، وهو أن تترك دينك وتعتنق دين المسيح". فطار الغضب في رأس الأمير وصرخ صرخة دوّت بها أرجاء القاعة وقال: "في أي كتاب من كتبكم وفي أي عهد من عهود أنبيائكم ورسلكم أن سفك الدماء عقاب الذين لا يؤمنون بإيمانكم ولا يدينون بدينكم؟! من أي عالم من عوالم الأرض والسماء أتيتم بهذه العقول التي تصور لكم أن الشعوب تساق إلى الإيمان سوقا، وأن الناس يُسقون العقائد كما يسقون الماء والخمر".
وفي هذا العصر، فقد ظل إمامنا الراحل الخليفة الرابع - رحمه الله - يتحدى هؤلاء الأقزام من وزراء وعلماء ورفع صرفع صرخة دوت وتدوّي وتجلجل ليس في أرجاء باكستان فحسب، بل في العالم أجمع. لقد جاء جواب الخليفة هذا في خطبة الجمعة ١٣ حزيران ١٩٨٦ حيث قال: "لقد أجمعت زعامة قريش وسادتها على أن يمنعوا محمــدا من إعلان الشهادة وممارسة دين التوحيد في قومه، ونصحوا له بنفس الأسلوب الذي استعمله وزير الأوقاف الباكستاني اليوم بأن يقلـــع الأحمديون عما يدعون الناس إليه، وحاولوا إغراء النبي صلى الله عليه وسلم بكل الوسائل. فرد عليهم النبي بذلك الجواب الخالد: "والله لو وضعتم الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يُظهِرَه الله أو أَهلَكَ دونه" . واليوم هذا هو جوابي لأولئك الوزراء والعلماء، وإني أعلن لهم وللعالم أجمع باسم كل الأحمديين صغارًا وكبارًا ونساء ورجالا بأننا مسئولون وملتزمون أمام الله فقط، ولا يمكن لأحد أن يفرض علينا عقيدة أو يردّنا عما نعتقد به".
يدَّعون بأن القرار كان ديمقراطيا وشعبيا وعلينا أن نقبل بــه، ولكني أسألهم : إذا اتخذت حكومة الهند قرارا ديمقراطيا شعبيا كقراركم بأن المسلمين في الهند أقلية غير مسلمة وعليهم أن ينكروا الشهادة. فهل يا تُرى يروق ذلك الإجراء لمن يسمون أنفسهم علماء في باكستان؟ كلا ثم كلا ، إنهم سيعارضون هذا الإجراء ومعهم جميع المسلمين في العالم. إذًا، فكيف يطبقون علينا هذه القاعدة في دولـــة باكستان المسلمة؟!".
إنه لأمر مضحك جدا بل يبعث على السخرية. إن طَلَبَ هؤلاء المشايخ أن نتنكر لشهادتنا مردود ومرفوض، ولن نهادن ولن نســـاوم أحدا في معتقدنا تماما، كما أن النبي لم يهادن و لم يساوم الكفـــار في دينه. إن هذه الإجراءات الغاشمة الظالمة لن ترهبنا ولن تخيفنا، فدار الظالمين هي دار الخراب وهى دار البوار دائما وأبدًا.
خلاصة القول، إن محاولات رجال الدين ومقاومتهم للأحمدية على المستوى الديني لحوالي قرن من الزمان قد ثبت فشلها وعقمها، ولم تجدهم الفتاوى المتكررة والاشتهارات والإعلانات المعادية للأحمدية شيئا، إذ لم يستطيعوا مقارعة الحجة بالحجة، فراح هؤلاء العلماء يستغيثون بالحكومات العلمانية مطالبين بالقيام بإجراءات من نوع آخر للحد من نشاط هذه الجماعة. ولكن ليعلم هؤلاء المفلسون دينًا أن الوسائل الأرضية هي أضعف سلاح يمكن استعماله في هذا المجال، وأن جميع الشرفاء في باكستان وغيرها يستنكرون هذه الإجراءات كل الاستنكار، وأن التحول من المجابهة الفكرية إلى المجابهة بالقوة ما هو إلا محاولة يائسة وفاشلة.
خلاصة القول، إن محاولات رجال الدين ومقاومتهم للأحمدية على المستوى الديني لحوالي قرن من الزمان قد ثبت فشلها وعقمها، ولم تجدهم الفتاوى المتكررة والاشتهارات والإعلانات المعادية للأحمدية شيئا، إذ لم يستطيعوا مقارعة الحجة بالحجة، فراح هؤلاء العلماء يستغيثون بالحكومات العلمانية مطالبين بالقيام بإجراءات من نوع آخر للحد من نشاط هذه الجماعة. ولكن ليعلم هؤلاء المفلسون دينًا أن الوسائل الأرضية هي أضعف سلاح يمكن استعماله في هذا المجال، وأن جميع الشرفاء في باكستان وغيرها يستنكرون هذه الإجراءات كل الاستنكار، وأن التحول من المجابهة الفكرية إلى المجابهة بالقوة ما هو إلا محاولة يائسة وفاشلة.
أما إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية آنذاك ، فقد استقر في مركز الجماعة بلندن، ومن هنا بدأ يخاطب العالم عبر أول محطـــة إسلامية فضائية (MTA)؛ وأصبح صوته يجلجل في أنحاء العالم كله، ويقرع آذان المشايخ الموتورين في عقر دارهم بباكستان، وصورته تضيء أمام ناظريهم و كالبرق يخطف أبصارهم.
وبفضل جهود الخليفة وتحركاته في بلدان العالم الحر ودعوته الناسَ إلى الأحمدية، أو الإسلام الصحيح، انتشرت الأحمدية انتشارا سريعا واسعًا بعد تلك الهجرة المباركة، وزاد عدد الأحمديين أضعافا مضاعفة وأصبح يربو على ١٦٠ مليون. فجاءت هجرته الميمونة - رحمه الله - فاتحة نصر وازدهار من الله تعالى يفوق كل توقع. وأصبح العقلاء من بين المسلمين وغيرهم ينحنون إجلالاً وإكبارًا لجهود الأحمدية وجهادها لأنها هي وهي فقط التي تعرض على العالم اليوم الإسلام الصحيح.
دور المملكة السعودية:
إن الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية ولا تزال تلعبه في هذه الفتنة لهو دور خطير جدا، بحيث يمكن القول إنـه لـو لا دعـــم السعودية، وخاصة المادي منه، لما بلغت المقاومة للأحمديين هذه الخطورة، ولما اتسع نطاقها إلى ما هي عليه اليوم، سواء في باكستان أو خارجها. ومن يراقب ويتأمل مجريات الأمور، يتبين له جليا أن السعودية لم تحمل راية المقاومة للأحمدية غيرةً على الدين ومبادئــــه السامية بقدر ما هو خدمة لمصالحها الخاصة ورغبات مليكها الشخصية. وبدون الدخول في التفاصيل، فإننا، والعالم أجمع، نعرف مدى غيرة السعوديين وسهرهم على الدين الحنيف ومصالح رعاياهم والمسلمين بشكل عام. وحينما أقول "السعوديين" فإني لا أقصد بذلك عامة الشعب السعودي، بل أقصد فقط أولئك الذين يديرون دفــة الأمور في السعودية. ولتوضيح موقف السعودية هذا، أستعرض فيمـا يلي الدوافع والمسببات التي أدت إلى إقحام السعودية في هذه الفتنة، وذلك على ضوء الأحداث في السنوات الأخيرة ، وكما تبين من مصادر الأخبار المختلفة.
مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور:
لقد انطلقت الشرارة الأولى التي أشعلت هذه الفتنة من مؤتمر القمة الإسلامي الذي عُقد في لاهور بباكستان سنة ١٩٧٤، حيــث طرح موضوع إقامة الخلافة الإسلامية. وكان الطامع الأكبر فيها هــو الملك فيصل. هذه الخلافة التي لم تزل تَقُضُّ مضاجع العلماء والمفكرين المسلمين منذ أن ألغاها كمال أتاتورك سنة ١٩٢٤، لأن الشريعة الإسلامية تفرض إقامتها على رأس كل نظام حكم إسلامي. ومنذ ذلك الحين، أعني سنة ١٩٢٤، لم تنفك جهود المسلمين لإقامة الخلافـــة مستمرة، ولكن دون جدوى. وما جرى في مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور سنة ١٩٧٤ كان آخر المحاولات في هذا الصدد. ولكن – على ما يبدوا - لم يبرز من بين الملوك والرؤساء المسلمين من هو أهل وجدير بحمل هذه الأمانة، فلم يُنتخب الخليفة في ذلك المؤتمر. وقد أفادت الأخبار وقتها أن المؤتمر طَلَبَ من حكومة تركيا بأن تسلّم للمؤتمر ما تبقى من آثار للخلفاء العثمانيين، ولكن تركيـــا أبـــت ورفضت هذا المطلب، وهكذا فشلت المحاولة. وقد عُلم في حينه بـأن سوريا كانت ممن سعوا لإحباط هذه المحاولة، بينما كانت باكستان أشد المؤيدين لانتخاب فيصل آل سعود خليفة للمسلمين.
رجع الملك فيصل من مؤتمر القمة مخيب الآمال؛ ومنذ أن وطأت رجع قدماه أرض السعودية، طالب ممثلي رابطة العالم الإسلامي الذين جاءوا لاستقباله وتهنئته بأن تعمل الرابطة على جمع كلمة المسلمين علـــى مستوى القاعدة بعد الاجتماع الذي عقد للدول الإسلامية على مستوى القمة. وإليكم ما جاء في تقرير مجلة "الأسبوع العربي" كمــــا نشرته جريدة "القدس" الصادرة في بيت المقـ المقدس بتاريخ :١٩٧٤/٤/٢٦
"عقدت الرابطة - تحقيقا لرغبة الملك وفي الحال – مؤتمرًا ضم ممثلين عن جميع المنظمات الإسلامية في العالم، سواء من الدول الإسلامية أوغيرها، للبحث في السبل لمواجهة الهجمة التحريضية الهدامة - كما وصفها المؤتمر - التي يتعرض لها الإسلام اليوم. وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون عن كل دولة فيها مسلمون منها اتحاد جنوب أفريقيا، غيانا، أمريكا الوسطى، الدنمارك فرنسا إيطاليا، اليابان، أستراليا، وكذلك ممثلو حركة المسلمين السود في الولايات المتحدة. وجاء في التقرير أن المؤتمر يرى بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان المسلمين وجوهر عقيدتهم، مصدره الحركة القاديانية والحركة البهائية. وأجمع الحاضرون على أن الحركة القاديانية تخون قضايا الأمة الإسلامية، وتقف موالية للاستعمار والصهيونية، وتتعاون مع القوى المناهضة للإسلام من أجل تحطيم العقيدة الإسلامية وتحريفها " والعياذ بالله".
كما أشار المؤتمر إلى أخطار خارجية أخرى تواجه الإسلام والمسلمين، ليس على أساس ديني، بل اقتصادي وسياسي وعسكري، وهذه الأخطار تتمثل في الصهيونية والماسونية والشيوعية والاستعمار. ووصف المؤتمر الماسونية بأنها جمعية سرية هدامة لهـا صــلة كبرى بالصهيونية، ولذا من واجب الهيئات الإسلامية كشفُ هذه الجمعية، وتحريم انتخاب أي مسلم لعمل إسلامي إن علم أنه ينتسب إليها.
"عقدت الرابطة - تحقيقا لرغبة الملك وفي الحال – مؤتمرًا ضم ممثلين عن جميع المنظمات الإسلامية في العالم، سواء من الدول الإسلامية أوغيرها، للبحث في السبل لمواجهة الهجمة التحريضية الهدامة - كما وصفها المؤتمر - التي يتعرض لها الإسلام اليوم. وقد حضر هذا المؤتمر ممثلون عن كل دولة فيها مسلمون منها اتحاد جنوب أفريقيا، غيانا، أمريكا الوسطى، الدنمارك فرنسا إيطاليا، اليابان، أستراليا، وكذلك ممثلو حركة المسلمين السود في الولايات المتحدة. وجاء في التقرير أن المؤتمر يرى بأن الخطر الحقيقي الذي يهدد كيان المسلمين وجوهر عقيدتهم، مصدره الحركة القاديانية والحركة البهائية. وأجمع الحاضرون على أن الحركة القاديانية تخون قضايا الأمة الإسلامية، وتقف موالية للاستعمار والصهيونية، وتتعاون مع القوى المناهضة للإسلام من أجل تحطيم العقيدة الإسلامية وتحريفها " والعياذ بالله".
كما أشار المؤتمر إلى أخطار خارجية أخرى تواجه الإسلام والمسلمين، ليس على أساس ديني، بل اقتصادي وسياسي وعسكري، وهذه الأخطار تتمثل في الصهيونية والماسونية والشيوعية والاستعمار. ووصف المؤتمر الماسونية بأنها جمعية سرية هدامة لهـا صــلة كبرى بالصهيونية، ولذا من واجب الهيئات الإسلامية كشفُ هذه الجمعية، وتحريم انتخاب أي مسلم لعمل إسلامي إن علم أنه ينتسب إليها.
" منذ ذلك المؤتمر، وعلى ضوء ما تقرر فيه، نشطت "الرابطة" بشكل خاص غير مسبوق في معارضتها للأحمدية على كل الجبهات ، وفي جميع بلدان العالم وخاصة في باكستان ، كل ذلك بوحي وتوجيـه من السياسة السعودية وبتمويل منها.
ولتأكيد ذلك إليكم ما قالته مجلــة "المسلمون عدد ٨٦/٧/١١:
"لقد تبنّت رابطة العالم الإسلامي محاربة هذه النحلة الضالة (يعــني القاديانية). ومنذ ما يقرب من ثلاث وعشرين سنة، والرابطة تتولى إصدار القرارات ضد هذه الفئة من عدة جهات: أولها مؤتمر المنظمات الإسلامية الذي عُقد بمكة المكرمة سنة ١٩٧٤ ، كما جاء ذكره آنفا، والذي جاء فيه أن هذه الطائفة الأحمدية كافرة وخارجة عن الإسلام، وطالب الحكومات الإسلامية مَنْعَ كل نشاط لأتباع ميرزا غلام أحمد مدعي النبوة، واعتبار الأحمديين أقلية غير مسلمة، وطالب بعــــدم التعامل مع الأحمديين ومقاطعتهم اقتصاديا واجتماعيا، ونشر التحريفات التي أدخلوها على القرآن الكريم".
وتمضي الجريدة المذكورة فتقول : كذلك" صدر قرار مماثل عن مؤتمر وزراء الأوقاف الإسلامي سنة ۱۹۸۱ ، وهو الذي أيد ما جاء في قرار المنظمات الإسلامية من سنة ١٩٧٤ . وفي قرار المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي الذي صدر سنة ۱۹۷۸ بمكة المكرمة ، طالب المجمع اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضا بالأحمدية عقيدةً خارجة عن الإسلام خروجا كاملا، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام، إنما هو للتضليل والخداع. كما وأعلن المجمع أنه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتابًا ومفكرين ودعاةً وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها".
وهنا يتبادر إلى الأذهان السؤال: هل هذه النحلة الضالة الصغيرة الشأن، يا تُرى، بحاجة إلى تجنيد كل هذه القوى لمجابهتها وصدها؟ أم أنها في الواقع ليست مجرد نحلة، بل قوة عظيمة وتيار جارف أقلق وأعيا هذه القوى كلها؟ وتمضي "المسلمون" فتقول: "لقد نجحت جهود الرابطة في مواجهة القاديانية، ولكن ليس نجاحًا تاماً".
ولأجل أن تُبرر هذا النجاح المحدود للرابطة حتى الآن، استعرضت الجريدة أعمال الجماعة الأحمدية الجبارة، لا لقصد أن تشيد بهــا وتمتدحها، بل لتبرر قصور الرابطة من جهة، ولتبرز من جهة أخرى مدى الخطر المحيق بالإسلام والمسلمين من جراء ما تقوم به الأحمدية من أعمال وإنجازات. وإليكم ما سردته هذه الجريدة المعادية للأحمدية، وقد جاء اعترافًا وإقرارا منهم ،من حيث لا يدرون، بنجاح هـذه الجماعة ، وبفضل جهادها لخدمة الإسلام والمسلمين. لعل في هــذه الشهادة ما يسهل على القراء التوصل إلى حكم صحيح واتخاذ موقف عادل تجاه الأحمدية. كما وإن ما ذكرته الجريدة يكفينا عناء الحديث عن أعمال الجماعة وإنجازاتها.
"لقد تبنّت رابطة العالم الإسلامي محاربة هذه النحلة الضالة (يعــني القاديانية). ومنذ ما يقرب من ثلاث وعشرين سنة، والرابطة تتولى إصدار القرارات ضد هذه الفئة من عدة جهات: أولها مؤتمر المنظمات الإسلامية الذي عُقد بمكة المكرمة سنة ١٩٧٤ ، كما جاء ذكره آنفا، والذي جاء فيه أن هذه الطائفة الأحمدية كافرة وخارجة عن الإسلام، وطالب الحكومات الإسلامية مَنْعَ كل نشاط لأتباع ميرزا غلام أحمد مدعي النبوة، واعتبار الأحمديين أقلية غير مسلمة، وطالب بعــــدم التعامل مع الأحمديين ومقاطعتهم اقتصاديا واجتماعيا، ونشر التحريفات التي أدخلوها على القرآن الكريم".
وتمضي الجريدة المذكورة فتقول : كذلك" صدر قرار مماثل عن مؤتمر وزراء الأوقاف الإسلامي سنة ۱۹۸۱ ، وهو الذي أيد ما جاء في قرار المنظمات الإسلامية من سنة ١٩٧٤ . وفي قرار المجمع الفقهي لرابطة العالم الإسلامي الذي صدر سنة ۱۹۷۸ بمكة المكرمة ، طالب المجمع اعتبار العقيدة القاديانية المسماة أيضا بالأحمدية عقيدةً خارجة عن الإسلام خروجا كاملا، وأن معتنقيها كفار مرتدون عن الإسلام، وأن تظاهر أهلها بالإسلام، إنما هو للتضليل والخداع. كما وأعلن المجمع أنه يجب على المسلمين حكومات وعلماء وكتابًا ومفكرين ودعاةً وغيرهم مكافحة هذه النحلة الضالة وأهلها".
وهنا يتبادر إلى الأذهان السؤال: هل هذه النحلة الضالة الصغيرة الشأن، يا تُرى، بحاجة إلى تجنيد كل هذه القوى لمجابهتها وصدها؟ أم أنها في الواقع ليست مجرد نحلة، بل قوة عظيمة وتيار جارف أقلق وأعيا هذه القوى كلها؟ وتمضي "المسلمون" فتقول: "لقد نجحت جهود الرابطة في مواجهة القاديانية، ولكن ليس نجاحًا تاماً".
ولأجل أن تُبرر هذا النجاح المحدود للرابطة حتى الآن، استعرضت الجريدة أعمال الجماعة الأحمدية الجبارة، لا لقصد أن تشيد بهــا وتمتدحها، بل لتبرر قصور الرابطة من جهة، ولتبرز من جهة أخرى مدى الخطر المحيق بالإسلام والمسلمين من جراء ما تقوم به الأحمدية من أعمال وإنجازات. وإليكم ما سردته هذه الجريدة المعادية للأحمدية، وقد جاء اعترافًا وإقرارا منهم ،من حيث لا يدرون، بنجاح هـذه الجماعة ، وبفضل جهادها لخدمة الإسلام والمسلمين. لعل في هــذه الشهادة ما يسهل على القراء التوصل إلى حكم صحيح واتخاذ موقف عادل تجاه الأحمدية. كما وإن ما ذكرته الجريدة يكفينا عناء الحديث عن أعمال الجماعة وإنجازاتها.
والفضل ما شهدت به الأعداء:
تقول هذه الجريدة: لقد أفادت وفود عديدة من أفريقيا أن أول حركات إسلامية تعرفها بلدان القارة كانت عن طريق الأحمدية. كما وأنه من أكبر أخطار القاديانية أنها تزعم الإسلام دينا لها. كما أنها ملكت إمكانيات هائلةً جعلتها تتغلغل في المجتمعات والمؤسسات الحكومية وغير الحكومية، وذلك من خلال إقامة المدارس والمستشفيات والمعابد الخاصة. هذه المعابد المشار إليها هي في الواقع مساجد ككل المساجد الإسلامية، لكن جريدة "المسلمون" على ما يبدو، تخشى أن تسميها باسمها الحقيقي تمشيا مع القرار الباكستاني الغاشم الذي يمنع - وحتى يومنا هذا - أن يطلق على أماكن العبادة للأحمديين اسم مساجد أو جوامع. لذا نجحت القاديانية في أن تجد لها موطئ قدم في العديد من أقطار القارات كلها. ويُذكر أن لها ٣٥٠ مركزا في جميع أنحاء العالم، وهناك أكثر من عشرين مجلــة وجريـــدة تنطق بلسانها وتروج لتعاليمها.
وقد نشرت جريدة "Dawn" (الفجر) الصادرة في باكستان باللغة الإنكليزية عدد ۱۹۷۷/۱۲/۲۸ بأن الأحمديين يوزعون مليون نسخة قرآن في الخارج، وأنهم يؤسسون مطابع ضخمة في بلدين أجنبيين. ويُوزعون كتبًا إسلامية مطبوعة بتسع لغات، وقد تم إنشاء أربعة معابد للأحمديين في كندا. وهناك معبد آخر في أسبانيا. إلا أنه يمكــن استعراض أهم نشاطات القاديانية من خلال القرارات التي اتخذها زعيم الحركة في المؤتمر الحادي والثمانين لهم ، حيث اتخذت القرارات التالية:
أ. إنشاء مراكز في غرب وشرق أفريقيا وفرنسا وأسبانيا والنرويج والسويد وإيطاليا والدانمارك وبريطانيا وأمريكا.
ب. ترجمة القرآن الذي حرّفوه (كذا ! ) إلى مائة لغة أساسية تشمل الروسية والفرنسية والصينية واليوغسلافية.
ج. طبع ونشر التراث الإسلامي بكل اللغات السائدة.
د. إنشاء محطة إذاعية تسمى "صوت القرآن".
هـ. وضع مشاريع إعلامية لتوثيق العلاقات بين القاديانيين في كل
أنحاء العالم".
ج. طبع ونشر التراث الإسلامي بكل اللغات السائدة.
د. إنشاء محطة إذاعية تسمى "صوت القرآن".
هـ. وضع مشاريع إعلامية لتوثيق العلاقات بين القاديانيين في كل
أنحاء العالم".
وتمضى جريدة "المسلمون" في سرد إنجازات الجماعة الإسلامية
الأحمدية ،والتي تعتبرها أخطارًا تواجه العالم الإسلامي، فتقول: "وفي إندونيسيا تأسست الجماعة سنة ١٩٢٥، واعترفت بهــا الحكومة رسميا سنة ١٩٥٣ ، ومقرها جاكارتا. ولهـا هنــاك اثنـــان وعشرون فرعًا وسبعون معبدا. وفي نيجيريا، لها عدة معابد وعشرات المدارس والمستوصفات. ولها في غانا أكثر من مائة وثمانين معبــدا وخمسين مدرسة وأربع مستشفيات وهناك معهد ومطبعة. وترسل الحركة الطلبة الغانيين للدراسة في ربوة باكستان ، ولها مراكز ومدارس و مستشفيات في عشرات المدن في غامبيا . وقد توغلت القاديانية في سيراليون ومركزها الرئيسي في "بو" في الجنوب الشرقي. كما وأن لها مراكز في أربعين مدينة. هذا بالإضافة إلى سبع مستشفيات وخمسة مستوصفات وعدد كبير من المدارس. ويقدر عدد المعابد لها بمائة وثمانية معابد".
وللقاديانية أقدام راسخة في موريس حيث يقدر أتباعها بحوالي 40000، ومعابدهم مائتان وعشرة. وفي ساحل العاج لها يد طولى. أما في جنوب أفريقيا، فلا يحتاج الأمر إلى الإشارة ، فقد اعترفت الحكومة العنصرية هناك بالقاديانية كمذهب رسمي، وقد وقعت مجابهة بين أتباعها وبين مكتب الرابطة هناك. وأما في أوروبا ، فقد أنشئوا مركزا لهم في إنكلترا، وانتشرت مراكزهم في بقية أقطــار القـــارة، وعبرت الأطلسي إلى أمريكا، وحصلوا على اعتراف بمذهبــهم مـــن الحكومات الأوروبية، ولهم معابد في سويسرا، حيث يقومــون منــها بالترويج لتعاليم حركتهم. كما وأن لهم نشاطًا واسعًا وملحوظًا في أسبانيا، خاصة بعد افتتاح معبدهم الجديد "بشارت" عام ١٩٨٢، حيث يوزعون الكتيبات والمنشورات. وفي السويد لهم مكتبة ضخمة تحوي الآلاف من الكتب والمجلات الفاسدة التي تشوه تعاليم الدين، وهي مطبوعة بمعظم اللغات بما فيها العربية، وتوزع مجانا على الزوار والطلاب. ولهم مركز يُعرف باسم مسجد الأحمدية القادياني.
وللقاديانية نشاط ملحوظ في أمريكا الشمالية والجنوبية على السواء، وقد وصلوا إلى سورينام وترينداد وجويانا وجزر المحيط الهادئ وجزر الفيجي، ويوجد لهم في هذه المراكز ثمانية معابد، وهي تنافس الجمعية الإسلامية هناك".
إن هذه الإنجازات والأعمال الجبارة التي تقوم بها الجماعة الإسلامية الأحمدية القليلة العدد في مختلف بلدان العالم وبين العديد من الشعوب والأقوام على اختلاف عناصرهم ونزعاتهم ودياناتهم..
وللقاديانية نشاط ملحوظ في أمريكا الشمالية والجنوبية على السواء، وقد وصلوا إلى سورينام وترينداد وجويانا وجزر المحيط الهادئ وجزر الفيجي، ويوجد لهم في هذه المراكز ثمانية معابد، وهي تنافس الجمعية الإسلامية هناك".
إن هذه الإنجازات والأعمال الجبارة التي تقوم بها الجماعة الإسلامية الأحمدية القليلة العدد في مختلف بلدان العالم وبين العديد من الشعوب والأقوام على اختلاف عناصرهم ونزعاتهم ودياناتهم..
أقول: تقوم بها الجماعة الإسلامية الأحمدية في وضح النهار وعلى مرأى من الناس جميعا، ولأهداف ظاهرة واضحة غير مخفية. وبإمكان كل مـــن يبغي معرفة الحقيقة أن يفحص ويتحرى من صحة وسلامة نوايـا الجماعة الإسلامية الأحمدية، وما إذا كانت أعمالها وإنجازاتها في أي مكان من العالم هي فعلا لخدمة الدين والنهوض به أم لتدميره (لا سمح الله).
هذه الإنجازات التي يتحدث عنها أعداء الجماعة ويقرون بها، والتي هي قليل من كثير، يصفونها - للأسف الشديد وبدون خجل - أنهـا لتدمير الإسلام وتمزيق الأمة الإسلامية . فهل يا ترى بناء المساجد والمعاهد العلمية في بلدان أفريقيا النائية والتي لم تعرف ما هو الإسلام قبل وصول الأحمدية إليها، كما يشير التقرير السالف الذكر، ثم بنـــاء المساجد في السويد والدنمارك وسويسرا وأسبانيا وترينداد... إلخ،
والتي لم يصلها الإسلام.. كان لأجل إضعاف الإسلام والمسلمين؟ ألم تجد الأحمدية أماكن أقرب لفتح جبهات على العالم الإسلامي بدل أن تنشط وتجاهد في هذه الأماكن النائية البعيدة عن دار الإسلام وعـن أرض المعركة؟ ألا يعلم هؤلاء المعارضون أن أهل تلك البلاد كثيرا ما يحذرون ويعلنون عن خطر هذا الغزو الإسلامي لبلادهم والذي تقوده الجماعة الأحمدية، سواء في بلدان أوروبا أو غيرها؟ أما "الرابطة" وزبانيتها من المنظمات المختلفة فإنهم مع ذلك يدعون ويشيعون للأسف أن الأحمدية لا تمثل الإسلام الصحيح بل تسعى لتدميره (والعياذ بالله)!.
بعبارة أخرى، إنهم يقفون في الواقع مع أولئك الذين يحذرون من التوسع الإسلامي عن طريق الأحمدية ويتعاونون معهم لصد هذا التوسع. أمر عجيب غريب، والله . علماؤهم وفقهاؤهم ورابطتهم يرفضون التحدث والحوار مع الأحمديين ويتهربون من مواجهتهم، لأنهم لا يقدرون على الصمود أمام الحق والحقيقة، فتراهم يسعون جاهدين بالعنف والقوة والمقاطعة والمؤامرات لصد زحف الأحمدية، وينسون بأنهم مكلَّفون للاستماع إلى نداء المهدي الذي ينتظرونــــه، ومطالبون بتأييده ، والإسراع لمبايعته طبقا لما وصى وأمر نبينا الكريم. يريدون أن يأتي المهدي حسب رغباتهم وأوصافهم وحساباتهم وفي الزمان والمكان اللذين يختارونهما، وكأن الله لم يعد له شأن ولا مشيئة ولا إرادة في الأمر ! يريدون أن يكون لهم حق الموافقة والتصديق على رسل الله وأنبيائه . يريدون أن يتبعوا سنن من سبقوهم كما ذكر النبي في حديثه، ويقلدوا اليهود الذين لا يقبلون أحدا نبيا ما لم يصدقه أربعون ربيًّا ! (تصريح للراب الأكبر لإسرائيل أونترمــــان Unterman أمام الداعية الإسلامي الأحمدي فضل إلهي بشــير عـــام ۱۹۷۸)، وقد كنت شاهدا على ذلك.
كلا ثم كلا، ليس هذا الأمــر مــن شـأنكم ولا هــو شــغلكم واختصاصكم، لأن الله وحده هو الذي يعلم ويقرر حيث يضـع رسالته، ولا زال هو الحاكم والقاهر فوق العباد. إنكم بهذا السلوك تطبقون على أنفسكم تماما ما حذر منه رسولُ الله قائلا:
لتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ الذين من قبلكم شبرا بشبر وذراعًا بذراع حتى لو دخلوا في جُحْرِ ضَبٌ لاتبعتموهم. قلنا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال فَمَنْ؟" (متفق عليه)
لقد أعلن مؤسس الأحمدية أن هدفه الأول والأخير هو إحياء وإقامة الشريعة الإسلامية الغراء نقية من شوائب الإسرائيليات والبدعات. ومن أجل هذا، تعمل الجماعة الإسلامية الأحمدية وتضحي دون أن تخشى لومة لائم، لأن اعتمادها على الله تعالى الذي أقامها وكفل لها النجاح والنصر. ولو تألّبت عليها قوى الأرض جميعا، فإن الأحمدية ستظل سائرةً من نصر إلى نصر يوما بعد يوم إن شاء الله تعالى. وكما أن أحدًا لم يفلح في صد نشاطها وتقدمها خلال قرن كامل ، كذلك فلن يقدر أحد على صدها في المستقبل أيضا إلى أن تقوم الساعة بإذن الله.
السعودية تدعم المشايخ والساسة:
بعد أن فشلت محاولة تنصيب الملك فيصل خليفة للمسلمين في مؤتمر القمة الإسلامي بلاهور سنة ١٩٧٤، ألقت السعودية بثقلها المادي والمعنوي لتعزيز مكانتها الدينية في العالم الإسلامي. وكما تبين، فقد أُوكل هذا العمل لـ "رابطة العالم الإسلامي" التي مقرها بمكة المكرمة، وتعمل وفق الإرادة السعودية. ذلك من أجل تقوية نفوذها، وعلى أمل أن يساعد ذلك لتحقيق زعامتها للعالم الإسلامي. وبالتالي، يمهد الطريق لتعيين الملك السعودي خليفةً للمسلمين. من هنا تولت السعودية دعم كل الحركات والمنظمات الإسلامية في العالم وحتى في إسرائيل" - قبل سنوات زار إسرائيل مندوب عن الرابطة العالم الإسلامي كي يتحقق كيف تصرف الأموال، ونُشرت هذه الزيارة في الصحف.- عن طريق الرابطة التي جعلت هدفها الأول القضاء علـ الجماعة الإسلامية الأحمدية وعلى رأسها الخليفة. كما صرح به الشيخ علي مختار الأمين العام المساعد لرابطة العالم الإسلامي، حيث قال:
"إن القاديانية تقف على رأس الموضوعات التي تجابه الرابطة".
المسلمون ١٩٨٦/٧/١١)
والحقيقة أنه بعد تدخل الحكومات في الأمر، أخذت المقاومة للأحمدية صبغةً جديدة يمكن القول بأنها سياسية وشخصية أكثر منها دينية، لأن الذي يحرك العناصر الدينية اليوم في العالم الإسلامي هي للأسف السلطات السياسية وحكام البلاد السياسيون.
وحيث إن الخلافة اليوم موجودة في الجماعة الإسلامية الأحمدية ومعدومة في غيرهم من المسلمين، مع ما تتضمن هذه الخلافة من معنى الإمامة والقيادة للمسلمين، فقد اعتُبرت الخلافة الأحمدية "أكبر عائق في سبيل تحقيق المسلمين هذه الأمنية. وحيث إن هذا المنصب الإسلامي الرفيع، يتزاحم عليه ملوك ورؤساء الدول الإسلامية منذ أكثر من خمسين سنة، فقد قامت الرابطة المأجورة بشن هذه الحملة المسعورة على الأحمديين خدمةً للعاهل السعودي وإرضاء لرغباته في تسنم هذا المنصب.
من هنا كانت الجماعة الإسلامية الأحمدية في باكستان - وهي أكبر تجمع للأحمديين في العالم - الهدف الأول لهذه الحملة، التي جاء مخططها الإجرامي لتدمير هذه الجماعة أولاً في موطنها الأكبر. فألقت السعودية بكل طاقتها لدعم العناصر المناوئة للأحمديين في باكستان، ولعبت الأموال السعودية دورًا خطيرا في هذه المؤامرة الرهيبة حتى إن "ذوالفقار علي "بوتو" رئيس الوزراء بباكستان آنذاك رضح أمام هذه الضغوط والأموال، وقام باتخاذ قرار حكومي يقضي بأن الأحمديين أقلية غير مسلمة في باكستان ، بغية إقصائهم عن الساحة الإسلامية وإرضاء للملك فيصل، وتناسى "بوتو" أنه قبل زمن قريب، جاء عنــــد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلتمس منــه تأييد الأحمديين الباكستانيين له في الانتخابات عام ۱۹۷۰ ، وبالفعل حصل على ما أراد، ولعبت أصوات الأحمديين دورا حاسما في فوزه.
واستمرت المؤامرة ضد الأحمدية، ولكن لم يسلم صاحباها أعــــني الملك فيصل و"بوتو" من عقاب الله تعالى. فقتل الملك فيصل بعد ذلك بقليل بيد ابن أخيه. أما "بوتو" فلقي مصيره التعيس بعد سنوات قليلة حيث قتل هو أيضا شر قتلة.
والحقيقة أنه بعد تدخل الحكومات في الأمر، أخذت المقاومة للأحمدية صبغةً جديدة يمكن القول بأنها سياسية وشخصية أكثر منها دينية، لأن الذي يحرك العناصر الدينية اليوم في العالم الإسلامي هي للأسف السلطات السياسية وحكام البلاد السياسيون.
وحيث إن الخلافة اليوم موجودة في الجماعة الإسلامية الأحمدية ومعدومة في غيرهم من المسلمين، مع ما تتضمن هذه الخلافة من معنى الإمامة والقيادة للمسلمين، فقد اعتُبرت الخلافة الأحمدية "أكبر عائق في سبيل تحقيق المسلمين هذه الأمنية. وحيث إن هذا المنصب الإسلامي الرفيع، يتزاحم عليه ملوك ورؤساء الدول الإسلامية منذ أكثر من خمسين سنة، فقد قامت الرابطة المأجورة بشن هذه الحملة المسعورة على الأحمديين خدمةً للعاهل السعودي وإرضاء لرغباته في تسنم هذا المنصب.
من هنا كانت الجماعة الإسلامية الأحمدية في باكستان - وهي أكبر تجمع للأحمديين في العالم - الهدف الأول لهذه الحملة، التي جاء مخططها الإجرامي لتدمير هذه الجماعة أولاً في موطنها الأكبر. فألقت السعودية بكل طاقتها لدعم العناصر المناوئة للأحمديين في باكستان، ولعبت الأموال السعودية دورًا خطيرا في هذه المؤامرة الرهيبة حتى إن "ذوالفقار علي "بوتو" رئيس الوزراء بباكستان آنذاك رضح أمام هذه الضغوط والأموال، وقام باتخاذ قرار حكومي يقضي بأن الأحمديين أقلية غير مسلمة في باكستان ، بغية إقصائهم عن الساحة الإسلامية وإرضاء للملك فيصل، وتناسى "بوتو" أنه قبل زمن قريب، جاء عنــــد إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية يلتمس منــه تأييد الأحمديين الباكستانيين له في الانتخابات عام ۱۹۷۰ ، وبالفعل حصل على ما أراد، ولعبت أصوات الأحمديين دورا حاسما في فوزه.
واستمرت المؤامرة ضد الأحمدية، ولكن لم يسلم صاحباها أعــــني الملك فيصل و"بوتو" من عقاب الله تعالى. فقتل الملك فيصل بعد ذلك بقليل بيد ابن أخيه. أما "بوتو" فلقي مصيره التعيس بعد سنوات قليلة حيث قتل هو أيضا شر قتلة.
إعدام "بوتو".. آية إلهية:
وكان قتل "بوتو" آية عظيمة على تأييد الله لأبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية ، وكذلك على صدق الإمام المهدي والمسيح الموعود ، مؤسس الأحمدية ، إذ جاء قتله تحقيقًا لنبأ إلهي تلقاه حضرته بإلهام مــــــن الله تعالى، وقد ذكره في أحد كتبه قائلاً ما تعريبه:
"منذ أيام أخبرني الله تعالى عن موت شخص، وكان هذا الإخبار على شكل القيمة العددية لبعض حروف الهجاء ، كما أشار إليه وحي الله تعالى الذي جاء فيه: "كلب يموت على كلب".. أي أنه كلب، وسيموت على عدد لفظ "كلب" الذي يدل على السن ال ٥٢ .. يعني أن سن هذا الشخص لن تتجاوز ٥٢ عاماً، بل عندما يدخل في السنة الـ ٥٢ من عمره ، يرتحل في السنة نفسها إلى الآخرة."
(إزالة أوهام - الخزائن الروحانية ج ٣ ص ١٩٠)
وبيان ذلك أن حكومة "بوتو" لم تكتف باعتبار الأحمدية فرقة غـــير مسلمة بناء على قرار مجلس الشعب حينذاك حسبما كان مخططا مسبقا، بل حرّضت الأوباش والأوغاد من أتباع المشايخ المتطرفين المعارضين للأحمدية على قتل أبنائها ونهب أموالهم وهدم بيوتهم ومحالهم، فحصلت مجازر رهيبة للأحمديين المسالمين العزل سنة ١٩٧٤. وعندها أعلن إمامهم آنذاك سيدنا ميرزا ناصر أحمد رحمه الله تعالى بأن "بوتو هالك" الآن لا محالة إذا لم يرتدع عن ظلمه. ولكن "بوتو" استمر في ضحكه وعدوانه على الأحمديين، حتى قال بكل زهو وتباه: سوف أضع إناء الشحاذين في أيدي الأحمديين.
ونسي "بوتو" أن للمظلومين ربًّا يأتي بغتة لنصرتهم من حيث لا يُحتسب. وفعلاً جاءت النصرة الربانية بعد ثلاث سنوات شداد، حين أطيح بعرش "بوتو" بيد أحد أعداء الأحمدية ، وهو الجنرال ضياء الحق. فبعد استيلاء الجنرال على كرسي الحكم، ألقى "بوتو" في السجن ، وبدأ محاكمته في قضية قتل أحد السياسيين . لم يكن لـ "بوتو" ضلع في قتله، كما كان الجميع يعرفون. واستمرت المحاكمـة لسنتين ، لم ينفــك الأحمديون يعلنون خلالهما من أقصى البلاد إلى أقصاها، في جرائدهم وأحاديثهم للناس، أن عقاب "بوتو" لن ينتهي بالسجن، بل إن عقابه الحقيقي ينتظره وهو الإعدام، وسوف يُعدَم حين يدخل في الـ ٥٢ سنة من عمره، وذلك بحسب إلهام لسيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود جاء فيه: "كلب يموت على كلب"، وقد فسره عليه السلام بأن هذا إشارة إلى موت عدو لي شديد العداء لدى دخوله السن ٥٢، كما تشير إليه القيمة العددية لكلمة "كلب":
ك = ۲۰ + ل =۳۰ + ب = ٢ ، والمجموع = (٥٢) .
ونحن على يقين أن العدو المشار إليه في الإلهام هو "بوتو".
ولما سمع المشايخ ذلك، أسرعوا إلى الجنرال ضياء الحق يتوسلون إليه أنه إذا كان عازما على قتل "بوتو" في كل حال ، فليعدمه إما قبل دخوله السن ٥٢ أو ينتظر بعدها سنة أخرى. وكانت توسلاتهم إلى الجنرال مباشرةً وأيضًا عن طريق السياسيين والحكومات الخارجية بما فيها السعودية والأمريكية وحتى إسرائيل. ولكنهم ما استطاعوا أن يردّوا قدر الله الذي قد أتى، فقام الجنرال بإعدام "بوتو" عام ١٩٧٩ تماما بعد أن دخل "بوتو" العام الـ ٥٢ من عمره.
هلاك "ضياء الحق" آية أخرى:
وحكم البلاد بعد "بوتو" الجنرالُ ضياء الحق حكمًا عسكريًّا دكتاتوريا لم تعهده البلاد من قبل. وفيما يتعلق بمعاملته للأحمديين، فقد أصدر بدوره مرسوما رئاسيا عسكريًّا يحظر على الأحمديين ممارسة واجباتهم الدينية الإسلامية كما ذكر آنفًا.
إلا أن ضياء الحق هذا لم يقابل من قبل الشعب الباكستاني بالتهليل والتمجيد بعد إصداره هذا المرسوم اللاإسلامي، بل على العكــس تعرض للإهانة والاحتقار من قبل الشعب بما لم يتعرض لـه حـاك باكستاني من قبله.
ولما طفح الكيل بالاضطهادات التي صُبّت على الأحمديين من قبل حكومة الجنرال العسكرية الدكتاتورية، وجّه إمام الجماعة الراحل مولانا ميرزا طاهر أحمد رحمه الله - دعوة المباهلة للدكتاتور الجنرال ضياء الحق، وذلك في خطبته للجمعة يوم ١٠ / ٦ / ۱۹۸۸. ثم بعد ثلاثة أسابيع قال حضرته في خطبته للجمعــة يــوم ۱۹۸۸/۷/۱: "إننا ما زلنا في انتظار ما سيُظهره الله تعالى من قضائه في صدد الرئيس الباكستاني. ولكن كونوا على يقين أن الله سوف يبطش به حتما، سواء قبل الآن دعوتي للمباهلة أم لم يقبلها، لأنه رأس المكفّرين لنا، والمسؤول الأول عن كل ما يُصب على الأحمديين الأبرياء من ظلم واضطهاد. إنه كان ولا يزال يأمر بالعدوان عليهم، ثم يراقب هل وُضعت أوامره موضعَ التنفيذ أم لا، ويجد في تعذيبهم متعة، وأي متعة. ولا يُنتظر من مثل هذا الشخص قبول دعوة المباهلة باللسان، بل إن استمراره في الاضطهاد يُعتبر دليلا على قبوله دعـــوة
المباهلة".
ثم في خطبة الجمعة يوم ۱۹۸۸/۸/۱۲ أعلن حضرته وقال: "إن الله تعالى قد كشف لي البارحة في الرؤيا أن رحى القدر قد أخذت تدور، وأنه تعالى سوف يمزق هذا الطاغية إربًا، ويجعله هباء منثوراً. فكونوا على يقين أن عقابه قريب ولن تستطيع قوة في الدنيا إنقاذه منه أبدا. " وبعد خمسة أيام فقط من هذا الإنذار الإلهي الذي تم على لسان إمام الجماعة الإسلامية الأحمدية ، نزل قدر الله من السماء يوم ۱۹۸۸، حين انفجرت طائرة هذا الدكتاتور في جو السماء ، وهـو يسافر على متنها مع بعض أسياده الأمريكان، وأصبح رمادا تذروه الرياح، حيث لم يُعثر على شيء من جثته التي أحرقتها النيران ســــوى سنّه الذهبي الذي دفنوه في قبره كما يعرف الجميع. أليس في هذه الأحداث آيات بينة وعبرة لمن يبحث عن الحق ولا يخشى في الله لومة لائم؟
مؤامرة سعودية:
هذا، وفي السنوات الأخيرة كشفت الأوضاع عن مؤامرة سعودية جديدة في باكستان، تستهدف فرض المذهب الوهـابي علـى الباكستانيين. وذلك عن طريق تعزيز مركز العلماء الوهابيين ودعمهم بكل الوسائل الممكنة لنشر النفوذ الوهابي في البلاد. وقد انضم إلى الوهابية أعداد هائلة من الملات والشيوخ المرتزقة سعيا وراء المال والعيش الرغيد. وقد بلغ نفوذ الوهابيين حدا بحيث لم يعد أحد يجرؤ على معارضتهم حتى لا يُتهم بالتأييد للأحمديين ويعرض نفسه للخطر والأذى. واليوم لا يملك الشرفاء في باكستان الجرأة على أن يقولوا شيئًا أو أن يعملوا شيئًا، ويفضلون السكوت والانزواء تجنبــا مـــن الشر وخشية الأذى. هؤلاء الوهابيون يستعملون في دعاياتهم بدعم السعودية الوهابية شتى أساليب الكذب والتضليل التي يتأثر الناس من حدتها، فيجدون أنفسهم منجرين وراءها وهم لا يشعرون. وقد يكون من المفيد لو يتذكر السعوديون وغيرهم كيف كان حالهم قبل بضعة عقود عندما كُفّروا ومُنعوا من الحج لبيت الله الحرام، واليوم ها هم أصبحوا حماة البيت. وإن في الرجوع إلى التاريخ عبرا ودروسًا . فكثيرا ما يأمر الله المسلمين في كتابه العزيز أن ينظروا ويتأملوا في الماضي لأن التاريخ مدرسة ، وفي التاريخ موعظة وعبرة.
الأحمدية والبهائية:
الوجه الثالث الذي تميزت به هذه الحملة الأخيرة هو محاولة إبراز الأحمدية والحركة البهائية وكأنهما وجهان لعملة واحدة وعدو واحد مشترك للإسلام والمسلمين ومن ثم يجب ضربهما بسهم واحد. ذلك أن هاتين الحركتين نشأتا من داخل العالم الإسلامي، ولذا اعتبرتا أشدَّ خطرًا على الإسلام من القوى والحركات المعادية من خارج العــــالم الإسلامي كالماسونية والصهيونية والشيوعية والاستعمار.
هذا الشعار الجديد أعني "الأحمدية والبهائية" أُقــــر لأول مرة في مؤتمر الدول والمنظمات الإسلامية السالف الذكر والمنعقد في مكـــة المكرمة سنة ١٩٧٤ تحت إشراف وبمبادرة رابطة العالم الإسلامي. وكما جاء في تقرير نُشر في مجلة "الأسبوع العربي" فقد حدد ذلـــك المؤتمر الأخطار التي تهدد العالم الإسلامي، وقسمها إلى تيارين رئيسيين. التيار الأول والأشد خطرًا مصدره من داخل التجمع الإسلامي ويتمثل في الحركة الأحمدية أو القاديانية كمـا يسمونها، والحركة البهائية والتيار الثاني مصدره من خارج التجمع الإسلامي ويتمثل في الحركة الماسونية والحركة الصهيونية والشيوعية والاستعمار، ويأتي خطر هذا التيار من نواح أخرى غير دينيــة عمومــا منـهـا الاقتصادية والعسكرية والسياسية. وبينما دعا المؤتمر إلى مقاطعة هذه الحركات الخارجية وعدم التعاون معها.. اتهم بشدة القاديانية والبهائية
بالتآمر مع هذه القوى لهدم الإسلام.
بالتآمر مع هذه القوى لهدم الإسلام.
والذي يهمنا هنا هو: لماذا يُبرزون "الأحمدية والبهائية معا" في دعايتهم وحملاتهم الأخيرة ضد الأحمدية وكأنهما وجهان لعملة واحدة، وعدو واحد للأمة الإسلامية؟ ورغم أن البهائية بعيدة عن الإسلام بعد السماء عن الأرض، ورغم إعلانها قديما وحديثا أنها لا تمت إلى الإسلام بصلة، ورغم أن الأحمدية تعلن وتصر على أنها جماعة إسلامية محضة تمثل في معتقداتها ومفاهيمها ما يمكن تسميته بالإسلام الصحيح، إلا أن هؤلاء الأعداء لا يزالون يعرضون الأحمدية للناس كمرادفة وشريكة للبهائية في عدائها للإسلام.
كثيرا ما نرى الصحف المناوئة للأحمدية تنشر في خطوطها العريضة عناوين بارزة مثل "الأحمدية والبهائية".. لا لشيء، إلا لتضليل القراء والدعاية الباطلة التي يقصد منها التشويش وتمويه الحقائق. وبالتالي إعطاء القارئ انطباعًا وكأن الأحمدية والبهائية شقيقتان تعملان لهدف واحد.
ومثال ذلك "تحقيق" مطول نُشر في جريدة "المسلمون" ۷/۱۱/۱۹۸٦ عنوانه بالخط العريض القاديانية والبهائية والماسونية". والذي يلفت النظر فيه هو أن التقرير من أوله إلى آخره يتحدث عن القاديانية فقط ولم يتطرق إلى البهائية أو الماسونية بكلمة. وهو ما يشير بوضوح إلى أن هدف واضعي التقرير هو القاديانية فقط وليس البهائية أو الماسونية، وقد ذكروا هاتين الحركتين كمترادفتين للقاديانية بقصد البلبلة والتشويش ليس إلا.
وأما أن القاديانية هي فعلا الهدف من هذه الدعاية كلها، فقد أكده الأمين المساعد لرابطة العالم الإسلامي الشيخ المختار في تصريح للجريدة ذاتها حيث قال: "إن القاديانية هي في رأس الموضوعات التي تواجه الرابطة".
وإليكم أيضا ما نشرته مجلة "الشرق الأوسط" الصادرة بلندن بتاريخ ٢٦ تموز (يوليو) ۱۹۸۶ تحت عنوان: "مؤتمر إسلامي عالمي يعقد في لندن غدا للرد على أباطيل القاديانية" ومما جاء فيه: "سيعقد بمشيئة الله مؤتمر "ختم النبوة العالمي" الثاني في لندن بمقـــر المؤتمرات في ومبلي غدا الأحد ۲۷ تموز ١٩٨٦ تحت إشراف "مجلس ختم النبوة العالمي"، وسيشترك فيه كبار العلماء والمشايخ والمفكرين وأعيان المسلمين وقادتهم من مختلف أنحاء بريطانيا والعالم كلـه، وستلقى الكلمات فيه باللغات العربية والإنجليزية والأرديـــة حــول موضوع ختم النبوة عموما وفي الرد على الفتنة القاديانية الكافرة خصوصا، وبيان ضلالتهم وعقائدهم المخالفة لكتاب الله وسنة رسوله ، وأنهم كفرة مرتدون عن الإسلام، ومثلهم البهائية والفرق الباطلة الأخرى. والقاديانيون هم أتباع ميرزا غلام أحمد القادياني الذي ادعى أنه مجدد لهذا الدين، ثم ادعى المهدوية ثم المسيحية. وأخيرا ادعى النبوة صراحة، بل إنه تبجح أكثر ، فادعى أنه أفضل من الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ونبوته أفضل من نبوته صلى الله عليه وسلم، وطعن في كثير من الأنبياء عليهم السلام. واتهمهم باتهامات كاذبة ، خاصة سيدنا المسيح عيسى. -للرد على هذه الاعتراضات راجع الكتاب "الجماعة الإسلامية الأحمدية.. عقائد، مفاهيم و نبذة تعريفية".-.
ولما قامت الحركة الشعبية العارمة عام ۱۹۷٤ بقيادة الإمام المحدث الجليل الشيخ محمد يوسف البنوري الحسيني ، كان من نتيجتها أن قرر برلمــــان الحكومة الباكستانية أن القاديانية نحلة كافرة خارجة عن الإسلام، وسمح بذلك للمسلمين الدخول إلى ربوة، وأسس مجلس تحفظ ختم النبوة العالمي مركزاً فيها ، فصار منذ ذلك الحين أي عام ١٩٧٤ يعقد القاديانيون مؤتمرهم السنوي في "ربوة"، فيرد عليهم المسلمون في ربوة في مركز ختم النبوة".
"ثم منعت الحكومة الباكستانية برئاسة الجنرال محمد ضياء الحق في ديسمبر (كانون أول- عام ١٩٨٤ لأول مرة في التاريخ عقد مؤتمر القاديانيين في ربوة. فاشترى القاديانيون في لندن بتلفورد قطعة أرض كبيرة، واتخذوها مركزا عمليا لنشاطهم العالمي وسموه كذبا ودجـــلا "إسلام أباد"، فعقدوا فيه مؤتمرا بديلا في إبريل (نيسان) عام ١٩٨٥. فقام علماء المسلمين وتعقبوهم في لندن، وعقدوا "مؤتمر ختم النبوة العالمي" الأول في أغسطس (آب) عام ۱۹۸٥، حضره العلماء والمشايخ والمفكرون من أطراف بريطانيا وأوروبا وكندا وأمريكا وجمع غفير من علماء باكستان والهند. كل ذلك بتنسيق مباشر مع الدكتور عبد الله عمر نصيف، أمين عام رابطة العالم الإسلامي."
"ثم منعت الحكومة الباكستانية برئاسة الجنرال محمد ضياء الحق في ديسمبر (كانون أول- عام ١٩٨٤ لأول مرة في التاريخ عقد مؤتمر القاديانيين في ربوة. فاشترى القاديانيون في لندن بتلفورد قطعة أرض كبيرة، واتخذوها مركزا عمليا لنشاطهم العالمي وسموه كذبا ودجـــلا "إسلام أباد"، فعقدوا فيه مؤتمرا بديلا في إبريل (نيسان) عام ١٩٨٥. فقام علماء المسلمين وتعقبوهم في لندن، وعقدوا "مؤتمر ختم النبوة العالمي" الأول في أغسطس (آب) عام ۱۹۸٥، حضره العلماء والمشايخ والمفكرون من أطراف بريطانيا وأوروبا وكندا وأمريكا وجمع غفير من علماء باكستان والهند. كل ذلك بتنسيق مباشر مع الدكتور عبد الله عمر نصيف، أمين عام رابطة العالم الإسلامي."
مقارنة بين الأحمدية والبهائية:
الحقيقة أن الأحمدية هي الوحيدة التي تعمل من داخل العالم الإسلامي بهدف إصلاح أوضاع المسلمين ورفع شأن الإسلام في كل مكان بينما البهائية اليوم هى طائفة غير مسلمة كما تعلن وتدعي هي نفسها، ورغم أن مصدرها من داخل العالم الإسلامي، فإنها لا تقوم بأعمال إصلاح بين المسلمين، ولا تهمها مصلحتهم من قريب أو بعيد. ثم إنها طائفة ظلت مغلقة على نفسها غير منفتحة على الناس وعقائدها مخفية على العموم . ليس من السهل الاطلاع عليها، حتى ١٩٩٢م حين قررت قيادتهم نشر كتابهم الأقدس لأول مرة. إن سبب تركيز المقاومة والأعمال العدائية ضد الأحمدية - كما يبدو واضحا – يتمحور في رأيي حول نقطة واحدة وهدف واحـــد: هو إبعاد الأحمديين وإخراجهم عن الإسلام وإجبارهم على القبول بأنهم أقلية غير مسلمة كما يجري اليوم في باكستان. ثم إن إبـراز الأحمدية في وسائل الإعلام المتاحة لهم كشقيقة للبهائية وأحيانًا كحليفة لها.. كل ذلك يتم من أجل تضليل الناس وإيهامهم بـأن الأحمدية لابد وأن تحذو حذو البهائية وتعلن انفصالها في النهاية عــن الإسلام، نظرا لأن البهائية نشأت الأخرى من داخل العالم هي الإسلامي، وادعت في بداية عهدها أنها حركة مهدوية إسلامية كما تدعي الأحمدية اليوم.. لكنها تبدلت وانحرفت تحت ضغط العلماء. وبعد أن خاب ظن هؤلاء الأعداء، وظلت الأحمدية على إصرارها وتمسكها بالإسلام، ولم تحد عن هدفها المعلن.. جاءت الإجراءات الحكومية الأخيرة في باكستان كدعم لمقاومة العلماء، وقضـــت بـأن الأحمديين غير مسلمين في نظر القانون أيضًا. ذلك لم يحد الأحمديون عن تمسكهم بدينهم الإسلام ولم يستسلموا حتى لحكم برلمان باكستان الجائر، و لم يعلنوا أنهم أقلية غير مسلمة كما فعل البهائيون، رغم ما يفرضه عليهم القانون العسكري الجديد وما ينصح لهم به الوزراء والمشايخ أن يفعلوه من حين لآخر. وهيهات هيهات أن تتحقق أحلامهم السوداء هذه.
لقد تضافرت كل هذه القوى الدينية والدنيوية لحمل الأحمديين على الخروج من حظيرة الدين الحنيف كي يتخلصوا من المجابمـــة والجدال والخصام الفكري الديني مع أبناء الأحمدية، والذي لم يعد لهم الطاقة على تحمله ولا القدرة على مواجهته أما نحن فنقول: ما دامت الأحمدية حقا، ومادام مؤسسها من الله - وهذا ما نعتقده ونؤمن به - فلن يكون بمقدورهم أبدًا أن يصدُّوا زحفَها أو يقفوا في وجهها.. لأن تقدم الإسلام ورقيَّه في هذا العصر منوط بها بعون الله تعالى.
رأي عالم بهائي في الأحمدية:
يقول أحد العلماء البهائيين ما نصه:
" الفرقة الأحمدية،
میرزا غلام أحمد تابع لشريعة محمد صلى الله عليه وسلم وليس بمشرع)
فإن ميرزا غلام أحمد صاحب دعوتها، فليست دعوته بدعوة تأسيس دين وشريعة حتى تلتبس دعوته على الناس بدعوة حضرة بهاء، ولكن لما كثر كتابة أصحاب المجلات وخلطوا بين هذه النحلة وبين دين حضرة بهاء الله جل اسمه، وجب علينا أن نوضح ما هي هذه الفرقة الأحمدية التابعة لميرزا غلام أحمد القادياني.
فميرزا غلام أحمد القادياني يدعي أنه مجدد القرن الرابع عشر. ومعنى التجديد هذا ، إعادة ما انحرف من الدين الإسلامي عن الكتاب والسنة إلى حالته الأولية ونبذ البدع، وسيأتي إيضاح هذا البحث. أما نسبة دعوى النبوة إليه، فلا يقول بنبوته كل أتباعه، بل اللاهوريون منهم يرفضونها رفضا باتًا، وإنما تقول بها الفرقة القاديانية منهم. وهم أيضا يقولون إن نبوته ظلية تحت ظل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وليست نبوة تشريع ولا تعلق لهذه النبوة في بحثنا هذا من شيء. ويقولون إن نبوة التشريع قد انقطعت فلا شريعة بعد شريعة محمد كما أن ذاك هو المشهور في نفس الأمة المحمدية.
فميرزا غلام أحمد القادياني يدعي أنه مجدد القرن الرابع عشر. ومعنى التجديد هذا ، إعادة ما انحرف من الدين الإسلامي عن الكتاب والسنة إلى حالته الأولية ونبذ البدع، وسيأتي إيضاح هذا البحث. أما نسبة دعوى النبوة إليه، فلا يقول بنبوته كل أتباعه، بل اللاهوريون منهم يرفضونها رفضا باتًا، وإنما تقول بها الفرقة القاديانية منهم. وهم أيضا يقولون إن نبوته ظلية تحت ظل نبوة محمد صلى الله عليه وسلم وليست نبوة تشريع ولا تعلق لهذه النبوة في بحثنا هذا من شيء. ويقولون إن نبوة التشريع قد انقطعت فلا شريعة بعد شريعة محمد كما أن ذاك هو المشهور في نفس الأمة المحمدية.
أما دعواه المسيحية والمهدوية ،فإنه يقول إن المسيح عليه السلام قد توفي، والتحق بإخوانه من الأنبياء ، ولا يعود إلى الأرض ثانية، وإن المسيح الذي يأتي هو أحد أفراد الأمة المحمدية ، ولا يحكم إلا بشريعة محمد، ثم ينكر المهدي، ويقول: إن المراد بالمهدي هو عيسى نفسه، والمهدي من الهداية، فعيسى والمهدي واحد، وليسا اثنين.
وانتحاله اسم المجدد للقرن الرابع عشر استمداد من حديث جاء في الجامع الصغير تحت رقم (١٨٤٥) عن أبي هريرة "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها." فشراح الحديث قالوا: كان المجدد للمئة الأولى عمر بن عبد العزيز والثانية الشافعي والثالثة الأشعري أو ابن شريح والرابعة الاسفراييني أو الصعلوكي أو الباقلاني والخامسة حجة الإسلام الغزالي والسادسة الإمام الرازي أو الرافعي والسابعة ابن دقيق العيد أو الزين العراقي والثامنة الإسنوي. وقال غيرهم غير هؤلاء. وقد تكلم العلماء على هذا الحديث، وكل أشار إلى القائم الذي هو على مذهبه، وحمل الحديث عليه. وقال بعضهم: يكون من أولي الأمر وأصحاب الحديث والقراء والوعاظ إلى آخره. والسيوطي عليه الرحمة - عمل منظومة في أسماء هؤلاء المجددين ، وعد فيهم في آخر المئتين عيسى بن مريم ، وجعله من المجددين. فأعادها غلام أحمد لنفسه.
فميرزا غلام أحمد القادياني هو مؤسس فرقة من الفرق المحمدية، وليس بمؤسس دين جديد؛ فلا يمكن أن تكون دعواه مماثلة لدعوة حضرة بهاء الله. فحضرة بهاء الله جاء بدين وتشريع غير التشريع الذي تقدمه من دين محمد . وهكذا تأتي الرسل لتبديل الشريعة بشريعة أخرى حسب اقتضاء الوقت، فإن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كلنا يعلم الزمن الحاضر ؛ قال تعالى: ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (المائدة : ٥١).
فالشرائع والمناهج تختلف باختلاف مقتضيات العصور والأزمان."
وانتحاله اسم المجدد للقرن الرابع عشر استمداد من حديث جاء في الجامع الصغير تحت رقم (١٨٤٥) عن أبي هريرة "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مئة سنة من يجدد لها دينها." فشراح الحديث قالوا: كان المجدد للمئة الأولى عمر بن عبد العزيز والثانية الشافعي والثالثة الأشعري أو ابن شريح والرابعة الاسفراييني أو الصعلوكي أو الباقلاني والخامسة حجة الإسلام الغزالي والسادسة الإمام الرازي أو الرافعي والسابعة ابن دقيق العيد أو الزين العراقي والثامنة الإسنوي. وقال غيرهم غير هؤلاء. وقد تكلم العلماء على هذا الحديث، وكل أشار إلى القائم الذي هو على مذهبه، وحمل الحديث عليه. وقال بعضهم: يكون من أولي الأمر وأصحاب الحديث والقراء والوعاظ إلى آخره. والسيوطي عليه الرحمة - عمل منظومة في أسماء هؤلاء المجددين ، وعد فيهم في آخر المئتين عيسى بن مريم ، وجعله من المجددين. فأعادها غلام أحمد لنفسه.
فميرزا غلام أحمد القادياني هو مؤسس فرقة من الفرق المحمدية، وليس بمؤسس دين جديد؛ فلا يمكن أن تكون دعواه مماثلة لدعوة حضرة بهاء الله. فحضرة بهاء الله جاء بدين وتشريع غير التشريع الذي تقدمه من دين محمد . وهكذا تأتي الرسل لتبديل الشريعة بشريعة أخرى حسب اقتضاء الوقت، فإن زمن الرسول صلى الله عليه وسلم كلنا يعلم الزمن الحاضر ؛ قال تعالى: ولكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا (المائدة : ٥١).
فالشرائع والمناهج تختلف باختلاف مقتضيات العصور والأزمان."
الرائد والدليل لمعرفة مشارق الوحي ومهابط التنزيل، للنقابة ا.ح. آل محمد الهامش ص ۲۱ ۲۲)
تصدي الأحمدية للبهائية:
فالأحمدية ليست حليفة البهائية أبدًا، ولا تتآمر معها ولا مع غيرها لهدم الإسلام أبدًا.. كما يفشي بعض المشايخ وكما تفتـــري رابطـــة العالم الإسلامي. إن الجماعة الإسلامية الأحمدية كانت ولا تزال في طليعة من تصدوا للبهائية، وكشفوا النقاب عن عقائدها الباطلة التي
تعليقات
إرسال تعليق