الأحمدية.. كتاب مفتوح:
أما المسلمون الأحمديون فيعلنون معتقدهم على رؤوس الأشهاد لا يخشون في موقفهم لومة لائم، ولا يُرهبهم ظلم الأعداء. وإن الاضطهاد الذي يواجهه أبناء الجماعة الإسلامية الأحمدية اليوم والضغوط التي تمارس عليهم من قبل الحكومة والطوائف الدينية في باكستان كي يتنكروا لدينهم، وصمودَ الأحمديين في وجه كل هذه المحاولات، لأكبر دليل على أن الأحمدية لا تساوم ولا تهادن ولا تخشى أحدا في سبيل إعلان عقائدها. لقد فسرت الجماعة الإسلامية الأحمدية القرآن الكريم تفسيرًا حديثا بلغات عديدة، ونشرته في مختلف أنحاء العالم لمعرفة الناس جميعًا؛ بينما نرى "البيان" و"الأقدس" قد كُتبَا في الخفاء داخل السجون. وفقط في التسعينيات من القرن الفائت أي قبل حوالي عقد من الزمن بدأوا ينشرون من هذه الكتب لاطلاع الناس عليها وخاصة على شبكة الإنترنت.
يقول مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية ما نصه :
"اسمعوا يا سادة هداكم الله إلى طرق السعادة، أني أنا المستفتي وأنا المدعي وما أتكلم بحجاب، بل أنا على بصيرة من رب وهاب. بعثني على رأس المائة، لأجدّد الدين وأنور وجة الملة، وأكسر الصليب وأطفئ نار النصرانية، وأقيم سنةً خير البرية، ولأصلح ما فسد وأروِّجَ ما كسد. وأنا المسيح الموعود والمهدي المعهود. من الله عليَّ بالوحي والإلهام، وكلّمني كما كلّم رسله الكرام، وشهد على صدقي بآيات تشاهدونها، وأرى وجهي بأنوار تعرفونها. ولا أقول لكم أن تقبلوني من غير برهان وأن تؤمنوا بي من غير سلطان، بل أنادي بينكم أن تقوموا لله مقسطين، وأن تنظروا إلى ما أنزل الله لي من الآيات والبراهين والشهادات. فإن لم تجدوا آياتي كمثل ما جرت عادة الله في الصادقين، وخلت سنته في النبيين الأولين، فردوني ولا تقبلوني يا معشر المنكرين".
(الاستفتاء، الخزائن الروحانية ج ٢٢ ص ٦٤١).
و لم يتزحزح مؤسس الجماعة الإسلامية الأحمدية عن هذا الإعلان وما غير وما بدل، وعلى نهجه سار أتباعه من بعده ولا زالوا سائرين بعون الله تعالى.
العنف والقوة:
هناك فكرة خاطئة شائعة بين المسلمين عموما أن المهدي المنتظر سيأتي بالقوة، ويحكم الدنيا بحد السيف، وهي فكرة هدامة مدمرة للدين، ومناقضة لقوله تعالى: لا إكراه في الدين. ونظرا لهذه الفكرة الخاطئة السائدة عن الجهاد واعتقادًا بأن المهدي سيكون مؤيَّدًا من الله تعالى ولن تقدر قوةٌ في الدنيا أن تعترض سبيله، أَمَرَ "الباب" أتباعه ب "ضرب الأعناق وإحراق الكتب وهدم المقامات المقدسة وقتل الذين لا يؤمنون به، وذلك باعتراف عباس أفندي خليفة البهاء.
(مكاتيب البهاء المجلد الثاني ص ٢٦٦).
وبالفعل تصادم البابيون مع جمهور المسلمين وخاصة العلماء الذين وقفوا ضده؛ فاضطرت الحكومة إلى أخذ الكفالة من خال "الباب" حاجي علي بأنه لن يخرج من البيت كما تاب "الباب" على يد المشايخ . ولكنه عاد إلى سيرته الأولى، وساءت الأحوال، فألقته الحكومة في سجن "ماكو". فقرروا في مؤتمر "بدشت" الانتقام من العلماء لأنهم أفتوا بكفرهم وبقتل زعيمهم، وأن يجتمعوا من كل أنحاء إيران في "ماكو" لتحرير "الباب" من السجن. وبالفعل ، انطلقوا من خراسان رافعين الأعلام السود، ومشهرين سيوفهم استعدادًا للجهاد، حتى استولوا على بعض القلاع مثل "القلعة الطبرسية" وتحصنوا فيها. فأدى ذلك إلى اضطرابات دموية طويلة ،أزهقت فيها أرواح كثيرة من الطرفين، حتى كتب المؤرخون البابيون أنفسهم أنه في ليلة واحدة قتل البابيون ٤٠٠ مقاتلاً من الجيش الحكومي ، كان ٣٥ منهم ضباطًا، وكان شعار البابيين في القتال يا صاحب الزمان. (الكواكب ص ٢٤٧.
وبعد أن أعدم "الباب" حاول أتباعه قتل الشاه، وبالفعل أطلقوا عليه
النار وجرحوه في وجهه - كما هو مسجل في كتبهم.
وساد هياج واضطراب في المملكة الإيرانية على مدى ست سنين على الأقل. فقامت الحكومة الإيرانية بقتل بعض زعمائهم ونفي الآخرين.
ومن الجدير بالذكر أن جميع الحركات المهدوية التي ظهرت في العالم الإسلامي واتسمت بالعنف والقوة لم يكتب لها النجاح؛ بل فشلت فشلا ذريعا وجَرَّتْ على المسلمين حروبا دموية، أزهقت فيها أرواح بريئة. وأمامنا في العصر الحديث عدة أمثلة كالحركة البابية التي نحن بصددها، وحركة مهدي السودان والسنوسي في ليبيا. وهكذا كان العنف سببًا لفشل البابية القائمة كحركة مهدوية كما كان سببا لفشل جميع هذه الحركات أيضًا لأنها لم تكن من الله تعالى.
موقف الأحمدية من العنف:
لكن الجماعة الإسلامية الأحمدية قامت ونشأت على قواعد سلمية، ولا تزال تعمل بحسبها منذ أكثر من قرن من الزمن لنشر تعاليم الإسلام بدون الجنوح إلى القوة أو العنف كما أمرنا الله تعالى بقوله: دْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل: ١٢٦). ومما تبرر به بعض الفرق الإسلامية معارضتها للأحمدية كون مؤسسها أعلن أنه الإمام المهدي والمسيح الموعود بدون أن يعلن الحرب أو الجهاد على الكفار، ولأنه عارض استعمال القوة لنشر الدين، ولكن الحق أنه جاء تمامًا كما جاء في الحديث الشريف أن المسيح الموعود والإمام المهدي يضع الحرب" (صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام)، وبخاصة الحروب الدينية. ولذا نراه قد عاش معزّزا ومات معززا بعكس غيره ممن ادعوا المهدوية الذين لاقوا مصيرًا مريرا وأليما، ولم يبق من دعوتهم شيء بعدهم.
لكن الجماعة الإسلامية الأحمدية قامت ونشأت على قواعد سلمية، ولا تزال تعمل بحسبها منذ أكثر من قرن من الزمن لنشر تعاليم الإسلام بدون الجنوح إلى القوة أو العنف كما أمرنا الله تعالى بقوله: دْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن (النحل: ١٢٦). ومما تبرر به بعض الفرق الإسلامية معارضتها للأحمدية كون مؤسسها أعلن أنه الإمام المهدي والمسيح الموعود بدون أن يعلن الحرب أو الجهاد على الكفار، ولأنه عارض استعمال القوة لنشر الدين، ولكن الحق أنه جاء تمامًا كما جاء في الحديث الشريف أن المسيح الموعود والإمام المهدي يضع الحرب" (صحيح البخاري، كتاب الأنبياء، باب نزول عيسى بن مريم عليهما السلام)، وبخاصة الحروب الدينية. ولذا نراه قد عاش معزّزا ومات معززا بعكس غيره ممن ادعوا المهدوية الذين لاقوا مصيرًا مريرا وأليما، ولم يبق من دعوتهم شيء بعدهم.
وإليكم نص ما قاله سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، وهو يبين الحكمة وراء عدم رفعه السيف للقتال من أجل نشر الدين:
"ليس وقتنا وقت الجهاد، ولا زمن المرهفات الحداد، ولا أوان ضرب الأعناق والتقرين في الأصفاد، ولا زمان قودِ أهل الضلال في السلاسل والأغلال وإجراء أحكام القتل والاغتيال. فإن الوقت وقت غلبة الكافرين وإقبالهم، وضُربت الذلة على المسلمين بأعمالهم. وكيف الجهاد، ولا يُمنَع أحد من الصوم والصلاة ولا الحج والزكاة، ولا من العفة والتقاة؛ وما سَلَّ كافر سيفًا على المسلمين، ليرتدوا أو يجعلهم عضينَ. فمن العدل أن يُسَلِّل الحسام بالحسام والأقلام بالأقلام".
(إعجاز المسيح - الخزائن الروحانية ج ١٨ ص ١٥٦-١٥٧).
وفي أشعاره يقول عليه السلام:
السيف أنفاسي ورمحي كلمتي، ما جئتكم كمحارب بسنان.
تعليقات
إرسال تعليق