التخطي إلى المحتوى الرئيسي
 المحاضرة الثانية
المحاضر:
الشيخ مبارك أحمد رحمه الله
الخلافة الإسلامية الراشدة الأحمدية وبيعة الخلفاء على ضوء: 
- أقوال سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود 
- أقوال سيدنا الخليفة الأول لسيدنا المهدي 
- أقوال زعماء الجمعية اللاهورية قبل انفصالهم

يعتقد أفراد الجمعية الأحمدية اللاهورية أنه لن تكون بعد سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود الخلافة فردية، أي لن يكون الفرد الواحد خليفة، بل إن حضرته قد أنهى الخلافة الفردية حين اعتبر مؤسسة "الأنجمن" هي الخليفة له. وعلى النقيض، تؤمن جماعة المبايعين بأن الخلافة الفردية جارية في الأحمدية بعد سيدنا المسيح الموعود مثلما كانت بعد النبي .

ولكي نعرف أي الموقفين صحيح وأي الفريقين سائر على الصراط المستقيم.. علينا أن نرجع إلى تعاليم سيدنا المسيح الموعود . ثم علينا أن نستنير بأقوال الخليفة الأول ، لأن قادة الجمعية اللاهورية كانوا قد رضوا به خليفة، واعتبروا أوامره بمنزلة أوامر سيدنا أحمد. كما علينا دراسة أقوالهم قبل اختلافهم وانشقاقهم عن جماعة المبايعين لدى انتخاب الخليفة الثاني، فهذا أيضًا سوف يساعدنا على معرفة الموقف السليم. وسوف أقرأ على مسامعكم أوّلا تعاليم سيدنا أحمد وهي على نوعين:
 النوع الأول منهما تعاليم عامة تتحدث عن استمرار الخلافة بعد رسول الله في أمته بصفة دائمة، 
والنوع الثاني تعاليم خاصة تؤكد استمرار الخلافة بعد سيدنا أحمد بصفة خاصة.
 وإليكم هذه الأقوال:
١ - يقول سيدنا المسيح الموعود :
ينكر بعض الناس عموم الآية وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنَّهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم، ويقولون إن المراد من كلمة (منكم) الصحابة فقط، وإن الخلافة الراشدة الحقة قد انتهت إلى زمنهم، وبعدها لن تعود هذه الخلافة في الإسلام أبدًا إلى يوم القيامة، وكأن الخلافة جاءت لتبقى للثلاثين ثلاثين سنة انقضت كالحلم والخيال، وبعدها وقع الإسلام في حضيض النحوسة الأبدية.
 شهادة القرآن، الخزائن الروحانية ج ٦ ص ۳۳۰
۲ - ويضيف قائلا:
"كيف يمكن أن أصدّق أن أحدًا يقرأ هذه الآيات (أي آية الاستخلاف ومثيلاتها، بتدبر وإمعان ومع ذلك لا يستطيع أن يدرك أن الله تعالى قد قطع لهذه الأمة وعدا صريحا بالخلافة الدائمة. إذا لم تكن الخلافة ذات صفة دائمة، فما معنى تشبيهها بخلفاء الشرع الموسوي؟ وإذا كانت الخلافة الراشدة جاءت لتبقى ثلاثين سنة فقط ثم لتنتهي إلى الأبد، لكان معنى ذلك أن الله تعالى لم يشأ أن يُبقي أبواب السعادة مفتوحة على هذه الأمة إلى الأبد".
(شهادة القرآن الخزائن الروحانية ج ٦ ص ٣٥٣) 
لا شك أن هذه الأقوال تبطل زعم الذين قالوا بأن الخلافة كانت منحصرة في الصحابة فحسب، وأن بابها مغلق بعدها، حيث وضح حضرته فيها أن آية الاستخلاف تتضمن وعدًا صريحا بالخلافة الدائمة.
٣- ثم إن غاية الخلافة أيضًا تفرض علينا التسليم بعموم آية الاستخلاف. يقول سيدنا المسيح الموعود :
"فبما أنه لا يمكن لأي إنسان أن يخلد إلى الأبد لذلك أراد الله تعالى أن يكتب للأنبياء - وهم أشرفُ وأَولَى مَن في الدنيا ، الخلود إلى يوم القيامة على سبيل الظلية، وتحقيقا لهذا الهدف ، أوجب الله تعالى إقامة الخلافة، كيلا تبقى الدنيا محرومةً من بركات النبوة في أي عصر من العصور. فالذي يرى الخلافة منحصرة في ثلاثين سنة فحسب، فإنه لغبائه يغض الطرف عن الهدف الرئيس للخلافة، ولا يدري أن الله تعالى لم يقصد بذلك قط ضرورة استمرار بركات الرسالة بعد الرسول الكريم في شكل الخلفاء للثلاثين عامًا فحسب، أما بعد ذلك فلا حاجة للدنيا بها ولو هلكت."
 (شهادة القرآن الخزائن الروحانية ج 6 ص ٣٥٣ - ٣٥٤)
 بعد ذكر هذه التعاليم العامة التي تمثل برهانا واضحا على استمرار الخلافة العامة.. أقدّم الآن تعاليمه الخاصة التي تدل على استمرار الخلافة بعده، وعلى أن هذه الخلافة ستكون خلافة فردية وليست عامة على طراز الخلافة الراشدة بعد الرسول.
١ - لقد سجل سيدنا المسيح الموعود في كتابه "حمامة البشرى" حديثا للنبي ، ثم قال ما نصه:
ثم يسافر المسيح الموعود أو خليفة من خلفائه إلى أرض دمشق" 
(حمامة البشرى الخزائن الروحانية ج ۷ ص ٢٢٥

لقد قدم عليه لسلام في هذه العبارة شهادتين واضحتين على ضرورة الخلافة التي تتبع الإمام المهدي والمسيح الموعود. وأولى هاتين الشهادتين هي من النبي نفسه، إذ أخبر بأنه سيكون للمسيح الموعود خلفاء، وأن أحدهم سوف يسافر إلى دمشق. وثانيتهما هي من سيدنا أحمد نفسه، إذ قبل بصحة هذا الحديث، ثم قام بتسجيله في كتابه، وبذلك أخبر عما سيحدث بعده، حيث أخبر قبل وفاته بخمس عشرة سنة على أنه سيكون له خلفاء، وأن 
أحدا منهم سوف يسافر إلى دمشق.
 ٢- لقد صنف حضرته قبل وفاته بفترة كتيبا باسم "الوصية" قال فيه:
"إن الله تعالى يتوفى الأنبياء في وقت يصحبه الخوفُ من الفشل بادي الرأي، فيُفسح بذلك المجال للمعارضين ليسخروا ويستهزئوا ويطعنوا ويشنّعوا . وحينما يكونون قد أخرجوا كل ما في جعبتهم من سخرية واستهزاء، يُظهر الله تعالى يد القدرة الثانية، ويهيئ من الأسباب ما تكتمل به الأهداف التي كانت إلى ذلك الحين غير مكتملة لحد ما.
فالحاصل أنه تعالى يُري قسمين من قدرته:
 أولاً، يُري يدَ قدرته على أيدي الأنبياء أنفسهم، 
وثانيًا، يُري يد قدرته بعد وفاة النبي حين تواجه المحن ويتقوى الأعداء ويظنون أن الأمر الآن قد اختل، ويوقنون أن هذه الجماعة سوف تنمحي، حتى إن أعضاءها أنفسهم يقعون في الحيرة والتردد ، وتنقصم ظهورهم، بل ويرتدّ العديد من الأشقياء، عندها يُظهر الله تعالى قدرته القوية ثانية ويُساند الجماعة المنهارة. فالذي يبقى صامدًا صابرًا حتى اللحظة الأخيرة يرى هذه المعجزة الإلهية، كما حصل في عهد سيدنا أبي بكر الصديق ، حيث ظُنَّ أن وفاة الرسول قد سبقت أوانها، وارتد كثير من جهال الأعراب، وأصبح الصحابة من شدة الحزن كالمجانين. عندها، أقام الله تعالى سيدنا أبا بكر الصديق، وأظهر نموذجا لقدرته مرة أخرى، وحمى الإسلام من الانقراض الوشيك. وهكذا أتم عز وجل وعده الذي قال فيه : ولَيُمكننَّ لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليُبدِّلنّهم من بعد خوفهم أمنًا .*.. أي أنه تعالى سوف يثبت أقدامهم بعد الخوف."
 (الوصية، الخزائن الروحانية ج٢٠ ص ٣٠٤ - ٣٠٥)
 ثم أضاف قائلا:
فيا أحبائي، ما دامت سنة الله القديمة هي أنه تعالى يُري قدرتين، لكي يحطّم بذلك فرحتين كاذبتين للأعداء.. فمن المستحيل أن يغيّر الله تعالى الآن سنته الأزلية. لذلك، فلا تحزنوا لما أخبرتكم به ولا تكتئبوا ، إذ لا بد لكم من أن تروا القدرة الثانية أيضا ، وإن مجيئها خير لكم، لأنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة. وإن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر، ولكن عندما أرحل سوف يرسل الله لكم القدرة الثانية، التي سوف تبقى معكم إلى الأبد".
 (المرجع السابق ص٣٠٥
نصل من هذه العبارة لسيدنا المسيح الموعود إلى النتائج التالية:
أولا - القدرة الثانية ليست إلا اسما آخر للخلفاء أو الخلافة، إذ يشرح معناها لنا بضرب مثال سيدنا أبي بكر الصديق ويقول: "فعندها أقام الله تعالى سيدنا أبا بكر الصديق ، وأظهر نموذجًا لقدرته مرة أخرى".
ثانيا - في رأيه لم تكن آية الاستخلاف تتضمن الوعد بالخلافة العامة للرسالة فحسب بل أيضًا فيها وعد بالخلافة كالتي تشرف بها أبو بكر ، فالخلافة الراشدة التي بدأت بشخص أبي بكر أيضًا كانت مصداقا لآية الاستخلاف. ثالثًا: أن الاختبارات والمحن بعد وفاة الأنبياء قدر إلهي، وأن زوال هذه المحن على يد الخلفاء سنة إلهية قديمة. فأمة كل نبي مرت بهذه الظروف، ولا بد أن يعامل الله تعالى الجماعة الإسلامية الأحمدية أيضا وفق سنته هذه كما قال حضرته : "فمن المستحيل أن يغير الله تعالى الآن سنته الأزلية".. وكأنه يقول: لا بد أن تمر جماعته عند وفاته باختبار شديد وخوف رهيب، ولكن هذا الخوف سوف يبدل حتما بالأمن بواسطة الخلفاء، وستزول المحن. وهذا ما يؤكده الواقع، حيث أتى على الأحمدية بعد وفاة سيدنا أحمد وقت محنة شديدة، ولكن الله تعالى أزالها على يد الخليفة، وهكذا نفذ سنته القديمة.
 رابعًا- أن القدرة الثانية، أي الخلافة سوف تبقى إلى الأبد، وأن سلسلة الخلفاء في الأحمدية سوف تدوم إلى يوم القيامة.. أي أن نظام الجماعة سوف يتوطد يومًا فيومًا حتى تستمر الخلافة فيها إلى يوم القيامة. ذلك لأن سيدنا أحمد قد قال عنها: "إنها دائمة ولن تنقطع إلى يوم القيامة".
خامسا - أن القدرة الثانية سوف تظهر بعد رحيله.. أي أنها ستتجلى بعد وفاته ، إذ قال: إن تلك القدرة الثانية لا يمكن أن تأتيكم ما لم أغادر".
فلا يمكن أن تُعتبر مؤسسة "الأنجمن" خليفة له ، كما يزعم أفراد الجمعية اللاهورية لأن أنجمن قد أسست في زمنه عليه السلام. وكانت موجودة في حياته وعاملة أمام أعين الجميع، في حين إنه يقول إن "القدرة الثانية" لن تظهر إلا بعد رحيله. وقد أثبتُ من قبل أن المراد من القدرة الثانية هو الخلافة، وما دام الأصل (أي المسيح الموعود، موجودًا، فمن المستحيل أن يقوم في حياته من يخلفه، ولذلك قال: القدرة الثانية. لا يمكن أن تأتيكم ما أغادر.. أي أن الخلافة ستقوم بعد رحيلي، تماما كما حدث في عهد النبي ، حيث ظهرت القدرة الثانية بعد رحيله في شخص أبي بكر . كل هذه الأمور المستنبطة مما كتبه سيدنا أحمد في كتيب "الوصية" تمثل برهانًا واضحًا على وجوب الخلافة بعده، وعلى أن هذه الخلافة ستكون فردية أي سوف يقيم الله أحدا أفراد الجماعة خليفة له.
٣- يقول سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود في کتاب آخر: " والطريق الثاني لإنزال رحمته، هو بعث المرسلين والنبيين والأئمة والأولياء والخلفاء لكي يهتدي الناس بهداهم إلى الصراط المستقيم، وينالوا النجاة باتباع أسوتهم. فأراد الله تعالى أن يتحقق هذان الهدفان عن طريق أبناء هذا العبد المتواضع". 
(الإعلان الأخضر، مجموعة الإعلانات المجلد الأول ص ۱۷۸، الهامش) 

إن قوله هذا أيضًا يدل على وجوب الخلافة في جماعته، وأن بعض الخلفاء سيكونون من أبنائه.
٤- لقد ألقى سيدنا أحمد قبل وفاته بشهرين بمدينة لاهور محاضرةً أكد فيها بكل صراحة على الخلافة بعده حيث قال:
"لقد كتب الصوفية أن من قُدّر له أن يكون خليفةً بعد شيخ أو رسول ونبي، يُلقَى الحقُّ من عند الله تعالى في قلبه قبل أي واحد آخر. حينما يُتوفَّى رسول أو شيخ يحدث زلزال عنيف في الدنيا، ويكون الوقت جد خطير، ولكن الله تعالى يقضي على ذلك الخطر عن طريق خليفة له، وكأن أمره ينصلح ويستتب من جديد عن طريق خليفته. لماذا لم يعين النبي خليفة له من بعده؟ إنما السر في ذلك أنه كان على علم تام بأن الله سوف يقيم بنفسه خليفة له ، لأن هذا الأمر يخصه هو عز وجل.
 وأضاف قائلا:
"لقد سماني الله تعالى أيضا شيخًا في أحد الإلهامات: "أنت الشيخ المسيح الذي لا يضاع وقته". 
(جريدة "الحكم" ١٤ أبريل/ نيسان 1905

هذه العبارة أيضًا تكشف أنه سيكون بعده الا الخلفاء.
5 - وقال في كتيب آخر :
"إن الذين لا يزالون خارج جماعتنا مشتتون في الواقع من حيث الطبائع والأفكار. إذ إنهم ليسوا تحت زعيم يرون طاعته واجبة عليهم".
 كتيب "بيغام صلح" (أي.. رسالة (الصلح) الخزائن الروحانية ج ٢٣
ص ٤٥٥)
والظاهر أن الزعيم الديني الواجب الطاعة للجماعة الدينية بعد النبي - إنما هو خليفته وبدونه لا يمكن توحيد شملها، وبناءً على هذا ، كان لزاماً أن تستمر الخلافة في الأحمدية كيلا تصبح مشتتة الطبائع ولا مشتتة الأفكار.
٦ - كذلك قال حضرتها في صدد التصالح مع الهندوس: "إن عليهم - إذا نقضوا معاهدة الصلح – أن يدفعوا لإمام الجماعة الأحمدية غرامةً لا تقل عن ثلاث مائة ألف روبية". (المرجع السابق)
والبديهي أنه لا بد - في رأي سيدنا أحمد - من وجود إمام مطاع في الأحمدية، وإلا فستكون هذه المعاهدة عديمة الجدوى.

لقد اتضح من هذه الكتابات والأقوال لسيدنا المسيح الموعود أن الخلافة بعده سوف تبقى مستمرة، وأنها ستكون خلافة فردية كالخلافة الراشدة بعد الرسول ، ولم ولن تكون أية مؤسسة مثل "الأنجمن" خليفةً له على طراز البرلمانات والمؤسسات الأخرى.




أقوال سيدنا الخليفة الأول:
لقد تقلد سيدنا الحكيم المولوي نور الدين منصب الخلافة في ٢٧ مايو/ أيار ۱۹۰۸ . و لم يزل - منذ توليه الخلافة إلى آخر لحظات من حياته – يوضح ويؤكد للجماعة في خطبه ومحاضراته أهمية الخلافة وحبها واحترامها.
١ - فبعد وفاة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، طلب كبار الجماعة إلى مولانا نور الدين أن يحمل عبء الخلافة، ويأخذ من الناس البيعة. وكان الخواجة كمال الدين والمولوي محمد علي وعديد من زملائهما ضمن هؤلاء الكبار. والرد الذي أجاب به حضرته على التماسهم لحري بالتدبر والعمل، حيث قال:
"إذا كنتم تريدون بيعتي، فاسمعوا وعُوا: إن البيعة تعني أن يبيع المبايع نفسه على يد من يأخذ منه البيعة. لقد قال منه البيعة. لقد قال لي حضرته مرة: لا يخطرن الوطن ببالك من الآن - 
يقصد بذلك أن لا تحن إلى العودة إلى بلدتك الأصلية، بل عليك أن تلزم صحبتي وتبقى معي. (المترجم)- . وبعدها فإن كل ما أملكه من شيء أصبح له حتى كرامتي وتفكيري، ولم يخطر الوطنُ ببالي قط. فالبيعة أمر صعب جدا، حيث يتخلى المرء عن كل حرياته وطموحاته من أجل من بايعه".

وقال في آخر خطابه هذا:
"تذكروا أن الخير كله في الوحدة. الجماعة التي لا رئيس لها ميتة
(جريدة "بدر" ٢ يونيو/ حزيران ۱۹۰۸)
٢ - وبعد توليه منصب الخلافة قال مرةً:
أنا الآن خليفتكم. ولو قال أحد إن حضرته لم يذكر اسم نور الدين في كتابه "الوصية"، لقلت: كذلك تماما لم يَرِدْ اسم آدم ولا أبي بكر في النبوءات الماضية...... لقد تم إجماع كل القوم على خلافتي، ومن خالف الآن هذا الإجماع فقد خالف الله تعالى ..... اسمعوا بأُذُن واعية، انكم لو خالفتم الآن هذه المعاهدة 
لصرتم مصداقا لقوله تعالى: فَأَعْقَبَهم نفاقا في قلوبهم". (جريدة "بدر" ٢١ أكتوبر/ تشرين الأول ۱۹۰۹)
٣- وقال مرة أخرى:
"لقد قلت لكم مرة بعد أخرى مستشهدًا بالقرآن الكريم.
 إن إقامة الخليفة ليس من عمل الإنسان، وإنما هو من عمل الله تعالى مَن الذي جعل آدم خليفةً؟ الله تعالى. قال: إني جاعل في الأرض خليفة. 
لقد اعترض الملائكة على خلافة آدم، ولكن ما الذي جنوه من ذلك؟ اقرؤوا القرآن، ستجدون فيه أنهم لم يجدوا مناصا من السجود لآدم في آخر المطاف. فلو اعترض أحد على خلافتي، وإن كان ملاكا ، لقلت له : اسْجُدْ أمام خلافة آدم، فهو خير لك. أما إذا أبى واستكبر وصار إبليسًا، فليتذكر ما جناه إبليس بمعارضة آدم؟ وها إنني أكرر وأقول مرة أخرى لو أن أحدا اعترض على خلافتي، وإن ظهر في زي الملاك، فلا بد أن تدفعه الفطرة السعيدة إلى قوله تعالى: اسْجُدُوا لآدم". . 
(جريدة "بدر" ٤ يوليو/ تموز (١٩١٢) 
٤- وقال أيضا في الخطاب نفسه:
"ليست الخلافة كمياه غازية تُشترى من دكان "الكيسري" -الكيسري اسم لصاحب مصنع للمياه الغازية. (المترجم)-.
لا يمكن أن تنتفعوا بالتدخل في هذه القضية. لن يجعلكم أحد خليفة، كما لا يمكن أن يصبح أحد خليفة في حياتي. عندما أموت، فلن يقوم إلا من يشاء الله، وسوف يتولى الله خلاله بنفسه إقامته. لقد عاهدتم على يدي، فلا تتحدثوا عن الخلافة. لقد جعلني الله تعالى خليفةً، فلن أعتزل الآن لقولكم، كما لا يقدر أحد على عزلي. ولو أنكم زدتم جدالا فاعلموا أن عندي أمثال خالد ابن الوليد الذين سوف يعاقبونكم كما عوقب أهل الردة". 
(جريدة "بدر" يوليو/ تموز ۱۹۱۲، محاضرة أُلقيت في ١٦ و ١٧ يونيو/ حزيران ١٩١٢، بمبنى " الأحمدية" Ahmadiyyah Buildings بلاهور)
٥- وقال الخليفة الأول أيضًا :
"أقسم بالله العظيم أنه قد جعلني أيضا خليفة، كما جعل آدم وأبا بكر وعمر خلفاء". (جريدة "بدر" ٤ يوليو/ تموز ١٩١٢)
٦- وأعلن حضرته في مناسبة أخرى:
"إذا كان أحد قد جعلني خليفة فهو الله تعالى لا غير، وطبقا لحكمه.
وليست في الدنيا قوة تقدر على عزل خليفة أقامه الله تعالى ..... فلو أراد الله عزلي لتوفّاني. ففوضوا هذا الأمر إلى الله تعالى. إنكم لا تقدرون على العزل .... وكاذب من يقول: نحن جعلناه خليفة".
 (جريدة "الحكم" ۲۱ يناير/ كانون الثاني ١٩١٤)
٧- وهناك قول آخر له جدير بالتذكر:
لو قال أحد إن مؤسسة "الأنجمن" هي التي جعلتني خليفة فهو كاذب. إن مثل هذه الأفكار تؤدي إلى الهلاك، فاجتنبوها. اسمعوا مرة أخرى: لم يجعلني أي إنسان ولا أية "أنجمن" خليفة، كما لا أرى أن أية "انجمن" تستطيع أن تجعل أحدا خليفةً. فليست الأنجمن هي التي جعلتني خليفةً، كما لا أقيم أية قيمة لجعلها أحدا خليفة، ولا أبالي إطلاقًا إذا تخلت عني، كما لا يقدر أحد الآن أن ينزع رداء الخلافة مني.
 جريدة "بدر" ٤ يوليو/ تموز ١٩١٢)
وهناك قول آخر له يبين أهمية بيعة الخليفة واحترام منصب الخلافة حيث ورد في جريدة "بدر":
كتب أحد الناس إلى سيدنا الخليفة الأول لسيدنا المسيح الموعود سائلا: هل بيعتك ضرورية وفرض؟ فأجاب: حكم البيعة الأصلية هو نفسه حكمُ البيعة الفرعية، ذلك أن الصحابة كانوا رأوا من الواجب عليهم أن يبايعوا أولا على يد الخليفة قبل دفن النبي وعملوا بحسب ذلك". 
(جريدة "بدر" ۳ مارس/ آذار ۱۹۱۱ ص 9.
لقد تبين من 
هذا أنه لا بد من بيعة كل خليفة بعد النبي، وأن الله تعالى هو الذي يجعل من يشاء خليفة، وأنه سوف يجعل من يشاء خليفة بعد سيدنا أحمد ، وأن طاعة خلفائه واجب وجوب طاعة الخلفاء الراشدين بعد النبي ، وأن الخليفة الأول كان يؤمن أنه خليفة حق من عند الله تعالى، مثلما كان أبو
بكر وعمر وغيرهما خلفاء من عند الله تعالى، رضوان الله عليهم أجمعين.
وعلاوة على ما سبق، أقدّم الآن بعض أقواله الأخرى زيادة في تبيان الحقيقة: قال حضرته :
"وهناك نقطة جديرة بالحفظ، لا أتمالك نفسي من ذكرها، ألا وهي : لقد تشرفتُ برؤية حضرة الخواجة سليمان رحمة الله عليه -
هو حضرة الخواجة محمد سليمان التونسوي رحمه الله. كان من أولياء الله تعالى. كان والده "زكريا" صاحب علم وفضل ورئيسا لقبيلة أفغانية تسمى "جعفر". وُلد الخواجة محمد سليمان التونسوي رحمه الله في ١١٨٣هـ. كان مرشده الروحاني حضرة الصوفي الخواجة نور محمد المهاروي رحمه الله، الذي ولاه خلافته على فرقته الصوفية لما كان عمره اثنين وعشرين عاما فحسب. توفي الخواجه محمد سليمان التونسوي رحمه الله في ٧ صفر ١٢٦٧هـ، وضريحه موجود في "تونسه شريف" في مقاطعة "ديره غازي خان" بالبنجاب في باكستان. والنقطة التي أشار إليها حضرة المولوي نور الدين هنا هي ما كشفته الأيام فيما بعد ، حيث انتخب سيدنا بشير الدين محمود أحمد خليفة بعده في سن مبكر، أعني ٢٥ عامًا، وطالت خلافته لمدة تقارب ٥٢ عاما. (المترجم)-
كان شغوفا بالقرآن الكريم، وأكن لحضرته حبا كبيرا. لقد طالت خلافته لمدة ٧٨ سنة. وصار خليفة وعمره ٢٢ عامًا. فاحفَظُوا هذا الأمر جيدًا، فإنني قد ذكرته لكم لمصلحة معينة، ولنصيحة خالصة .
 (جريدة "بدر" ٢٧ يوليو/ تموز ١٩١٠)
۹ - في عام ۱۹۱۱ مرض حضرته فكتب وصيةً وسلّمها لأحد تلاميذه، وكتب فيها: "الخليفة محمود". ولكن بعد أن تماثل للشفاء مزّق هذه الوصية.-نقدم فيما يلي تعريب ما ورد في كتاب حياة" "نور" حول هذه الوصية: "لقد قال حضرة ميان عبد العزيز مغل في بيان له مقرون بالقسم: "عندما تدهورت صحة سيدنا الخليفة الأول بعد سقوطه من على الحصان كتب في وصيته: "محمود" هو الخليفة بعدي، وسلّم هذه الوصية لأحد تلاميذه الشيخ تيمور المحترم." 
"حياة "نور" للأستاذ عبد القادر سوداغر مل ص ۳۹۷ الناشر: نظارت (أي إدارة) النشر والإشاعة بقاديان طبعة عام ٢٠٠٣م)
 ويؤكد مصداقية هذه الرواية وصحة الوصية المذكورة ما أورده المولوي محمد علي نفسه وتعريبه: "الوصية التي كتبها ، أي الخليفة الأول ، في عام ۱۹۱۱م و وسلّمها لتلميذه الخاص ومحل ثقته، فإنني علمتُ من مصدر موثوق به بأنه قد سجل فيها اسم ميان المحترم (أي مرزا محمود أحمد، ليكون خليفة من بعده." 
"حقيقة الاختلاف" للمولوي محمد علي ص ۷۱ الناشر : أحمدية أنجمن إشاعت إسلام بلاهور الطبعة الثانية ١٩٧٠) (المترجم)-
١٠ - في يوم ٤ مارس/ آذار ۱۹۱٤ فوجئ الخليفة الأول بعد صلاة العصر بضعف شديد، فأمر بإحضار القلم والدواة، فتناول الورقة في يده وهو مستلق على السرير، وكتب الوصية التالية لمن يخلفه:
يجب أن يكون من يخلفني متقيًا، محبوبا لدى القوم، عالما عاملا. عليه أن يتعامل مع أصحابه عليه السلام القدامى منهم والجدد، بالتغاضي والصفح. كنت ناصحًا للجميع، فليكن هو أيضا ناصحا للجميع. وليستمرَّ درسُ القرآن والحديث. والسلام". 
(جريدة "الحكم" مارس/ آذار (١٩١٤ ص (٥)
 وجدير بالذكر أن الخليفة الأول ، وهو في مرضه الأخير، قد أمر المولوي محمد علي أن يقرأ أمامه هذه الوصية على أهل ذلك المجلس ثلاث مرات، ففعل.
فهذه الأقوال والوصايا التي ذكرها الخليفة الأول في صدد من يخلفه.. تؤكد تمامًا أنه كان يؤمن بالخلافة الفردية، وهذا هو الطريق الذي كان يراه طريقا صائبا، بالنظر إلى الخلافة الراشدة، وأوصى باتباع الطريق نفسه بعده.





أقوال المنشقين قبل انفصالهم:
۱ - يشهد حضرة المولوي سید سرور شاهه -
وهو الذي بعثه سيدنا أحمد ليمثله في المناظرة ضد المولوي ثناء الله الأمر تسري في مكان يسمى "مد". (المترجم)-:
"لدى وفاة سيدنا المسيح الموعود ، حضر الخواجة كمال الدين والمرزا يعقوب بك والدكتور سيد محمد حسين شاه، في ٢٧ مايو/ أيار ١٩٠٨ من لاهور إلى قاديان، وقام الخواجة كمال الدين خطيبًا بين الناس، وألقى كلمةً مثيرة للعواطف ملخصها: 
 جاء شخص مناديًا لله تعالى، فنادى الناس باسم الله، فلبينا نداءه، واجتمعنا حوله، ولكنه قد غادرنا الآن وذهب إلى ربه. والسؤال الذي يطرح نفسه هو : ماذا يجب علينا فعله الآن"؟
 فقام السيد شيخ رحمة الله، وقال باللغة البنجابية ما فحواه: 
"لقد قلتُ مرارًا أثناء سفري إلى قاديان وأقول مرة أخرى: عليكم أن تقدموا هذا العجوز (يعني حضرة المولوي الحكيم نور الدين، لحمل هذا العبء، وإلا لن تبقى لهذه الجماعة باقية". ولدى سماع هذا الرأي من السيد شيخ رحمة الله، لزم جميع کبار الجماعة الصمت، وهكذا صدّقوا بما قال راضين به، ولم ينكره أحد ولم يعترض".
٢- بعدها رفع إلى حضرة مولانا نور الدين التماس موقع 
من العديد الأحمديين، بمن فيهم السيد شيخ رحمة الله، والدكتور سید محمد حسین شاه والمولوي محمد علي، والخواجة كمال الدين والدكتور المرزا يعقوب بك. ومما جاء في هذا الالتماس: 
"أما بعد، فطبقا لتعليمات سيدنا المسيح الموعود الواردة في كتيب "الوصية"، فإننا نحن الأحمديين الموقعين أدناه، نطمئن بصدق القلب إلى أن يبايع كل فرد من الجماعة الأحمدية – سواء الموجودون فيها حاليًا أو الذين سينضمون إليها فيما بعد – باسم أحمد، على يد أول المهاجرين سيدنا الحاج المولوي الحكيم نور الدين المحترم، فهو أَعْلَمُنا وأتقانا جميعًا، وأخلص أصحاب سيدنا الإمام عليه وسلم وأقدمُهم، وقد اعتبره سيدنا الإمام أسوة حسنة لغيره من الأتباع، كما هو جلي من بيت شعر له (بالفارسية) ما معناه: يا حبذا لو أن كل واحد من الأمة صار "نور الدين"، وإنما يمكن ذلك، إذا صار كل قلب مفعما بنور اليقين. وسوف نعتبر أوامر حضرة المولوي المبجل بمنزلة أوامر سيدنا المسيح الموعود " . 
(جريدة "بدر" ٢ يونيو/ حزيران ١٩٠٨)
لما تم دفن سيدنا المسيح الموعود، وتشرف جميع الحاضرين بالبيعة على يد الخليفة الأول بصفة خليفة.. قام الخواجة كمال الدين المحترم، بصفته سكرتير مؤسسة "صدر أنجمن أحمدية"، بنشر بيان مشترك من قبل سائر أعضاء هذه المؤسسة، يخبر به فروع الجماعة في كل مكان بما حدث. وقد جاء في هذا البيان: 
"قبل أداء صلاة الجنازة على سيدنا المسيح الموعود بقاديان، وبناءً على وصاياه ال المسجلة في كتيب "الوصية"، ووفقًا لاقتراح أعضاء مؤسسة "صدر أنجمن أحمدية" المتواجدين في قاديان، وأيضًا طبقا لمشورة أقارب سيدنا المسيح الموعود، وبإذن من السيدة أم المؤمنين، فإن كل القوم المتواجدين بقاديان، البالغ عددهم حينئذ ۱۲۰۰، قد رضوا بسيدنا حاجّ الحرمين الشريفين حضرة الحكيم نور الدين سلمه الله تعالى - نائبًا وخليفة لحضرته عليه السلام، وبايعوا على يده. وقد حضر هذه المناسبة من الأعضاء المؤسسة صدر أنجمن السادة الأفاضل: مولانا حضرة سيد المولوي محمد أحسن المحترم، صاحبزاده الميرزا بشير الدين محمود أحمد المحترم، جناب النواب محمد علي خان ، المحترم د. الميرزا يعقوب بك المحترم، د. سيد محمد حسين شاه المحترم، السيد رشيد الدين خليفة، وأنا العبد المتواضع الخواجة كمال الدين".

وأضاف السيد الخواجة في هذا البيان المشترك قائلا:
كل هؤلاء الحضور المسجل عددهم أعلاه، قد رضوا به خليفةً للمسيح الموعود. وتُخبر كل فرد من الجماعة بهذه الرسالة أنه يتحتم عليهم بعد قراءتها أن يبايعوا على الفور على يد سيدنا حكيم الأمة خليفة المسيح الموعود، سواء عن طريق الزيارة أو الكتابة".
 (جريدة "الحَكَم ۲۸ مايو/ أيار ۱۹۰۸، وجريدة "بدر" ٢ يونيو/ حزيران (۱۹۰۸)
٤- في أواخر ۱۹۱۳ صدر مع توقيعات كل من المولوي محمد علي المحترم والمولوي صدر الدين المحترم والسيد سيد محمد حسين شاه، الإعلان التالي الصريح: 
"إنه (أي الخليفة الأول لسيدنا المسيح الموعود، مطاع لدى كل القوم، وإن أعضاء مجلس المعتمدين -أي أعضاء مؤسسة صدر انجمن. (المترجم)- كلهم مبايعون لحضرته ومطيعون له .
جريدة "بيغام" "صلح" ٤ ديسمبر/ كانون الأول ۱۹۱۳

5: كما كتب هؤلاء الأعضاء في مناسبة أخرى:
"إن البيعة على يد سيدنا مولانا نور الدين لم تكن خلافا لما ورد في كتيب "الوصية ، بل كانت مطابقة له تماما، وكانت بيعة حقة". 
(المرجع السابق ١٩ أبريل/ نيسان ١٩١٤)

 ٦- بعد وفاة سيدنا أحمد بأيام - في ٢١ يونيو/ حزيران ۱۹۰۸ بالتحديد - قال المولوي محمد علي في خطاب له أمام أفراد الجماعة بلاهور:
"ما دام هؤلاء، أي أهل الفرق الأخرى) قد اعتبروا - في كتبهم الموثوق بها لديهم، سيدنا أبا بكر الصديق نائبا للرسول، واعترفوا بصراحة تامة أن قتل مسيلمة الكذاب في عهد أبي بكر إنما هو بمنزلة قتله في عهد النبي ، وأن حصول سيدنا عمر على كنوز قيصر وكسرى إنما هو بمنزلة حصول النبي عليها.. فلم لا ينتظرون في صدد بعض نبوءات سيدنا المسيح الموعود إلى أن يحققها الله على يد خلفائه أو خدامه المخلصين أو على يد أبنائه؟
 (جريدة "الحكم ١٨ يوليو/ تموز ١٩٠٨ المجلد ١٢ العدد ٤٢)

۷: قال الخواجة كمال الدين في ديسمبر/ كانون الأول ١٩١٤ في خطاب له:
 حين بايعتُ على يد الخليفة الأول) "بيعة إرشاد"، وأقررت أمامه قائلا: إنني سوف أطيعكم في كل ما تأمرونني به، كما سأطيع الخلفاء بعدكم. 
أسباب الخلافات في الجماعة الأحمدية ص 70

إن هذه البيانات والأقوال التي أدلى بها زعماء الجمعية الأحمدية اللاهورية في مناسبات مختلفة منذ وفاة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود حتى انتخاب الخليفة الثاني ، توضح بكل جلاء أن جمع شمل الجماعة بدون الخلافة الفردية غير ممكن. كانوا يفهمون من تعليمات سيدنا أحمد الواردة في كتيب "الوصية" أنه لا بد بعد وفاته من خليفة له، وأن انتخاب الخليفة الأول كان مطابقًا تماما للوصايا المذكورة في كتيب "الوصية"، وأنه كان إماما واجب الطاعة، وأن أمره كان بمنزلة أوامر سيدنا المسيح الموعود، بل كانوا يرون أنه سيكون هناك بعد الخليفة الأول خلفاء آخرون وأن كثيرًا من نبوءات سيدنا أحمد سوف تتحقق على يد خلفائه.
 كما أكدوا على أنه لا بد لكل فرد من أفراد الجماعة سواء القدامى أو الجدد أن يبايع على يد الخليفة.


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

الردود على الأسئلة التي يطرحها الناس عادة السؤال ١: أين يثبت موت المسيح ابن مريم من القرآن الكريم؟ بل إن قوله تعالى: ﴿رَافِعُكَ إِلَيَّ" و"بَل رَّفَعَهُ اللهُ إِلَيْهِ" يدلّ على أن المسيح رفع إلى السماء بجسده. وكذلك الآية: ﴿وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ ؟ تدل على أن المسيح لم يُقتل ولم يمت على الصليب. الجواب: فليتضح أن معنى الرفع إلى الله هو الموت، كذلك إن لقول الله : ارْجِعِي إِلَى رَبِّك"، وقوله: ﴿إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ" المعنى  نفسه. إضافة إلى ذلك إن الوضوح والجلاء والتفصيل الذي ورد به ذكر موت المسيح في القرآن الكريم لا يتصور أكثر منه؛ لأن الله قد بين وفاة المسيح بوجه عام وبوجه خاص أيضا، كما يقول مثلا على وجه العموم: وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ " . إن هذه الآية التي قدّمتُها للاستدلال تدل بصراحة متناهية أن الموت قد  أصاب  جميع الرُّسُل، سواء أكان بالموت الطبيعي أو بالقتل، ولم يسلم من الموت نبي من الأنبياء السابقي...

شرح وتفسير: "وكان عرشه على الماء".

 شرح وتفسير: "وكان عرشه على الماء". النقاش عن كون العرش مخلوقا أو غير مخلوق عبث:  فقال عليه السلام:  الناس يتفننون في آرائهم حول هذا الموضوع، بعضهم يصفونه بالمخلوق وبعضهم يصفونه بغير المخلوق، ولكن لو لم نصفه بغير المخلوق لبطل الاستواء. لا شك في أن النقاش حول كون العرش مخلوقا أو غير مخلوق عبث أصلا، هذه استعارة، حيث بين الله فيه رفعته العالية، أي هو مقام منزه عن كل جسم ونقص، ويقابله هذه الدنيا وهذا العالم كله. وليس للإنسان اطلاع كامل عليه. هذا المقام يمكن أن يسمى قديم، فالناس يستغربون من ذلك ويحسبونه شيئًا ماديا. وانطلاقا من القدم يرد الاعتراض على ورود الحرف "ثم". فالحقيقة أن القدم يشمل "ثم" أيضًا. كما عندما يكون القلم بيد الإنسان فتتحرك اليد أيضًا حيثما يتحرك القلم، لكن يكون التقدُّم لليد. يعترض الآريون على المسلمين عن قدم الله، ويقولون إن إله المسلمين موجود منذ ستة أو سبعة آلاف سنة. وهذا خطؤهم، فمن الغباوة أن يقدر عمر الله بالنظر إلى هذا المخلوق. فلا نعلم ما الذي كان قبل آدم ومن أي نوع كان ذلك المخلوق. والله الله أعلم بذلك الوقت: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْ...
لا بد من التقوى من أجل الفتح: وما دام الأمر هكذا، فاعلموا أن التقوى ضرورية للمرء لكي تنفتح عليه أبواب الحقائق والمعارف فاتقوا الله ، لأن الله تعالى يقول: ﴿إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ) (النحل (۱۲۹) . ولا أستطيع أن أحصي لكم كم مرة تلقيت هذه الآية في الوحي، إذ أوحيت إلي مرات كثيرة جدا. لو أننا اكتفينا بالأقوال دون الأفعال، فاعلموا أن لا جدوى من ذلك. إن النصر  يتطلب التقوى، فكونوا متقين إن أردتم النصر. ضرورة التضحيات المالية لنشر الإسلام أرى أن نساء الهندوس والنصارى أيضا يوصين بعقارات كبيرة وأموال طائلة لنشر  دعوتهم، ولكن لا نجد نظير ذلك في المسلمين في هذه الأيام. إن أكبر مشكلتنا  هي  الحاجة إلى النصرة المالية لنشر الإسلام. اعلموا أن الله  تعالى هو الذي أراد تأسيس هذه الجماعة بيده وسوف يكون حاميها وناصرها، ولكنه يريد أن يؤتي عباده الأجر والثواب، ومن أجل ذلك قد اضطر الأنبياء لطلب المساعدة المالية. لقد طلب رسول الله النصرة المالية ، وعلى نفس المنهاج ، الذي هو منهاج النبوة، نذكر أحبابنا بحاجات الجماعة من حين لآخر. ومع ذلك أقول: إ...