زهق الباطل
٤٦٥
المشروع الجليل لغلبة الإسلام.
*
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرَّحْمن الرَّحِيمِ * اَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحمن الرَّحِيمِ * مَالك يَوْمِ الدِّين إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ .(آمين).
٤٦٥
المشروع الجليل لغلبة الإسلام.
*
أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، أما بعد فأعوذ بالله من الشيطان الرجيم. بسم الله الرَّحْمن الرَّحِيمِ * اَلْحَمْدُ لله رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحمن الرَّحِيمِ * مَالك يَوْمِ الدِّين إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ .(آمين).
وَضَرَبَ الله مَثَلا للذينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فَرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّة وَنَجِّنِي مِنْ فَرْعَوْنَ وَعَمَله ونَجِّنِي مِنَ الْقَومِ الظَّالِمينَ * وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخنَا فيه من رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بكَلِمَات رَبِّهَا وَكتبه وَكَانَتْ مِنَ الْقَانتين
(التحريم: ١٢ - ١٣).
اعتراض غريب:
لا شك أن كافة الاعتراضات التي أثارتها الحكومة الباكستانية في "البيان الأبيض" المزعوم ضد سيدنا أحمده، إنما هي نتيجة إهمالهم آية آيات من القرآن الكريم أو تعليمًا من تعاليمه، غير أن الآية التي استهللتُ بها خطبتي تتناول بوضوح الموضوع الذي غضوا عنه الطرف قصدًا أو بغير قصد فوجهوا اعتراضا غريبًا إلى سيدنا أحمد مستهزئين بعنوان: "تأويلات غريبة ومضحكة" جاء فيه:
يقدم الميرزا تأويلات غريبة على كونه المسيح ابن مريم حيث يعتبر نفسه مريم أولاً ثم يسرد قصة نفخ روح عيسى في نفسه."
لا شك أن كافة الاعتراضات التي أثارتها الحكومة الباكستانية في "البيان الأبيض" المزعوم ضد سيدنا أحمده، إنما هي نتيجة إهمالهم آية آيات من القرآن الكريم أو تعليمًا من تعاليمه، غير أن الآية التي استهللتُ بها خطبتي تتناول بوضوح الموضوع الذي غضوا عنه الطرف قصدًا أو بغير قصد فوجهوا اعتراضا غريبًا إلى سيدنا أحمد مستهزئين بعنوان: "تأويلات غريبة ومضحكة" جاء فيه:
يقدم الميرزا تأويلات غريبة على كونه المسيح ابن مريم حيث يعتبر نفسه مريم أولاً ثم يسرد قصة نفخ روح عيسى في نفسه."
(القاديانية، خطر رهيب على الإسلام ص ٢٤)
قمة السخرية والتكذيب:
وأسلوب السخرية الذي اختاروه هو نفس الأسلوب الذي اختاره معارضو الأنبياء منذ فجر الأديان، بل يزيدون عليه وينسجون قصصاً مكذبين مستهزئين بغية التلذذ بها، وكأن حضرته العليا كان يعتقد أنه حَمَل فعلا وتكوَّن الجنينُ في أحشائه ، والعياذ بالله، وذلك الجنين هو المسيح الموعود نفسه. فهكذا كانوا ولا يزالون يعترضون بغية التكذيب والسخرية.
لقد أوردوا العبارة المذكورة أعلاه ليخدعوا في باكستان وخارجها
أناسًا ليس لديهم معرفة دقيقة بهذه الأمور وخلفياتها، فيتركوا على القراء البسطاء انطباعًا أن سيدنا أحمد كان معتوها واختلت قواه الذهنية لدرجة يعتبر فيها نفسه امرأة رغم كونه رجلا.. يقول إنه حمل وأنجب. أليس أسلوب تفكيره هذا يشبه تفكير المجانين والمعتوهين؟!
-
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : إذا كان حضرته شخصا مجنونا كما يزعمون، فكيف لحق بالإسلام أو بباكستان خطر من قبله؟ هناك ألوف من المجانين بل مئات الألوف منهم في الدنيا، ولا يعتبرهم شخص أو قوم يملكون قليلا من العقل خطرًا عليهم. فأيها المعارضون: إن كذبكم مكشوف ومفضوح لأنكم من ناحية تقدمون حضرته كمجنون ومختل الذهن ومصاب بالصرع. ومن ناحية ثانية تصرخون بأعلى صوتكم أنه يشكل خطرا رهيبا على عالم الإسلام كله. وإن قولكم هذا يشبه قول أولئك الظالمين الغاشمين الذين كانوا يسمون النبي مجنونا وساحرًا من ناحية، ومن ناحية ثانية كانوا يرونه خطرا محدقا بالعالم كله. لم يعتبروه خطرا لمائة سنة فقط بل إلى مئات السنين وحاولوا مثلكم كبت دينه بنشر الفساد والدعاية الكاذبة ضده متذرعين بالخطر الافتراضي. وكتب المسيحيين مليئة بهذا الخطر الافتراضي" والجدال
قذر.
أقول "الخطر الافتراضي" لأنه لم يشكل قط خطرًا على الإنسانية، و لم يكن خطرًا على أية حسنة أو فضيلة، وإنما كان خطرًا على كل نوع من الفساد والقذارة والكذب والباطل. فبهذا المعنى يصح قول المعارضين إن سيدنا أحمد كان خطرًا كبيرًا على الفساد والباطل والكذب. ولكنهم لم يقولوا ذلك، بل قالوا إنه خطر على كل فضيلة وعلى الإسلام، وهذا باطل بالبداهة لأنني كما قلت سابقا إن الاعتراض الذي نحن بصدده يُبطل نفسه بنفسه، لأن شخصًا مجنونًا ومعتوها لا يمكن أن يشكل خطرًا إلا على نفسه.
-
السؤال الذي يفرض نفسه هنا هو : إذا كان حضرته شخصا مجنونا كما يزعمون، فكيف لحق بالإسلام أو بباكستان خطر من قبله؟ هناك ألوف من المجانين بل مئات الألوف منهم في الدنيا، ولا يعتبرهم شخص أو قوم يملكون قليلا من العقل خطرًا عليهم. فأيها المعارضون: إن كذبكم مكشوف ومفضوح لأنكم من ناحية تقدمون حضرته كمجنون ومختل الذهن ومصاب بالصرع. ومن ناحية ثانية تصرخون بأعلى صوتكم أنه يشكل خطرا رهيبا على عالم الإسلام كله. وإن قولكم هذا يشبه قول أولئك الظالمين الغاشمين الذين كانوا يسمون النبي مجنونا وساحرًا من ناحية، ومن ناحية ثانية كانوا يرونه خطرا محدقا بالعالم كله. لم يعتبروه خطرا لمائة سنة فقط بل إلى مئات السنين وحاولوا مثلكم كبت دينه بنشر الفساد والدعاية الكاذبة ضده متذرعين بالخطر الافتراضي. وكتب المسيحيين مليئة بهذا الخطر الافتراضي" والجدال
قذر.
أقول "الخطر الافتراضي" لأنه لم يشكل قط خطرًا على الإنسانية، و لم يكن خطرًا على أية حسنة أو فضيلة، وإنما كان خطرًا على كل نوع من الفساد والقذارة والكذب والباطل. فبهذا المعنى يصح قول المعارضين إن سيدنا أحمد كان خطرًا كبيرًا على الفساد والباطل والكذب. ولكنهم لم يقولوا ذلك، بل قالوا إنه خطر على كل فضيلة وعلى الإسلام، وهذا باطل بالبداهة لأنني كما قلت سابقا إن الاعتراض الذي نحن بصدده يُبطل نفسه بنفسه، لأن شخصًا مجنونًا ومعتوها لا يمكن أن يشكل خطرًا إلا على نفسه.
حالتان للمؤمنين:
والآية التي نبذها المعارضون وراء ظهورهم تفرض عليهم أن يختاروا لأنفسهم أحد الأمرين، وإلا سوف يخرجون تلقائيا من دائرة الإسلام والإيمان بدلا من أن يُخرِجوا غيرهم منها. إنهم يحاولون أن يهاجموا سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، ولكن سيف القرآن الكريم يتصدى لهجومهم هذا ويمزقهم إربا ويقطع دابرهم وسيف القرآن صارم وبتار لدرجة أنه سمي بـ "الفرقان" ولا يمكن لأحد أن ينقذ نفسه منه. فالآية التي استهللت بها خطبتي تبين حالتين اثنتين للمؤمنين لا ثالثـة لهما. يبين الله الحالة الأولى للمؤمنين في قوله: ضرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فَرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي من فرعَوْنَ وعَمَله ونَجِّي منَ القَوْمِ الظَّالمينَ . ثم يبين الحالة الثانية لهم قائلا: وَمَرَيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَحْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بكلمات ربِّهَا وكُتُبه وَكَانَتْ مِنَ الْقَانتين.
والآية التي نبذها المعارضون وراء ظهورهم تفرض عليهم أن يختاروا لأنفسهم أحد الأمرين، وإلا سوف يخرجون تلقائيا من دائرة الإسلام والإيمان بدلا من أن يُخرِجوا غيرهم منها. إنهم يحاولون أن يهاجموا سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود ، ولكن سيف القرآن الكريم يتصدى لهجومهم هذا ويمزقهم إربا ويقطع دابرهم وسيف القرآن صارم وبتار لدرجة أنه سمي بـ "الفرقان" ولا يمكن لأحد أن ينقذ نفسه منه. فالآية التي استهللت بها خطبتي تبين حالتين اثنتين للمؤمنين لا ثالثـة لهما. يبين الله الحالة الأولى للمؤمنين في قوله: ضرَبَ اللهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ آمَنُوا امْرَأَةَ فَرْعَوْنَ إِذْ قَالَتْ رَبِّ ابْنِ لِي عِنْدَكَ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ وَنَجِّنِي من فرعَوْنَ وعَمَله ونَجِّي منَ القَوْمِ الظَّالمينَ . ثم يبين الحالة الثانية لهم قائلا: وَمَرَيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ التي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَحْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا وَصَدَّقَتْ بكلمات ربِّهَا وكُتُبه وَكَانَتْ مِنَ الْقَانتين.
هنا لا يضرب الله مَثَلَ امرأة عادية بل مثل مريم التي نُفخت فيها الروح وحملت وأنجبت أي لا ينطبق على المؤمنين إلا مَثَلُ امرأة فرعون أو مَثَلُ مريم بنت عمران لا غيرهما. إذن فالقرآن يبين مثلين أو حالتين اثنتين للمؤمنين ولا يذكر ثالثتهما. فأقول للمعارضين: إن كنتم لا تريدون أن ينطبق عليكم مَثَلُ مريم فكونوا كامرأة فرعون إن أردتم. أما إذا لم تصبحوا مثل مريم ولا مثل امرأة فرعون . أي لو لم ينطبق عليكم أحد المثلين المذكورين في القرآن الكريم الخرجتم من دائرة الإيمان تلقائيا، لأن الآية تتطلب أن تنطبق على المؤمنين واحدة من الحالتين لا محالة.
مشايخ متجردون من الفهم:
الواقع أن المعارضين ليس لديهم أدنى إلمام بالقرآن الكريم ولا يدركون تعاليم النبي وسنته الشريفة، ولا يعرفون شيئا عن تفاسير السلف الصالح والعلماء القدامى. ولو كان لديهم أدنى إلمام بالمصادر المذكورة لما فكروا في شنّ هجمات قذرة كهذه.
الواقع أن المعارضين ليس لديهم أدنى إلمام بالقرآن الكريم ولا يدركون تعاليم النبي وسنته الشريفة، ولا يعرفون شيئا عن تفاسير السلف الصالح والعلماء القدامى. ولو كان لديهم أدنى إلمام بالمصادر المذكورة لما فكروا في شنّ هجمات قذرة كهذه.
لقد قدَّمتُ هذه الآية في إحدى المناسبات أمام شيخ سليط اللسان من معارضي الأحمدية وقلت له: إنك تسخر من سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، وتسأل مستهزئًا عن كيفية الحمل والإنجاب المزعومين، وما مر به من متاعبهما؛ وبما أنك لا تريد أن تكون مثل مريم، رغم ادعائك بكونك مسلما ومؤمنا، فلابد لك أن تقرّ بكونك امرأة فرعون. وبما أن القرآن الكريم يورد مَثَلَ امرأة فرعون قبل مثل السيدة مريم، لذا إنني أسألك أن تخبرني أوّلاً كيف أصبحت امرأة فرعون، ثم بعد ذلك سوف أشرح لك كيفية انطباق مثل السيدة مريم على سيدنا أحمد متبعا في ذلك الأسلوب نفسه الذي ستتبعه خلال شرحك، فما كان من الشيخ إلا السكوت المطبق.
الواقع إنهم متجردون من المعرفة الحقيقية ولا يفهمون من القرآن شيئا وإلا ما شنوا هذه الهجمات التي بسببها يشن عليهم القرآن الكريم هجمات مضادة.
الآن أوضح لكم أن القرآن يبين من خلال هذا المثل أنَّ مِن المؤمنين مَن هم أقوى إيمانا ومنهم من هو دون ذلك. والمؤمن الأضعف إيمانا - الذي يقبله القرآن كمؤمن ، والذي يدعي بانتمائه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله كمثل امرأة فرعون، حيث كان زوجها ملكا جبارا ومستبدا يملك الأمر والنهي في دولة عظيمة، وكان من الاستكبار والاعتزاز بنفسه بحيث تحدى رب السماوات والأرض وقال لهامان: ... فَاجْعَل لي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (القصص: ٣٩)، وكانت تحت هذا الملك المستكبر والمستبد امرأة ضعيفة كزوجة له، لا حول لها ولا قوة. يقول القرآن الكريم إنها مع ذلك حافظت على إيمانها وظلت تتضرع إلى الله وتبتهل إليه وتتقوى من خلال التضرعات قائلة: «رَبِّ ابْن لي عندَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةَ ونَجِّنِي مِنْ فَرْعَوْن وَعَمَلَه وَنَجِّني منَ الْقَوْم الظالمين.
الواقع إنهم متجردون من المعرفة الحقيقية ولا يفهمون من القرآن شيئا وإلا ما شنوا هذه الهجمات التي بسببها يشن عليهم القرآن الكريم هجمات مضادة.
الآن أوضح لكم أن القرآن يبين من خلال هذا المثل أنَّ مِن المؤمنين مَن هم أقوى إيمانا ومنهم من هو دون ذلك. والمؤمن الأضعف إيمانا - الذي يقبله القرآن كمؤمن ، والذي يدعي بانتمائه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم مثله كمثل امرأة فرعون، حيث كان زوجها ملكا جبارا ومستبدا يملك الأمر والنهي في دولة عظيمة، وكان من الاستكبار والاعتزاز بنفسه بحيث تحدى رب السماوات والأرض وقال لهامان: ... فَاجْعَل لي صَرْحًا لَعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى (القصص: ٣٩)، وكانت تحت هذا الملك المستكبر والمستبد امرأة ضعيفة كزوجة له، لا حول لها ولا قوة. يقول القرآن الكريم إنها مع ذلك حافظت على إيمانها وظلت تتضرع إلى الله وتبتهل إليه وتتقوى من خلال التضرعات قائلة: «رَبِّ ابْن لي عندَكَ بَيْتًا في الْجَنَّةَ ونَجِّنِي مِنْ فَرْعَوْن وَعَمَلَه وَنَجِّني منَ الْقَوْم الظالمين.
ما أَرْوَعَه من مَثَل وما أَجودَه، لكن المتجردين من دقائق المعرفة يجعلونه عرضة للسخرية والاستهزاء. والقرآن يقول: إن هذا المثل العظيم ينطبق على أضعف الناس إيمانا من خدام النبي ولا ينطبق على أقواهم، لأن الذين يحتلون حتى أدنى منزلة من الإيمان في أمة محمد صلى الله عليه وسلم فإنهم أيضا يملكون قوة إيمانية لدرجة لا يتخلون عن الإيمان حتى أمام اضطهاد أشد الملوك ظلمًا واستبدادا. أما الأقوياء منهم إيمانًا وأصحاب المعرفة الحقيقية الذين يُعَدُّون من أولياء الله، فمَثَلهم كمثل مريم بنت عمران التي لم تَدْنُ منها الأفكار الشهوانية والأهواء النفسانية ، بل كانت نزيهة تماما من مس الشيطان، علما أن العلاقات الزوجية بعد الزواج لا تُعَدُّ شهوة دنية بل هي مسموحة وطبيعية، كما أن العلاقات الزوجية للأطهار لا تعتبر شهوةً ممقوتة أبدا؛ غير أن السيدة مريم بشكل خاص كانت نزيهة تماما عن كل نوع من الهياج العاطفي، ولم تجد الشوائب النفسانية طريقها إليها، ولكن الله رغم ذلك رزقها بولد بفضله وقدرته.
المثل العظيم عرضة للسخرية:
فيبين الله تعالى أن عبادي المؤمنين عندما يحصلون على مراتب سامية جديدة، فلا تشوبهم أدنى شائبة من أهواء النفس، ولا يهمس أي شيطان في أذلهم أن قوموا بإعلان عن مراتبكم السامية، ولا تحرضهم الأهواء النفسانية أو الزهو على ابتغاء المراتب العليا، بل إنهم يكونون عباد الله المتواضعين للغاية. فعباد الله المتواضعون هؤلاء كلما وهبوا مراتب سامية ازدادوا تواضعا وقالوا كما قال سيدنا الإمام المهدي على سبيل المجاز والاستعارة في بيت شعر له ما تعريبه:
"إنني مثل حشرة من حشرات الأرض يا حبيبي! وكأنني لست من نسل آدم والناس يكرهونني ويحسبونني عارًا عليهم." (البراهين الأحمدية الجزء ه، الخزائن الروحانية ج ٢١ ص١٢٧)
فكلما يدعي هؤلاء العباد الصلحاء بشيء لا يكون ذلك ناتجا عن أهوائهم النفسانية، بل حين تُنفَخ فيهم روح من السماء، وينزل عليهم أمر السماء أن انهضُوا وأعلنوا عن خَلْقكم الروحي الجديد ، فيضطرون لإعلان هذا الأمر على الملأ . عندها يولد من بينهم أمثال عيسى الذين يكونون أحياء بأنفسهم ويهبون الحياة للآخرين أيضا، ويتداركون الأقوام الميتة. كم هو عظيم هذا المثل الذي جعله الظالمون عرضة للسخرية.
فيبين الله تعالى أن عبادي المؤمنين عندما يحصلون على مراتب سامية جديدة، فلا تشوبهم أدنى شائبة من أهواء النفس، ولا يهمس أي شيطان في أذلهم أن قوموا بإعلان عن مراتبكم السامية، ولا تحرضهم الأهواء النفسانية أو الزهو على ابتغاء المراتب العليا، بل إنهم يكونون عباد الله المتواضعين للغاية. فعباد الله المتواضعون هؤلاء كلما وهبوا مراتب سامية ازدادوا تواضعا وقالوا كما قال سيدنا الإمام المهدي على سبيل المجاز والاستعارة في بيت شعر له ما تعريبه:
"إنني مثل حشرة من حشرات الأرض يا حبيبي! وكأنني لست من نسل آدم والناس يكرهونني ويحسبونني عارًا عليهم." (البراهين الأحمدية الجزء ه، الخزائن الروحانية ج ٢١ ص١٢٧)
فكلما يدعي هؤلاء العباد الصلحاء بشيء لا يكون ذلك ناتجا عن أهوائهم النفسانية، بل حين تُنفَخ فيهم روح من السماء، وينزل عليهم أمر السماء أن انهضُوا وأعلنوا عن خَلْقكم الروحي الجديد ، فيضطرون لإعلان هذا الأمر على الملأ . عندها يولد من بينهم أمثال عيسى الذين يكونون أحياء بأنفسهم ويهبون الحياة للآخرين أيضا، ويتداركون الأقوام الميتة. كم هو عظيم هذا المثل الذي جعله الظالمون عرضة للسخرية.
الإكراه في الدين في ظل الدكتاتورية:
إذن، فلا بد للمعارضين من أن يقبلوا أحد الأمرين: إذا كانوا لا يستطيعون الوصول إلى مرتبة السيدة مريم فليحاولوا الارتقاء إلى منزلة امرأة فرعون إن كانوا على ذلك من القادرين . ولكن معظمهم - للأسف الشديد - لا يقدرون على ذلك أيضا، إنهم يحاولون استبدال دين الآخرين قهرا وإكراها، ولكنهم بدورهم لا يقدرون على حماية دينهم إزاء الإكراه والقهر بل يشرعون في عبادة حاكم مستبد وظالم، ويخضع القوم كله لدكتاتور مستبد. لا شك أن فيهم المضطهدين والمظلومين والضعفاء أيضا الذين لا حول لهم ولا قوة ، كما أعلم أن فيهم أصحاب الهمم العالية أيضا، ولكنهم أقل عددا نسبيا. بينما الأغلبية الساحقة من القوم قد أصبحت - أو جُعلت قهرا - من الجبن بحيث لا تقدر على قول الحق. وفيما يتعلق بنا، نحن الأحمديين، فقد طبقنا على أنفسنا كلتا الحالتين بحيث إن الأضعف منا أيضا مستعد تمام الاستعداد لتقديم أية تضحية لحماية دينه، بل لا يزال يقدمها بالصبر والمثابرة. وأنتم، يا معارضينا، شاهدون على ذلك!! كم من أحمدي صببتم عليه مصائب جمّة وزججتم به في السجون؟ وكم منهم الذين أهرقتم دماءهم، فهل استطعتم تبديل دين واحد منهم أو نزع كلمة الشهادة من صدره قهرا واستبدادا؟ لاحظوا بأية قوة وثبات يتمسك عباد الله المتواضعون هؤلاء بمنزلة بينها القرآن الكريم؟ فلم ولن يمتنعوا من شهادة "لا إله إلا الله محمد رسول الله" حتى تحت سيوف حاكم ظالم ومستبد.
نكات المعرفة:
هذه حالة الضعفاء منهم، ولقد ظهر من بينهم الأقوياء أيضا، ولن يزالوا يظهرون بفضل الله تعالى، الذين سوف يهبهم الله مراتب شبيهة بالسيدة مريم عليها السلام أيضا، ومن بينهم سوف يتولد أناس آخرون مثلهم.
لقد توصل إلى نقطة المعرفة هذه - بالإضافة إلى سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود - أصحاب الكشوف والوحي القدامى أيضا الذين كانوا مقربين إلى الله تعالى حقا، ومنهم الشيخ عبد القادر الجيلاني رحمه الله الذي يقول للمريد في إحدى مقالاته:
"لا تكشف البرقع والقناع عن وجهك." (فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني مع الترجمة الفارسية من عبد الحق الدهلوي، مقال٢٦ ص ١١٩)
"لا تكشف البرقع والقناع عن وجهك." (فتوح الغيب للشيخ عبد القادر الجيلاني مع الترجمة الفارسية من عبد الحق الدهلوي، مقال٢٦ ص ١١٩)
من المعلوم أن البرقع والقناع لباس النساء، فلماذا يقول حضرة الجيلاني هذا الكلام لغيرهن؟
يقول الشيخ عبد الحق المحدث الدهلوي في شرح كلام حضرة الجيلاني
ما معناه:
يُؤوّل البرقع والقناع بلباس النساء، وفي ذلك إشارة إلى أن الرجل يظل في منزلة المرأة إلى ظهور الكمال، ولا يصح ادعاؤه بالرجولة.
ما معناه:
يُؤوّل البرقع والقناع بلباس النساء، وفي ذلك إشارة إلى أن الرجل يظل في منزلة المرأة إلى ظهور الكمال، ولا يصح ادعاؤه بالرجولة.
(المرجع السابق)
أي أن الحالة الأولى للسالك أيضا حالة طهارة دونما شك، ولكنها لا تكون قد أنجبت كيانًا جديدا بعد، لذا فإنها تُسمى بحالة مريمية، عند السلف الصالح.
أي أن الحالة الأولى للسالك أيضا حالة طهارة دونما شك، ولكنها لا تكون قد أنجبت كيانًا جديدا بعد، لذا فإنها تُسمى بحالة مريمية، عند السلف الصالح.
ويقول مولانا روم - وهو من الصوفية الكبار والصلحاء العظام، و شاعر معروف أيضا - في بيت شعر له بالفارسية وتعريبه:
حبلت النفس مثل السيدة مريم بواسطة ظل الحبيب وحملت في أحشائها مسيحا جميلا.
مثنوي مولوي معنوي الدفتر الثاني ص٣٠)
لاحظوا كيف كشف الله تعالى في الماضي أيضا تفسير الآية السالفة الذكر على أهل العلم والمعرفة، وهذا ما أعلنوه دائما. فقولوا بالله أيها المستهزئون، كم من الصلحاء تستهزئون بهم، وكم منهم تجعلونهم عرضة
للسخرية والتهكم؟
للسخرية والتهكم؟
خداع آخر:
هناك اعتراض آخر وُجه إلى الأحمدية بأن الأحمديين قاموا بعد تأسيس باكستان بمؤامرة خطيرة جدا وتفصيلها كالآتي:
"المؤامرة الأكثر خطورة التي قام بها القاديانيون بعد تأسيس باكستان هي محاولتهم لتحويل هذه الدولة الإسلامية الحديثة إلى دولة قاديانية يسيطر عليها القاديانيون، وذلك بفصل إقليم منها وإنشاء سلطنة قاديانية فيه. لقد ألقى زعيم القاديانيين في مدينة "كوئته" (الباكستانية) خطابا في ٢٣ تموز / يوليو ١٩٤٨م، وذلك قبل انقضاء عام واحد على تأسيس باكستان، وهذا الخطاب نُشر في جريدتهم "الفضل" ۱۳ آب/أغسطس ١٩٤٨م، حيث نصح أمير القاديانيين أتباعه بما يلي:
هناك اعتراض آخر وُجه إلى الأحمدية بأن الأحمديين قاموا بعد تأسيس باكستان بمؤامرة خطيرة جدا وتفصيلها كالآتي:
"المؤامرة الأكثر خطورة التي قام بها القاديانيون بعد تأسيس باكستان هي محاولتهم لتحويل هذه الدولة الإسلامية الحديثة إلى دولة قاديانية يسيطر عليها القاديانيون، وذلك بفصل إقليم منها وإنشاء سلطنة قاديانية فيه. لقد ألقى زعيم القاديانيين في مدينة "كوئته" (الباكستانية) خطابا في ٢٣ تموز / يوليو ١٩٤٨م، وذلك قبل انقضاء عام واحد على تأسيس باكستان، وهذا الخطاب نُشر في جريدتهم "الفضل" ۱۳ آب/أغسطس ١٩٤٨م، حيث نصح أمير القاديانيين أتباعه بما يلي:
"إن إقليم بلوجستان البريطاني الذي يسمى ببلوجستان الباكستاني اليوم، يبلغ عدد سكانه حاليا نصف مليون نسمة. ورغم أن عدد سكانه أقل من الأقاليم الأخرى، ولكنه هام جدا لكونه وحدة من وحدات الدولة، ومنزلته من الدولة كمنزلة الفرد الواحد من المجتمع. ولإيضاح الأمر أكثر يمكننا أن نضرب مَثَل دستور أمريكا حيث تُعطــــى كل ولاية حقا متساويًا للتمثيل في مجلس الشيوخ سواء كان عدد سكانها مليونا أو عشرة ملايين. إذن فرغم أن عدد سكان إقليم بلوجستان الباكستاني يبلغ نصف مليون نسمة أو يزيد قليلا إذا أضفنا إليه الولايات المجاورة، ولكن له أهميته لكونه وحدة من وحدات الدولة. والمعلوم أيضا أن ضم عدد كبير إلى الأحمدية أمر عسير، أما ضم عدد قليل فسهل نسبيًّا. لذا فلو انتبهت الجماعة جيدًا إلى هذا الأمر ، لأمكن ضم هذا الإقليم إلى الأحمدية خلال فترة وجيزة."
(القاديانية، خطر رهيب على الإسلام ص٣٥-٣٦)
هذه هي المؤامرة الخطيرة والرهيبة والأكثر خطورة في زعمهم وتشكل خطرا رهيبا على الإسلام والبلاد الإسلامية
يوهم المعارضون وكأن هناك خطة أو مؤامرة من قبل الأحمدية لفصل إقليم بلوجستان عن باكستان بالهجوم عليها بشكل نظامي وإثارة الفتنة فيها. ولكن زعمهم هذا لا يدل إلا على غباوتهم المتناهية، حيث يقدمون مقتبسا يبطل ادعاءهم بنفسه إذ لا يحتوي هذا المقتبس على أدنى إشارة إلى غزو هذا الإقليم وفتحه بقوة السيف والسلاح أو فصله عن باكستان. كان يليق بهم أن يقرؤوا المقتطف بتأمل قبل تقديمه على الملأ. كل ما في هذه العبارة هو أنه يجب على الأحمديين أن يقوموا بالتبليغ ويحرزوا الانتصار الروحي، وألا ينفصلوا عن باكستان حتى بعد إحراز الانتصار الروحي، بل عليهم أن يلازموها كوحدة. فعلى الرغم من أنهم لن يحرزوا أكثرية عددية، ولكنهم سوف ينالون مكانة محترمة كوحدة الدولة، فيستطيعون إبلاغ صوتهم بصورة صحيحة. هذه هي الحقيقة التي حرَّفها المعاندون وقدموها أمام الناس بدون وازع ورادع وفي وضح النهار ، و لم يفكروا مرة أن المقتبس الذي نحن بصدده لا يعطي المعنى الذي يستنبطونه بشكل من الأشكال، وهو فصلُ إقليم معين من البلد بقوة السيف والسلاح.
ولكنني أخبركم أيها المعارضون أنه إذا كانت هذه مؤامرة كما تزعمون فقد قامت الأحمدية من قبل بمؤامرات أخطر منها علنًا. هذه المؤامرة ذكرت، كما تعترفون في خطبة الجمعة ثم نُشرت تفاصيلها على صفحات الجريدة "الفضل". كذلك كل ما قامت به الجماعة من "مؤامرات" من قبل أيضا مكشوفة للجميع ومنشورة في كتبها، ووزّعت هذه الكتب عليكم، ثم أنتم الذين تخفونها عن الناس بمصادرتكم إياها. إننا نود كشف "مؤامراتنا" وعرضها للجميع ، ولكنكم تغطونها وتخفونها عن أعين الناس بمصادرة كتبنا.
ولكن بغض النظر عن كل هذا هناك أمر آخر جدير بالانتباه بشكل خاص، وهو أن هذه الحكومة حساسة جدا بالنسبة إلى مقاطعة بلوجستان لدرجة أنها تقصف القبائل فيها لأتفه الأسباب، ويتعرض الناس لأمطار من الرصاصات من المدافع والقنابل. وقد تكرر هذا القصف مرات كثيرة مما أسفر عن أخطار فادحة، وتم بقوة السلاح كبت كافة المحاولات التي ظُنَّ بأنها معادية للحكومة. الله أعلم بحقيقتها. ولكن السؤال هو: لماذا لم تحرك الحكومة ساكنا تجاه هذه المؤامرة من قبل الأحمديين، التي نمت أمام أعينكم وازدهرت على حد قولكم والتي تحسبونها اليوم أكثر خطورة من غيرها؟ وأي جيش من الأحمديين قاتلتموه لقمع هذه المؤامرة؟ هل استخففتم بأكثر المؤامرات خطورة" لدرجة أنكم لم تبطشوا شخصا واحدا من الأحمديين متورطا فيها؟ ومن ناحية ثانية ، ملأتم السجون بالناس لأتفه الأمور، ظانين أنهم متورطون في مؤامرة ضد الحكومة، وعذبتموهم أشد تعذيب، قبل أن تثبت جريمتهم. أما المؤامرة التي تعتبرونها الأكثر خطورة فما ألقيتم القبض على أي من الأحمديين بسبب تورطه فيها، وما اكتشفتم شيئا من الأسلحة المستخدمة وما شابهها.
ولكنني أخبركم أيها المعارضون أنه إذا كانت هذه مؤامرة كما تزعمون فقد قامت الأحمدية من قبل بمؤامرات أخطر منها علنًا. هذه المؤامرة ذكرت، كما تعترفون في خطبة الجمعة ثم نُشرت تفاصيلها على صفحات الجريدة "الفضل". كذلك كل ما قامت به الجماعة من "مؤامرات" من قبل أيضا مكشوفة للجميع ومنشورة في كتبها، ووزّعت هذه الكتب عليكم، ثم أنتم الذين تخفونها عن الناس بمصادرتكم إياها. إننا نود كشف "مؤامراتنا" وعرضها للجميع ، ولكنكم تغطونها وتخفونها عن أعين الناس بمصادرة كتبنا.
ولكن بغض النظر عن كل هذا هناك أمر آخر جدير بالانتباه بشكل خاص، وهو أن هذه الحكومة حساسة جدا بالنسبة إلى مقاطعة بلوجستان لدرجة أنها تقصف القبائل فيها لأتفه الأسباب، ويتعرض الناس لأمطار من الرصاصات من المدافع والقنابل. وقد تكرر هذا القصف مرات كثيرة مما أسفر عن أخطار فادحة، وتم بقوة السلاح كبت كافة المحاولات التي ظُنَّ بأنها معادية للحكومة. الله أعلم بحقيقتها. ولكن السؤال هو: لماذا لم تحرك الحكومة ساكنا تجاه هذه المؤامرة من قبل الأحمديين، التي نمت أمام أعينكم وازدهرت على حد قولكم والتي تحسبونها اليوم أكثر خطورة من غيرها؟ وأي جيش من الأحمديين قاتلتموه لقمع هذه المؤامرة؟ هل استخففتم بأكثر المؤامرات خطورة" لدرجة أنكم لم تبطشوا شخصا واحدا من الأحمديين متورطا فيها؟ ومن ناحية ثانية ، ملأتم السجون بالناس لأتفه الأمور، ظانين أنهم متورطون في مؤامرة ضد الحكومة، وعذبتموهم أشد تعذيب، قبل أن تثبت جريمتهم. أما المؤامرة التي تعتبرونها الأكثر خطورة فما ألقيتم القبض على أي من الأحمديين بسبب تورطه فيها، وما اكتشفتم شيئا من الأسلحة المستخدمة وما شابهها.
ثم أين كان الجيش الأحمدي الذي كان على وشك غزو مقاطعة بلوجستان؟ إن هي إلا قصص افتراضية بحتة. وتعرفون أنتم أيضا جيدًا أنها قصص منحوتة وكاذبة لا أساس لها من الصحة أبدا، ومع ذلك تبذلون قصارى جهودكم لإضلال العالم.
لقد ذكرتُ فيما سبق أن أباطيلكم هذه تذكرنا بدور ممثل أسباني شهير يُعرف في بلادنا باسم "دان كيفائي"، يقال عنه إنه شاهد طاحونة وحسبها عملاقا رهيبا فهاجمها، ثم شاهد غنمًا في المرعى وحسبها جيشًا قويا للعدو فهاجمها أيضا بكل ما يملك كان من عدة وعتاد، وقتل منها عددًا لا بأس به. فأنتم أيضا تواجهون مثل هذه الأخطار الافتراضية وتشنّون على الأبرياء هجوما مثل الهجوم المذكور آنفا، وتعذبونهم أشد العذاب لجرائم لم يرتكبوها أبدا.
استشهاد الرائد محمود أحمد:
والآن سأذكر ردَّ الفعل الذي مثل للعيان نتيجةً لهذه المؤامرة! وسوف أبين أيضا من كان العدو وكيف تم بطشه والتخلص منه ! فالمؤامرة الخطيرة التي قام بها الأحمديون - حسب قولهم - للسيطرة على إقليم بلوجستان، فقد أحبطتها الحكومة بقتل أحد أفراد جماعتنا ، وهو الرائد أحمد الذي كان يشتغل طبيبًا في الجيش الباكستاني، وكان رجلا طيبا ولطيفا للغاية ، حيث كان يسعى دائما لإنقاذ حياة الآخرين. فكان عائدا بعد الاشتراك في اجتماع ديني للجماعة، وكان بطبيعة الحال عازلا من الأسلحة، فهاجمه معارضو الجماعة الجبناء وقتلوه برشق الحجارة. وهكذا قمعوا مؤامرةً خطتها الأحمدية بزعمهم ضد إقليم بلوجستان، وحُلّت القضية على أرضها كما يحسبون.
من الواضح تماما أن هذا الشخص البريء ما كان يشكل خطرا على أي شخص، ولم تكن له علاقة بأية مؤامرة لا من قريب ولا من بعيد، بل كان خادما نبيلا للإنسانية، يخدمها بروح التضحية، وإذا اقتضت الحاجة كان لا يتوانى من زيارة المرضى وعلاجهم في بيوتهم أيضا حتى أثناء الليل، وكان هدفه السامي الوحيد هو إنقاذ حياة الناس. فتخلصتم من الأحمدية أيها المعارضون بقتلكم إياه.
الحقيقة أنكم تعيشون في عالم الأوهام والخيالات، ولا علاقة لكم بالحقائق، إذ إنكم لا تعيرون اهتماما بالأخطار الحقيقية المحدقة بكم حتى لا تعرفونها أيضا، بل أنتم منها عمون.
أما فيما يتعلق بالأخطار من قبل الأحمدية ، فأخبركم أن مؤامرة فتح بلوجستان بسيطة وصغيرة لو أنكم قرأتم كتبنا بأنفسكم، دون أن تستعيروا اعتراضات سخيفة من كتب معارضينا للإدخال في بيانكم الأسود الذي نحن بصدده لوجدتم فيها عبارات كثيرة أخرى في هذا الشأن، لأن تفاصيل مثل هذه "المؤامرات" منشورة في كتبنا بكل وضوح.
لقد أوردتم – بقص ولزق - مقتبسا لسيدنا الخليفة الثاني له يتعلق ببلوجستان، ولكنني أقدم إليكم مقتبسا آخر من كلامه هو حيث قال حضرته عام ١٩٣٦م ما يلي:
" لم نُخْف قط أننا ننوي إقامة حكومة إسلامية في العالم كله، بل نقول علنًا إننا سوف نقيم حكومة إسلامية في العالم كله لا محالة."
" لم نُخْف قط أننا ننوي إقامة حكومة إسلامية في العالم كله، بل نقول علنًا إننا سوف نقيم حكومة إسلامية في العالم كله لا محالة."
خطبة الجمعة ألقيت بتاريخ ۱۳ مارس ۱۹۳۶م، المنشورة في جريدة "الفضل" ۱۸ مارس ١٩٣٦م ص٤)
غاية الأحمدية المنشودةُ:
فيا أيها المعارضون إننا نخطط لفتح العالم كله، وإنكم لا ترون إلا مؤامرة تتعلق ببلوجستان وحدها. يقول سيدنا الخليفة الثاني في جريدة "الفضل" ٨ يناير ١٩٣٧م ص ه:
"لا تجلسوا عاطلين لأن غايتكم المنشودة بعيدة المدى، ومهمتكم صعبة، ومسؤولياتكم كبيرة جدًّا... إن الله يأمركم أن تغزوا دول العالم كلها دفعة واحدة، حاملين سيف القرآن الكريم. ثم إما أن تهملكوا في هذا المجال أو تفتحوا هذه البلاد الله ولرسوله و لا تنظروا إلى أمور بسيطة، واجعلوا هدفكم السامي أمام أعينكم دوما . فكل أحمدي - أيا كان عمله في الحياة العادية يجب أن يركز جهوده ومساعيه على نقطة واحدة، وهي أنه لا بد أن يفتح العالم كله للإسلام . إذن فإننا نخطط لفتح العالم وأنتم لا ترون إلا مقاطعة بلوجستان، لأن حادثا معينا قد حدث فيه، وأثرتم أيها المشايخ ضجة بناء عليه، مما أدى إلى استشهاد أحمدي.
غاية الأحمدية المنشودةُ:
فيا أيها المعارضون إننا نخطط لفتح العالم كله، وإنكم لا ترون إلا مؤامرة تتعلق ببلوجستان وحدها. يقول سيدنا الخليفة الثاني في جريدة "الفضل" ٨ يناير ١٩٣٧م ص ه:
"لا تجلسوا عاطلين لأن غايتكم المنشودة بعيدة المدى، ومهمتكم صعبة، ومسؤولياتكم كبيرة جدًّا... إن الله يأمركم أن تغزوا دول العالم كلها دفعة واحدة، حاملين سيف القرآن الكريم. ثم إما أن تهملكوا في هذا المجال أو تفتحوا هذه البلاد الله ولرسوله و لا تنظروا إلى أمور بسيطة، واجعلوا هدفكم السامي أمام أعينكم دوما . فكل أحمدي - أيا كان عمله في الحياة العادية يجب أن يركز جهوده ومساعيه على نقطة واحدة، وهي أنه لا بد أن يفتح العالم كله للإسلام . إذن فإننا نخطط لفتح العالم وأنتم لا ترون إلا مقاطعة بلوجستان، لأن حادثا معينا قد حدث فيه، وأثرتم أيها المشايخ ضجة بناء عليه، مما أدى إلى استشهاد أحمدي.
الحقيقة أنكم ما قرأتم كتب الأحمدية ،بل قمتم بالهجوم عليها بمجرد قراءة اعتراضات جمعها لكم الآخرون. فإذا كانت هذه مؤامرة، فإنها لم تبدأ من زمن الخليفة الثاني بل بدأت قبل ١٤ قرنًا، وإنها مذكورة في القرآن الكريم بوضوح تام في أكثر من موضع، إذ يقول الله تعالى: ﴿هُوَ الذي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى ودين الْحَقِّ لِيُظْهِرَه عَلَى الدِّين كُلّه ولَوْ كَرِهَ المشركون.(التوبة: ٣٣).
فالهدف السامي والوحيد لإرسال الرسول له هو إظهار الإسلام على الأديان الأخرى. هذه هي المؤامرة التي نقوم بها، ونعترف بتورطنا فيها، ونعترف بارتكابنا هذه الجريمة. فلكم أن تعاقبونا عليها كما يحلو لكم. أما الأحمدية فسوف تنجز إن شاء الله هذه المهمة المقدسة التي تسمونها مؤامرة.
تقدم الأحمدية:
إن الله تعالى قد أخبر سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود مرارا بفتح بلاد مختلفة، وأخبره بانتصار الأحمدية ليس في بلد أو بلدين بل في العالم كله؛ وهو بدوره قام بإعلان غلبة الإسلام النهائية بكل قوة وجلال. فإذا كانت الجماعة بنفسها تعترف بجريمة كبيرة كهذه التي ذكرت آنفا، فماذا يفيدكم الصراخ حول "مؤامرة" بسيطة، بأن هذه الجماعة توَدُّ السيطرة على إقليم بلوجستان؟
تقدم الأحمدية:
إن الله تعالى قد أخبر سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود مرارا بفتح بلاد مختلفة، وأخبره بانتصار الأحمدية ليس في بلد أو بلدين بل في العالم كله؛ وهو بدوره قام بإعلان غلبة الإسلام النهائية بكل قوة وجلال. فإذا كانت الجماعة بنفسها تعترف بجريمة كبيرة كهذه التي ذكرت آنفا، فماذا يفيدكم الصراخ حول "مؤامرة" بسيطة، بأن هذه الجماعة توَدُّ السيطرة على إقليم بلوجستان؟
في إحدى المرات حين وُضعت العراقيل في المساعي التبليغية لسيدنا أحمد قال حضرته: "المعارضون يريدون عرقلة تبليغنا، ولكن الله تعالى أراني جماعتي كذرات الرمل. (تذكرة مجموعة إلهامات ورؤى وكشوف سيدنا أحمد ص٨١٣). ثم قال: "إن الله بشرني قائلا: سوف أجعل جماعتك تنتشر في روسيا مثل ذرات الرمل." (المرجع السابق)
فهل هذا يعني أن الجماعة تشكل خطرا على روسيا أيضا؟
ثم قال حضرته بأن الله سبحانه وتعالى أخبرني قائلا ما تعريبه: "جاء
نذير في الدنيا فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله ويُظهر صدقه بصول قوي شديد صول بعد صول.
(البراهين الأحمدية، الخزائن الروحانية ج ١ ص ٦٦٥ ، الهامش رقم ٤)
فهل هذا يعني أن الجماعة تشكل خطرا على روسيا أيضا؟
ثم قال حضرته بأن الله سبحانه وتعالى أخبرني قائلا ما تعريبه: "جاء
نذير في الدنيا فأنكروه أهلها وما قبلوه، ولكن الله يقبله ويُظهر صدقه بصول قوي شديد صول بعد صول.
(البراهين الأحمدية، الخزائن الروحانية ج ١ ص ٦٦٥ ، الهامش رقم ٤)
وقال حضرته أيضا بأن الله تعالى أوحى إلي قائلا: سأبلغ دعوتك إلى أقصى أطراف الأرض." (جريدة "الحكم" ج٢ عدد ٥ و٦" من ٢٧ مارس إلى ٦ أبريل ١٨٩٨م ص١٣)
فبالله أخبروني أيها المعارضون هل بقي بلد من بلاد العالم خارج إطار هذه المؤامرة؟ اذهبوا وحرّضوا روسيا أيضا أن هناك مؤامرة قيد التخطيط ضدها، وحرّضوا أمريكا أيضا أن هناك مؤامرة تحاك ضدها، وحثوا اليابان والصين أيضا، واجلبوا علينا خيلَكم ورَجلَكم؛ ولكنني أقسم بالله أن محاولاتكم كلها سوف تبوء بالفشل الذريع لأن هذه خطة بينها القرآن الكريم، ولا قوة في الدنيا تستطيع إفشال خطة القرآن الكريم.
فبالله أخبروني أيها المعارضون هل بقي بلد من بلاد العالم خارج إطار هذه المؤامرة؟ اذهبوا وحرّضوا روسيا أيضا أن هناك مؤامرة قيد التخطيط ضدها، وحرّضوا أمريكا أيضا أن هناك مؤامرة تحاك ضدها، وحثوا اليابان والصين أيضا، واجلبوا علينا خيلَكم ورَجلَكم؛ ولكنني أقسم بالله أن محاولاتكم كلها سوف تبوء بالفشل الذريع لأن هذه خطة بينها القرآن الكريم، ولا قوة في الدنيا تستطيع إفشال خطة القرآن الكريم.
لقد أعلن سيدنا أحمد أن هذا الفتح النهائي ليس فتحا دنيويا، ولا يتعلق بالبلاد والتيجان ولا بالعروش، بل هذا فتح روحي. فقال في بيت شعر له ما تعريبه:
ما لي ولهذه البلاد، فإن بلادي تختلف عن الجميع. وما لي وللتيجان فإن تاجي هو رضوان الحبيب.
ما لي ولهذه البلاد، فإن بلادي تختلف عن الجميع. وما لي وللتيجان فإن تاجي هو رضوان الحبيب.
(البراهين الأحمدية جه، الخزائن الروحانية ج٢١ ص ١٤١)
إذن، فلا شك في أننا متورطون في هذه المؤامرة، وجاهزون للتضحية بأنفسنا في سبيل رضوان الحبيب ، ولن نتأخر من تقديم التضحيات في
هذا السبيل.
هذا السبيل.
يساعدون المسيحية:
ليس لمعارضينا هم إلا أن يبقى القوم منصرفين إلى الأخطار الافتراضية، وألا يعرفوا عن الأخطار الحقيقية شيئا. إن هؤلاء المعارضين لا يرون مواقع الخطر ولا اتجاهه، أو أنهم رغم علمهم بذلك يريدون صرف انتباه القوم عنه قصدًا. يرون الخطر الكبير المحدق بهم في الخطط التي تخططها الأحمدية لفتح العالم كله لصالح الإسلام، في حين إنهم غافلون عن المسيحية التي أخبر الله تعالى عنها نبيه أنها سوف تشكل خطرا حقيقيا على الإسلام وأهله، وسوف يسيطر المسيحيون على العالم كله بصورة الدجال، بل الحق أن هؤلاء المشايخ يساعدونهم وينصرونهم بمحاولتهم للحيلولة دون دعوة المسيح الموعود. ولكن لا أحد يستطيع أن ينجح في مثل هذه المحاولات.
على أية حال حين لاحظت هذه الحكومة أن سمعتها بدأت تتشوه في أعين العالم الخارجي كله بسبب محاولاتها لعرقلة دعوة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، ورأت أن الناس يطعنون فيها قائلين: هذه الحكومة تصدر أحكاما غريبة ، إذ تفرض حصارا على المعتقدات والنظريات، وبذلك تضيّق الخناق على حرية الضمير، بدأت الحكومة بعدها تتخذ قرارات أكثر غرابة من ذي قبل. فمن ناحية ، حظرت على انعقاد اجتماعنا السنوي الذي كانت قبل ذلك تسمح بعقده على مضض، ومن ناحية ثانية سمحت للقساوسة المسيحيين بالتبشير بالمسيحية على التلفاز بحرية تامة .أولئك الذين يقدمون يسوع المسيح كمنقذ. إن تصرف الحكومة الباكستانية هذا يدل على سيرتهم المزدوجة، ويميط اللثام أيضا عن حقيقة الاتهامات التي يلصقونها بنا.
ليس لمعارضينا هم إلا أن يبقى القوم منصرفين إلى الأخطار الافتراضية، وألا يعرفوا عن الأخطار الحقيقية شيئا. إن هؤلاء المعارضين لا يرون مواقع الخطر ولا اتجاهه، أو أنهم رغم علمهم بذلك يريدون صرف انتباه القوم عنه قصدًا. يرون الخطر الكبير المحدق بهم في الخطط التي تخططها الأحمدية لفتح العالم كله لصالح الإسلام، في حين إنهم غافلون عن المسيحية التي أخبر الله تعالى عنها نبيه أنها سوف تشكل خطرا حقيقيا على الإسلام وأهله، وسوف يسيطر المسيحيون على العالم كله بصورة الدجال، بل الحق أن هؤلاء المشايخ يساعدونهم وينصرونهم بمحاولتهم للحيلولة دون دعوة المسيح الموعود. ولكن لا أحد يستطيع أن ينجح في مثل هذه المحاولات.
على أية حال حين لاحظت هذه الحكومة أن سمعتها بدأت تتشوه في أعين العالم الخارجي كله بسبب محاولاتها لعرقلة دعوة سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود، ورأت أن الناس يطعنون فيها قائلين: هذه الحكومة تصدر أحكاما غريبة ، إذ تفرض حصارا على المعتقدات والنظريات، وبذلك تضيّق الخناق على حرية الضمير، بدأت الحكومة بعدها تتخذ قرارات أكثر غرابة من ذي قبل. فمن ناحية ، حظرت على انعقاد اجتماعنا السنوي الذي كانت قبل ذلك تسمح بعقده على مضض، ومن ناحية ثانية سمحت للقساوسة المسيحيين بالتبشير بالمسيحية على التلفاز بحرية تامة .أولئك الذين يقدمون يسوع المسيح كمنقذ. إن تصرف الحكومة الباكستانية هذا يدل على سيرتهم المزدوجة، ويميط اللثام أيضا عن حقيقة الاتهامات التي يلصقونها بنا.
الحربة السماوية سوف تمزق الدجل:
لا شك أن الإنسان كلما اتخذ خطوات خاطئة أسفرت عن نتائج وخيمة. فهكذا عندما حاولت الحكومة سد دعوة الأحمدية باعتبارها خطرا، كانت هناك ضجة في العالم كله ضد تصرفاتها الغاشمة التي سلبت حرية الاعتقاد والضمير ، فكان رد فعلها أن أعطت المسيحيين حرية مطلقة لنشر معتقداتهم وذلك لإيهام الناس أنها تحافظ على حرية الضمير. فحدث لأول مرة في باكستان في ظل ما يسمى بالحكومة الإسلامية أن تم تبشير المسيحية علنا عبر التلفاز بصورة نظامية، وتم تقديم يسوع المسيح كمُنَجِّ. ولكننا لسنا هيابين من موقفهم هذا، ونعلن جهارا أنه إذا كان معارضونا من المسلمين ينوون الهجوم علينا من الخلف فهذا شأنهم، أما نحن فلم ولن نزال متصدين دائما للقوى المعادية للإسلام. يقول سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود:
"إنني دائم التفكير في أن يُسوَّى الخلاف بيننا وبين النصارى بشكل من الأشكال. إن قلبي يدمى ونفسي تشعر بضيق لا يطاق لرؤية فتنة عبادة الأموات،. فليس هناك ما يؤلم القلب أكثر من أن إنسانا ضعيفا قد اتخذ إلها، وأن حفنة من التراب قد اعتُبرت رب العالمين. لقد كدت أهلك حزنًا على هذا الوضع لو لم يُطَمْئِنّي ربي القادر القدير أن التوحيد وحده سوف ينتصر في نهاية المطاف، وأن الآلهة الباطلة سوف تهلك لا محالة، وسوف تُجَرَّد عن ألوهيتها. سوف يُقضى على ألوهية مريم، وليموتَن ابنها "الإله" أيضا. يقول الله القادر : لو شئتُ لأهلكت مريم وابنها عيسى ومَن في الأرض جميعا. لقد أراد الله أن يذيق ألوهيتهما الزائفة كأس الممات. فالآن سوف يموت كلاهما ولن يقدر أحد على إنقاذهما. كذلك سوف تفنى تلك الملكات الفاسدة أيضا التي كانت تقبل الآلهة الباطلة. سوف تكون هناك أرض جديدة وسماء جديدة. وقد اقتربت الأيام حين تطلع شمس الصدق من الغرب وستعرف أوروبا الإله الحق. ثم يُغلق باب التوبة بعد ذلك، لأن الداخلين سوف يدخلونه مندفعين، ولن يبقى خارجه إلا الذين لا يحبون النور بل يحبون الظلمة، والذين سُدَّت الأبواب دون قلوبهم بسبب فطرتهم الفاسدة. يوشك أن تهلك الملل كلها إلا الإسلام ، ويوشك أن تنكسر الحرابُ كلها إلا حَرْبة الإسلام السماوية التي لن تنكسر ولن تَفُل حتى تُمزّق الدجالية تمزيقا." (مجموعة الإعلانات ج٢ ص ٣٠٤-٣٠٥، إعلان بتاريخ ١٨٩٧/١/١٤م)
هذه هي "المؤامرة الخطيرة" التي خططها سيدنا الإمام المهدي والمسيح
الموعود بناء على تعليم القرآن الكريم، ونحن عاكفون الآن على تنفيذها. لذا فادعوا أيها المعارضون القوى المسيحية كلها لمساعدتكم، واجلبوا القوى الملحدة أيضا التي قامت الأحمدية لإهلاك آلهتها الباطلة، وادعوا أولئك الذين قامت الأحمدية عاقدة العزم لإبطال تعاليمهم الباطلة، والذين رفضوا تعليم رب العالمين وقدموا التعاليم البشرية كمنقذة للبشر.
لا شك أن الإنسان كلما اتخذ خطوات خاطئة أسفرت عن نتائج وخيمة. فهكذا عندما حاولت الحكومة سد دعوة الأحمدية باعتبارها خطرا، كانت هناك ضجة في العالم كله ضد تصرفاتها الغاشمة التي سلبت حرية الاعتقاد والضمير ، فكان رد فعلها أن أعطت المسيحيين حرية مطلقة لنشر معتقداتهم وذلك لإيهام الناس أنها تحافظ على حرية الضمير. فحدث لأول مرة في باكستان في ظل ما يسمى بالحكومة الإسلامية أن تم تبشير المسيحية علنا عبر التلفاز بصورة نظامية، وتم تقديم يسوع المسيح كمُنَجِّ. ولكننا لسنا هيابين من موقفهم هذا، ونعلن جهارا أنه إذا كان معارضونا من المسلمين ينوون الهجوم علينا من الخلف فهذا شأنهم، أما نحن فلم ولن نزال متصدين دائما للقوى المعادية للإسلام. يقول سيدنا الإمام المهدي والمسيح الموعود:
"إنني دائم التفكير في أن يُسوَّى الخلاف بيننا وبين النصارى بشكل من الأشكال. إن قلبي يدمى ونفسي تشعر بضيق لا يطاق لرؤية فتنة عبادة الأموات،. فليس هناك ما يؤلم القلب أكثر من أن إنسانا ضعيفا قد اتخذ إلها، وأن حفنة من التراب قد اعتُبرت رب العالمين. لقد كدت أهلك حزنًا على هذا الوضع لو لم يُطَمْئِنّي ربي القادر القدير أن التوحيد وحده سوف ينتصر في نهاية المطاف، وأن الآلهة الباطلة سوف تهلك لا محالة، وسوف تُجَرَّد عن ألوهيتها. سوف يُقضى على ألوهية مريم، وليموتَن ابنها "الإله" أيضا. يقول الله القادر : لو شئتُ لأهلكت مريم وابنها عيسى ومَن في الأرض جميعا. لقد أراد الله أن يذيق ألوهيتهما الزائفة كأس الممات. فالآن سوف يموت كلاهما ولن يقدر أحد على إنقاذهما. كذلك سوف تفنى تلك الملكات الفاسدة أيضا التي كانت تقبل الآلهة الباطلة. سوف تكون هناك أرض جديدة وسماء جديدة. وقد اقتربت الأيام حين تطلع شمس الصدق من الغرب وستعرف أوروبا الإله الحق. ثم يُغلق باب التوبة بعد ذلك، لأن الداخلين سوف يدخلونه مندفعين، ولن يبقى خارجه إلا الذين لا يحبون النور بل يحبون الظلمة، والذين سُدَّت الأبواب دون قلوبهم بسبب فطرتهم الفاسدة. يوشك أن تهلك الملل كلها إلا الإسلام ، ويوشك أن تنكسر الحرابُ كلها إلا حَرْبة الإسلام السماوية التي لن تنكسر ولن تَفُل حتى تُمزّق الدجالية تمزيقا." (مجموعة الإعلانات ج٢ ص ٣٠٤-٣٠٥، إعلان بتاريخ ١٨٩٧/١/١٤م)
هذه هي "المؤامرة الخطيرة" التي خططها سيدنا الإمام المهدي والمسيح
الموعود بناء على تعليم القرآن الكريم، ونحن عاكفون الآن على تنفيذها. لذا فادعوا أيها المعارضون القوى المسيحية كلها لمساعدتكم، واجلبوا القوى الملحدة أيضا التي قامت الأحمدية لإهلاك آلهتها الباطلة، وادعوا أولئك الذين قامت الأحمدية عاقدة العزم لإبطال تعاليمهم الباطلة، والذين رفضوا تعليم رب العالمين وقدموا التعاليم البشرية كمنقذة للبشر.
ثم يقول سيدنا الإمام المهدي: "لقد حان الوقت لكي ينتشر في البلاد توحيد الله الحقيقي الذي يشعر سكان الصحارى والبراري والغافلون عن جميع التعاليم أيضا. عندها لن تبقى في الدنيا أية كفارة زائفة ولا إله زائف، وإن يد الله القوية سوف تبطل مكائد الكفر كلها، ولكن ليس بسيف ولا ببندقية بل بتنوير الأرواح المستعدة ،وإنزال النور على القلوب الطاهرة ، عندها ستفهمون ما أقوله الآن." (المرجع السابق ص ٣٠٥)
خطة لفتح العالم:
فهذه هي الخطة التي تخططها الأحمدية والتي تسمونها مؤامرة. لم تبدأ
فهذه هي الخطة التي تخططها الأحمدية والتي تسمونها مؤامرة. لم تبدأ
الجماعة بهذا المشروع الآن، بل بدأت به قبل أكثر من ٩٠ عاما، كما تقولون أنتم، وليس في بلد واحد بل في كل بلدان العالم. وهذا هو المشروع الذي بُذرت بذرته الأولى في القرآن. إنه لمشروع ظهرت ملامحه للعيان قبل خلق الإنسان، بل قبل خلق الكون أيضًا حين قرر الله خَلْقَ سيدنا محمد، وليس من الممكن أن يكون هناك تخطيط لخلق سيدنا محمد دونما تخطيط لفتح الكون معه، لا يمكن الفصل بين هذين المشروعين. فوعْدُ الله الذي جاء في القرآن الكريم أنه بعث محمدا رسول الله لإظهار الإسلام على الأديان كلها يدل دلالة واضحة على وجود هذا المشروع العظيم، ونحن نبذل كل ما في وسعنا من نفس ونفيس لإنجاز هذا المشروع وتنفيذه. أما أنتم فلا تُوفّقون للمساهمة فيه، ولا توفقون لتقديم التضحيات بأنفسكم وأموالكم وكرامتكم، ولا لتكريس حياتكم في سبيل غلبة الإسلام، كما لا توفقون لأن تدرسوا وتتأملوا في الأديان الأخرى فتستخرجوا ضدها دقائق علمية جديدة لتتصدوا لها وتتغلبوا عليها بالبراهين والحجج. إنكم محرومون من كل ذلك، وليس في جعبتكم إلا السباب والشتائم ولا تملكون إلا سيف الجبر والعنف والإكراه. غير أننا نجد أنفسنا بفضل الله في وضع محسود. ونجد ملامحنا مرسومة في خريطة رسمها القرآن، فليس على وجه الأرض أكثر منا سعادة. وأنتم بأنفسكم تُبرزون ملامحنا هذه للعالم كله حين تعلنون أن هذه هي الجماعة الوحيدة التي تخطط لفتح العالم. ومن المعلوم حقا أنه ليس من نصيب أية جماعة أو حزب غير جماعة محمد صلى الله عليه وسلم أن تنفذ هذا المشروع العظيم. فإننا راضون بقسمتكم هذه، وأقول لكم: افعلوا ما شئتم ضدنا، وأخرجوا كل ما في جعبتكم، وأجمعوا علينا قواتكم ما استطعتم، وقوموا بدعاية ضدنا في العالم كله أن الأحمدية تشكل خطرا عليهم جميعا، إلا أننا لن نرتدع من تنفيذ مشروعنا هذا، ولن نتأخر قيد شعرة خوفًا منكم، لأننا خدام محمد. لقد اتخذناه سيدًا ومطاعا، فلن نتخلى عنه، لأن خدام محمد لم يعرفوا التخلف في وقت من الأوقات، لأنهم لم يُخلقوا من مادة يشوبها الجبن.
فإننا سوف نتقدم ولن نفتاً نتقدم بفضل الله تعالى في هذا المجال بل في كل المجالات، وفي كل ناحية لن نطمئن نحن ولا أجيالنا المقبلة، كبارا وصغارا، حتى ننتزع تاج محمد من رؤوس الظالمين ونعيده إلى سيدنا محمد الله مرة أخرى، عندها سوف نطمئن وعندها سوف يقر لنا القرار، وفي هذا السبيل نموت ونحيا. وفقنا الله لرفع راية الإسلام فوق قصور أقوى حكومات العالم وفي أقرب وقت ممكن. فلتكن هناك راية واحدة وهي راية محمد ، وليرتفع هتاف واحد وهو: "الله أكبر، الله أكبر"، و"لا إله إلا الله وحده، ولا رسول الآن إلا محمد "، الذي هو النبي الأخير بصفته صاحب الشريعة والحكم.
فإننا سوف نتقدم ولن نفتاً نتقدم بفضل الله تعالى في هذا المجال بل في كل المجالات، وفي كل ناحية لن نطمئن نحن ولا أجيالنا المقبلة، كبارا وصغارا، حتى ننتزع تاج محمد من رؤوس الظالمين ونعيده إلى سيدنا محمد الله مرة أخرى، عندها سوف نطمئن وعندها سوف يقر لنا القرار، وفي هذا السبيل نموت ونحيا. وفقنا الله لرفع راية الإسلام فوق قصور أقوى حكومات العالم وفي أقرب وقت ممكن. فلتكن هناك راية واحدة وهي راية محمد ، وليرتفع هتاف واحد وهو: "الله أكبر، الله أكبر"، و"لا إله إلا الله وحده، ولا رسول الآن إلا محمد "، الذي هو النبي الأخير بصفته صاحب الشريعة والحكم.
(أُلقيت بتاريخ ٢٦ نيسان / أبريل عام ۱۹۸٥م في مسجد "الفضل" بلندن)
تعليقات
إرسال تعليق